الجرائم في العراق نابعة من الشريعة

سامي الذيب
(Sami Aldeeb)

الحوار المتمدن-العدد: 4548 - 2014 / 8 / 19 - 08:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لا تقولوا لي بأن ما يحدث اليوم في العراق من جرائم لا علاقة له بالإسلام. ومن يقول ذلك يكذب أو يجهل أو يتجاهل مضمون الشريعة الإسلامية.
لن انقل لكم ما جاء في كتب السيرة بخصوص ما فعله النبي محمد في غزوة بني قريظة، فربما ليس كل مسلم يطلع عليها، ولكن اكتفي هنا بنقل ما جاء في "سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم للأطفال"
http://www.4muhammed.com/kids-seerah/129.html
واترك الحكم لكم:

غزوة بني قريظة
-----------------
ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق ونزع السلاح والثياب ، وبينما هو يغتسل في بيت أم سلمة جاءه جبريل – عليه السلام – وأمره بالنهوض إلى بني قريظة ، وقال : إني سائر أمامك أزلزل بهم حصونهم ، وأقذف في قلوبهم الرعب ، ثم سار في موكبه من الملائكة
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلن في الناس : من كان سامعاً مطيعاً فلا يصلين العصر إلا ببني قريظة ، واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم ، وأعطى الراية لعلي بن أبي طالب ، وقدمه في جماعة إليهم ، فلما رأوه سبوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقالوا قبيحاً ، وبادر المسلمون في الخروج ، وأدركت بعضهم العصر في الطريق فمنهم من صلى ، ومنهم من أخر حتى وصل إلى بني قريظة ، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في موكب المهاجرين والأنصار حتى نزل على بئر من آبارهم اسمها : " أنا " .
وألقى الله في قلوبهم الرعب ، فتحصنوا في حصونهم ، ولم يجترءوا على القتال ، وحاصرهم المسلمون بشدة ، فلما طال عليهم الحصار أرادوا أن يستشيروا بعض حلفائهم من المسلمين ، فطلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرسل إليهم أبا لبابة ليستشروه ، فأرسله ، فلما رأوه قام إليه الرجال وجهش النساء والصبيان يبكون في وجهه ، فرق لهم ، وقالوا : أترى أن ننزل على حكم محمد ؟ قال : نعم . وأشار بيده إلى حلقه ، يريد أنه الذبح ، ثم تنبه أنه بإشارته هذه خان الله ورسوله ، فمضى على وجهه حتى أتى المسجد النبوي ، وربط نفسه بسارية من سواريه ، وحلف أن لا يحله إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبره قال : أما إنه لو جاءني لاستغفرت له . أما إذا فعل ما فعل فنتركه حتى يقضي الله فيه .
ومع طول الحصار انهارت معنويات بني قريظة ، حتى نزلوا بعد خمس وعشرين ليلة على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاعتقل الرجال ، وجعل النساء والذراري بمعزل عنهم في ناحية ، وطلب حلفاؤهم الأوس أن يحسن إليهم ، كما فعل ببني قينقاع حلفاء الخزرج ، فقال : ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم ؟ قالوا : بلى . قال : فذاك إلى سعد بن معاذ . قالوا: قد رضينا.
وكان سعد في المدينة للجرح الذي أصابه أثناء غزوة الخندق، فجاءوا به راكباً على حمار، فلما قرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قوموا إلى سيدكم، فقالوا إليه، وأحاطوا به من جانبيه، يقولون: يا سعد ! أحسن في مواليك ، وهو ساكت لا يجيب ، فلما أكثروا عليه قال : لقد آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم . فلما سمعوا ذلك رجع بعضهم إلى المدينة ونعى إليهم القوم .
ولما نزل سعد ، وأخبر بنزول قريظة على حكمه ، حكم فيهم أن يقتل الرجال ، وتسبى الذرية ، وتقسم الأموال ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات . وقد كان هذا الحكم أيضاً طبقاً لشريعة اليهود ، بل أرأف وأرحم من حكم شريعتهم
وعلى إثر هذا القضاء الذي قضى به سعد بن معاذ أتى ببني قريظة إلى المدينة ، فحبسوا في دار بنت الحارث امرأة من بني النجار ، وحفرت لهم خنادق في سوق المدينة ، ثم ذهب بهم إلى هذه الخنادق أرسالاً أرسالاً ، وضربت أعناقهم فيها ، وكانوا أربعمائة ، وقيل : ما بين الستمائة إلى السبعمائة .
وقتل معهم حيى بن أخطب سيد بني النضير ، وكان من زعماء اليهود العشرين الذين حرضوا قريشاً وغطفان على غزوة الأحزاب ، ثم كان قد جاء إلى قريظة ، وأغراهم على نقض العهد ، حتى غدروا بالمسلمين في أحرج ساعة من حياتهم ، وكانوا قد اشترطوا عليه أن يكون معهم ، يصيبه ما يصيبهم ، فكان معهم في حصونهم أثناء الحصار والاستسلام حتى القتل .
وقد أسلم نفر من بني قريظة قبل النزول فلم يتعرض لهم ، واستوهب بعضهم فتركوا وأسلموا . وقتلت امرأة من نسائهم ، لأنها كانت قد طرحت الرحى على خلاد بن سويد فقتلته ، وجمع السلاح والأموال فكانت ألفاً وخمسمائة سيف ، وثلاثمائة درع ، وألفى رمح ، وخمسمائة ترس وحجفة ، وأثاثاً كثيراً ، وآنية وجمالاً وشياهاً ، فخمس كل ذلك مع النخل والسبي ، فأعطى للراجل سهماً وللفارس ثلاثة أسهم ، سهماً لنفسه وسهمين لفرسه .
وأرسلت السبايا إلى نجد فابتيع بها السلاح ، واصطفى النبي منها ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خناقة ، فيقال : إنه تسرى بها ، ويقال : أعتقها وتزوجها ، فتوفيت بعد حجة الوداع .

نحو قانون موحد للجيوش الإسلامية يعتمد على القرآن والسنة والكتب الفقهية
------------------------------------------------------------------------
في العصر الحديث هناك اربع اتفاقيات تدعى اتفاقيات جنيف تتناول حماية حقوق الإنسان الأساسية في حالة الحرب وهي التالية:
- اتفاقية جنيف الأولى لتحسين حال الجرحى والمرضى بالقوات المسلحة في الميدان
- اتفاقية جنيف الثانية لتحسين حال جرحى ومرضى وغرقى القوات المسلحة في البحار
- اتفاقية جنيف الثالثة بشأن معاملة أسرى الحرب
- اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب

في عام 1988، اصدر الاستاذ الجامعي المصري احمد حمد احمد خريج كلية القانون في جامعة السوربون الفرنسية الشهيرة، كتابا عنوانه
نحو قانون موحد للجيوش الإسلامية
وقد صدر الكتاب في القاهرة عن مكتبة الملك فيصل الإسلامية، وعدد صفحاته 194 صفحة
وقد اعيد طبعه عام 2000 من دار الوفاء للطباعة والنشر، ويمكن طلبه من موقع نيل وفرات.كوم
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=egb70502-5070483&search=books
وقد عمل المؤلف كأستاذ الفقه والاصول في جامعة قطر، وعمل قبلها في المكتب الفني بادارة الازهر.
وقد قمت بتصوير طبعة 1988 ووضعتها على الأنترنيت ويمكن تصفحه من هذا الرابط
http://fr.scribd.com/doc/61766134

يقول المؤلف في مقدمته: "ان منهج الجيوش في الاقطار الاسلامية انما هو كتاب الله وسنة رسوله، والهدف من تكوينها انما هو الجهاد في سبيل الله بإحقاق الحق وابطال الباطل وانقاذ البشرية من جهالة الفكر وجهالة السلوك وحماية درا الاسلام من كل باغ وطامع" (صفحة 6-7). ويقول في المادة 202 - "لا يؤخذ بالأعراف او القوانين الدولية في المجال العسكري اذا كانت تنافي مقصدا من مقاصد الشريعة الاسلامية او تعارض نصا من نصوصهاً". ويختتم القانون بالمادة 220 - "ينشر هذا القانون في الصحيفة الرسمية ويعمل به من حين نشره". وانقل لكم منه الفصلين التاليين:

الفصل التاسع: البلاد المفتوحة
165 - البلاد المفتوحة اما ان تفتح صلحا واما ان تفتح عنوة
166- لرئيس القطر او قائد الجيش ان يبقي كل شيء في البلد المفتوح على ما هو إلا ما غنم من عاتد وسلاح وسبي
167- لرئيس القطر ان يعني واليا مسلما على البلد الذي افتتح عنوة.
168- للبلد الذي يفتتح صلحا ان يشترط حكم نفسه بنفسه وعد الالتزام بشيء إلا السلم.
169- تضاعف الجزية على اهل الكتاب اذا ارادوا ان يقدموها كزكاة، ويمكن ان يسوى بأهل الكتاب غيرهم في اخذ الجزية.
170- تبقى فرقة من الجيش في البلدة المفتوحة التي لا يؤمن فيها الغدر بدعاة الاسلام او غيرهم من المسلمين.
171- لدعاة الاسلام ان يبلغوا دعوته في اي بلد افتتحت صلحا او عنة.
172- استتباب الامن في البلاد المفتوحة عنوة عن طريق الحكم والقضاء.
173- استقرار الامن في البلاد المفتوحة صلحا عن طريق الجيش والحرب
174- يقبل جلاء من اراد من اهالي البلاد المفتوحة عنوة او صلحا
175- تحول الاراضي الخراجية الى اراضي عشرية اذا اسلم اصحابها
176- تصير البلدة المفتوحة عنوة او صلحا جزءا من دار الاسلام اذا اسلم اهلها كلهم او جلهم، ويعزل حاكمها ان بقي على دينه.
177- اذا ارتد اهل بلد دخلوا الاسلام او اعلنوا عدم الاخذ بفريضة من فرائضه قوتلوا حتى يستأصلوا او يفيئوا الى امر الله.
178- لا يقيم الجيش اية مؤسسان عسكرية هامة في البلاد المفتوحة صلحا - حتى لو كان موقعه يدعو الى ذلك - اذا كانت قريبة من بلاد العدو

الفصل العاشر: توزيع الغنائم
المادة 179- 1- توزع اربعة اخماس الغنائم المنقولة على الغانمين
2- الخمس الباقي لبيت المال
المادة 180- يرجع لرئيس القطر في امر العقارات والاراضي التي غنمت من العدو
المادة 181- يتولى بيت المال الاشراف على الاراضي والعقارات التي غنمت من العدو اذا رأى رئيس القطر وقفها على المسلمين لا توزيعها على الغانمين.
المادة 182- القائد والجندي في انصبة الغنيمة سواء.
المادة 183- تكون القسمة على الغانمين بحسب ما استخدموا في المعركة من اسلحة وركائب استحضروها على نفقتهم من اموالهم.
المادة 184- يسهم لمن اشترك في المعركة وباشر القتال من الصبيان والعبيد والنساء.
المادة 185- 1 - يرضخ لمن اشترك في المعركة ام يباشر القتال من الذميين والكفار.
2- يكون الرضوخ لكل واحد منهم بحسب ما قام به من جهد في المعركة.
المادة 186- شهود المعركة شرط استحقاق الغنيمة.
المادة 187- سلب العدو المقتول من حق قاتله.
المادة 188- يقسم السلب بين المتنازعين اذا تعذر الاتفاق ولم تكن بينة.
المادة 189- ليس للمرتزقة ولا للذين يتقاضون مرتبات مقابل خدمتهم في الجيش - ولو باشروا القتال - نصيب في سلب او غنيمة.
المادة 190- لرئيس القطر ان ينفل من يشاء من الغنيمة لاعتبارات يراها في مصلحة الاسلام والمسلمين.
المادة 191- لرئيس القطر ان يمن على الاسرى بالحرية او يطلب منهم الفداء او يضرب عليهم الرق.
المادة 192- فداء الاسرى او رقهم جزء من الغنيمة يأخذ حكمها في التوزيع على الغانمين.
المادة 193- يحظر الغلول من الغنيمة.
المادة 194- 1 - يحظر وطء السبية في الحال على من غنمها.
2 - اذا كانت السبية غير حاملا فلا توطأ إلا بعد ان تحيض حيضة، وأن كانت حاملا فلا توطأ إلا بعد الوضع والنفاس.
المادة 195- لمن غنم سبية ان يستمتع بها في الحال دون الوطء
المادة 196- لا غنائم ولا سبايا ولا اسرى فيما يحدث بين طائفتين من المسلمين من اقتتال ولو بغت احداهما على الاخرى.
المادة 197- ما يؤخذ من العدو دون نشوب معركة فهو فيء يذهب كله الى بيت مال المسلمين.
المادة 198- لا تعد من الغنيمة اموال المسلمين التي عادت اليهم من ايدي الاعداء.

وتتبع القانون مذكرة تفسيرية مفصلة تبين مصادره من القرآن والسنة والكتب الفقهية (صفحة 49-184)
ولافادتكم كل الكتب الدينية في مصر يتم الموافقة عليها من قِبَل الأزهر قبل نشرها.

د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
كتبي المجانية : http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي والرسم الكوفي المجرد : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
حملوا كتابي عن الختان : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131
ومن يجد مشكلة في التحميل، يمكنه الاتصال بي على عنواني التالي: [email protected]
مجموعة اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية https://www.facebook.com/groups/Koran.mistakes/

#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات