أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حميد طولست - مصائب قوم عند قوم فوائد ..














المزيد.....

مصائب قوم عند قوم فوائد ..


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4547 - 2014 / 8 / 18 - 02:17
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


مصائب قوم عند قوم فوائد ..
المهاجرون الأفارقة كمثال .
ليس سراً أن يتداول الكثير من ساكنة العديد من المدن المغربية ، إن لم يكن جلها ، فيما بينهم وبكثير من الاستياء والأسى الذي لا يقل عن الاستياء المرير المتداول ، في هذه الأيام ، بين ساكنة مدينة فاس - العاصمة العلمية للبلاد - حول قضايا مؤسفة حدثت على أرضها ، وأمور مسيئة ومستفزة ، شاعت ، على الملأ ، فى شوارعها وأزقتها ، ومشاهد مقرفة ومناظر مؤلمة ، انتشرت جهاراً نهاراً ، في ربوع أحيائها ، ومن بين تلك القضايا والمشاهد ، التي أثارت الحزن والألم بين ساكنتها ، ما اصطلح على تسميته بـ" قضية المهاجرين الأفارقة " التي شغلت الرأي العام ، وأشعرت الكثير منهم بالإهانة البالغة ..
حيث أنك إذا مررت بأي شارع من شوارع فاس أو أي مدينة من المدن المغربية ، فسيخيل لك أن الكل فيها تحول إلى متسول محترف .. تصور أنك وأنت خارج من بيتك إلى عملك ، أو عائد منه إلى منزلك ، واستوقفك ضوء أحمر أو إشارة قف عند مفترق أو تقاطع أي طريق من طرقات المدينة ، فستجابهك مشاهد كآبة وبؤس جيوش المتسولين ، وهم خارجين من كل مكان ، ومن أي مكان ، وحتى من اللامكان ، الذي منها يترصدون بالسيارات القادمة ليختاروا منها ما يتصورون أن صاحبها من الأثرياء ، فيتكالبون عليها مع زملائهم ، بل ويلهثون وراءها إن هي أسرعت ، ثم يمدون بوقاحة وجسارة مأساوية ، أيديهم داخلها ، إذا تصادف أن كان زجاج السيارة المتوقفة عند الإشارة ، مفتوحاً ، في محاولات خائنة للوصول إلى ما بالسيارة من متاع ، والذي يكون في الغالب الأعم ، حقيبة الزوجة او الهاتف المحمول ، اللذان يُختلسا ، كلما شردت عين السائق أو ذهنه من فرط المفاجأة أو الفزع من التصرفات الرعناء غير المهذبة أو اللبقة في كثير من أحوالها وظروفها !..
وليس بغريب أن تتحول شوارع مدننا بكل مرافقها - ليس في رمضان فقط - إلى شوارع وساحات وميادين يغشاها المتسولون من كل الأجناس والأعمار والأوان التي يغلب عليها سواد البشرة ، بل الغريب هو أن هذا الوضع المأساوى ، وذاك العار الذي يحتل شوارع مدينة فاس وغيرها من المدن المغربية الأخرى التي تعاني مثلها وفي واضحة النهار من نفس المصائب ونفس المحن ، لا يحرك شعرة فى رأس المسؤولين عن هذه المدينة ، وكأن لا أحد منهم يغار على مدينته ، أو يشعر بأى إهانة فى حقها وفي حق وطنه ، أو ربما ، وعلى ما يبدو ، أنه لا أحد منهم يريد أن يوقف هذا المسخ الذي بقدر ما يشوه وجه المدن ويسيء لساكنتها ، بقدر ما يفضح مدى ما يضمره المسؤولين عنها من عداء مجاني وبين لتلك المدن التي تحملوا أمانة ومسؤولية إدارة شؤونها ..
صحيح أن هؤلاء المهاجرين لا يملكون ما يكفيهم لعيشوا كآدميين ، وصحيح أن ظروفهم العامة والخاصة أرغمتهم على هذه الوضعية المزرية ، وأنهم يستحقون المساعدة ؛ وصحيح كذلك أن التعامل الإنساني الإيجابي المادي والمعنوي - والذي أتمنى ألا يفهم القارئ الكريم أني ضده - هو طبع متأصل في سلوكيات المغاربة شعبا وملكا ، كلما ما استدعت ذلك الظروف ، وتطلبته المناسبات العامة والخاصة ، بكل ما يحمله من تأثيرات طيبة على الأشخاص الماديين والمعنويين ، المُصابين بأزمات أو مصائب يصعب عليهم تحملها بمفردهم ، لكن كما قال المتنبي : مصائب قوم عند قوم فوائد ..
ورغم معرفتي ، بل يقيني ، بأن مقالة بهذا الشكل والمنحى ستزعج الكثير من المسؤولين المعنيين بتسيير شؤون المدن في بلادنا ، والذين يعتبر العديد منهم أن فضح مثل هذه الأوضاع المزرية ، هو شطط وإجحاف وانتقاص من شأنهم ، رغم أن حقيقة الأمر ، لا يعدو سوى نقل لبعض التساؤلات المقلقة التي يطرحها الكثير من ساكنة فاس وغيرها من المدن عبر التراب الوطني ، حول ما ويهدد مدنهم من العشوائية والخراب المخجل والعلني والخطير ، ودق لنواقيس الإنذار عالية وصاخبة ، من طرف محبي هذا الوطن وتلك المدن ، للبحث عن آذان صاغية تساهم في انقاذها من الأوضاع الكارثية والمزرية التي ترزح تحتها ، والتي على رأسها ، الظاهرة الجديدة المسماة كما اسلفت "المهاجرون الأفارقة " الذين أصبحوا يشكلون أكبر محنة أبتلي بها الوطن ، وانظافت إلى مختلف المحن التي تقض مضاجع المواطنين وتكدر صفاءهم ولو كان نسبيا .
همسة أخيرة : كلنا يعرف أن التهرب لا يحل المشاكل بل يزيدها اشتعالاً وتأججاً ، والوطن في غنى عن أي مشكل جديد مهما ضؤل ، وليس في وضعنا الحالي ما يتسع لخلق المشاكل من أي نوع ، كما أنه ليس في نفوسنا فسحة لمزيد من الكدر ، فالغصة تملأ الصدور والقلوب مما نشاهد من خراب مدننا.
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم للتضامن لا للوم والعتاب !!
- ظاهرة التلصص على الآخرين !!
- لكل جهنمه ! (5)
- مراسيم تشييع جثمان -بونوارة-
- قد جاء دورك يا -بونوارة- فمت قرير العين بما ينتظرك عند ربك!!
- بدعة التسابيح وموضة التسبيح
- ألا في مثل هذا فليتنافس المتنافسون .
- لماذا تأهلت لنهائيات كأس العالم الدول التي ترأسها النساء فقط ...
- هل بعث الله لمصر من يصلح لها أمر دينها ودنياها
- سلامة الإنسان في سلامة بيئته .
- وبضدها تتميز الأشياء !!
- الصبر والدعاء لا يكفيان لمجابهة المصائب يا نساء !
- على هامش إحتفالية توزيع الجوائز بمنتزه -جنان السبيل- التاريخ ...
- هل هي مؤا مرة على المرأة ، أم على الإسلام ؟
- المنتدى المغربي للمبادرات البيئية بفاس ينظم حفلا بيئيا بجنان ...
- هل هي عنصرية صرفة أم هي مجرد ذوق عام ، أو ثقافة اجتماعيّة تق ...
- برتوكولات المواكب الحكومية
- تهنئة مصر بانتصارها
- إعدادية بنكيران ماض ٍعريق وحاضر كئيب !
- الجدودية ثرية بالمعاني.


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حميد طولست - مصائب قوم عند قوم فوائد ..