أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - كسّر قوالب السياسة التتقليدية نتنياهو حرباء السياسة في اسرائيل














المزيد.....

كسّر قوالب السياسة التتقليدية نتنياهو حرباء السياسة في اسرائيل


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 1282 - 2005 / 8 / 10 - 11:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


كان نتنياهو، بعد ظهر امس الأول الأحد، كمن يحمل امتعته، يريد الهرب من وجه العاصفة التي تنتظره، لقد وصل الى قناعة انه امام معركته الأخيرة، وامام فرصته الأخيرة للعودة الى سدة الحكم، من خلال عودته الى زعامة الليكود، ولم يكن قراره السريع بعد اقل من اسبوعين من اعلانه تشبثه بمقعده الوزاري، إلا دلالة على حالة التوتر التي تملكته مع اعلان زعيم جناح اليمين المتشدد عوزي لنداو ترشيح نفسه لرئاسة الليكود، فقد انقض لنداو على "الكعكة" التي كان يستعد نتنياهو لالتهامها (اقرأ تحليلا منفصلا حول الموضوع).
ولم تكن حالة التوتر غريبة عن نتنياهو فهذه هي الحالة التي تملكته في سنوات عمله السياسي منذ العام 1988 حين دخل لأول مرة الى الكنيست نائبا، وهي الحالة التي اوقعته في مطبات سياسية وتقلبات في مواقفه، كانت كلها تصب في خدمة هدف واحد: "بقاء نتنياهو زعيما".
ظهر بنيامين نتنياهو لأول مرّة على الساحة السياسية في اسرائيل في العام 1984 عندما عينته الحكومة الاسرائيلية سفيرا لاسرائيل في الأمم المتحدة حتى العام 1988، الى ان انتخب للكنيست في تلك السنة وعين نائبا لوزير الخارجية.
جاء نتنياهو الى الساحة السياسية اشبه برعاة البقر الامريكان بلكنته الامريكية، واسلوبه الاعلامي الامريكي، في محاولة لاجتذاب الاعلام بنوع من الغوغائية، ولكن هذا الأسلوب لم ينقذه في امتحانه الاعلامي الاصعب في خريف العام 1991، في مدريد امام الناطقة الفلسطينية الدكتورة حنان عشراوي، فتلقى صفعات مدوية من الاعلام الاسرائيلي الذي انتقده.
بعد هزيمة حزب الليكود في انتخابات 1992 واستقالة زعيم الحزب يتسحاق شمير، تنافس نتنياهو على زعامة الحزب امام دافيد ليفي، وكان فوز نتنياهو سهلا في تلك السنة بسبب غياب الوجوه التقليدية والتاريخية في المنافسة.
وطيلة فترة حكومة حزب "العمل"، بزعامة رئيس الحكومة الاسبق يتسحاق رابين، التي خاضت مسار اتفاقيات اوسلو، قاد نتنياهو معسكر اليمين الاسرائيلي ضد هذه الاتفاقيات، وفي العام 1996 استطاع ان يهزم منافسه على رئاسة الحكومة شمعون بيرس، بفارق اقل من نصف بالمئة، في انتخابات وضعت عليها علامات سؤال كثيرة بسبب قضايا التزوير.
حين وصل نتنياهو الى رئاسة الحكومة اصطدم بالواقع الجديد، وحاول بداية الامتناع عن المضي قدما في مسار اوسلو، ولكنه في غضون اسابيع اضطر للعدول، وجلس امام "عدوه المعلن واللدود" الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي اصبح لاحقا "صديقي ومن الممتع الجلوس معه" حسب تعبيره، وكانت هذه نقطة انكسار له امام معسكر اليمين المتشدد الذي انتخبه من اجل برنامج سياسي آخر.
وسقط نتنياهو في الكثير من الامتحانات والحماقات السياسية، فبعد سنوات من الهدوء والانفراج، أقدم على فتح نفق تحت المسجد الاقصى المبارك، فاندلعت مواجهات اسقطت خلال ثلاثة ايام 85 فلسطينيا و15 جندي احتلال.
وسارع نتنياهو للخروج من هذه الأزمة فاندفع الى اتفاق الخليل، وكانت هذه نقطة الانكسار الثانية التي أدت الى استقالات من حكومته، وبعد اقل من عام توجه نتنياهو الى واي بلانتيشن لتوقيع اتفاق آخر وكانت هذه ايضا نقطة انكسار ثالثة.
وظهر نتنياهو على الساحة السياسية كمن بامكانه ان يغير لونه ومواقفه بسرعة البرق، وعدم مقدرته على الصمود امام الضغوط الدولية، وحتى الحزبية، وكمن يسعى طوال الوقت للتشبث بمقعده المخملي.
في العام 1999 تسبب نتنياهو بسياسته المتقلبة بانزال حزبه عن الحكم بخسارة مدوية افقدته 45% من قوته البرلمانية، واعلن نتنياهو فورا انسحابه من الساحة السياسة، فغاب عن الاعلام وعاد الى البلاد التي احبها، الولايات المتحدة.
بعد ان رأى في العام 2000 الزلازل التي عصفت بحكومة ايهود براك التي خلفته، عاد نتنياهو على وجه السرعة الى الساحة السياسية، وحاول العودة الى زعامة الليكود، فوجد امامه اريئيل شارون يقود الحزب ويرممه ويعزز مكانته في اليمين، وحاول منافسة شارون مجددا على زعامة الحزب إلا انه تراجع في اللحظة الاخيرة ورفض الانخراط في حكومة شارون الاولى.
في خريف العام 2002 خسر نتنياهو المنافسة على زعامة الحزب امام شارون، وبعد فوز الحزب في انتخابات شتاء 2003 تبوأ نتنياهو منصب وزير المالية، فقاد سياسة اقتصادية صقرية، ضرب من خلال الشرائح الفقيرة والمتوسطة.
وضع نتنياهو نفسه طوال الوقت في خانه الند لشارون طمعا بالعودة الى زعامة الحزب، وفي الاشهر الـ 13 الأخيرة ظهر نتنياهو على حاله ولم يتغير عنده شيئا، فقد تقلب في مواقفه من خطة فك الارتباط عدة مرات، وقد ايدها اكثر من مرّة في عدة عمليات تصويت في الكنيست، وعمل على اعداد برنامج التعويضات المالية للمستوطنين.
حاول نتنياهو مغازلة جناح اليمين المتشدد لكسب تأييده، ولكن هذا الجناح اسقطه عن زعامة الحزب في العام 1999، ولا يؤمن به، وتلقى نتنياهو في الاسبوع الماضي صفعة جديدة بعد ان اعلن زعيم جناح اليمين المتشدد في الليكود عوزي لنداو عزمه تشريح نفسه، وهو ما يعني الضربة القاضية لنتنياهو، وهذا هو السبب الذي دفعه ليتراجع عن قراره السابق بعد الاستقالة والاسراع في تقديم استقالته.
إن نتنياهو أحد ابرز الشخصيات السياسية الاسرائيلية في العقد الأخير التي كسّرت قوالب السياسة التتقليدية، وحولتها الى اشبه ببرامج "توك شو" امريكي، وسيجد له خانة كبيرة في تاريخ الخارطة السياسية في اسرائيل في المستقبل، وهذا لا يعني انه زائل عنها اليوم.
إن تلون نتنياهو السياسي وتقلبات مواقفه ونظراته الحادة الترقبية تمنحه لقب: "حرباء السياسة الاسرائيلية".



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خفافيش السياسية يترزقون على مآسي العاملين
- اسرائيلي.. واستحقاق الديمغرافيا
- شارون يسعى لانقاذ حكومته بائتلاف هش
- انصاف الحقائق لا تبني مواقف الامتناع عن التصويت خطوة ذكية مس ...
- شارون نقل عدوى ازمته للاحزاب الأخرى.. وآخرة حكومته تقترب
- زكي ناصيف.. كلمات على غير عادة.. لظاهرة فوق العادة
- الحزب الشيوعي العراقي مدرسة نضالية اقوى من كل المؤامرات
- عام 2004 عام الركود في الخارطة السياسية الاسرائيلية
- المهانة المزعومة للعرب في اعقاب اعتقال صدام
- رسالة خاصة من القلب الى رفيقين عزيزين على خلفية اعتقال صدام
- كل عام والحوار المتمدن بخير وأكثر
- عقلية شارون تنسف بالوناته السياسية
- حزب العمل الاسرائيلي والموت السريري
- في كم عالم نحن نعيش؟
- قاموس اريئيل شارون السياسي
- حصار عرفات والامتحان الفلسطيني
- قادة حركة ميرتس الاسرائيلية: حنين الى الجذور الصهيونية الصقر ...
- خربطة الطريق... نحو السلام الحقيقي


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - كسّر قوالب السياسة التتقليدية نتنياهو حرباء السياسة في اسرائيل