أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - الاستبـداد الجميـل














المزيد.....

الاستبـداد الجميـل


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1283 - 2005 / 8 / 11 - 11:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هل توقع أحد ما, يوما, أن يُهلل للأحكام العرفية ,والقوانين التعسفية ؟وهل تنبأ عراف متفرس أن تصل بركات وفضائل زعماء الإرهاب إلى لندن وباريس وتغلفها بلون السواد؟وهل من المعقول أن تتخلى دول عريقة عن تقاليدها الديمقراطية العريقة وتلجأ يوما إلى الطوارئ والاستبداد؟فقد علّ الجميع قلوبهم ,أو" تعور" رأسهم باللهجة الخليجية, من الكتابة والحديث والاستماع عن الاستبداد وتشريح الدكتاتورية ومساوئها على الناس والبلاد,ووصمها ,بالشؤم والنكبة والعار.ولكن ماذا لو بدا الاستبداد والديكتاتورية جميلين,وبدت الأحكام العرفية ,ولو ولمرة واحدة في العمر,نافذة للخلاص, وكسرا للقاعدة والنهج التي سار عليها شيوخ الطريقة الليبرايين والعلمانيين ودعاة التحرر والانعتاق؟وسنخالف الجميع هذه المرة ونقول لهم بالفم الملآن ,نعم لقوانين الطوارئ والأحكام العرفية البريطانية , إذا كانت ستستأصل شأفة الإرهابيين,وتعيد الحياة إلى سابق عهدها من الأمن والأمان ,وإذا كانت ستطاول رؤوس الإرهاب الذين حولوا الحياة البشرية اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا إلى قحط شامل,وفي كل أرض نزلوا وحلوا بها من طنجة إلى جاكرتا ,وهو الشعار "الحلم" المعلن العريض لحزب التحرير الإسلامي بدولة الخلافة العتيدة الواعدة, بعد أن أحكموا طوق الحصار الفكري والعقلي والحضاري عليها ,وأصبحت مناطق منكوبة بالمعني الحرفي للكلمة يسود فيها التخلف والفقر والجهل ,وتعشعش فيها الأوهام والأباطيل والخرافات,ويحكمها الاستبداد والقهر والبسطار.فها هي تباشير ,وثمار القوانين الطارئة على الغرب, في العصر الحديث, تجعل واحدا من نجوم الإرهاب وعشاقه المعلنين يفر من دار الكفر,إلى دار الإيمان ,متحسرا ونادما على الديمقراطية الضائعة ,و"الفردوس المفقود" ,وطالبا للملاذ النهائي مرة أخرى, في إحدى الإمارات الإسلامية, وذلك حسب بلاغته الأدبية العالية,التي تعني في أحد أوجه فهمها ,أن هذه الإمارات وحدها هي التي تحتضن هذه "الأشكال" النادرة ,وهي موئلهم وحصنهم الأخير ,وهو ذم لها في نهاية الأمر.

وأن تأتي متأخرا ,خير من ألا تأتي أبدا,فقد أسف البعض لأن القوانين الطارئة ستؤثر على الحياة الديمقراطية البريطانية ,وبكوا وتباكوا على الديمقراطية الموؤودة,وحقوق الإنسان, وكأن أمهاتهم ,وأنظمتهم المتخلفة المشوهة التي ولّدتهم, قد فطمتهم على حليب الديمقراطية كامل الدسم , وحرية التعبير ,والانتخابات ,والصحافة الحرة.ولكن الواقع يقول لا ,لأنها لن تطاول الأسوياء والأصحاء من الناس ,بل الخارجين على القانون ,ومجملي الإرهاب ,والمتغزلين فيه والمتورطين فيه,وهي,في النهاية جزء من استراتيجية عالمية باتت واضحة المعالم لاستئصال هذا الداء الذي أصبح كالوباء يهدد أرقى المجتمعات البشرية التي دفعت غاليا حتى تنعم بالاستقرار والرفاه,وكانت قوانينها العلمانية المتسامحة هي التي جعلت من هذه البلدان قبلة لكل راغب بالحرية –بما فيه المتشددون الأصوليون أنفسهم- وكل فار وناج من نار الشموليات ,وهي التي أتاحت لنجوم الإرهاب من إطلاق التصريحات النارية والعنتريات ,وتجميل الإرهاب ,وتبرير الجرائم وسفك الدماء علنا وفي رابعة النهار ,ومختلف وسائل الإعلام.

لقد كان من المأمول والمنتظر,وفي غمرة هذه المعمعة السوداء والفلتان الفكري, أن تخرج هذه القوانين والإجراءات التي تتصدى لهذ الظاهرة من بؤر الظلام العالمية المعروفة للجميع,ومزارع "تسمين" الإنتحاريين, ومداجن الإرهاب التي فرخت كبار "الديوك" الذين نفشوا ريشهم في مختلف أصقاع العالم ,ولا زالت – حتى الآن - تمد يد العون ,وتحتضن الكثير منهم ,وتزودهم بالمال ,والدعم اللوجستي وتفتح لهم المنابر ,والمدارس ,والجامعات,والفضائيات ,لا أن يحزن البعض ,ويلوم الآخرين لأنهم أحسوا بالألم والوجع من هذا المرض ,وشخصّوا الداء ,ووصفوا العلاج الناجع والدواء,ويتهمهم بالديكتاتورية ,والاستبداد فيما يغص هو في وحول من الأوبئة والأمراض التي قضت على أي أمل في الحياة.

أول الغيث مطر ,والعقبى الكبرى حين تخرج آخر دشداشة,وعباءة,ولحية,وعمامة ,ومهما كان لونها,من مدن الأحلام التي جعلها هؤلاء,وأمثالهم, كوابيسا, وجحيما قاتلا لا يطاق.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنـرال توني بلير
- Missed Calls
- نفــاق بلا حـدود
- نمــور مـن ورق
- بيان عاجل :جمعية للرفق بالعربان
- محــامو الشيطان
- التحرش السـياسي
- دبكـة...و...دبّيكــة...و...طبّال
- حـروب الـردة الفكـرية
- ملـوك غير متوجيـن
- طلب انتسـاب لحزب المعارضة
- حروب الأشـرار
- عهـود الأمان,ومجيرو أم عامـر
- شعبولات الأعــراب الجدد
- مسلسل اللوائح الأمنية
- طواحين أبي مطر الانترنتية
- ثقافة التخوين والإبادة الفكرية
- اللعبــة مستمـرة
- الإستقواء بالداخل على الخارج والخوارج
- ملـوك الطوائـف


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - الاستبـداد الجميـل