أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - هل كانت تتنبأ بما يحدث الآن من عنف?: دلباش تتناول دوامة ثنائية الدم بين الماضي والحاضر















المزيد.....

هل كانت تتنبأ بما يحدث الآن من عنف?: دلباش تتناول دوامة ثنائية الدم بين الماضي والحاضر


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4545 - 2014 / 8 / 16 - 23:51
المحور: الادب والفن
    


هل كانت تتنبأ بما يحدث الآن من عنف
دلباش تتناول دوامة ثنائية الدم بين الماضي والحاضر




عرض وإعداد: إبراهيم اليوسف

يأتي كتاب تيريز دلباش المعنون ب" التوحش: عودة البربرية في القرن الحادي والعشرين ترجمة د. زهيدة درويش جبور" والصادر عن كل من دارجروس برس- لبنان ومؤسسة محمد بن راشد مكتوم، كأحد الكتب المهمة التي راحت تشرح القرن الحادي والعشرين من خلال منظورالأحداث الهائلة التي شهدها، منذ استهلالته، حيث تضمن الكتاب أربعة أقسام، سمى الأول منه ب" المرقب" والثاني ب" 1905" هكذا، كمجرد رقم كما سيعنون الفصلين الثالث ب" العالم سنة 2005" والرابع ب" العودة إلى 2005" بالإضافة إلى مقدمة عدها مجرد" تمهيد".

تقدم المؤلفة مفتاحاً أول لكتابها، من خلال مقولة فرانز كافكا التي أفرد لها صفحة كاملة في مطلع كتابه، وهي" علينا أن نحطم جليد البحرالمتجمد في داخلنا"، ثم انتقلت بعد ذلك، وهي تصدر ال" تمهيد" بعبارة مستقاة من" الحرب والسلم" لتولستوي وهي:" التاريخ المعاصر شبيه بأصم يجيب على سؤال لم يطرحه عليه أحد". ثم تبين في هذا التمهيد أن تسارع حركة التاريخ الذي انتهى إلينا قد بدأ منذ ما يزيد عن قرنين. منذ ذلك الوقت، والبشرية تبدو مندفعة في ملحمة مجنونة يتضاءل فهمها لمجرياتها يوماً بعد يوم. وترى أن تولستوي قدم الصورة الأكثرتوتراً لمأساة التاريخ. يقول: ليس من شك في أن الكاتب الذي يروي بأسلوب فريد الأحداث التاريخية التي هزت أوربا مطلع القرن التاسع عشر" ، ثم تتحدث عن "لغز التاريخ" وترى أن التاريخ الحقيقي، لايمكن توقعه، و أن كلمة" الاستقرار" المستخدمة في العلاقات الدولية، تحيل إلى خشية الأمم من" اللامتوقع".


ويشيرالتمهيد نفسه إلى إدراك الأجداد في مطلع القرن المنصرم أن ثمة اختلالاً خطراً بين الإنسان والواقع التاريخي، ولم يستبعدوا حدوث عواصف فجائية، وتقول" إن التجارب اللامنطقية تكاد تفوق التصور" .. وكمثال على "اللامتوقع" فالمؤلفة تبين كيف أن مقتل ولي عهد النمسا، أشعل فتيل الحرب العالمية الكبرى، وأن الصراع تجاوز القارة الواحدة إلى القارات كلها.


ومادام أن المؤلفة تتحدث عن مئتي سنة مضت، فإنه يحدد العام1900كمحطة زمنية أولى، تبدأ منها معاينته، إذ ترى أن التطورالاجتماعي بمختلف مظاهره، والتقدم التكنولوجي ومحاولة الحد من الحروب بين الدول للمرة الأولى كانت كلها بمثابة دواع تعطي التسويغ للتوقعات التفاؤلية، لكنها ترى أنه وبعد خمس سنوات من هذا العام، أتت الحرب الروسية- اليابانية والثورة الروسية الأولى، وأزمة طنجة بين فرنسا وألمانيا لتنذربالحرب الكبرى التي لم يستشعر قدومها إلا بعض المراقبين الثاقبي النظر.

ومما توضحه المؤلفة-وبجلاء- أنه وعلى منعطف القرن الحادي والعشرين راحت المخاوف تتركز على تفجرمعلوماتي هائل، إلا أنه وفي العام 2005 تغيرت الساحة الدولية في العمق، فالشرق الأوسط والشرق الأقصى أصبحا المرشحين المفضلين لكوارث تاريخية جديدة. فقصة النووي الإيراني التي لاتنتهي والابتزاز الكوري الشمالي وخطورة المسألة التايوانية والعداء الصيني –الياباني. كل ذلك يظهرأن الإرهاب الدولي لايشكل الخطر الوحيد الأساسي للقرن الحالي، وليست صورة المستقبل اليوم أوضح مما كانت عليه 1905. من المؤكد أن اليشرية مهددة من جديد بعودة التوحش، ويمكنها أيضاً أن تخشى تشابك وسائل التدميرالمتوفرة لها والميول العدمية التي تولدها المحنة المعاصرة . وماهي الأفكار- كما جاء كل ذلك على الغلاف الأخيرللكتاب- إلا المجال الحيوي لمجتمعاتنا بأن تخاطر للدفاع عنها، مادامت أنها تجاوزت عصرالبطولة..
وتصدرالمؤلفة الفصل الثالث من كتابها، والذي عنونته ب" التوحش" وهوعنوان الكتاب نفسه، بمقولة لفلوبير، وهي" وحوش-لم نعد نرى لها من أثر"، ويبدوأن هذا الكلام يتساوق مع رؤيتها في أن اللامبالاة تجاه البشرهي أهم نكوص في القرن العشرين، وتعيد ذلك إلى أن البقاء أربع سنوات في خنادق الحرب الكبرى أنتج أناساً ضجرين، محبطين، لاماضي لهم، ولا أمل بالمستقبل". وتكتشف أن سلوك الجنود يعود غالباً إلى فقدانهم لصفتهم الإنسانية بصورة مخيفة، وتستشهد-هنا- بقصة لإريك ماريا ريمارك التي يروي فيها أن أحد المقاتلين الألمان كان يخاف كثيراً من مغادرة خندقه لدرجة أنه حين كان يجبر على الانطلاق للهجوم، كان يلوذ بالحائط ويكشر عن أنيابه مثل كلب، وسبب كل ذلك-برأيها- هولأن الحرب الكبرى قضت على كل الضوابط التي بذلت الحضارة جهوداً كبيرة لبنائها. كما أن المؤلفة تستشهد بقول لونستون تشرشل الذي نددبجرائم الحرب منذ العام 1941، عندما اعتبرأن أحد الأهداف الأساسية لخوض الصراع هي المحكمة التي يتم إنشاؤها في نهاية الحرب، وأن هناك فظاعات ارتكبت في كل من بولونيا ويوغسلافيا والنرويج وهولندا وبلجيكا، ويرى أن ما ارتكب من جرائم في الخطوط الخلفية للجبهة الألمانية/ الروسية، هي الأشد عنفاً من بينها.
قرن الخوف:
ترى المؤلفة أنه تعود إلى القرن الحادي والعشرين أشكال عديدة من الخوف عرفتها البشرية في القرون الوسطى، سواء تعلق الأمربالخوف من الكوارث الطبيعية أومن الأوبئة، لاسيما أن العام2005 بدأ بأعنف تسونامي ، وقد خلف وراءه 300 ألف قتيل، وتشيرأيضا إلى إعصارنيو أورليانز الذي خلف وراءه في صيف ذلك العام نفسه عددا كبيرا من الضحايا. وترى أن الأوبئة عادت بقوة في هذا القرن، من دون أن تنسى ماتعرضت له فرنسا في العام 2003 بسبب موجة الحر، فقضى حوالي 15 ألف مواطن، كان العالم يتابع عبروسائل الاتصالات، كيف أن تلك الجائحة الطبيعية فعلت فعلها. وإذا كانت المؤلفة تتحدث هنا عن عنف الطبيعة، فهي ترى أنه متساوق مع عنف البشر، لاسيما أننا تجاوزنا خلال السنوات الماضية حتى مرحلة مابعد" الحرب الباردة"، ويحدد لهذه المرحلة الجديدة ب11 سبتمبر2011، حيث عودة دورة العنف بأشدها.
وإذا عرفنا أن الكتاب قد كتب قبل سنوات مما يدورالآن، بما يدفع بعضنا لنسميه ب" الحرب العالمية الرابعة كما أراه، لاسيما بعد تحويل فضاء ثورات ربيع المنطقة إلى مسارح مأساوية للدمار، وظهورمن يجسدون حالة التوحش- ولعل داعش-كمثال مرعب ملموس- و من خلال مرحلة مابعد العنف، ومابعد التوحش التي يجسدها، يشكل المثال الصارخ على نبوءة المؤلفة تيريز دلباش. وحقيقة، فإن الكتاب لجديربإعادة قراءته، وتناوله، نظراً لما يعنى به من قضايا ساخنة تتعلق بلحظتنا المعيشة، في ظل وطأة تهديد مابعد العنف، وما بعد التوحش في آن.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارمع إبراهيم اليوسف حول تقاعس القوى الدولية في مواجهة داعش
- وليمة الدم الإيزيدية
- BYERPRESS حوارجريدة- مع إبراهيم اليوسف2-2
- مائدة الدم
- في ذكرى رحيله السادسة: محمود درويش سفيراً أممياًً للثورة
- -كفرة- لاتكفيريون.فقط: يكتب نسخة قرآن معدلة..داعش تنظيم معاد ...
- ليس دفاعاً عن بيشمركة الإقليم
- نسخة مصححة أرجواعتمادها
- إلى سيادة الرئيس مسعود البرزاني:
- د.أحمد خليل وكتابة التاريخ كردياً...!
- معجم حياة داعش الداخلية: فضائح معلنة ومستورة
- حين يريق المثقف ماء وجهه: ظاهرة التكسب الثقافي أنموذجاً
- ماراثون الفوضى
- الكاتب وعودة الوعي: توفيق الحكيم أنموذجاً
- العيد الذي ينساه أطفالنا:
- الفيلسوف عبدالرحمن بدوي من الوجودية إلى-اللاوجودية-..!
- صندوق الدنيا
- من يقرؤنا؟
- تنبأ ب-الثورة- وبشربها ووقف محايداً حين بدأت أدهم الملا سرقه ...
- أمكنة الشعر


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - هل كانت تتنبأ بما يحدث الآن من عنف?: دلباش تتناول دوامة ثنائية الدم بين الماضي والحاضر