أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - مقلوبا................بين جرف وعصف....!!















المزيد.....

مقلوبا................بين جرف وعصف....!!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4551 - 2014 / 8 / 22 - 10:39
المحور: كتابات ساخرة
    


وقعت الواقعة...انهار نصف شهرعسل المفاوضات من وراء حائل،وعدنا من جديد الى يوم العاشرمن رمضان!!
اسرائيل تمني النفس باغتيال الضيف وتكتفي مؤقتا بزوجته وابنه وثلاثة من قادة الميمنة..!! ورغم ذلك ابو عبيدة يخرج لسان القسام متحديا نتنياهو في عقر مطار بن جوريون ..!!
الرؤوس لا تزال حامية .. ومصر تنصح الوفدين الاسرائيلي والفلسطيني باخذ دش بارد...والا يشطحا كثيرا في مطالب تعجيزية اطول من ذراعيهما.، ويبدو ان الطبخة شاطت لدخول قطر وتركيا على الخط نكاية وعرقلة..!!
الوفد الفلسطيني موحد شكلا لكنه موزع بين ولاءات لمصر وقطر...والوفد الامني الاسرائيلي يلعب على ذلك.
كل من الوفدين يريد ان ينتصر ويسوق لجبهته الداخلية بضاعة النصر...اسرائيل مغرورة وغزة مقهورة والعرب والمسلمون مفتتنون غائبون عن الصورة،اما امريكا فهي تلاعب نفسها بكل البيادق على رقعة الشطرنج.
اخرجت من قمقمها مارد القاعدة لهدف ولما تمرد...مسخته الى عفريت النصرة ثم الى سياف خلافة داعش وهاهي تقلم مخالبه الطويلة بالزنانات والبشمركا في الموصل ..!!
ساغمض عيني قليلا عن الجرف والعصف.. وافكرفيما هو ابعد من موقع قدمي فالقصف لابد وان يتوقف بعد ان ياخذ حصته من دمنا ويرحل باتفاق او بغيره وسيتحسن الجو بشكل ملحوظ، ويبقى السؤال الازلي:وماذا بعد ؟!!

تصوروا... او لا تتصوروا..
ان ميزانية سلطة رام الله من فياض الى الحمد الله بفساد وبدون او بدون فساد لم تتجاوز2مليار دولار ..!!
الاول عائدات ضرائب من باب الجيران والثاني شحدة وطنية علنية من باب الله.. يعني بالشيكل 6مليار وشوية فكه..!! ويعني ايضا ..نص ميزانية الشاباك وعشر ميزانية جيش الدفاع و2% من ميزانية دولة اسرائيل العظمى.. مع العلم ان ميزانية السلطة هذه لا تساوي اكثر من سهرة وشخرة في اي دولة خليجية موحدة بالله.
اخشى ما اخشاه ان يتخفف العالم رويدا رويدا من صدمة مشاهدة فيلم الاكشن والجريمة في غزة ويتملص من مسؤلياته وتعلق عجلة الاعمار في رقبة سلطة القشل والخبز الحاف... والعام الدراسي من امامنا وشتاء كانون من خلفنا...!!
ربع مليون بني ادم مكدسون كما المعلبات في مدارس تحولت الى مزابل ومهازل وحوت مآس متحركة تعبر عن حال الرفاهية الفلسطينية بامتياز رغم الاجتهادات والمساعدات المحلية و اغاثات الا ونروا..!!
الروائح الكريهة والمشاهد التي لاتسر عدو ولاحبيب...وباقة من اوبئة التهابات السحايا وابوداج والنزلات تصيب الاطفال الناجين من القصف و تخجل امامها كل الشعارات والعنتريات العربية والاسلامية مع تبخر وعود الدعم والنصرة ..!! مما اوحى الى مقهور ان يتصرف في قصيدة محمود درويش (اشطب انا عربي.......)!!
ونحن امام واقع جولة اخرى من القصف المتبادل...نتوقع دفعة جديدة من خريجي البيوت المهدمة في (غزة التى غزاها البين والنيا) كما قال عمنا ابوعرب...
غزة المركوبة المنكوبة المنحوسة المخنوقة بكل ما تعني هذه الكلمات من معنى لن تخفف الامها كل مسكنات الايحاء بالمعجزات والكرامات واناشيد التمجيد والتبريكات...بقدر ما نرحمها ولا نجشمها اكثر من طاقتها..وهي اصلا وقبل الحجة بمرحلة تعاني من شيخوخة مزمنة وتلف اعصاب الماء والكهرباء ومن بطالة تقارب 41 % ارتفعت بعد العصف الماكول الى60%

احزنني قصف مصنع للبسكويت -رغم اني لست ميالا لكل انواع البسكوتات-... وقد علمت ان الاقتصاد الفلسطيني خسر 25مليون دولار في غارة لم تستغرق سوى من 10دقائق وانضمت500 اسرة على الفور الى طابور البطالة الممتد من بيت لاهيا الى كرم ابو سالم . !!
هذا مثال من امثلة عديدة على النكبة النفسية والاقتصادية التي تتوارى خلف دخان الرغبة في تحقيق ا نتصار
لا ابالغ ان قلت وبعيدا عن عما نصدره للعالم من فيديوهات البطولة والصمود ... اننا نعيش هولوكوست حقيقي تتضح وتتفاقم بشاعته كل ساعة وان الناس باتوا يشعرون قهرا بانهم معلقون بالمقلوب من اقدامهم في بئر الوقت.. فهم يجهلون ما سيحدث لهم بعد دقيقة او ساعة او يوم وقد ملوا ممارسة لعبة حامي ..بارد ...بمنطق تهدئة أو حرب !! ..حتى انهم لم يعودوا يبالون بما يعد به عزام الاحمد ولا بتوقعات حبيبنا ناصر اللحام ولا بالتصريحات النارية من هنا وهناك...وحالهم يقول (هي موتة)..!! ويلطم مع عمر عبد اللات (يما هدوا دارنا ودار اخوي وجارنا )..!!
اما الاطفال فهم لم يعودوا اطفالا...وقد تملكهم الرعب والخوف مع صعود 500منهم الى السماء وانهارت امام اعينهم الشعارات و القيم مع انهيار بيوتهم واحلامهم....!!
لقد صعقني طفل منكوب وهو يقول لمراسل البي بي سي: ) انا صرت اكرة المدرسة التي قصف فيها اهلي واحبائي وقتل فيها صديقي ...مدرسة لا امن ولا امان فيها..لا اريدها...) اولئك المشردين انتزعت منهم طفولتهم انتزاعا وشابت فيهم امالهم واصبحوا بحاجة الى دعم وترميم نفسي قبل كل شيء..

بعد شهرين من العص والقهر والطحر والخوف والموت ..استمعت في استراحة التهدئة الى (زي الهوا) من احدى الاذاعات الثورية التي لطالمنا هلكتنا بالاغان الهجومية ونحن نتلقى القصف تلو القصف...من جرف ارعن واعمى لم يصمد الا على رقاب اطفالنا وحطام بيوتنا !!
صحيح (زي الهوا)...مضى كل ما تيسرمن اعمارنا.. وتبخر كل ماحلمنا وتمنينا لاطفالنا واحفادنا وودعنا ماودعنا من اغلى احبابنا وكاننا نصحو من كابوس فزعة جديدة..تضاف الى كومة فزعات تمتد مائة عام خلفنا....
انظر الى قافلة الشهداء...ولم يعد لدي قدرة على البكاء ..تتحجر الغصة في حلقي وانا اتلو على نفسي سورة الفيل متذكرا حجارة السجيل والعصف الماكول..!! ابتسم بمرارة فقد كان المسمى الاخير اكثر ملائمة لنا من غيرنا.!!.

لا ادري هل هو خطأنا..ام خطأ زماننا ومكاننا ام خطأ من استعمرونا واستحمرونا وتخلوا عنا... ليتركونا ومصير مجهول يلهو به وبنا الهواة والحواة والبغاة من حولنا ومن بيننا.
لقد تحررت كل بلدان العالم وانقرضت كل الاحتلالات.. ولم يتبق تحت الاحتلال سوانا..
لماذا ؟ والف لماذا؟
ربما يتوجب علينا ان نراجع تجاربنا و حساباتنا ونعيد التفكير حتى في طريقة تفكيرنا..ونقدرواقعنا و امكاناتنا اكثر من الانسياق وراءعواطفنا وطموحاتنا مهما كانت عادلة وعدم المجازفة براس مالنا الغض دون حساب للعواقب....!! ولا يعني هذا بالضرورة ان نستسلم ونرفع الراية البيضاء بل ان نقاوم بشكل مغاير..!!
ربما يتوجب علينا ان نبدأ من جديد اول الخطوات الصحيحة في الطريق الصحيح كما فعلت كل الشعوب المهزومة..(المانيا واليابان ) مثلا... لقد فكرت اولا في النهوض الى امام قبل الانتقام... بدات من الصفر.. وصلتا الى القمة ثم انتقمتا اقتصاديا وبطريقة حضارية ..!!
ومأساه(فيتنام) انتهت ايضا بعد صراع طويل ومرير الى مائدة مستديرة..!!
لا اعرف بالضبط ما الذي يتوجب علينا فعله ولكني اعرف ان علينا التفكير في حلول ابداعية تختلف عما تعودنا عليه والى ان يتحقق ذلك...سنظل نحلم...بقادم افضل يستحقه احفادنا!!



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وانت...رفح.....!!
- تجليات انهزامية..............!!
- قابضا على عقلي................!!
- غزة....تصلي خمسا...!!
- تداعيات ..خارج النسق..!!
- كلنا غزة ...وغزة كلنا................!!
- عباس ..والوسواس الخناس..!!
- مختارة ..في الحارة..!!
- مصحف ..ومتحف..!!
- العروس للعريس..والجري للمتاعيس..!!
- بكائية.. لنيسان الذي رحل .....!!
- غلطة...وندمان عليها...........!!
- حمدين او سيسين..!!
- ميه مالحة ..ووجوه مصالحة.....!!
- قرآن...ليس للاكل او للقتل...!!
- ودع هواك.......!!
- ارحمونا...من هذا الخزي القاسي...؟!!
- بأي ذنب قتلت....؟!!
- موت.. وخراب ديار....!!
- هل الاخوان ..في خبر كان..؟!!


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - مقلوبا................بين جرف وعصف....!!