أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - برهان غليون - الحرب الجديدة ضد الارهاب في العراق وسورية














المزيد.....

الحرب الجديدة ضد الارهاب في العراق وسورية


برهان غليون

الحوار المتمدن-العدد: 4548 - 2014 / 8 / 19 - 08:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يكاد قرار الرئيس الأمريكي بإرسال طائراته لمساعدة قوات البشمركة الكردية على صد هجومات داعش في شمال العراق، وعلى حدود عاصمته أربيل يثير حماس كل الاطراف المشرقية التي يئست أو كادت من سياسة أوباما في السنوات القليلة الماضية، ويبعث الأمل لدى العراقيين الذين شاهدوا بأم أعينهم جيشهم "الوطني" المليوني ينهار أمام أول هجوم صاعق لقوى هي في النهاية ميليشيات مدنية، حتى لو امتلأت كوادرها بالعناصر المدربة والمنظمة. وانتقلت عدوى الحماس بسرعة إلى قادة الائتلاف السوري الذين وجدوا الفرصة مناسبة لدعوة الأمريكيين إلى عدم استثناء سورية من عملياتهم العسكرية.
ربما كان من الطبيعي والمفهوم أن يلاقي استخدام الطائرات الأمريكية ضد داعش حماسا متجددا بعد الخيبة والاحباط الشديدين وربما قطع الأمل نهائيا بأن يكون لواشنطن دور ايجابي في مسار التحولات المأساوية التي يعيشها الهلال الخصيب الذي أرادت ايران أن تحوله إلى هلال شيعي، فأصبح هلالا كئيبا كما لم يكن في أي وقت. لكن هذا ليس ما ينتظره "أبناء هذه المنطقة المنكوبة من الولايات المتحدة والقوى الغربية عموما لمواجهة أزمة متعددة الأبعاد من أخطر ما واجهه الشرق الاوسط في تاريخه كله. ولا ينبغي لهؤلاء أن يقبلوا أن يتحرر الغرب، وعلى رأسه واشنطن، بهذا الثمن البخس، من مسؤولياته التاريخية الكاوية تجاه ما يجري في هذه المنطقة التي كانت منطقة نفوذ رئيسي له منذ الحرب العالمية الأولى من دون منازع. وهو الذي يتحمل القسط الأكبر من المسؤولية في ما آل إليه مصيرها




فمن أجل حماية مصالحه الكبرى، وفي مقدمها أمن اسرائيل وصادرات النفط الحرة، ومواقع التأثير والنفوذ على الحكومات والدول، سعى الغرب منذ عقود طويلة إلى شل إرادة الشعوب العربية، وتفريغها من قواها الذاتية، وتحييدها، ووضعها تحت رحمة ثلاث قوى مفترسة: اسرائيل .وايران الخامنئية والنظم العسكرية والامنية البوليسية وأحيانا الارهابية، فقبعت عشرات السنين في مستنقع الخوف واليأس والاحباط والقنوط




التطرف هو النبتة الطبيعية والسامة لهذه البيئة العدوانية. ولا يمكن القضاء عليه بتكبير حجم العيارات النارية.وهذا ما اكتشفه العقيد البريطاني المتقاعد تيم كولينز الذي كتب بعد عودته من شمال العراق بأنه "لا طريقة لإلحاق الهزيمة بداعش إلا بانفضاض السنة والمسلمين في المنطقة عن التنظيم، ولكن المشكلة أن السنة – وهم 90 في المائة من سكان المنطقة - يشعرون باضطهاد شديد، فهم ينظرون حولهم "ولا يرون إلا حكاما طغاة وفاسدين.
والحال أن الأمور أعقد من ذلك بكثير. فلن يكون من الممكن تجفيف ينابيع التطرف من دون مراجعة عميقة للسياسات الخاطئة التي اتبعها الغرب في هذه المنطقة منذ أكثر من ثلاثة قرون، أي منذ سياسة الامتيازات التي فرضت على الدولة العثمانية والتي انتزعت فيها الدول الغربية حق الوصاية على الجماعات المذهبية إلى جانب امتيازات أخرى. وهي السياسات الأنانية الفجة التي لم يلحظ فيها قادة الغرب وجود شعوب ولا مجتمعات ولا بشر، وإنما فقط ممرات استراتيجية، ومنصات لانطلاق الحملات التأديبية، وفي العصر الراهن مصدرا للمال السهل والصفقات الخيالية والطاقة الرخيصة، ومطهرا لضمير اكتوى بالشعور بالذنب ووجد من الأسهل له التحرر من ثقافة العنصرية وجرائم النازية واللاسامية والاستعمار برمي المسؤولية على الشعوب الضعيفة والمحرومة من أي حماية داخلية أو خارجية.




ليس المطلوب، لا في العراق ولا سورية، زج المقاتلين الذين ادماهم حقد المالكي والأسد الطائفي، في محرقة جديدة أمام التطرف الذي أنتجه تخاذل المجتمع الدولي والولايات المتحدة بالدرجة الأولى. ولكن المطلوب أن يأتي التصدي للتطرف ضمن حل شامل ينهي الحرب، وتتحمل فيه جميع الدول مسؤولياتها السياسية والقانونية، وتبدأ بمراجعة سياساتها الخاطئة التي أوصلت الوضع إلى حالته الميؤس منها في عموم المشرق، ومعالجة جميع المشكلات التي ساهم تأجيلها في تفجير الأوضاع واختطاف ثورة الشعب ونمو التطرف واستقطاب الارهاب الدولي. وهذا يستدعي في سورية التي تحولت اليوم إلى بؤرة الحرب الإقليمية قرارا امميا تحت الفصل السابع لإجبار جميع الميليشيات الأجنبية، اللبنانية والعراقية والايرانية والدولية على الخروج من جميع أراضي الجمهورية، وتنظيم مؤتمر سوري تحت إشراف الأمم المتحدة لتشكيل حكومة انتقالية، تحل محل النظام القائم وتعمل برعاية الأمم المتحدة على لم شمل السوريين وتوحيد كلمتهم وتمكينهم من العودة إلى حالة السلام والاستقرار واعادة الإعمار.

ليس المطلوب زج الشعوب في محرقة جديدة لحماية الغرب وتطمينه على أمنه، ولكن حلولا ناجعة للكوارث التي أحدثتها سياساته اللامسؤولة في المشرق العربي بأكمله، وفي مقدمها في سورية المكلومة والمنكوبة.



#برهان_غليون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشرق بين تفكك الطوائف وانحلال الدول: مرتزقة وأمراء حرب
- في سبيل حماية مصالح السوريين واستقلال قرارهم
- ماذا بعد جنيف 2
- بعد فشل مفاوضات جنيف، الكلمة الآن للمقاتلين الأحرار
- لماذا البدء بهيئة الحكم الانتقالي
- حين تصبح إدانة قصف المدنيين السوريين مستحيلة في مجلس الأمن
- حتى لا يتحول جنيف٢ إلى جنازة للسلام
- الدين والسياسة في المسيحية والإسلام
- سورية في قلب الرهانات الدولية
- أمام الضربة العسكرية: السوريون بين الخوف والرجاء
- الهذيان
- حان الوقت كي نفكر بمصير سورية الواحدة
- مصير الدولة السورية في عهدة بشار الصغير
- لا يستحق جنيف أن يكون سببا في انقسام المعارضة
- خالد بن الوليد الشهيد
- عن الاحزاب الكردية والحكومة اللغم
- من أجل تجنب المواجهة مع جبهة النصرة واخواتها
- حمص الاسطورة لا تسقط ولا تموت
- إذا جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا
- خسارة قمة الثمانية في لوخ ايرن ومسؤوليتنا


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - برهان غليون - الحرب الجديدة ضد الارهاب في العراق وسورية