أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الأردن وداعش














المزيد.....

الأردن وداعش


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4542 - 2014 / 8 / 13 - 21:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدهية لا يمكن تجاهلها أو القفز عنها ،أو حتى التعامل معها ،بما ينقص منها ولو شروى نقير ،وهي أن الأردن ،كان ولا يزال خطا أحمر ،وعصيا على التغيير، سواء من الخارج أو الداخل،وهذا هو المكتوب الذي تسلمه الجميع منذ تأسيس الأردن إمارة وتطوره إلى مملكة ،وكان القرار الدولي أن يبقى الأردن ، لكن فقيرا وضعيفا ،وبحاجة للدعم الخارجي وبالقطارة كما نرى هذه الأيام .
وحتى لا نبدو وكأننا نتحدث بلغة الإشارة ،والتعامل مع الرموز ، فإن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بعظمة نظامه وشعبيته ووزنه حتى في الأردن ،لم يتمكن من الإقتراب من الأردن بهدف قلب النظام أو إحداث التغيير ،وكذلك النظام السوري إبان حافظ الأسد ،ناهيك عن التهديات العراقية .
لن ننسى طبعا محاولات الإنقلاب الداخلية وحركات التمرد التي قام بها الجيش خاصة ما جرى عام 1974،وما جرى في الأردن إبان صعود المقاومة الفلسطينية ،ومجمل القول أن الجميع ومن ضمنهم إسرائيل قد تلقوا رسائل واضحة بأن الأردن خط أحمر ،لا مساس فيه ،وهكذا إستمر الأردن وتطور إلى ما هو عليه الآن دولة لها مكانتها في المجتمع الدولي وتسمع كلمة قيادتها ،رغم الفقر وصغر المساحة ،وقياسا بدول عربية ذات مساحات شاسعة وعدد سكان هائل وثروات كبيرة.
الأردن بلد محمي من الخارج ،وهذا ليس كشفا لأسرار،ولا مغالاة ،بل هو الواقع ،ومن يحميه سياسيا هي بريطانيا ،ومن يتولى أمره بصعوبة هي أمريكا ،أما إسرائيل فهي كمن تشتهي وتستحي في الوقت نفسه ،في نظرتها للأردن .
بريطانيا متمسكة بالأردن وترى أن وجوده ضرورة ،وكذلك أمريكا التي باتت طلباتها كبيرة ،بحكم موقع الأردن وتوسطه لكرات النار المتفجرة حيث فلسطين والإحتلال ،والعراق ،وسوريا ،وهاهي مصر تشكل الجبهة الرابعة التي ستؤثر على الأردن .
كما قلنا فإن إسرائيل ومنذ عهد السفاح شارون ،وهي تخطط للتغيير في الأردن ،وكانت خطته عام 1982 تقضي بتحميل اللاجئين الفلسطينيين من لبنان في شاحنات وتفريغهم في الأردن ،بعد التخلص من الحكم الهاشمي وإعلان الأردن دولة فلسطينية ،ولكن الرئيس الأمريكي آنذاك ،رونالد ريغن قد رفض الخطة وأشّر بخط يده على خطة شارون بالموافقة على غزو لبنان ،لكنه رفض البند الخاص بالأردن وكتب : الأردن بلد صديق.
يدور هذه الأيام ومنذ ولادة ما يسمى زورا وبهتانا "دولة العراق والشام"داعش ، حديث متواتر، وله ألف مغزى زغزى ،مفاده أن الأردن سيكون هدفا سهلا لهذه للعصابة المرتدة والخارجة عن الملة، وآخر طبعة امريكية تقول أن داعش سيتمدد إلى الأردن.
عند الخوض في هذا الحديث الإفك ، نجد أن هناك جوابين بإنتظار أي محلل سياسي ،الأول أن الطابعة الأمريكية التي طبعت الخبر ووزعته على وكالات الإعلام وفي مقدمتها الوكالات العربية ، تعمل على النسق الذي تعمل به ماكينة طباعة الدولارات الأمريكية التي تطبع الدولارات بدون رصيد من الذهب ،كما هو الحال بالنسبة لدول العالم ،لأن أمريكا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تطبع الدولارات الورقية ،وتكتفي بعبارة " بالله نثق "،على الدولار.
بمعنى أن الأمر ما هو إلا للإستهلاك المحلي وربما رسالة للأردن الرسمي ،مفادها أن هناك شيئا ما مطلوبا منه ،خاصة وأن الأمور في فلسطين والعراق وسوريا ضبابية وربما هناك مخططات ترغب الإدارة الأمريكية بتنفيذها ،وأن المطلوب من الأردن الإسهام بتلك الخطط.
أما الجواب الثاني فهو المرعب ، خاصة إذا ما أضفنا إلى المشهد إتهام الإخوان المسلمين بدعم داعش للمساعدة في إعادتهم إلى مصر بعد عودة الرئيس المخلوع محمد مرسي رئيسا فعليا ،مع أن قائدا داعشيا هدد بقتل الرئيس مرسي في حال "فتح" داعش للمحروسة مصر.
قصة الأردن وداعش ،تحتمل الإجابة بنعم أو لا ،ويحدد ذلك موقف كل من الثلاثي بريطانيا وأمريكا وإسرائيل من الأردن ،وتحديدا موقف بريطانيا لماهية العلاقة مع الأردن ،لكن أمريكا هي التي تأمر وتنهى هذه الأيام ،مع الإحتفاظ بالتقدير السياسي لبريطانيا .
داعش هو الإبن الشرعي لكل من أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ،كما قال عميل السي آي إيه الهارب إلى موسكو،وكما كشفت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في كتابها الأخير "كلمة السر 360 ،حيث قالت أن أمريكا هي التي أسست داعش لتقسيم الشرق الأوسط، وهذا يعني أن كلب الحراسة الجديد، لن يقفز لأي هدف إلا بعد أن يوعز له صاحبه وولي نعمته.
مجمل القول أن داعش لن يتحرك بإتجاه الأردن إلا بعد تلقيه الضوء الأخضر من هذه القوى الثلاث ،ولأننا نعيش في مرحلة رمال متحركة فإن كل شيء جائز ومتوقع ،والخوف كل الخوف هو أن تكون هذه الجهات الثلاث قد فرطت العقد البمبرم مع الأردن الرسمي....وكل شيء جائز.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة السر ..المقاومة
- كلمة السر داعش
- الغزيون بين مطرقة الإحتلال وسندان الأنظمة العربية
- البنزين خال من الرصاص .. فلماذا لا تكون أعراسنا كذلك؟
- إسرائيل ..بداية الهزيمة
- إسرائيل تنتخب وتنفذ مقاولة في غزة
- العدوان على غزة ..هروب إسرائيلي إلى الأمام
- إسرائيل تفقد هيمنتها على الشارع الأمريكي
- -يهوه-..رب داعش
- المستعمرون الإسرائيليون ينتقمون من نتنياهو وليبرمان
- هوية داعش
- المستعمرون الثلاثة ..لعبة نتنياهو وليبرمان
- آفاق العصر الأمريكي
- المكارثية ..إرهاب ثقافي مستمر
- داعش هو الختم الإسرا –أمريكي لتقسيم المنطقة
- مسلة ميشع ..ما ضاع حق
- داعش ليس هو ال-داشع-
- البتراء ..بوابة يهود بحر الخزر إلى الجنة؟؟!!
- عزلة إسرائيل الدولية
- زيارة البابا للأراضي المقدسة ..الأردن أولا وإسرائيل ثالثا


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الأردن وداعش