قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4548 - 2014 / 8 / 19 - 20:20
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
"الإضطراب "المطلوب عربيا ، للسير على طريق التقدم ..!!
ألخُواف الإجتماعي ، هو خلل يتميز بالخوف من أن يحكم علينا الأخرون ، أو هو إحساس بالحرج . وقد يكون الخوف رادعا الى درجة كبيرة ، بحيث يؤدي الى خلل في إداء الوظائف الحياتية الروتينية .
وغالبا فجميعنا (بنو البشر ) نشعر بالخوف أو الحرج في وضعيات معينة ، فالتوتر والخوف هما شعوران معروفان وطبيعيان لدى الجميع ، في بعض الحالات أو السياقات الإجتماعية ، وخصوصا في حال تعرفنا على اشخاص جدد، أو أن نقوم بإلقاء خطاب للمرة الأولى أمام قاعة ممتلئة بالجمهور . هذه المواقف قد تؤدي الى شعور بالخوف ، التوتر ، القلق والحرج .
مما ورد أعلاه ، فإن الخواف الإجتماعي هو إضطراب نفسي سلوكي ، يدفع من يُعاني منه إلى تجنب الحديث في مجموعات ، بل وإلى الإقلال حتى الحد الأدنى من تفاعله الإجتماعي والإنساني . فهو يجد صعوبة في إبداء الرأي ، ولو كان رأيه ثاقبا ولامعا ، يخجل من "إستعراض " قُدراته على الملأ ولو كان موهوبا ، يتعسر حصوله على شريك أو شريكة ولو كان الشعور مُتبادلا ، يستصعب التعبير عن مشاعره تجاه من سلبت لُبه ، وهي تنتظر على أحر من الجمر حتى يفقدها ..و..و...
نعم ، يجد نفسه كثير البقاء مع نفسه ، يُحدثّها ، يحُثُّها ، يلومُها ، يُقرّعها ويُناجيها ، يرثي لحاله ويُعدد خساراته ، والتي كان بإمكانه تفاديها ، لو أنه قادر فقط على التخلص من هذا الحياء والخوف ..!!
ليس لدي أدنى شك بأن مواهب كثيرة دُفنت ، وقصائد جميلة أندثرت ، وعلاقات إنسانية جميلة وئدت ، نتيجة هذا الخُواف الإجتماعي ، ولو توفر لكل هؤلاء ،الذين تطايرت "أحلامهم " وذهبت أدراج الرياح، لو توفرت لهم المُساعدة المهنية ، لربحوا أنفسهم ولربحهم المُجتمع .
إذن كيف يكون "الداءُ" دواءَ ..؟!
المُطّلع على حال العرب المُعاصرين ، سيجد بأنهم على النقيض التام من المُصابين بإضطراب الخُواف الإجتماعي ، فهم ، يستغلون كل منبر سانح لإستعراض قدراتهم ، وليس لديهم من قدرات سوى إستهلاك ما يُنتجه الأخرون .
يصدعون رأس البشرية ، بإخلاقهم الحميدة ، وليس لهم من الأخلاق ،إلا السياحة الجنسية ..
يُقدسون الشرف ، ولا يعرفون من الشرف سوى ، ما بين فخذي الأُنثى ..
يتباهون بالعلوم ، وما علومهم وعلماؤهم ، إلا إجترار عنعنات ، وشذوذ جنسي ..
يسخرون من سادة الحضارة الإنسانية ، ولا يملكون إلا ألذبح لبعضهم ....
يدعون إلى المحبة والإخاء ، ويسخرون من الأخر والمُختلف ..
والقائمة طويلة جدا جدا ..
فكيف كان سيكون حالهم ، لو أصابهم الخواف الإجتماعي ؟؟
سيتوقفون عن نشر رذائلهم وبذائاتهم على العلن ، أي أعمالهم الروتينية .
سيجدون وقتا لمُراجعة الذات .
سيُقدّرون الأخر ويحسبون حساب رأيه وحُكمه عليهم ..
و....و.....و....
ولرُبما يطلبون مُساعدة مهنية ، تُساعدهم على التخلص من "تهجيصاتهم " ، وتُعرّفهم قيمتهم الحقيقية ...!!
.
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟