أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - حكاية حقيقية حصلت البارحه














المزيد.....

حكاية حقيقية حصلت البارحه


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4543 - 2014 / 8 / 14 - 23:49
المحور: كتابات ساخرة
    


يوم أمس ذهبت مع صديق الى دائرة الجوازات على أعتبار أنني أملك (واسطة) , لدي (رائد حباب) كان زميلي في أحد أماكن الدراسة , وحين وصلنا وجدنا صاحبي عماد لكننا فوجئنا بأن الأمر فوق طاقته بسبب الزحام في كل المفاصل , أتصل بالهاتف فلم يلق أجابة , تكلم مع المدير الذي أتصل بدوره بأثنين آخرين , ثم دخل معنا عماد وأخذ المعاملة , شعرت بأحراجه بعد مرور دقائق , فحتى زملائه وبسبب الزحام التاريخي لم يعيروا له أي أهتمام , فطلبت منه ترك الموضوع و رددنا نحن الثلاثة الآية الكريمة ( يوم لاينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم ) وأين القلب السليم في تلك الأماكن التي يطلق عليها علماء النفس ( المنغلقة الصاكّه ) قررنا الخروج لأنجاز ماتيسر من الأعمال على أن نعود بعد ساعات قبل نهاية الدوام , وعدنا فعلاً في الواحدة ظهراً , كانت الأعداد نفسها وكأن القوم في أنتظار رواتب التقاعد التي لم تأتي فيما الأعداد في تزايد , وعند حلول الساعة الثانية خرج شرطي صغير السن كان يتكلم بثقة وتهكم شديد وخطب في الناس :
ياجماعة خلص الدوام و لازم تطلعون من الدائرة و أذا ماطلعتوا راح أخابر عليكم مكافحة الشغب ويشبعوكم تواثي !
أستغرب الناس ولزموا الصمت , قطرات من العرق كانت تنساب على جبيني وكذلك صاحبي , الجميع يتصبب عرقاً , ربما من الحر أو الخجل
تقدمت أمرأة عجوز وقالت : الله لاينطيك العافية , من السبعة واكفه وتاليها تأجلوني عساها بعيالك ياسافل !
أمرأة متوسطة العمر أرتجلت خطاباً فوريا:
ولك من الصبح نباوع عليكم تاخذون المعاملات سكتاوي وتاركين الوادم مشعولة بشمس الظهاري , الله لايوفقكم وأنشالله ينقلوكم لتكريت لو للموصل !
عدا تلك الأمرأتين لم يجرؤ أحد على الكلام من كل ذوي الشوارب فالجميع خصوصاً في هذا الوقت يتجنب المشاكل .
في تلك الأثناء مر من أمامنا عقيد فأستوقفناه سائلين : كيف وشرحنا له مانريد..
أخذ المعاملة وطلب منا الدخول ورائه , وأرسل بعض موظفيه للخروج لجمع المعاملات من كل الموجودين بالخارج , كانت حوالي مئتا معاملة , فقد أنخفضت الأعداد لسببين , الأول لأن الدوام أنتهى , والثاني بسبب الخوف مماقاله الشرطي الثائر .
العقيد كان يعمل وقوفاً لأنه كان يدير بنفس الوقت أربع حاسبات , وكان معه ملازم يعمل الحاسبات الأخرى بهدوء وسلاسة , أكملنا المرحلة الأولى ثم الثانية ولم تصل الساعة بعد الى الثالثة , أنجزوا كل المعاملات وهما أثنان فقط بحوالي ثلاثة أرباع الساعة .
الأمرأة العجوز دعت للعقيد والملازم بحفظ الله وطولة العمر , أما الثانية التي كانت في متوسط العمر فقد أبتسمت لهما وقالت وهي تلتفت فرحاً يميناً وشمالاً :
العراق بعده بخير ياجماعه , ربي يوفقكم يانشامى .
حين هممنا بالخروج سألت العقيد بعد أن تأكدت بأنه يملك أخلاقاً :
كم هي أعداد العاملين بتلك الدائرة
أجاب مستغرباً : أعتقد ميتن و شويّة
بادرته : لا أخفيك بأننا كمواطنين كنا سنأخذ فكرة سيئة جداً عن تلك الدائرة ونشتم كل من يعمل بها ولانستثني صاحبنا رائد عماد وحتى جنابك , لكنك والملازم أنقذتم سمعة الدائرة , بل أنقذتم العراق كونكم أحدى مؤسساته , بوركتم يا غيارى
تقدم منا الملازم الشاب و قال:
اليوم نسيبتي أم زوجتي عازمتني على سمك , والبيت قريب عبور الشارع , طالبها منكم طلبه وأرجوكم تجون ويايا !



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرقة أم علي و الفرقة 35
- مقالب الشيطان الرجيم
- الوصفة السحرية للسلام في العراق
- داعش يهدد نيويورك
- أنفخ بويّه أنفخ
- موجز واقع العراق
- أستغاثة من عالم آخر لأولي الألباب
- داعش المريخ وعراقيو كوكب الأرض
- كيف تحصن بيتك من الجرذان وحتى الفيل
- قفّصَ يقفّصُ تقفيصْ
- أستغاثة من الهنود الحمر
- رسالة في زجاجة مكسورة
- القطة تأكل أبنائها للمرة الثالثة
- أصطعيس دمر البلاد
- تأوهات من ذيچ الأنتخابات
- بين الشعب والنخب بلوه أبتلينا
- حكاية من الثمانين !
- دعوة أوباما و بوتين للترشّح في أنتخاباتنا
- رئيس البلدية يغازل السيدة فيروز
- واجبات مستحبات الله وكيلك كلاوات


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - حكاية حقيقية حصلت البارحه