أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - في نقد الحقيقة














المزيد.....

في نقد الحقيقة


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4551 - 2014 / 8 / 22 - 12:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


(1) :
(فما ننتجه من معارف ونظريات لاتقرر حقائق نهائية ولا تصل الى مرتبة العلم الضروري والنسق الكلي ).المفكر علي حرب

( ان ربط المعرفة باللغة يفتحها على المجال التداولي ..فالخطاب هو مايمكن انتشاره وتداوله ) .المفكر علي حرب

(ان التعامل مع الافكار , بوصفها وقائع لغوية او تشكيلات خطابية ,يتيح كسر لغة الكليات المجردة والماهيات الثابتة والمطابقات الخاوية ,للاشتغال بمنطق تعددي , عملاني ). المفكر علي حرب

( فالقراءة المثمرة والفعالة ليست مجرد التحقق من الوقائع ,بقدر ماهي وقائع جديدة خارقة .بهذا المعنى ,فالحقيقة هي مانعرفه ومانخلقه في آن . والقاريء الفعال هو خالق اكثر مما هو محقق).
المفكر علي حرب

(2 ) :

يؤكد المفكر علي حرب في كتابه ( اسئلة الحقيقة ورهانات الفكر : مقاربات نقدية وسجالية )- ط 2- 2012 – دار مدارك للنشر – دبي – الامارات العربية المتحدة ...

ان طلب الحقيقة تؤول غالبا الى نفيها عند ذوي العقائد والمذاهب ,ذلك ان كل فريق منهم ينطلق من موقف مسبق يقوم على استبعاد الفريق الاخر من دائرة الحقيقة ووصمه بالخطا والضلالة . طالبوا الحقيقة يمارسون مثل هذا الاستبعاد المتبادل لان معنى الحقيقة عندهم , يقوم نفسه على الاستبعاد ,اذ هم يتصورون الحقيقة كشيء جاهز , مطلق ,يمكن اكتسابه بصورة يقينية ونهائية , مستبعدين بذلك تاريخية النشاط المعرفي وطابعه النسبي والبشري .

ان مفهومهم للحقيقة , مفهوم احادي تبسيطي ,اي لاهوتي ماورائي . انه مفهوم مسكوت عنه في خطابات كهنة الحقيقة . اذ هو البداهة التي تتاسس عليها مقالاتهم . والبداهة تكون دوما محتجبة مستبعدة ,ولعلها تحتجب من فرط وضوحها وانكشافها . من هنا ظهر مفهوم (الفرقةالناجية ) والنظرية العلمية الخارقة .ان كل طرف يستبعد وجود وامتلاك الحق او بعضه من قبل غيره المختلف عنه . لذا فان النقد الحقيقي يقتضي بنقد مفهومنا للحقيقة قبل اي نقد اخر .

ان مسالة الحقيقة بحسب المفكر علي حرب هي :

(ليست مسالة انتصار للحق على الباطل بقدر ماهي لعبة تفريق بين صواب وخطا او بين هدى وضلال , يشتبك فيها المعرفي والسلطوي والعشقي ,انه ,اعني النقد,, يبين ان تاريخ الحقيقة ليس تاريخا لتقدم العقل على الوهم والمعرفة على الجهل ,بقدر ماهو تاريخ لتجارب خطابية ,او سلوكية عملية ,تقوم على الترجيح والمفاضلة والاصطفاء , وتمارس آلياتها في الحجب والاقصاء والتهميش.يشهد على ذلك ان دائرة الجهل لاتضيق , اذا لم نقل انها تتسع ,بعد هذا التراكم الهائل في المعارف .. لذا تبدو الحقيقة اقل حقيقية مما ينبغي ) .

فالحقيقة ليست منطقية بقدر ماهي عملية تقوم وفق القاعدة التالية :
( لااحد محق ولا احد مخطيء ).هذه القاعدة تشكل الاساس الذي ينبي عليه حق الاختلاف .ان اقراري بحقك ان تكون مختلفا عني في الراي والمعتقد واقرارك لي بمثل هذا الحق , معناه تسليم كل واحد منا بانه لايملك الحق وحده دون سواه .
معناه ان لانص او تفسير اولى بالحقيقة من غيره , وانه لايمكن لاي مذهب ان يحتكر الحقيقة وحده دون سواه , ولا يمكن لاي مدرسة او نظرية ان تشكل مصدرا وحيدا للمعرفة .

مآل حق الاختلاف ان يتخلى الواحد عن اعتقاده بانه يملك مفاتيح العلم , لكي يعتقد بان اصوله ومعارفه هي مجرد مقاربات للواقع او تفسير للاحداث , او تاويل للنصوص , او مجرد شكل من اشكال التعامل مع الذات والغير والعالم .وبتعاملنا مع الامور بهذا الانفتاح نتخطى القاعدة القديمة التي ترى في الحقيقة كمعيار حاسم للتمييز بين حق وباطل او بين هداية وضلال.
المهم كما يقول علي حرب ان المعيار الاصولي الابستمولوجي ( المعرفي )لايصح على المستوى الوجودي الانطولوجي .حيث تشكل كل هوية ثقافية راسمالا رمزيا وبعدا من ابعاد التراث الانساني .

ان الحوار الحقيقي شرطه الاعتراف المتبادل , وهو لايكون فاعلا ومجديا الا اذا تم التفاعل بين المتحاورين .فلا حوار بلا تبادل , ولا تبادل دون اعتراف متبادل , اي دون الاقرار بحق الاختلاف . وهذا الحق يحملنا على تغيير مفهومنا للحقيقة , بحيث لاتعقل كجوهر ثابت ازلي يتعالى على التجربة ويسبقها , بل تفهم وتمارس بوصفها وجودا تختلف انماطه وتجلياته ,او حدثا تتعدد قراءات واشكال التعاطي معه . فالحقيقة قد تكون مجرد نظام للتجريب او اجراء للشرح والتفسير .

انها منظومة اعتقادات او نسق من المسلمات او اطار مرجعي , للنظر او نمط اصلي للعمل .انها ممارسة الواحد لهويته , اي لاختلافه عن غيره , بطريقة تقربه من هذا الغير وتساويه به , ولكن من خلال مساومة ما .
ان المساواة لاتتحقق على مايظهر , الاكتسوية بين الفعل والهوى , او بين القداسة والعنف , او بين التدين والكفر او بين الحق والقوة . فنحن البشر نرفض عبادة الاوثان ,لكننا لانكف في الوقت نفسه عن عبادة رؤوسائنا وعن تحويل مقولاتنا ونصوصنا الى اصنام اين منها اصنام الجاهلية . كذلك نحن نصلي ونبتهل ونخشع ,لكننا متاهبون دوما لسحق من يتهدد سلطتنا او يكشف عن اخطائنا .

ان الانسان اليوم يمارس عالميته وكونيته في مجالا ت الاعلام والاتصالات واستخدام التقنيات , لكنه يمارس , على صعد اخرى هويته الى حد الاختلاف الوحشي وبكيفية عنصرية او فاشية .
حقا ان العالم اصبح قرية صغيرة اعلاميا , لكن هذه الوحدة لاتمنع كل واحد من البحث عن هوية ينتمي اليها.
ان الحقيقة تبدو دوما اقل صدقا . انها يمكن ان تقرا كتسوية اركانها الاختلاف والمفارقة والتعارض بل التوتر . والذين يتحدثون عن حقيقة ثابتة راسخة يدعون امتلاك مفاتيحها , هم اول من تكذبهم الحقائق وتصدمهم .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور المعجزة اليابانية - ج 2
- جذور المعجزة اليابانية
- لنصنع ليبراليتنا
- اوهام الايديولوجيا
- المثقف هو وسيط وليس بقائد
- هجرة محمد الى المدينة
- الاسلام بين الجامع والمسجد
- الاغتراب في الثقافة
- فتح الستارة عن حجاب المراة
- نحو مجتمع اسلامي علماني
- نهاية دولة لينين
- دبلوم في الخطيئة
- الجنس والكبت الجنسي
- نحو وطن عالمي كوني - انساني
- الانقلاب والثورة ينفيان الديمقراطية
- زعماء العالم النموذجيون
- الانساق الثقافية المعمارية - الجنسية
- تاثير الجنس في الحركات الاسلاموية التكفيرية
- الجنس بين الاثارة وشحة الامكنة
- جدلية الدين والنص والتاريخ


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - في نقد الحقيقة