أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم عودة النمر - حينما ينبض الحجر بالحياة مايكل أنجلو














المزيد.....

حينما ينبض الحجر بالحياة مايكل أنجلو


ابراهيم عودة النمر

الحوار المتمدن-العدد: 4546 - 2014 / 8 / 17 - 00:21
المحور: الادب والفن
    


كما قرأنا.. وبغض النظر عن الاديان والمعتقدات والاجتهادات وتوجهاتها الفقهية في اقرار هذا او رفض ذاك.. وهي خاضعة لاجتهادات شخصية.. رحنا نؤمن ..
من ان الله تعالى هو مصدر الوحي عند معظم الفنانيين خاصة وعند عامة الناس والذين يشعرون.. انهم يمتلكون حسا مرهفا يختلف عن حس الانسان التقليدي..
وقلنا مرة ..من ان الله تعالى هو اول شاعر وأول فنان.. وحينما نشاهد صور الطبيعة الخلابة.. تنظيما وتنسيقا وتلوينا وهي تبهر الناظر في اعجازها.. نكاد ان نشعر ..من ان ثمة ايحاء للطبيعة نفسها لتكون جميلة ومذهلة... هذا الايحاء كثيرا ما يشعر به الفنان اكثر من غيره..لا لشيء..الا للعلاقة الصوفية التي تربط الفنان مع الله.
حتى عرفنا ان الفنان( مايكل انجلو) كان لا يستطيع الاقدام على العمل..الا بعد ان يخلو الى نفسه في
حجرة موصدة ومظلمة.. ثم يجثوا على الارض .. ثم يستغرق ساعات طو يلة في تأملات وصلوات حارة يحقق بواسطتها ذلك الاتصال الصوفي بينه وبين القوه الالهيه والتي تفتح ذهنه وتوسع افاق الخيال وتلهمه الخير وتنير امام بصيرته طريق جمال الحياة.
اما روفائيل..فلقد كان لايصلي فقط.. و انما كان يصوم ايضا ويظل يتأمل ويفكر.. حتى اكد معاصروه
ان وحي الفن كان يهبط عليه هبوطا عاصفا ومفاجئا في اللحظات التي يرهقه الصوم وينشب الجوع مخالبه في احشائه..
اما الفنان روبنس يقول.. اني ارسم كما لو كنت اصلي ذلك الاحساس بالصفاء.. يكتنفني ويحررني من المادة ويطلقني الى عالم الروح ويدمجني في القوة
.الخالقة....
اليوم سنكتب ماقرأناه عن حياة فنان ونحن نبحث في نفائس الكتب القديمة والتي اكل عليها الزمن وشرب
لان الكاتب يبقى دائما ظمأنا للتاريخ يستلهم عبق افكاره منه ذلك لانه على اتصال مباشر مرة وغيرمباشرمرة اخرى... باحثا في فوضى الكتب.. ليعد من خلالها مقالا عن عظماء المشاهير والذين قدموا للحياة.. والهدف هو تنوير فكر القاريء العاشق ابدا في شهيته للمعرفة..

في مارس سنة1474 م
ظهر في سماء ايطاليا وفي وضح النهار نجم لامع
لم يكن يرى من قبل..في ذات الوقت ظهر على ارضها وليد جديد للرجل الذي كشف عن ذاك النجم
واطلق على وليده اسم ( ميخائيل انجلو)تيمنا بحامل هذا الاسم من الملائكة.. وتأمل ان تبارك السماء هذا الوليد
ليزدهر مستقبله.. وكان مولد الطفل يوم احد... وكانت العقيدة السائدة ان من كان يولد في مثل هذا اليوم سيحالفه الحظ
وكان الاب يشغل منصب (عمدة)لاحدى المدن الايطالية... وما ا ن انتهت مدة انتخابه لهذا المنصب
حتى عاد الى مدينة ( فلورنسا) ليقيم في قصره الجميل.. وقع الاب اختياره على مرضعة بعث بابنه اليها..وهي زوجة لاحد عمال في المحاجر المنتشرة حول القصر.. وهكذا كانت دقات مطارق العمال اول الاصوات التي ألفتها اذناه كما رسخت في ذهنه منذ ذلك الحين مناظرهم المختلفة اثناء عملهم في قطع الحجارة
مضت السنون ويكبر ( مايكل) الا انه لم يكن سوى مبعث حزن لوالده.. كان تقدمه بطيئا في المدرسة
حتى لم يستطع اكثر مدرسيه ان يكتموا ضيقهم ببلادته.
الا ا ن الصغير شغفه حب الرسم .. وكان ذلك صدمة لوالده..اذ لم ير في الرسم ادنى فائدة..في حين راح يرى جدران قصره الناصعة البياض..قد خطت فوقها مختلف الاشكال والرسوم.
كان الفنان( جيرا لانداجو) من اشهر الرسامين في ذلك الحين..لذلك بعث الوالد بولده الى مرسمه.. حيث وجد نفسه هناك.
ولم تمض عدة اشهر حتى تجلت عبقرية الصبي الفنان واصبح عمله من الجودة والابداع..حتى لم يجد استاذه ما يصححه.. فدبت الغيرة في نفسه ..وقام بطرده.. ثم التحق الى مدرسة للهواة في فن النحت
وهناك وجد الصبي جنته.. واذهلت عبقريته استاذه الجديد.
وهكذا شاءت الاقدار ان تصنع الحياة هذا العبقري ليترك بصمة في عالم الفن اللا متناهي وتزين اعماله الخالدة سقوف وجدران الفاتكان ومنذ قرون ولازات تقارع الزمن الى يومنا هذا.. حتى شهد اعداؤه ومنافسوه
قبل اصدقائه وهواة فنه.. من انه بلغ من العبقرية الفنية
سماء.. لا تطاولها سماء..!

اخر تماثيله الرخامية( النبي موسى) بلغ من الروعة
الى حد انه خرج به عن طور العقل.فجعله يقف امامه بعد ان انجزه .. ويطلب اليه ان يتكلم...!
سئل مرة.. كيف تخرج هذا التمثال النابض بالحياة من هذا الحجر..؟
اجاب وبكل بساطة.. ان التمثال اصلا موجود داخل الحجر وانا اقوم برفع الزوائد من هنا وهناك ليظهر التمثال.. وصدقت الكاتبة العربية السورية حينما قالت..
هل هي مصادفة ان يولد شكسبير في العام الذي مات فيه مايكل انجلو.. ام ان الحياة تريد ان تذكرنا دائما
من انها يجب ان تستمر...!



#ابراهيم_عودة_النمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحر ية والحياة
- على ضفاف جروحك... يا وطن... اوثق الأدانة
- الخالدون .. من العلماء .. سيجموند فرويد
- الوطن النازح.. والطفولة المذبوحة..والاستحقاقات الانتخابيه ال ...
- اللعبة القذرة...بين العرب واسرائيل والمجتمع الدولي
- هكذا تسلب ..الحياة من الحمائم المسالمه
- نازحون بلا مأوى....تائهون عن مرافيء الحياة
- اين العالم من هذه الاستباحات...المعلنة..؟
- الى متى يبقى .. نهر الحزن المتدفق بالدم ...؟
- الهجرة الى الورق
- سيكولوجية الحرب..وشهوة القتل والدم..لداعش..
- سرق الوطن .. من بين عيوننا يا سادة يا كرام
- ليلة سقوط الحدباء
- المرأة ينبوع الحياة المتدفق ابدا....
- رسالة الى الاخت الانسانة .. حنان الفتلاوي ..
- العرب امة نائمة
- ( فاجعه الجسر..صورة واقعيه ..لشاهد عيان )
- بوشكين الوطن
- زيديني عشقا ..
- الانتخابات بين وهم التغيير .. والحقيقه


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم عودة النمر - حينما ينبض الحجر بالحياة مايكل أنجلو