أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - على المحلاوى - ومر عام على المذبحة














المزيد.....

ومر عام على المذبحة


على المحلاوى

الحوار المتمدن-العدد: 4543 - 2014 / 8 / 14 - 21:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ومـر عـام عـلـى الـمـذبـحـة

في مثل هذا اليوم قبل عام من الأن ، وقعت أحداث مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة
في مثل هذا اليوم ، أطلقت النيران من أيدى مصرية ، بسلاح مصري ، من قبل أفراد تدفع أجورهم من جيوب المصريين ، لتحصد أرواح مواطنين مصريين
في مثل هذا اليوم ، سالت الدماء أنهارا ، ورويت الأرض المصرية بدماء أبنائها ، وأحرقت جثث ، ومات شباب بالحرق والاختناق في عربات الترحيلات ، قطفت أرواح رجال وشباب ، و حرقت أجساد النساء والأطفال وهم أحياء
فجعت أمهات ، ورملت زوجات ، ويتم أطفال ، وعلا صراخ وعويل النساء في البيوت والطرقات ، وزرفت الدموع ، وعلا النحيب ، وفتحت القبور ، وأقيمت الصلوات ، ومشت الجنازات ، وأهيل التراب على الأجساد ، ووسد القتلى في القبور ، واتشحت النساء بالسواد ، وسكن الحزن القلوب في طول مصر وعرضها
في مثل هذا اليوم ، علا صوت الشيطان ، ونزعت الرحمة من القلوب ، وتعالى صراخ الجرحى ، استعرت نار الغضب في القلوب السوداء ، وسكن الغل وتمكن ، فاشتعلت الحرائق وغطى الدخان الأسود سماء القاهرة ، وأنطلق الرصاص المسعور يحصد الأرواح ، لم يرحم الجرحى فأجهز عليهم ، وغابت الإنسانية ولا أقول الإخوة بين الطرفين
في مثل هذا اليوم ، جزع المؤيد والمعارض من هول الفظائع التي لم يعرفها ألا على شاشات التلفاز في بلاد الأغيار، فإذ بها تحدث على أرضهم
في هذا اليوم ، قتل الأخ أخاه ووقعت الفتنة الكبرى على أرض البلاد ، وأصبح هناك جرحا مفتوحا تعذر تطهيره وعلاجه منذ عام 2013 وحتى الأن.
في مثل هذا اليوم ، أعيد مشهد أول جريمة قتل في التاريخ ، وقتل الأخ أخاه بدون أدنى درجات الرحمة أو الشفقة
في مثل هذا اليوم ، كان إعلان النتيجة النهائية لاختبار الصراع في البلاد ، وكان الإعلان بأن الجميع فاشلون ولم ينجح أحد ، فأختفى الحوار وظهر السلاح ، وتوقف اللسان وتحرك الذراع
ومـر عـام عـلـى الـمـذبـحـة
اقتحمت فيه بيوت ، وكسرت أبواب ،وانتهكت الحرمات ، وجزع أطفال ، وسكتت أفواه ، وارتعشت أقلام ، وأقفلت برامج فضائية ، ولوحق نشطاء ، واشتريت ذمم ، وتلون المتلونون ، وهرب الأذكياء وهاجر العلماء ، وبرز المنافقون ، وفتحت المعتقلات ، ولم يسلم الأطفال والنساء ، وكثر التعذيب ، وعم الخوف ، وزاد الشك ، وعزت الأقوات ، وزادت الأسعار ، وأختفى التصريح وزاد الهمس والتلميح ، وعم الكذب وأختفى الصدق ، وأصبح الكاذب سياسي والسياسي خائن ، وأطل زوار الفجر بوجههم القديم ، وعم اليأس وساد الإحباط ، وحل الظلام ، وفقدت البوصلة وتاه الطريق
تشوهت أجيال ، حتى اختلطت عليها الأمور وصارت ضحية الحيرة والبلبلة ، فأصبح العدو صديقا والشقيق عدوا ، وبرز اعلاما يزور الحقائق ويعتم عليها انتصارا للمعتدى وشماته بدماء وارواح ضحاياه ، وتم توجيه اللوم الى الضحية وليس الى الجلاد.
مر عام ، انقسمت فيه البلاد وزاد الشقاق وتجزر الانقسام وزاد التعصب وغابت العدالة
مر عام ، مازالت الدماء تسيل ولم تجف ، وبدأت الحقائق تتكشف رويدا رويدا عن ما حدث في هذا اليوم العصيب ، ولنعرف أنه لم يكن فضا للموجودين في الميدان بل تعمد القتل والتصفية وليس الفض والتفريق
يوما أضاف صفحة جديدة في سجلات التاريخ ، ليصنف بجوار الاحداث الجسام (محليا) في قائمه المذابح بجوار مذبحة القلعة (عالميا) بجوار الهجوم على الميدان السماوي في الصين
مر عام ، ولازال البعض لم يتعرف على مصير أبنائه ، ودفنت جثث لضحايا لم يتم التعرف على ذويهم
مر عام ، طاف فيه شعار رابعة أركان العالم الأربع ، ورفعة قادة ورؤساء ومناضلين وانتهازيين أحياء لهذا اليوم وتعبيرا عن الصمود والنضال
مر عام ، ماتت الأجسام وولد الانتقام ، مات الأفراد وولدت وانتشرت الأفكار ، مات بعض الناس فأحيت الأسطورة لدى البعض الأخر
مر عام ، زاد التعاطف مع هؤلاء الضحايا حتى من بعض الأعداء ، وبعد ان كان هذا الفصيل على وشك الاندثار كانت تلك المذبحة على يد المعتوهين فأعطتهم قبلة الحياة والازدهار
مر عام ، ولم يعاقب أحدا من المسئولين على ما أرتكب في هذا اليوم من أثام ، وساد صمت تام من الجهات شبه الرسمية كالمجلس القومي لحقوق الإنسان ، ولجنة «تقصى حقائق ما بعد 3 يونيو »، وبعض المنظمات الحقوقية ونتيجة لهذا لم تندمل الجراح ، ولم تخف نار الغضب في القلوب ، ولم يظهر في المنظور القريب أملا في التسامح والحوار
مر عام ولا زال البعض يكرر على مسامعنا أنه لم تكن هناك وسيلة أخرى لفض هذا الاعتصام غير تلك الطريقة (فليس في الإمكان أبدع مما كان) ، وهذا ليس بغريب على أشخاص كل تعليمهم وتدريبهم وعملهم هو الحرب والمعارك والقتال ، لا يعرفون من العلم ألا حصد الأرواح ، فكيف لهم أن يعرفوا أساليب الغاز بدل القنابل ، ورش المياه بدل الرصاص ، أو الفض بطريقة الحصار ، تعودوا أن من يرمى حجرا يقابل بالرصاص ، إذن فأنجح طريقة لديهم لاجتياح الميدان هي القتل ودخول الميدان دهسا على الأجساد
تعود هؤلاء (الأذكياء) أن ينظروا للحدث ، ولم يعتادوا أن ينظروا الى ما وراء الحدث من تبعات
أيها (الأذكياء) لقد حولتم بفعلكم هذا (عند البعض) هؤلاء الضحايا من قتلى الى أبطال ، ومن أشخاص عادية الى قدسيين وشهداء ، وتحولت المذبحة الى ملحمة يتغنى بها البعض ، والأحداث الى أساطير ، وسيظهر ويكبر جيل من ذويهم والمؤمنين بفكرهم وتكبر معهم الأسطورة ، وسيكون هدفهم الأسمى المطالبة بالقصاص
وسيتبرأ ويتنصل من تلك المذبحة من ساندوكم في أول منعطف للأحداث ، والأيام لا تدوم على حال
أوقن أن التاريخ لن يرحمكم عند تدوينه لتلك الأحداث ، فانتظروا ما سيكتبه التاريخ عنكم بعد حين من الزمان
حينها سيكون مكتوب في أول السجلات
((الحقائق الكاملة للمذبحة نسردها لكم بالتفصيل بعد ثــلاثــون عــامــا عــلــى وقـــوع الأحـــداثــ ))
وعند اطلاعكم على ما سيدونه التاريخ حينها عنكم وعن تلك الأيام
أقسم أن من كان منكم حينها على قيد الحياة (من هول ما سيكتب) ســيـــحــســد الذى مات



#على_المحلاوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقا لقد صدق الكذبين
- عندما يكذب الكتاب (نانا جاورجيوس)
- السائق المغرور والشيخ الحكيم
- مشهدان وتعليق
- يوم فاز الشعب وخسر المرشحان
- عن أى انتخابات تتحدثون ؟!! ألا تستحون !!
- وفاء البقر وغدر البشر
- اللهم بلغت اللهم فاشهد
- هذه بضاعتكم ردت إليكم
- عندما تتحول الأحكام القضائية لرسائل سياسية
- يوم أسود من أيام الإنقلاب
- ماذا تغير بعد الانقلاب ؟
- المتاجرة بالأمل
- لا تتعجب فنحن فى زمن العسكر
- من المضحكات المبكيات
- الرد على مقال (كارثة العروبة على مصر )
- لا تنزع هذا الثوب
- هل حلال لكم حرام لهم ؟؟ (2)
- هل حلال لكم حرام لهم (1)
- آهات -بهية-


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - على المحلاوى - ومر عام على المذبحة