أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - حول مفهوم اليسار وما جاوره..؟!














المزيد.....

حول مفهوم اليسار وما جاوره..؟!


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1282 - 2005 / 8 / 10 - 11:22
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


اذا كان اليمين يمينا، واليسار يسارا فلماذا هذا التعدد في التسميات؟ لماذا نجد اليمين واليمين الوسط او المعتدل واليمين المتطرف؟ ولماذا نجد اليسار واليسار المعتدل واليسار المتطرف؟
ان تعدد التسميات في نظري له علاقة بالانفراز الطبقي الاجتماعي فالتفاوت الطبقي في الواقع الاقتصادي والاجتماعي في النظام الراسمالي هو الذي يؤدي الى هذا التعدد المفاهيمي الذي يعطينا طبقة متربعة على عرش الاستغلال ومن يتطلع الى ان يصير كذلك ومن يسعى فقط الى المحافظة على موقعه ومن يخاف السقوط في اتجاه الذين يتطلعون ومن يمارس السقوط فعلا للارتباط بالطبقة العاملة التي تحلم بسيرورة ملكية وسائل الانتاج للمجتمع ككل لضمان الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية في افق تحقيق التشكيلة الاشتراكية التي يتساوى فيها الناس جميعا في اطار تلك التشكيلة التي لا فرق فيها بين عربي وعجمي ولا بين ابيض او اسود الا بالعمل والاخلاص في العمل من أجل تحقيق سعادة جمعي افراد المجتمع تحقيقا لشعار " لكل حسب حاجاته وعلى كل حسب قدرته".
وانطلاقا من هذا التصور الذي يقود الى الخلط في المفاهيم المختلفة نستطيع ان نسجل ان كل المفاهيم الشائعة عن اليسار في معظمها هي مفاهيم تحريفية فلا يسار يمكن الحديث عنه في الاطارات البورجوازية الصغرى التي تتأرجح بين ان تكون يمينية متطرفة، او يسارية متطرفة، تسعى الى فرض رؤياها الى الواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والمدني والسياسي بواسطة القوة التي لا تعرف سبيلا الى الحوار، ولا علاقة لها بالممارسة الديموقراطية بمضمونها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي ولا تكون محكومة الا بهاجس تحقيق تطلعاتها الطبقية حتى وان ادى ذلك الى ممارسة العنف اليميني المتطرف او العنف اليساري المتطرف.
وقد تلجا البورجوازية الصغرى إلى التوليف بين الشعارات الايديولوجية اليمينية واليسارية لتظهر وكأنها هي التي تسعى إلى تذويب الصراع ثم الغائه وبصفة نهائية من الواقع فتختلف في ممارستها عن اليمين، وعن اليسار في نفس الوقت فتستقطب حولها شرائح البورجوازية الصغرى التي ترى في ذلك مصلحتها التي تساعدها على تحقيق تطلعاتها، كما تستقطب حولها شرائح مهمة من اليمين الذي يرى في ذلك التوليف خير وسيلة لتحقيق حماية مصالحها كما توهم سائر الكادحين بان هذا التوليف هو الذي يحقق المصالح الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية لسائر الكادحين ليتبين في نهاية المطاف بان القيادة البورجوازية الصغرى التي قامت بتلك التولفة لا تسعى إلا إلى تحقيق تطلعاتها الطبقية.
ولذلك فمفهوم اليسار يجب ان يكون محددا ومدققا في التصور وفي المجال وفي التعامل.
فاليسار في التصور هو الاطار الذي يضم المقتنعين بالاشتراكية العلمية كوسيلة وكهدف، كوسيلة لتحليل الواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي، باعتماد قوانين التحليل العلمي التي ابدعتها المادية الدبلكتيكية والمادية التاريخية باعتبارها قوانين الاشتراكية العلمية التي اكتشفها منظرا الماركسية ماركس وانجلر والتي عمل ويعمل على تطويرها الماركسيون من بعدهما حتى تكون قادرة على مواجهة التحولات التي يعرفها الواقع.
واليسار في المجال هو الحزب السياسي الثوري او حزب الطبقة العاملة الذي تسعى إلى جعل الكادحين وكل افراد المجتمع يقتنعون بالاشتراكية العلمية كأيديولوجية للكادحين، ويقود نضالاتهم في افق تحويل ملكية وسائل الانتاجية المادية والمعنوية إلى ملكية للمجتمع ككل وبعد الوصول إلى السلطة السياسية .
واليسار في التعامل هو الذي يسعى بممارسته الايديولجية، والتنظيمية والسياسية والنضالية الى الارتباط بالطبقة العاملة وبسائر الكادحين من اجل الدفع بهم إلى امتلاك وعيهم الطبقي الذي يؤهلهم لخوض الصراع الطبقي الذي لا يكون إلا مشروعا، والذي يهدف إلى تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في افق تحقيق الاشتراكية.
وبذلك نصل الى أن مفهوم اليسار يتم استهداف تشويهه من قبل البورجوازية التي تمارس الاستغلال ومن قبل مؤدلجي الدين الاسلامي ومن قبل البورجوازية الصغرى المريضة بممارسة التطلعات الطبقية. ونعتقد انه قد ان الاوان لاعادة الاعتبار لهذا المفهوم حتى ياخذ طريقه في اتجاه الوحدة والتجاوز وفي اتجاه البناء وفي اتجاه بناء الافاق النضالية التي تربط اليسار بالكادحين من اجل قيادة نضالاتهم نحو بناء المجتمع الحر والديموقراطي والاشتراكي.
فهل يسعى المثقفون الثوريون الى العمل في هذا الاتجاه؟ ام ان التمزق والتشرذن الناتج عن تحريف مفهوم اليسار سيبقى سائدا الى ما لا نهاية؟
ولذلك ندعو هؤلاء المثقفين الى تحمل مسؤولياتهم في اعادة الاعتبار الى اليسار الاشتراكي العلمي باعتباره هو اليسار الحقيقي من اجل وضح حد لكافة أشكال التحريفات التي تستهدف تشويهه، من اجل يسار حقيقي يقود نضالات الكادحين ويعمل على تحقيق طموحاتهم.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن ان يغادر العرب باحة الصمت تجاه ما يجري في العرق؟
- الدين / الماركسية نحو منظور جديد للعلاقة من أجل مجتمع بلا إر ...
- هل أخطأت نادية ياسين أن تصيب الهدف في خلق الحدث ؟
- حتى لا تتكرس المغالطة ضرب لندن ليس كوجها ضد الحكومة البريطان ...
- هل بعد هذه الأزمات المتوالية يمكن أن تحلم الجماهير الشعبية ا ...
- هل بعد هذه الأزمات المتوالية يمكن أن تحلم الجماهير الشعبية ا ...
- هل بعد هذه الأزمات المتوالية يمكن أن تحلم الجماهيرالشعبية ال ...
- هل بعد هذه الأزمات المتوالية يمكن أن نحلم بمستقبل لصالح الجم ...
- الدين/الماركسية نحو منظور جديد للعلاقة من اجل مجتمع بلا إرها ...
- نحو منظور جديد للعلاقة من اجل مجتمع بلا ارهاب- الجزء الخامس- ...
- الدين/الماركسية من اجل منظور جديد للعلاقة نحو أفق بلا إرهاب ...
- الموضوع : هل هو انتقام من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي؟
- الدين/الماركسية من اجل منظور جديد للعلاقة نحو أفق بلا إرهاب ...
- الدين/الماركسية من اجل منظور جديد للعلاقة نحو أفق بلا إرهاب
- لا عدالة و لا تنمية في خطاب العدالة و التنمية
- هل يوجد في الإسلام أوصياء على دينه ...؟ !!!
- الكونفدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية وا ...
- أثر اهتمامات الشباب على الأفراد والجماعات
- الإرهاب ....... الأسباب ........ المظاهر .......... سبل التج ...
- الاحزاب السياسية و المنظمات الجماهيرية أي واقع ؟ .. واية آفا ...


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - حول مفهوم اليسار وما جاوره..؟!