أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح ابراهيم - اسباب تخلف المسلمين عن ركب الحضارة العالمية













المزيد.....

اسباب تخلف المسلمين عن ركب الحضارة العالمية


صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4548 - 2014 / 8 / 19 - 20:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



يعتبرُ الإسلامُ كلَّ جديد بدعةً وكلَّ بدعة ضلالةً. والضلالة تؤدي الى النار . ولهذا يتردد المسلم في التفكير في التجديد و الابتكار او تغيير كل ما هو قديم الى جديد . لأنه يعتقد ان الابتكار والابداع هو بدعة تقود الى الضلالة وبالتالي الابداع سيؤدي به الى نار جهنم .
فالإسلام يشلُّ نفسيةَ المسلمين فلا تعود قادرةً على التقدم ولا على التجديد ما دامت محكومةً بدستور القرآن وقوانينه الرادعة .
فكيف يجروء المسلم على الابداع الفكري و العقلي او التوجه الى الاختراع او ابتداع شئ غير موجود سابقا ، لأنه حسب حكم القرآن ان كل جديد سيكون بحكم البدعة التي تعتبر ضلالة ، وهذه مخالفة صريحة لحكم القرآن والنتيجة ستؤول به الى نار جهنم وبئس المهاد بسب ابداعه .
فافضل طريقة لكسب رضى الله وعدم اغضابه ـ التمسك باحكام القرآن والاكتفاء بما لدي من معلومات وعدم استخدام العقل ، بل الاكتفاء بالنقل الاعمى الموروث من 1400 عام . وعدم الاتجاه للابداع والتحول نحو الضلالة .
في القرآن أكثر من 130 آية تهدد الانسان بالعذاب ؟ فأيُّ أبداعٍ يُنتظَر من شخص يتملَّكه خوفُ الشواء في النار؟
المسلم يعيش بحالة انعدام التفكير من الولادة حتى الممات طالما يقرأ القرأن ويطبق تعاليمه ويستمع لشرح الشيخ الامام ويقبل ان يُغسل دماغه برضاه وان لا يستخدم ما انعم الله عليه من نعمة العقل الذي ميزه عن الحيوان .
لقد عبَّر نزار قباني عن اغلاق العقل واتباع قول الامام والشيخ في قصيدة "المؤمن الخروف" بقوله : من قتلَ الإمام": ؟
"

يَعرِفُني في حارتي الصغيرُ والكبيرْ.
يَعرِفُني الأطفالُ والأشجارُ والحَمامْ.
وأنبياءُ الله يعرفونني
عليهمُ الصلاةُ و السلامْ.
الصلواتُ الخمسُ لا أقطعها
يا سادتي الكِرامْ.
وخُطبةُ الجمعة لا تفوتني
يا سادتي الكرامْ.
[...]
في ربع قرنٍ وأنا
أمارسُ الركوعَ و السجودْ.
أمارسُ القيامَ و القعودْ.
أمارسُ التشخيص خلف حضرة الإمامْ.
[....]
وهكذا يا سادتي الكِرامْ.
قضيتُ عشرين سَنَةْ.
أعيشُ في حظيرة الأغنامْ.
أُعلَفُ كالأغنامْ.
أنامُ كالأغنامْ.
أبولُ كالأغنامْ.
أدورُ كالحبَّةِ في مَسْبحةِ الإمامْ.
أعيد كالببغاء
كلَّ ما يقولُ حضرةُ الإمامْ
لا عقلَ لي... لا رأسَ... لا أقدامْ...
[...]
قضيتُ عشرين سَنَةْ
مكوَّماً... كرزمةِ القشِّ على السجَّادة الحمراءْ.
أُجلَدُ كلَّ جمعة بخُطبةٍ غرَّاءْ.
أبتلع البيانَ والبديعَ والقصائدَ العصماءْ.
أبتلع الهُراء...
عشرين عاماً
وأنا يا سادتي
أسكنُ في طاحونةٍ
ما طحنَت قطُّ سوى الهواءْ.

إيديولوجيا القرآن تقوم على التمييز بين البشر على أساس المعتقَد فترفض المخاِلفَ لها وتهين كرامتَه مشبِّهةً إياه بالحيوانات
ام تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا
سورة الفرقان - سورة 25 - آية 44
وقد اعتبر القرآن ان الله مسخ بعض اليهود قردة وخنازير ،وهذا تحقير لخلق الله ايضا . ( وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت اولئك شر مكانا واضل عن سواء السبيل ) سورة البقرة - آية 65
فإنَّ هذا الكتابَ يخلق داخلَ المجتمع الواحد أقلياتٍ مهمَّشةً مذعورةً منطوية على ذاتها تتحيَّن الفرصةَ اللازمة للتعبير عن نفسها بوسائلَ شتَّى أوَّلُها العنفُ.

القرآن كتاب يعتمد على ايديولجيتان ، الترغيب والترهيب.
يعتمد في كسب الانسان للايمان بالاسلام و برسالة محمد ودينه الجديد ان يشهد قولا ولسانا ولا اهمية للجوهر : ان لا اله الا الله ولابد للشهادة ان تكون كاملة يجب ان تقترن بشهادة اخرى لا تقل اهمية عن الايمان بالله الا وهي الشهادة ان محمدا رسول الله . فمن قالها عصم منه دمه وماله ، وان لم يقلها فالسيف بانتظار رقبته .

كان محمد يعتمد في كسب الاتباع بالترغيب في جنة يعد فيها المؤمن الذي يُقتل في الدفاع عن الله والجهاد في سبيله ان يرث جنه تجري من تحتها الانهار ، يكون خالدا فيها ، ويكافأ هناك بحوريات جميلات باكرات حسنهن لا يوصف ولهن رائحة المسك والعنبر ، وسيتمتع المؤمن هناك بذكر لا يمل، وفرج لا يحفى، وشهوة لا تنقطع" وسينكج الحوريات دحما دحما . ومن وسائل الترغيب التي اتبعها نبي الاسلام قوله ان المسلم الشهيد في سبيل الله سيجد في الجنة انهارا من عسل ولبن وخمر فيه لذة للشاربين ، ولحم طير مشوي وفاكهة من عنب وتين وزيتون . فما الذي يريده البدوي في حياته الاخرى اطيب من هذه المغريات التي لم يجدها في حياته على الارض . فليمت في احدى الغزوات المحمدية دفاعا عن الله وجهادا في سبيله ليفوز بجنة النكاح الخالدة .، ويتزوج بحور عين لم يطمثهن انس ولا جان .

اما من لا يلبي دعوة محمد و الانظمام الى صفوف جيشه والايمان بدعوته ودينه الجديد والشهادة له انه رسول الله المصطفى فالويل والثبور له وعظائم الامور ، وسيصيبه من غضبه وباسه الكثير ، لأن رزق نبي الرحمة تحت ضل رمحه ، وقد نصر بالرعب مسيرة شهر ، وان الهه قد امره ان يقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله .
فمن لا يعترف به نبيا ورسولا كان السيف مصيره والقتل نهايته .
فهل بعد كل هذا يجروء مسلم التفكير لحظة ان يغير ما اتى به نبي الرحمة من علم وفقه وبلاغة ، فما حاجته الى العلم والفكر والابداع ، فكتاب الله يحوي كل العلوم وفيه كل كنوز المعرفة ، فلا حاجة الى البدع الجديدة لأنها تضل المسلم عن طريق الهدى وتهديه الى النار .
ومن الاحاديث النبوية التي تشل عقل المسلم : ( من تعلم علما لغير الـله أَو أراد به غير الـله فليتبوأ مقعده من النار ) و ( من طلب العلم ليجاري به العلماء او ليماري به السفهاء ويصرف به وجوه الناس أليه أدخله الله النار)
.
فهل بهذه الايديولوجية سيجد المسلم طريقه الى الحضارة او يرجع الى الزمن البدوي الصحراوي كما تفعل عصابات داعش في تدمير وسرقة المعالم الاثارية والتراثية والحضارية ، وهدم المساجد والكنائس ومراقد الانبياء التاريخية .
لقد حرق الدواعش 1200 مخطوطة تاريخية سرقت من الكنائس في الموصل واصبحت رمادا ، كما فعل اجدادهم في مخطوطات وكتب مكتبة الاسكندرية واستخدموها وقودا للحمامات خلال ستة اشهر .. وقد اعادوا زمن الرقيق وبيع الاماء في اسواق النخاسة ، فقد خطف جند خليفة المسلمين البغدادي اكثر من 500 أمراءة ايزيدية وعرضوهن للبيع في الموصل .
لقد حان الزمن لينتبه المسلمون الى اعمال داعش الاجرامية وتطبيقهم للاسلام الحقيقي على الارض والمجتمع ، وتعاملهم مع الاقليات والاديان الاخرى ومع العلم والقوانين الحضارية ، وما جلبوه على سمعة المسلمين عالميا.
فلا يقول احدكم ان هؤلاء الوحوش الداعشية الذين يريدون ان يقيموا دولة الخلافة الاسلامية لا يمثلون الاسلام الصحيح.
فهل سيعيد المسلمون النظر بموقفهم من منهجهم وكتابهم وشريعتهم السمحاء؟



#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن والكيل بمكيالين
- دولة داعش الاسلامية والحضارة
- الفرق بين النصرانية و المسيحية
- انتفظوا وإثأروا لشرفكم يا رجال الموصل
- رسالة الى النائب يونادم كنا - البرلمان العراقي
- دور المسيحيين في العراق عبر التاريخ
- أين مجلس الامن من غزو داعش للعراق وسوريا ؟
- رسالة من مسيحي الى خليفة الدواعش
- افتونا يا مسلمين ما هو اسلامكم الصحيح ؟
- هكذا تعايشنا مسلمين ومسيحيين في العراق
- داعش تطرد مسيحيي الموصل
- ردود على اسئلة المشككين في الكتاب المقدس
- عناصر الحياة على الارض
- رحلت ام نائل الى السماء حزينة
- تأريخ الزلازل حسب الكتاب المقدس
- الانسان ونظرية التطور العشوائي
- الحياة بين الخلق والتطور
- اسئلة بحاجة الى اجوبة
- لسانك حصانك ان صنته صانك
- العلم يُثبِت صحة الكتاب المقدس


المزيد.....




- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح ابراهيم - اسباب تخلف المسلمين عن ركب الحضارة العالمية