أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - حين يصبح النضال المطلبي بلا جدوى!














المزيد.....

حين يصبح النضال المطلبي بلا جدوى!


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 4544 - 2014 / 8 / 15 - 23:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد الصفعة التي تلقاها وزير التربية اللبناني على أدراج وزارته يوم الثلاثاء (12 الجاري) حين أُسقط الخياران اللذان أصر عليهما قبل ايام من ذلك التاريخ، وهما إما المباشرة بالتصحيح وإصدار النتائج الرسمية للشهادات وإما إعطاء إفادات ترشيح للطلاب، ما يعني التفافا واضحا على تعهداته السابقة التي أقر فيها بمطالب الأساتذة والمعلمين واضعا قضية التصحيح وإصدار النتائج بتصرف هيئة التنسيق النقابية التي تربط ذلك بإقرار سلسلة الرتب والرواتب، بعد هذه الصفعة يعود مجلس الوزراء ليفوض الوزير نفسه بإصدار إفادات الترشيح للطلاب، إصرارا من القوى المسيطرة على السلطة في رفض إقرار حقوق الأساتذة والموظفين والأجراء، والتي تهم غالبية الشعب اللبناني بقواه المدنية والعسكرية التي تقوم عليها البلاد.
إنه لمن المستهجن والمثير للسخرية أن يتقبل "معالي الوزير" هذا التفويض مجددا وبصدر رحب! عجيب أمر هذه الكرسي كم أهدرت من كرامات!!
لقد برهنت هيئة التنسيق النقابية عن خبرة عالية وإصرار على المطالب خلال أكثر من ثلاث سنوات وهي تواجه سلطة ائتلاف مافيوي منفصل نهائيا عن واقع البلاد ومصالح المواطنين ومعاناتهم، ويرخي في استمرار سيطرته، مزيدا من الضغوط كل يوم عليهم. وقد عبّر ائتلاف السلطة المافيوي عن عداء مطلق لمطالب الناس وإصرار دائم في منعهم من بلوغ الحد الأدنى من المطالب المشروعة التي تسمح لهم بالبقاء.
وهنا نرى أن الجهة الوحيدة التي تقارع السلطة في سبيل مطالب مشروعة وبنجاح هي هيئة التنسيق النقابية اليتيمة من أي دعم سياسي على الساحة يمكن أن يشكل نقيضا لنظام سيطرة المافيات الغاصبة وتهديدا لسلطتها.
ومن الواضح أن الانفصام التام بين مصالح الطبقة المسيطرة وبين مصالح المواطنين عموما يجعل من الضغوط النقابية التي تمارس حتى الآن، وبدون غطاء سياسي كاف بلا جدوى.
ومن المتفق عليه أن تكرار المحاولات في نفس الظروف وتوقع نتائج مختلفة يمثل غباء موصوفا.
من هنا نقول: إننا لسنا معنيين فقط بدعم هيئة التنسيق النقابية وبالاستمرار في الالتفاف حولها، بل معنيون أيضا وأكثر من ذلك، في الالحاح عليها ومطالبتها في تغيير وسائلها والارتقاء بها نحو الفعل السياسي بعد أن اصطدم العمل النقابي بحقيقة أنه ليس هناك من مؤسسات وليس هناك من مسؤولين، بل هناك قوى غاصبة للسلطة لا يعنيها لا الاضرابات ولا الاعتصامات ولا الطلاب ولا حياة المواطنين ولا استمرار معاناتهم وتفاقمها.
وإنه، وبعد هذا الإصرار من قبل قوى السلطة على رفض إقرار المطالب المشروعة، وبعد كل هذا الفشل المتعمد في تأمين ظروف حياة عادية للمواطنين من خدمات (شغل، كهرباء، ماء، طرقات، تربية وتعليم، طبابة، استشفاء، أمن دوائي، أمن غذائي، ....) وفي حفظ أمنهم وأمن البلاد، إنه ليس عيبا أن توسع هيئة التنسيق النقابية دائرة المطالب لتشمل كل ما يعانيه المواطن اللبناني من مآس في ظل سيطرة هذه الطبقة، وبالتالي أن تعبّر عن الغالبية الساحقة من اللبنانيين وتطالبهم بالنهوض للمواجهة المطلوبة.
وإنه ليس عيبا أن تطرح هيئة نقابية بجدارة هيئة التنسيق النقابية مسألة السلطة على رؤوس الأشهاد. ليس عيبا أن تنتقل من المستوى النقابي الى المستوى السياسي. ليس عيبا ان تواجه قوى السلطة بحقيقة أنها تغتصب السلطة وتغتصب الثروة وتمارس النهب والتبعية والفساد على كل المستويات وفي جميع مواقع ومرافق السلطة.
بعد ثلاث سنوات من النضال النقابي، آن الأوان لفتح صفحة النضال السياسي. آن الأوان لنصارح ائتلاف المافيات الغاصبة بحقيقة اغتصابها للسلطة وأنه عليها أن تعترف بذلك وأن تغادر أو أننا سوف نرغمها على ذلك.
آن الأوان أن نواجِه بحقيقة أن المقاومة والسيادة الوطنية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية لن تتحقق في ظل سيطرة نظام ائتلاف المافيات. وأن هذه الأقانيم كلها منوطة بالشعب اللبناني القادر على انتزاع مطالبه وليس بأي حزب أو تيار او جهة سياسية تاجرت بهذه الأمور ما شاءت لها المتاجرة.
ندرك تماما المكون الطبقي والسياسي لغالبية عناصر هيئة التنسيق، لكن هؤلاء أضحوا مسؤولين تماما تجاه من يمثلون لأنهم لا بد قد لمسوا مقدار التناقض بين مصالح القوى السياسية المافيوية وبين مصالحهم هم ومصالح من يمثلون وأنه عليهم هم أن ينتزعوا ليس فقط المطالب، بل القرار السياسي الذي يمكنه تلبية هذه المطالب.
وهذا لن يكون متاحا في وقت تستمر القوى المافيوية في اغتصاب وإعادة اغتصاب السلطة.
ليس عيبا ولا مستهجنا أن تعلن هيئة التنسيق النقابية عدم اعترافها بشرعية السلطة التي تغتصبها وتعيد اغتصابها قوى مافياوية دأبت على تدمير البلاد وتهجير الشباب.
هئية التنسيق النقابية مطالبة اليوم أن تدعو المؤسسات السيادية من جيش وقوى أمنية وإداريين وقضاء أن يسقطوا الشرعية عن مؤسسات سلطوية غاصبة ومغتصبة بأن يرفضوا تنفيذ قراراتها وأوامرها في معركة عصيان مدني شامل حتى إسقاط نظام سيطرة المافيات.
فهل تجرؤ هيئة التنسيق النقابية على خرق السقف المطلبي الذي صار عبثيا ومأزوما باتجاه الفعل السياسي الثوري عن جدارة واستحقاق؟



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماء الوجه ولا الكرسي!
- الجهاديون فك الكماشة الثاني
- اغتصاب وإعادة اغتصاب السلطة في لبنان!
- فيكتوريوس بيان شمس والجديد في قراءة مهدي عامل للطائفية
- ردا على فيكتوريوس بيان شمس
- الاسلام -المقاوم-، حزب الله نموذجا
- في عيد العمال العالمي
- لبنان والانتخابات الرئاسية: -بوتفليقة- لبناني أم الفراغ؟
- هيئة التنسيق النقابية: الدخول في المأزق
- -الخطة الأمنية- تستمهل المتورطين!
- لبنان: الشيعة والمقاومة ومافيا حزب الله
- الأحزاب الشيوعية العربية والواقع الملموس
- ثورة لكل الشعوب
- حصاد عام: رؤية ائتلاف اليسار وأخطاؤه
- محاصرة الثورة السورية بالقوى -الجهادية-
- مؤتمر إنقاذ أم مؤتمر أنقاض؟
- في ضرورة تمييز قوى الثورة المضادة
- مدرسة -جمول-: التضحية إيثار، لا اتّجار
- الثورة اليتيمة!
- اللبنانيون بين مطرقة النظام وسندان اللانظام!


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - حين يصبح النضال المطلبي بلا جدوى!