أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - قريبا من التاريخ قريبا من السياسة .. لولا علي لهلك عمر (2)














المزيد.....

قريبا من التاريخ قريبا من السياسة .. لولا علي لهلك عمر (2)


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4548 - 2014 / 8 / 19 - 20:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قريبا من التاريخ قريبا من السياسة .. لولا علي لهلك عمر (2)
جعفر المظفر
يقال ان عمر بن أبي الخطاب هو قائله، وأدري ان القول غالبا ما يستعمله محبو إبن أبي طالب لتأكيد أفضليته على إبن الخطاب, وهي أفضلية يراد لها هنا أن تكون مطلقة ، ليس على صعيد أسبقية الخلافة فقط وانما أيضاً على صعيد العلم والذكاء والحكمة والشجاعة, وجميع ما تبقى من صفات حميدة.
الواقع ليست هناك مشكلة أن يكون أحد الرجلين أفضل من الثاني, ولو حتى في كل شيء, لكن المشكلة تنشأ حينما تستخدم المقارنة من باب تعظيم أحدهما لصالح تقزيم الآخر, وليس لتعظيم أحدهما أكثر من الآخر.
غير ان هناك جوانب اخرى يمكن وضع اليد عليها من خلال النظر إلى الوجه الآخر للحقيقة، وهي في مجموعها تتناقض، بل وتطيح بكثير من أساسيات الثقافة الطائفية التي اريد لها ان تتأسس على وجود خلاف حدي بين الرجلين العظيمين, وهو خلاف تناوب على شحنه وتفعيله وتشنيعه وشيطنته طرفان, أولهما الأمويون الذين وجدوا أن ذلك سيمنحهم قدرة إظهار النزاع بين الطالبيين والأمويين على أنه كان بالأصل نزاعا بين الخَطّابِيين والعلويين, وأن الأمويين ليس لهم دورا في النزاع إلا بوصفهم موالين لإبن الخطاب وعثمان, وهذا برأيهم, وقد نجحوا فيه أيما نجاح, يعطي الصراع بينهم وبين الطالبيين مكانة لا تأكل منها سلبية مواقفهم من الإسلام, لأنهم آمنوا منذ البداية أنهم سيكونوا طرفا خاسرا في النزاع على السلطة ما لم يكونوا أنصارا لفريق له مكانته في الإسلام بدلا من أن يكونوا فريقا قائما بذاته ولذاته.
وقد أفلح الأمويون في تحييد العامل الأخلاقي في الصراع بينهم وبين أبي طالب, أعانهم على ذلك ذكاء سياسي كانوا إكتسبوه بفعل تصدرهم لتجربة الحكم في الجاهلية, وهي تجربة كانت تأسست على قدر كبير من فنون السياسة التي سهلت لهم أمر قيادة قبائل بدوية متنافرة كان من المستحيل تطويعها لولا وجود قدر كبير من البراعة السياسية المتشعبة المستويات والأساليب.
وأتخيل أن ميكافيلي لم يتوقف فقط عند واقع الإقطاعيات الإيطالية من حوله لكي يأتي بنظريته حول بناء دولة الغاية التي تبررها الوسيلة, بل لعله درس تجربة الأمويين في الحكم قبل ان يدرس واقع تلك الإقطاعيات, فإن لم يكن قد فعل, فذلك أيضا لن يسجل له سبق إكتشاف نظريته على معاوية.
أما الطرف الثاني الذي تناوب على شيطنة العلاقة بين الخليفتين فهو دخول النزعة القومية الفارسية على خط الصراع, وهو دخول كان تحقق في حقيقة الأمر ليس حبا بعلي وإنما كرها بعمر, وقد أريد بذلك تجييش العرب ضد بعضهم إنتقاما لمجد الإمبراطورية العريض الذين كانوا أطاحوا به, وبحثا عن موقع جديد في الإسلام الذي لم يَعُد, لا من الحكمة ولا من المقدرة, مجابهته وجها لوجه, بل أن العقل السياسي كان إقتضى البحث عن الذات السياسية مجددا من خلال الإسلام لا من خارجه, وفي هذا تساوى الأمويون والقوميون الفرس, إذ أن كليهما كان مجده قد تقوض بالإسلام, وكلاهما سعيا إلى إستعادته بطريقة إحتواء الحالة والعمل من داخلها وتحت عناوينها لأن الغاية هنا تبرر الوسيلة.
لقد تقاسم الأمويون وقوميو الفرس حينها الرجلين, أخذ الأمويون عمر وأخذ قوميو الفرس عليا وشيدوا على تلك القسمة خططهم السياسية, وما كان للرجلين اي دور في تحديد تلك القسمة بل أرى أن الجانبين قد إشتريا إمتياز الخصومة أو الإنحياز وعملا على تسويقه بالإتجاه الذي يفيد.
على الجهة الأخرى أجد أن الميل إلى نفي وجود أي خلاف بين الرجلين هو من باب النوايا الطيبة وليس من باب البحث الرصين, بل أراه نتاجا لنوايا تكتب التاريخ بعواطفها لا بعقلها, فتستقطع منه ما تحب وتترك منه ما تكره, ثم تشيد لها دارا على أرض من الرمال المتحركة.
إن عودة بسيطة لدراسة التاريخ سوف تنبئنا على أن الخلاف بين الرجلين كان وجوده مؤكدا, وحتى أنه كان محتدما في الفترة التي تلت وفاة النبي, ثم كتب لذلك الخلاف أن يتراجع كثيرا وإلى المستوى الذي صارت العلاقة بين الرجلين ممكنا لها أن تدرس على ضوء جدلية القول (لولا علي لهلك عمر)
إن هذا القول الأخير يؤكد, من ناحية النص او المضمون, على ان العلاقة بين الرجلين كانت على مستوى كبير من الإيجابية، فلو ان عليا كان حقد على عمر حقدا تجاوز حد الاختلاف المشروع والمسموح به كما يصوره البعض لما تقدم له ولو بنصف نصيحة من شانها ان تفيد عمر فيكف به إذن وهو يمد لعمر حبل النجاة وينقذه من هلاك !. ان فعلته تلك هي فعلة حب بكل تأكيد ، وهي ان لم تكن كذلك فإنما تدل بأدنى مستوى على ان بن ابي طالب كان رفض ان يتحول خلافه المشروع حول أسبقية حقه في الخلافة الى خلاف تاريخي لا يمكن تجاوزه على طريق نصرة الهدف الواحد.
وأجزم لو أن الشيعة والسنة في العراق وضعوا في عقولهم هدف خدمة الوطن الواحد لإستطاعوا قراءة العلاقة بين الرجلين بما يحرم خصومهم مجتمعين قدرة التلاعب بتاريخهم ومستقبلهم الواحد.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوهابية التكفيرية اشد خطر على السنة العراقيين مما هي على ال ...
- والعبادي أيضا دَعْشنوه وسَعْدنوه
- الرهان على البيشمركة
- بين سكين داعش وسيكارة التحالف الوطني
- تغيير المالكي .. أين المشكلة ؟
- هزيمة ما قبل الهزيمة
- في حرب العراق ضد داعش.. هل العراق بحاجة إلى اسلحة متطورة
- خطبة الوداع
- الطبعة العراقية لنظرية المؤامرة
- فؤاد معصوم رئيسا لدولة فاقدة العصمة
- الشيعة والسنة والكورد وحوار حول قدسية الجغرافيا وقدسية الإنس ...
- المكونات والأقليات
- 14 تموز .. ثقافة جلد الذات
- لعلي حينما أعشق
- حينما يكون عدو عدوي .. عدوي
- كركوك, هل ستكون كويت البارزاني
- الدولة الكردية وقضية الثابت والمتغير في الموقف التركي
- الأحزاب الإسلاموية وقضية الوطن العراقي الواحد
- دشاديش البيشمركة
- داعشيون وإن لم ينتموا


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - قريبا من التاريخ قريبا من السياسة .. لولا علي لهلك عمر (2)