أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالمطلب رفعت سرحت - الأكراد ضحية حرب المياه .. تاريخ يعرفه كل ذي عقل















المزيد.....

الأكراد ضحية حرب المياه .. تاريخ يعرفه كل ذي عقل


عبدالمطلب رفعت سرحت

الحوار المتمدن-العدد: 4551 - 2014 / 8 / 22 - 15:30
المحور: القضية الكردية
    



قبل أيام نشرت الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي مقالاً لكاتبة تدعى (إيزابيل بنيامين ماما آشوري) تحت عنوان (حرب المياه والاكراد وعلاقة ذلك بإسرائيل، تاريخ لا يعرفه أحد). سردت الكاتبة في مقالها دور المياه في بناء الحضارات مستندة بذلك على بعض الكتب المقدسة, ومن ثم ركزت على استخدام المياه كسلاح لرضخ الشعوب واضعافها واستخدام حرب المياه ضد العراق من قبل كل من سوريا وتركيا (والاكراد بالتعاون مع اسرائيل!!!) متناسية ورافضة ذكر دور الدولة الجارة (ايران) في حربها ضد العراق وخاصة (جنوب العراق) من عقود. ما اثار دهشتي هو اسم كاتبة المقال التي تنتمي وحسب اسمها الى الطائفة المسيحية ولكنها ومن خلال سردها لمشكلة حرب المياه وجدتها (طائفية) قد تنتمي الى طائفة موالية للسياسات الايرانية ومحامية ومدافعة عن ايران ومحاولتها صب نار حقدها الدفين على الاكراد واتهامهم بالتعاون مع اسرائيل لقطع المياه عن العراق دون ذكر اي مصادر او ادلة تقوي بها ادعائاتها. ولهذا وجدت نفسي مجبراً على الرد من خلال بيان دور الدولة الجارة ايران (الشيعية) في قعطع المياه عن الشعب العراقي بصورة عامة وعن (شيعة العراق) على وجه الخصوص ومن ثم دور كل من سوريا وتركيا في استخدام المياه كوسيلة لرضخ واضعاف دور العراق الاقليمي. حيث لم تكف إيران عن ممارساتها العدوانية ضد الشعب العرقي بشتى الوسائل وأهمها ضربها للمواثيق والاعراف الدولية عرض الحائط باعلانها حرب المياه ضد العراق قبل اكثر من (60) سنة من خلال بناء بعض المشارع الاروائية على نهر الوند فانخفضت مستوى المياه في النهر الى دون النصف.
يوجد أكثر من (45) نهراً ورافداً وجدولاً دولياً بين العراق وايران كانت تغذي الأنهار والاهوار في العراق, منها (22) نهراً رئيسياً يربط البلدين. قامت ايران بقطع مياه (35) نهراً كانت تدخل مياهها الأر اضي العراقية بحجة التنمية الزراعية خارقة بذلك الاعراف الدولية واتفاقيات حسن الجوار. فانخفضت المياه الداخلة الى الاراضي العراقية باكثر من (60%) فخسرت العراق مساحات زراعية شاسعة ادت الى انخفاض انتاجها الزراعي.
أجد من الضروري سرد اسماء بعض الانهار الرئيسية الدولية التي تربط البلدين مع ذكر اهم المشاريع الايرانية الضخمة التي تعمل ايران او عملت على بنائها بغية اضعاف الدولة العراقية وجعلها صحراء جرداء:
1- نهر كارون: الذي ينبع من اقليم الاحواز ويغذي الأراضي العراقية ومن ثم يصب في (شط العرب). عملت ايران على بناء بعض السدود والمشاريع الاروائية على هذا النهر من اجل قطع المياه عن العراق واغراق بعض الاراضي الزراعية في الاحواز وتخريب بيئتها الطبيعية. ومن اهم السدود المبنية على هذا النهر هو (سد كارون الاول او ما يسمى بسد شهيد عباس بور) و(سد كارون الثاني) و(سد كارون الثالث) و(سد كارون الرابع) و(سد مسجد سليمان) اضافة الى (مشروع ماء الايمان) وهو انبوب مائي يمتد من نهر كارون الى دول الخليج التي لايران اهداف سياسية فيها.
2- نهر طيب: والذ ينبع من الاحواز ايضاً ويغذي (هور المشرح) في العمارة. قامت ايران ببناء سد على هذا النهر في مدينة (دهلون) فأثر على مستوى المياه الداخلة الى العراق وبالتالي رفع درجة ملوحة مياهه الى ما يقارب (6000 ppm) مما اجبر سكان القرى العراقية التي كانت تعتمد على هذا النهر الى النزوح الى مناطق اخرى تاركين قراهم واراضيهم الزراعية وخاصة في مناطق زبيدات والبدو وغيرهما.
3- نهر كرخة: والذي ينبع من الاحواز ويصب في (هور الحويزة). حيث عمدت الحكومة الايرانية على بناء عدد من السدود عليه وباحجام مختلفة وبحجج التنمية الزراعية وانتاج الطاقة ومن اهمها (سد كرخة) الذي يغذي ما يقارب من (320) الف هكتار من الاراضي الزراعية داخل ايران ومؤثرة بصورة سلبية على الاراضي الزراعية جنوب العراق.
4- نهر زرنجو الكبير: وقد بنت ايران عدة سدود على هذا النهر مثل (سد بايوة) و (سد باله جوو) و(سد وسان).
5- نهر دويريج: والذي يدخل الاراضي العراقية ويغذي (هور النساف). قطعت ايران ضخ ما يقارب اكثر من (85%) من مياه هذا النهر منذ عام 1966 من خلال بناءها سد (كَبة هشال).
6- نهر قورتوو: والذي يمتد الى المساحات الزراعية الشاسعة والواقعة بين مدينتي (خانقين وكلار), وقد عمدت ايران الى بناء مشاريع مائية منذ عام 1962 لتغيير جزء من مجراه داخل الاراضي الايرانية وبالتالي خفض جريانه ومستواه داخل العراق ومن ثم بناء مشاريع جديدة في السنوات السابقة وأصبح النهر موسمياً.
7- نهر كنكير: هذا النهر كان يغذي أكثر من (32) الف هكتار من الاراضي الزراعية في (مندلي), فعمدت ايران الى قطعه فجعلت من بعض بساتين (مندلي) وأراضيها الزراعية صحراء من غير زرع.
8- نهر الوند: وينبع من الاراضي الايرانية داخلاً الاراضي العراقية في خانقين, وكان يروي اكثر من (13) الف هكتار من الاراضي الزراعية في خانقين. فعملت ايران منذ عام 1951 على تغيير جزء من مجراه الى داخل اراضيها بهدف تنمية الاراضي الزراعية في بعض المدن الايرانية فانخفض مستواه المائي بحوالي (65%) وسبب بذلك جفاف اكثر من (50) الف دونم من الاراضي المنتجة في قضاء خانقين. وقد بدأت ايران مؤخراً بزيادة مشاريعها على هذا النهر مما جعلته نهراً موسمياً مؤثرة على الاراضي الزراعية في خانقين.
9- نهر كنجان جم: قامت ايران ببناء العديد من المشاريع الاروائية عليه مما اثر سلباً على الاراضي الزراعية ي العراق وخاصة في (بدره) و(زرباطية).
10- الزاب الصغير: وأهم المشاريع الايرانية فيها هي كل من السدين (بريسو وكرزال)
11- نهر ديالى: ويسمى بـ(نهر سيروان) في اقليم كوردستان. وينبع من جبال زاكروس داخلة الاراضي العراقية في اقليم كوردستان في منطقة (جوانرو) ماراً بدربنديخان ومن ثم ديالى وبالتالي يعتبر احد روافد نهر دجلة. قامت الحكومة الايرانية مؤخراً ببناء عدد من السدود الكبيرة لغرض منع مياهها من الوصول الى مجرى النهر واستخدامها داخل اراضيها لاغراض الزراعة وانتاج الطاقة الكهربائية. من اهم المشاريع المنفذة على هذا النهر في ايران هي كل من سدود (قشلاغ) و(كاوشان) و(غاران). وأهمها هو (سد غاران) القريبة من مدينة مريوان الايرانية الكردية بهدف منع وصول المياه الى نهر (سيروان- ديالى) من جهة وغرق الأراضي الكردية وازاحة سكانها من مدينة مريوان الكردية (في ايران). وبهذا تحقق هدفين اولهما قطع المياه عن الأكراد لمقايضتهم اقتصادياً وتجارياً وخاصة بعد ان أحست ايران برغبة الاقليم ببناء سد (بخمة) في الاقليم. والثاني هو التغيير الديموغرافي لكوردستان ايران لتفقد تلك المناطق هويتها الكردية. وهذا ما سينعكس على كل جوانب الحياة الاقتصادية والطبيعية والبيئة. إن بناء إيران سد كبير على حدودها الغربية تعتبر بمثابة الشرارة الأولى لحرب المياه ضد العراق وإقليم كردستان وسوف يكون أكثر وأشد وطأة على كردستان.
لقد بدأت آثار بناء ايران لسد (غاران) تظهر يوماً تلو الآخر, حيث أن مستوى مياه دربنديخان بدأ بالانخفاض بضعة امتار, وفي حال اكتمال بناء السد والمشاريع التابعة لها فإن نهر (سيروان/ديالى) وسد (دربنديخان) سوف لن يكونا قادرين على تلبية المتطلبات المائية للمناطق المحيطة بها.
إن رغبة اقليم كوردستان في بناء وتوسيع سد (بخمة) قد أثار المخاوف الايرانية لأن هذا السد سوف يخلص العراق من القبضة الايرانية من ناحية (الموارد المائية) لأنها تعتبر من المشاريع المهمة التي تتكفل بحل أزمة المياه في العراق. ويعتبر من المشاريع الإستراتيجية الضخمة لأن مياهه تتجمع من داخل العراق وليس من خارجه وبهذا سوف لن تركع الدولة العراقية واقليم كوردستان لأية مطاليب ايرانية أو دولية وسوف لن يعاني العراق من أزمة شح المياه على ألإطلاق. حيث يعد (سد بخمة) ثاني السدود العراقية من حيث السعة والأهمية والضخامة بعد سد الموصل.
من خلال ما ذكر نستنتج أن ايران التي تدعي التشيع وتعتبر نفسها المتحدثة باسم شيعة العالم تستعمل المياه كورقة ضغط على العراق بكل طوائفه. فقد قطعت مجارى الانهار المغذية للمدن الجنوبية والشرقية اضافة الى خانقين ذات الطابع الشيعي. ان الدولة الاسلامية الايرانية لديها اهداف كبيرة في العراق بل وتعمل على إبادة الشعب العراقي بكل طوائفه واعراقه عن طريق تجويعه وتصحير أراضيه وقتل بساتينه وتهجيره من الأرض المحاذية لها سيما وأنها غنية بالنفط.
أما بالنسبة للمشاريع التركية فان الهدف منها القضاء على أكراد تركيا وغرق اراضيهم وازاحتهم الى المحافظات التركية الاخرى قبل ان تستهدف العراق. فالمشروع التركي الكبير والمسمى بمشروع كاب (GAP), من أهم وأبرز آثاره الخطيرة يكمن في تهجير عدد كبير من الأكراد القاطنين جنوب شرقي تركيا وإغراق المئات من المواقـع الأثرية المهمة بالنسبة لتاريخ الكرد. إضافة الى أن (سد أليسو) الكبير و(سد جزرة) المزمع بناءه الذين يقعا ضمن مشروع كاب (GAP) فإن آثارهما سوف تكون أكثر صرامة ووطأة على الأكراد وستحول المساحات الزراعية الشاسعة ضمن الاقليم والمحافظات العراقية الاخرى الى التصحر. وتكمـن خطورته في تحويل جميع المياه المخزونة من نهر دجلة إلى خزنها في تركيا وغرق الأراضي الكردية جنوب تركيـا قبـل دخولهـا الأراضي العراقية الواقعة قرب الحدود الدولية المشتركة. وبالنتيجة فإن مشروع (سد أليسو) سوف يتحكم بكميات المياه الواردة الى العراق والذي سوف ينخفض وارد النهر من (20,93) مليار م3/سـنة إلى (9,7) مليار م3/سنة, إضافة الى رفع ملوحة مياه النهر في العراق والذي سوف لن يكون مياهه صالحاً للاستعمال.
وبخصوص السياسة المائية السورية فتقوم على نفس الاساس وتستند على عدد من الاهداف وبضمنها تهجير الكرد. ومن اهم المشاريع المائية السورية المستخدمة لهذا الغرض هو مشروع (سد وخزان الطبقة) والذي يعتبر أكبر مشروع مائي في سوريا، ويقع جنوب تركيا بمسافة (180) كم. كان الهدف الرئيسي من إقامة المشروع هو هدف فني وسياسي يكمن في اسكان مليون شخص من ذوي الجنسية السورية العربية بدلاً من الأكراد السوريين الذين حرموا من الجنسية. والأراضي هي ضمن مناطق سكناهم الأصلية وهذه طريقة انتهجتها سوريا كباقي الدول التي تقع اجزاء من كردستان فيها ضد الكرد لتغيير الواقع السكاني وأراضيهم.
نستنتج مما سبق أن الاكراد هم ضحية السياسات المائية التي تمارسها دول الجوار, فكيف يتفق الاكراد مع اسرائيل في تدمير وطنهم الذي يدافعون عن استقلاله لقرون؟!. أليس من الهراء ان يفكر احد ويتهم الاكراد بهذا الفعل؟!. ما لكم كيف تحكمون؟!. للاسف فان ذلك التاريخ الذي ذكرته الكاتبة وادعت بانه (لا يعرفه احد) هو تاريخ زائف. وقد صدقت حين قالت (لا يعرفه أحد) فلا احد يعرف التاريخ الزائف إلا من يكتب وينسب للتاريخ ما يشرح به صدره ليشفي غليله.

* ماجستير (إدارة الموارد المائية) جامعة اديلايد - استراليا



#عبدالمطلب_رفعت_سرحت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى الحكومة الكردية التي همّشت منطقة كَرميان..


المزيد.....




- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي
- مصر وأيرلندا: غزة تعاني المجاعة وغير قابلة للعيش
- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالمطلب رفعت سرحت - الأكراد ضحية حرب المياه .. تاريخ يعرفه كل ذي عقل