أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - أطفال غزة فرائس الصحفيين














المزيد.....

أطفال غزة فرائس الصحفيين


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4541 - 2014 / 8 / 12 - 16:04
المحور: الصحافة والاعلام
    


ما أكثر ما كتبنا عن الجرائم الصحفية في ألفيتنا الثالثة، فالكاميرات التي تُصوِّر أشلاء الجثث، وقتل الأبرياء وقطع رؤوسهم وإعدامهم بالصوت والصورة، بدون مونتاج وتعديل، تدخُل ضمن جرائم الصحافة، على الرغم من أن كثيرين نحتوا لها مسوغات، منها فضح المجرمين، ومطاردتهم قضائيا!
ليس من المبالغة القول إن استغلال الأطفال القاصرين للحصول على قصص صحفية مُربحة، جريمة أخرى لا تقل عن صور الأشلاء والقتل والذبح. وهذا للأسف ما حدث في غزة في ذروة الحرب في شهر يوليو وأغطسطس 2014 ، فقد عاد كثيرٌ من الصحفيين إلى ارتكاب الأخطاء نفسها التي ارتكبوها في السابق!
وما أزال أذكر يوم 17/6/2006 عندما افترسَ الصحفيون الطفلة القاصر، هدى أبو غالية، التي اغتالت قذيفة مدفعية أسرتها على شاطئ بحر غزة ، فقد استضافت إحدى المذيعات المشهورات الطفلة هدى، ومعها طبيبٌ نفسيٌ مشهور أيضا ، فأقرَّ الطبيبُ النفسيُ، أن الطفلة الموجودة إلى جواره مصابة بحالة (ما بعد الصدمة)، وهي حالة خطيرة ، ودلل على صحة تشخيصة ،أنها لا تتكلم كثيرا، وهي أيضا تتبول في ثيابها أثناء النوم.... ! وتُعزِّز المذيعةُ أقوال الطبيب قائلة :
هل من المستحيل إعادة تأهيلها، وسألتها المذيعةُ عن مصدر القذيفة ، وهل رأتْها بأم عينيها من البر ، أو من البحر! ولم يبقَ إلاّ أن تسألها المحاورة المشهورة عن معنى [توازن الرعب] في الساحة الفلسطينية وعن الديماغوجيا السياسية ، وعن علاقة روسيا بأمريكا، وعن إقليم بيافرا وكسوفو !!
بعد ثماني سنوات من قصة هدى أبو غالية، يستضيف صحفيٌ آخرُ طفلةً أخرى ، فقدت والديها، بعد مجزرة الشجاعية يوم 10/8/2014 ويُخضعها الصحفيون مرة أخرى للاستجواب في لقاء يُقطِّع القلوب، ويسألها الصحفي:
هل اشتقتِ للشهيدين، أمك وأبيك؟!!!!!
وقام بعض الصحفيين أيضا بأخذ لقطات وكلمات من طفلة صغيرة مصابة بعدة كسور، وهي ترقد في المستشفى، وأخضعها الصحفي أيضا للاستجواب، فسألها عن الحادثة التي أفقدتها أربعة من أهلها، ولم يكتفِ بذلك بل طالبها بالتعبير عن شعورها بفقدانهم، وسألها عن مستقبلها أيضا، فاحتارت الطفلة، ولم تجب!!
هناك فرقٌ بين القصة الصحفية المشوقة والمؤثرة، وبين القصة التي تسيءُ إلى المشاعر وتشوِّه الطفولة.
ولا أزال أذكر قصة الصحفي المنتحر ،كيفن كارتر، صاحب أشهر صورة مؤلمة في عالمنا، وهي صورة طفل سوداني عارٍ، هزيل من الجوع، وعلى بُعد أمتار منه يقف نسرٌ، يتربصُ به ليأكله !
أنتحر الصحفيُ، كيفن كارتر، لأنه فضل الخبطة الصحفية على إنقاذ طفل بريء، ولأنه لم يستطع تقديم العون للطفل الضحية، فقد فضَّل الحصول على جائزة بوليتزر على إنقاذ الطفل، وهذا ما دفعه للاكتئاب ثم الانتحار!!
إنَّ الصحافة مهنة سامية، وليست مهنة تجارية! فكل مواثيق الشرف الصحفية في العالم لا تُبرر استجواب القاصرين أمام الكاميرات لغرض إثارة العواطف، وإبراز معاناتهم،للحصول على المكافآت والجوائز!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرق بين دعم الخطة ودعم الشفقة
- فقه التفسيرات في قصف الطائرات
- يجب إعلان جيش إسرائيل جيشا إرهابيا
- جنود الاحتلال حاملو الجنسيات الأجنبية
- أربع قصص من غزة
- حروب الألفية السهلة
- لماذا يتحول شهداؤنا إلى أرقام؟
- ليلة وسط أربعة قنابل
- الفلسطينيون يقفون على الأطلال
- غزة مدينة العماليق الصلعاء
- الفلسطيني سلحفاة هذا العصر
- كيف تصبح معلقا وخبيرا؟
- شكرا لكنيسة برس بتيرينز
- غزة مدينة المن والسلوى
- 150 دبابة لإسرائيل بنكتة واحدة
- أبقار بيرس الصهيونية
- ما سبب نكبة العرب الفكرية والثقافية؟
- كراسي توفيق وكرسي الحاخام
- مرض عسر النقد الحزبي في غزة
- إلى سفرائنا في دول العالم


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - أطفال غزة فرائس الصحفيين