أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - القول والفعل














المزيد.....

القول والفعل


مصطفى بالي

الحوار المتمدن-العدد: 4550 - 2014 / 8 / 21 - 16:36
المحور: القضية الكردية
    


الأفكار،القناعات،الأخيلة،هي ليست سرابا على دروب العقل في قيظ ظهيرة الجسد المتعطش للحلم الوردي،هي مخلوقات عضوية مثلنا،لها قامة أجسادنا،لها أعينها،أحاسيسهاألها هيكلها المتكامل كما نحن،باختصار الأفكار لها هيئة الفعل،إن تجلت في ممارستنا لها وما عدا ذلك فهي تخرصات تتعفن داخل قلوبنا وعقولنا فتصدر رائحة العفونة لتزكم انوفنا قبل غيرنا وتحول الحياة إلى رتابة مملة كما عقارب الساعة التي لا تجيد التوقف أو الإسراع كونها مقادة مسيرة لا قائدة مخيرة.
في الخامس عشر من آب ملتهب،كان الجلاد يشرب الأنخاب احتفالا بإفناء أمة كاملة وتذويبها في كأس نخبه كما تذاب حبيبات الملح في كأس من الخمرة لتزيد السكرة نشوى،وكان مطمئنا تماما أنه لم يعد هناك رؤوس تتجرأ على النهوض كون عباءة الخلافة قد اهترأت منذ أمد بعيد ومنجل اليسار قد ثُلِمَ بينما مطرقته أصبحت في يد الشغيلة معولا لهدم أمجادها الزائفة.
خرج شاب قروي،ممشوق القوام،طبع على صفة اليوم ابتسامة السخرية وأطلق وابل آماله وأحلامه على حفلة الشواء البشري ليصرخ فيهم(أن لا تفرحوا كثيرا فنحن ما زلنا نتربص بكم في تشققات أرضنا العطشى لدمائنا)وكان عكيد فلم الرعب الهوليودي على المحتفلين،كان البوصلة التي وجهت أنظارنا إلى شواطئ الخلاص وأفقدهم رشدهم وصوابهم.
حينها قالوا ان السويعات كثيرة على هؤلاء وتناوبوا على منبر الكذبة يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وسنة في إثر سنة دون ان يشرحوا للمستمعين على مدرجات مسرحهم الهزلي أن السويعات قد تكون ثلاثين سنة أو يزيد،ودون ان يشرحوا إن السويعات قد تزيد الشعاع انطلاقا نحو أفق ليس في متناولهم.
لجؤوا إلى الخطط البديلة وسوقوا لشخصيات ثلجية باسم الكرد وقدموهم على أنهم قادة للكرد لتوجيه أنظار البسطاء من أبناء الأمة عن قادته الحقيقيين لكن هؤلاء كانت أفكارهم تتعفن في ذاكرتهم وتصدر رائحة العفونة فيهرب البسطاء منهم،وتردادهم لجملهم التي حفظوها عن ظهر ارتزاق ما كانت كافية لإنقاذهم من سيل الربيع الكردي،سرعان ما كانت تذوب أكاذيبهم وشخصياتهم تحت أشعة الحقيقة الحارقة،وازداد الفلم رعبا يقترب من أسرة نومهم ويقض مضاجعهم.
فرح نسل طوران باستشهاد القائد بينما كان أبناء النار والشمس يحتفلون باستشهاده ويرفعون شارة النصر،لم يفهم حينها أحد لما الاحتفال بفقدان قائد بهذه العظمة،لكن فيما بعد عرف السبب وبطل العجب،فالكرد منذ أول خيبة وحتى المس القريب جدا لم يتعودوا من قادتهم إلى أن يكون أبناء البطون الفاخرة،يوجهون(ثوراتهم وجنودها)كما يوجه طفل نزق ألعابه بالريمونت كونترول،وإن حدث وبدأت ملامح الهزيمة في الأفق فإن اول إجراء يتخذه ابن البطن الفاخر هو تأمين ملاذ آمن له ولعائلته(ولتذهب الثورة إلى الجحيم)فهناك متسع من الوقت للبحث عمن يحتضنه ويعيده قائدا على هؤلاء المساكين.
لكن هذه المرة كان القائد مع جنوده وارتقي بينهم قائدا وشهيدا وستكون هذه الشهادة منعطفا في ربيع الكرد كما كان أزيز رصاصته الأولى منعطفا.
بعد ثلاثين أنة مخاض في في ملحمة انبعاث الحرية،بقي عكيد بقامته الرعب المستمر والكابوس المؤرق لنومهم فكان هذه المرة أن أطل عليهم بتمثاله الذي لم يتوقعوه وسط أعتى ثكناتهم بما أنهم حولوا كامل الوطن ثكنة لجحافلهم،وقف شامخا بين أبناء ثورته،شامتا بجبروتهم،ساخرا من جدران حصونهم الآيلة للسقوط ،هم لم يتحملوا هذه الصفعة الثالثة من قائد أصر أن يذلهم حيا وأن يذلهم ويستمر في إذلالهم وهو شهيد مجهول القبر حتى تاريخه.
في لجة الآمدية،ابنة قورقماز البارة بقائدها سقطت أسطورة اتاتورك هذه المرة مدوية صاعقة أفاقت معها النائمون في سباتهم الطويل ومؤكدة لهم ان الكلام يبقى كلاما لا معنى له إن لم يرتدي الفعل ثوبا له أناقة الحلم



#مصطفى_بالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شنكال/كوباني
- شنكال ذاكرة التاريخ
- الموصل بين مؤتمرين ومؤامرة
- مسرحية....ديمقراطية.....شمولية
- حالة طارئة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- برز الثعلب يوما في ثياب الواعظينا
- إعادة تدوير النفايات
- حمص الثورة و الثروة
- بوابة التاريخ
- قلب الآية
- الخندق والطوفان
- خندق العار
- الرابع من نيسان كل الأيام تحسده
- كوباني غراد
- كوباني تواجه الغبار
- أخناتون درويش(قدس الله سره)
- عبد الحميد درويش في أرذل عمره
- الخيبة الخامسة عشرة للمؤامرة
- متسكعون في عَرَصَات جنيف
- هواجس جنيفية على طاولة الإدارة الذاتية لغرب كردستان


المزيد.....




- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - القول والفعل