أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل كلفت - عرب 48 وعرب 67 فى إسرائيل














المزيد.....

عرب 48 وعرب 67 فى إسرائيل


خليل كلفت

الحوار المتمدن-العدد: 4548 - 2014 / 8 / 19 - 22:53
المحور: القضية الفلسطينية
    



تعيش الشعوب العربية والثقافة العربية فى حالة دائمة من خداع النفس بشأن فلسطين. وأعتقد أنه لا يجدر بنا التواطؤ مع متلازمة الأوهام التى تسيطر على عقولنا وحياتنا.
وبطبيعة الحال فإن الشعب الفلسطينى مشدود دائما إلى مستقبل يتحرر فيه من دولة إسرائيل الصهيونية؛ على الأقل فى سياق حلّ الدولتين الذى تضع فيه منظمة التحرير، وكذلك الفصائل المتمردة عليها، أملها وحلمها.
والدعوة إلى التحرُّر من خداع النفس دعوة إلى وضع إستراتيچيات للتعامل مع الحقائق وليس مع الأوهام. ولا شك فى أن إسرائيل، والدول الغربية، وحتى الدول العربية، تعرف حقائق المسار الفعلى للقضية غير أنها تُخفيها، تفاديا لأىّ احتجاجات شعبية فلسطينية وعربية كبيرة قبل أن تترسَّخ الحقائق الجديدة كأمر واقع ينصاع إليه الجميع.
والتصور السائد هو أن عرب 48، مع كل تشبثهم بوطنيتهم وقوميتهم وهويتهم، ورغم مقاومتهم بالوسائل المتاحة لهم، صاروا جزءا لا يتجزأ من دولة إسرائيل، فيما صارت أراضى عرب 67 فى الضفة الغربية وغزة "مناطق" محتلة تسير فى طريق صعب وطويل نحو التحرُّر والاستقلال فى إطار حلّ الدولتين، وهذا وَهْمٌ تغذِّيه إسرائيل وباقى الدول المعنية.
والحقيقة التى تعرفها إسرائيل وباقى الدول، على وجه اليقين، ولكنْ لا تبوح بها هى أن أن عرب 67، فى الأراضى المحتلة منذ 47 سنة فى الضفة وغزة، سوف يتمّ ضمها فى الوقت المناسب رسميا إلى إسرائيل، كما حدث مع مرتفعات الجولان التى تمّ ضمها إلى إسرائيل بقانون فى ديسمبر 1981.
ولأن أراضى الضفة وغزة محتلة منذ حوالى نصف قرن دون تحرير فإنه يغدو من المشروع أن نتساءل بموضوعية عن مصيرها. والحقيقة أن هذه الأراضى لم تكن مستقلة بل كانت خاضعة للبريطانيِّين، ثم للشروط الإسرائيلية الحديدية التى جعلت الضفة وديعة لدى الأردن وغزة وديعة لدى مصر، منذ 48، لحماية أمن إسرائيل، ثم فرضت عليهما الاحتلال والحصار المتواصليْن منذ 67. وبالطبع فإن بلدانا كثيرة فى العالم تحررت من الاحتلال الاستعمارى الطويل غير أن هذا كان فى سياق أوضاع مختلفة تماما.
ولنا أن نتساءل: ما الجديد المتوقع الذى من شأنه أن يقلب هذه المعادلة؟ وهنا يتجه اللوم إلى مصر وباقى الدول العربية. والحقيقة أن الدول العربية، حتى لو توفرت لديها الإرادة، لا تستطيع مواجهة إسرائيل وحلفائها الأقوياء. ويعلم الجميع أن كل بلد عربى يعيش مشكلته الخاصة المتمثلة فى التبعية الاقتصادية؛ وهى أم كل التبعيات الأخرى. فلا بلد، إذن، سيحارب معركة بلد آخر، مع أن وجود دولة إسرائيل خطر على كل البلدان العربية المحيطة بها. ويعلم الجميع نتائج المغامرات العسكرية التى ندخلها بجهلنا وضعفنا، وليس بمعرفتنا وقوتنا، وكان الاستثناء الوحيد حرب 73، مهما اختلفنا حول تقييم نتائجها السياسية.
ولأن المورد الديمجرافى الأساسى لإسرائيل يتمثل فى روسيا وأوروبا الشرقية، فإنه يمكن القول إن إسرائيل كيان روسىٌّ-بولندىٌّ من ناحية البشر، وأمريكىٌّ-أوروبىٌّ من ناحية التمويل والعون الشامليْن، وكذلك من ناحية استخدامها كأداة استعمارية فى المنطقة.
وفى غياب دينامية تحرُّرية ذاتية لدى الفلسطينيِّين، لن يُجدى توجيه اللوم إلى الدول العربية، أو دول العالم، أو المجتمع الدولى، ويذهب كل هذا الصراخ فى البرية أدراج الرياح.
وإسرائيل دولة توسعية تضيق عليها مساحتها الحالية (20770 كيلومتر مربع، أىْ حوالى 80% من مساحة فلسطين، 26990 كيلومتر مربع)، ويعيش فيها حوالى 8 ملايين نسمة، بالإضافة إلى الزيادة السكانية والهجرة اليهودية. فالتوسُّع إذن ضرورة حياة أو موت، ويتمثل المجال الحيوى للتوسُّع فى أراضى الضفة وغزة، وتتجاوزهما أهداف التوسع إلى الدول العربية المجاورة بادئةً بمرتفعات الجولان التى تمّ ضمها بالفعل.
وتصل مساحة الضفة إلى 5640 كيلومتر مربع، وتُواصل المستوطناتُ اليهودية، التى تضم حوالى نصف مليون مستوطن، قضمها وهضمها وابتلاعها. ولا تتجاوز مساحة غزة 360 كيلومتر مربع. ولا تتجاوز المساحة المحتلة من الجولان 1200 كيلومتر مربع. وبحساب بسيط، تصل مساحة هذه المناطق إلى حوالى 10 آلاف كيلومتر مربع، أىْ حوالى نصف مساحة إسرائيل، وتمثل هذه المناطق المجال الحيوى للتوسع الإسرائيلى المفتوح الشهية دائما؛ ولكل شيء فى الحياة وقت.
وكنتُ وما زلت من مؤيدى إقامة دولة علمانية ديمقراطية واحدة لكل العرب واليهود على كامل التراب الفلسطينى. غير أن هذا شعار للأجل الطويل، ولم يكن مطروحا أصلا للتحقيق العملى فى الأجل القصير أو المتوسط.
وليس حلّ الدولتيْن الذى تتواصل مفاوضاته العبثية على مرّ العقود سوى استهلاك للوقت إلى أن تأتى ساعة الحقيقة. ووراء أوهام العودة إلى فلسطين تختفى حقيقة الترحيل القادم من فلسطين، أىْ من دولة إسرائيل على كامل التراب الفلسطينى.
ولا جديد لا فى الاحتلال والحصار والضمّ، ولا فى الترحيل (الترانسفير)، فهذه ممارسات توسعية إسرائيلية تم تطبيقها طوال تاريخ إسرائيل. ولا مناص من وضع إستراتيچيات ثورية يضعها ويطبقها الشعب الفلسطينى، ولا يعبث بها أىّ مغامر، لمواجهة المصير الصهيونى بمصير فلسطينى محتمل.



#خليل_كلفت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسطينيون بين الحصار والترحيل
- مجلس النواب وفصل السلطات
- مجلس النواب والشعب
- استشراف ما بعد الانتخابات
- ضجة حول مقال للدكتور نصار عبد الله عن ظاهرة أطفال الشوارع
- قراءة موضوعية للانتخابات
- من المقاطعة إلى المشاركة
- خليفة حفتر: بصيص أمل فى ليبيا؟
- دعاوى المصالحة جريمة نظرية
- الأخونة
- حسابات الانتخابات الرئاسية فى مصر
- الثورة والإخوان
- ما الثورة؟
- ضجة حول حرب قبائل مزعومة فى أسوان
- الاقتصار على الحل الأمنى مصيره الفشل
- المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال ...
- إرهاب الإخوان المسلمين والحل الأمنى
- مغزى المشاركة الشعبية فى الاستفتاء
- فى سبيل تفادى حرب أهلية إخوانية مدمرة
- الأصولية (فصل من كتاب) بقلم: الپروفيسور أندرو فينسينت ترجمة: ...


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل كلفت - عرب 48 وعرب 67 فى إسرائيل