أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - وإسرائيل أيضا على هدى الحبيب المصطفى .















المزيد.....

وإسرائيل أيضا على هدى الحبيب المصطفى .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4541 - 2014 / 8 / 12 - 15:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- تراث وآيات مُحرجة – جزء رابع.
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (54).

لى رؤية أحرص دوماً على توثيقها وتصديرها تدور حول فكرة أن حضور الفكر والثقافة الدينية فى واقعنا كمنهج تفكير وسلوك كفيل أن ينتهك إنسانيتنا وكرامتنا وحريتنا ويلقى بنا فى غياهب جب التخلف والجمود لأعتبر التصدى للفكر والحضور الدينى وثقافتة ونهجه وتراثه هو التناقض الرئيسى الذى يواجهنا قبل أى تناقض وإشكالية أخرى هذا إذا أردنا حرية وتقدم وتطور ورقى إنسانى وحل كل مشاكلنا العالقة .
فى هذا المقال أطرح رؤى للدين عندما ينثر مفاهيمه وناموسه القديم فيصيبنا مرتين الأولى من تداعيات النص علينا وعلى طريقة تفكيرنا ونهجنا وتطبيقاتنا والثانية عندما يتبنى عدونا نفس النهج الذى نؤمن به ليمارس منه بشاعته لترتد علينا فلا يحق لنا حينئذ أن نستاء أو نصرخ أو ندين همجيته إلا بعد أن نلفظ تراثنا فهو الذى دشن للتعسف والظلم وفق منطقه وما نؤمن به لتدور الدوائر فنصاب من شظاياه .

*المشهد الأول . ليس لنا ان نبكى على أطفال غزة فهم منا وهكذا هو القتال .!
حدثنا ‏ ‏يحيى بن يحيى ‏ وسعيد بن منصور ‏عن ‏‏ابن عيينة ‏قال ‏‏يحيى ‏‏أخبرنا ‏سفيان بن عيينة ‏عن ‏‏الزهري ‏‏عن ‏عبيد الله ‏عن ‏ابن عباس ‏عن ‏الصعب بن جثامة ‏‏قال ‏:سئل النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏عن ‏‏الذراري ‏من المشركين ‏ ‏يبيتون ‏ ‏فيصيبون من نسائهم ‏ ‏وذراريهم ‏ ‏فقال : هم منهم . - وقال الشافعي: "أما ما احتج به من قتل المشركين وفيه الأطفال والنساء والرهبان ومن نهى عن قتله فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أغار على بنى المصطلق غازين في نعمهم وسئل عن أهل الدار يبيتون فيصاب من نسائهم وذراريهم، فقال :هم منهم يعنى صلى الله عليه وسلم أن الدار مباحة لأنها دار شرك وقتال المشركين مباح."- كتاب الأم، الإمام الشافعي، ج 7، ص 369

لحديث محمد ظلال كثيفة نعتنى بحُكمه فى قتل أطفال المشركين أثناء المعارك فهذا ما يعنينا لذا لن نتطرق لأحاديث أخرى تتحدث عن مصيرهم فى الجحيم كونهم أبناء كفار فسبق ان خضنا فى هذه الجزئية لتبيان تهافت ما يطلق عليه العدالة الإلهية لذا سنعتنى بقتل الأطفال والنساء أثناء المعارك والغزوات لنجد أن الحديث سمح بالقتل كونهم منهم ولم يحدد سببية لمشروعية قتلهم فقد إكتفى بقوله : هم منهم ولنا رواية ابن عباس : عن الصعب بن جثامة قال: قلت: يا رسول نبيت (نهجم ليلا على) المشركين وفيهم النساء والصبيان فقال: إنهم منهم. وأما تخريب المنازل والحصون وقطع الأشجار المثمرة فإنه جايز إذا غلب في ظنه أنه لا يملك إلا بذلك. فإن غلب في ظنه أنه يملكه فالأفضل ألا يفعل فإن فعل جاز كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بالطايف وبني النضير وخيبر" (المبسوط، الشيخ الطوسي ج 2، ص 11؛ سنن ابن ماجة: ج2، ص947، حديث 2839 ؛ سنن أبي داود :ج3، ص54، حديث 2672) وكذلك قول النووى فى باب جواز قتل النساء والصبيان في البيات من غير تعمد شارحا صحيح مسلم.: سئل عن حكم صبيان المشركين الذين يبيتون فيصاب من نسائهم وصبيانهم بالقتل فقال : هم من آبائهم أي لا بأس بذلك لأن أحكام آبائهم جارية عليهم في الميراث وفي النكاح وفي القصاص والديات وغير ذلك.- كذلك عن الصعب بن جثامة قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الذراري من المشركين ، يبيتون ، فيصيبون من نسائهم وذراريهم ؟ قال : هم منهم -رواه مسلم بهذا اللفظ ، ومعنى هم منهم : أي حكمهم حكم آبائهم سواء .
بالرغم من هذا التوضيح الذى يجيز قتل الأطفال بالرغم أن الحروب القديمة كانت مواجهات مباشرة بالسيوف والرماح فى ميادين محددة حيث يتقابل الأعداء وجهاً لوجه وليس كالحروب الحديثة التى يتم القصف بالقنابل والصواريخ فتنال العسكريين والمدنيين أى أن قتل المدنيين غير مبرر فى الحروب القديمة إلا أننا لن نتوقف عند هذا وسنعتمد التبريرات الإسلامية التى إستشعرت الحرج بقولها : إذا اضطر المسلمون لشن غارة شاملة على الأعداء ، أو رميهم من بعيد ، فإن هذا قد يؤدي إلى قتل النساء والأطفال والمدنيين ، والواجب عدم قصدهم ابتداء ، ولكن إن قتلوا في تلك الغارات ،فلا إثم على من قتلهم ،وقد يحدث هذا في الحروب المعاصرة عند إلقاء القنابل على الثكنات العسكرية التي تكون بين البيوت السكنية ، فلا يتحمل المسلمين ما يترتب عليه ذلك لأن العدو هو الذي عرض المواطنين الأبرياء لذلك لتخفيه بينهم فلو كان العدو يملك الشجاعة لواجه خصمه ولو كان للأبرياء عقول لما قبلوا ان تكون ارواحهم حصن للجبناء .

فلنسقط هذا على العدوان الإسرائيلى على غزة لنقول أن إسرائيل تنتهج نفس نهج ومنطق الرسول فهى فى حالة حرب مع مقاتلى حماس لتوجه صواريخها الذكية أو الغبية لتقتلهم فيكون جراء هذا القصف أن يسقط أطفال ونساء وعجائز ولنستعيد ما تم قوله من تبرير ليكون لسان حال إسرائيل : العدو المتمثل فى حماس هو الذي عرض المواطنين الأبرياء لذلك لتخفيه بينهم فلو كان العدو يملك الشجاعة لواجه خصمه ولو كان للأبرياء عقول لما قبلوا ان تكون ارواحهم حصن للجبناء .
فما رأيكم فى هذا ؟! .. وما رأى حملة المباخر التى تبرر التراث الغارق فى بشاعته فحديث ومنطق محمد يبرر عدوان إسرائيل على الفلسطينيين وليس لأحد أن يصرخ أو يستنكر أو يدين فالنبى قال : (هم منهم) ليكون حماس هى المخطئة فى تعريض المواطنين الأبرياء للخطر بل المدنيين الفلسطينين الضحايا هم أغبياء بلا عقل كونهم سمحوا لأنفسهم أن يكونوا حصن للجبناء .!

* المشهد الثانى : علينا أن نقبل بتشريدنا وتهجيرنا.!
نهمل مشهد أصيل فى تراثنا الدينى ولا نتوقف عنده بل نجد إشادة من البعض بفعله لتدور الدوائر فنصاب بمثيله مثل تشريد وتهجير الفلسطسنيين على يد إسرائيل وتهجير وطرد الأيزيدين والمسيحيين على يد داعش فهل نسينا أن مثل هذا المشهد نعتبره منطقى ومقبول فى تراثنا الدينى عندما أوصى محمد بطرد اليهود والنصارى من جزيرة العرب . فلعائشة حديث قالت: كان آخر ما عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال " لا يترك بجزيرة العرب دينان " .رواه الإمام أحمد (26352) والطبراني في ( الأوسط ) (1066) ؛وقال الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) (5/ 325).- وعن عمر بن الخطاب سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلماً وفي الصحيحين أنه أوصى بثلاث منها " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب " .
هنا نجد توصية من محمد بتهجير وتطهير عرقى لليهود والنصارى من جزيرة العرب وهذا ماحدث بالفعل ولكن هذا يعنى أشياء كثيرة ستضعنا فى حرج بالغ فوفقاً لذلك فمن حق اليهود تشريدنا وتهجيرنا من أراضينا بدعوة وعد الله لهم بأرض الميعاد ومن النيل للفرات ولا حق أيضا لعودة الفلسطينيين الذين شردوا وهجروا من أراضيهم وإلا يَحق لليهود والنصارى العودة إلى أرض جزيرة العرب ثانية .
إذا إعتبرنا تهجير اليهود والنصارى من جزيرة العرب عمل جيد كونه من فعل نبى الإسلام وتوصياته فلا يجوز عودة احفادهم إليها لكن يمكن أن يكون أى عمل مماثل يُحتذى من قبل الآخرين فليس حلال علينا أن نُهجِر ونُشرِد وحرام على الآخرين ومن هنا يكون تهجير وتشريد اسرائيل للفلسطينيين عملا غير مُستهجن ولا يحق لأبنائهم وأحفادهم العودة .
إما أن ننفض التراث ولا نمتثل له وندينه لنسير على نهج ومفاهيم وقيم عالمنا المعاصر فيكون القبيح قبيحاً لنعتبر التراث يحمل البشاعة لا يمثل تحضرنا وإنسانيتنا أو نُمجد هذا التراث فحينها لا يَحق لنا أن نصرخ على حقوق وأرض مغتصبة وليس لنا ان نُدين المُغتصبون فقد فعلها نبى الإسلام .!

* مشهد ثالث : لا تلعنهم ولا تصرخ عندما يدمروا زرعك .!
قدم النائب محمد بركة، رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير، اقتراحا لجدول اعمال الكنيست حول الاحداث الاخير في قرية عنبوس، قضاء نابلس، والممارسات الاجرامية التي يقوم بها المستوطنون بحق المواطنين الفلسطينيين واشجار الزيتون، حيث قاموا بالاعتداء على السكان الفلسطينيين في القرية وقاموا بقلع وحرق حوالي 400 شجرة زيتون عدا عن اعمال التخريب في الممتلكات.

لهذا المشهد الهمجى صورته الأصلية :حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق نخل بني النضير وقطع وهي البويرة فأنزل الله (ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين ) وفي الباب عن ابن عباس وهذا حديث حسن صحيح وقد ذهب قوم من أهل العلم إلى هذا ولم يروا بأسا بقطع الأشجار وتخريب الحصون وكره بعضهم ذلك وهو قول الأوزاعي ونهى أبو بكر الصديق أن يقطع شجرا مثمرا أو يخرب عامرا وقال الشافعي لا بأس بالتحريق في أرض العدو وقطع الأشجار والثمار وقال أحمد وقد تكون في مواضع لا يجدون منه بدا فأما بالعبث فلا تحرق وقال إسحق التحريق سنة إذا كان أنكى فيهم .- باب في التحريق والتخريب
هل لنا ان نتوقف أمام الآيات التى تنزل خصيصاً لتبرر فعل سياسى لتعطى إثبات أننا أمام نصوص بشرية تمرر أفعال ورؤى تحيطها بالمقدس ,وهل لنا ان نتوقف أيضا أمام عمل تخريبى لا يراعى أى تحضر فى القتال لتدور الدوائر فنجد عدونا ينهج نفس النهج فى فلسطين فلا نستطيع ان نقول عنه مُجرم فهكذا صار على نهج الحبيب المصطفى .!

* مشهد رابع : الصراع وجودى حتى يوم القيامة . !
في "صحيح مسلم" عن عبدالله بن عمر: أنَّ رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: (تقتتلون أنتم ويهود، حتى يقول الحجر: يا مسلمُ، هذا يهودي ورائي فاقتلْه .) وروى مسلم في صحيحه أيضًا عن أبي هريرة: أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهوديُّ من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي، فتعالَ فاقتلْه، إلا الغرقد؛ فإنَّه من شجر اليهود.)
هذا الحديث فى منتهى الخطورة فهو بمثابة قنبلة شديدة الإنفجار تجد حضورها فى الثقافة الإسلامية لتخلق وتؤسس رؤية وأيدلوجية ومنهج عند أصحاب التأسلم السياسى ليقودوا المسلمين للهاوية .
بالرغم من فنتازية هذا الحديث وصوره الساذجة التى تستمد من بيئتها حيث الإختباء وراء الحجر والشجر إلا أنها تجد حضور فى الإيمان الإسلامى كون السرد من نبى الإسلام وكنبؤة يُعلنها لمريديه .. عندما يقول محمد أن الصراع بين المسلم واليهودى سيمتد لمشارف يوم القيامة لتجد القناعة والإيمان لمريديه بهكذا نبؤة فهذا يعنى ببساطة شديد أن الصراع بين المسلم واليهودى ليس صراع إنسانى على أرض وحدود وحقوق بل صراعاً وجودياً محتدماً حتى نهاية العالم ومن هنا نستطيع إدراك لماذا تردد حركة حماس وكافة الأحزاب والتيارات الإسلامية أن الصراع مع إسرائيل صراعاً وجودياً .
ترديد مقولة الصراع وجودياً وليس حدودياً فكرة خطيرة مدمرة بكل معنى الكلمة فلا تكتفى بكونها شعارا حنجوريا خشبيا يتردد هكذا ,فمعنى إعلانك أن الصراع وجودي فهذا يعنى أنك تتبنى فكرة إزالة وإفناء اسرائيل من الوجود وأن كل هدفك هو محو وجودها من الحياة أى أنت فى حالة عراك دائم مع الإسرائيليين بدون هوادة حتى تحقق محوهم وجودياً ومن هنا نستطيع فهم رفض الإسلاميين التام لأى سلام مستقبلى مع اليهود .
عندما يكون صراعاً وجودياً فهذا يعنى أنك تدفع إسرائيل إلى تبنى هذه الرؤية أيضا حتى لو لم يكن فى تراثها- بالرغم وجوده- لتدفعها لذلك فأنت تأمل إفناءها وجودياً لذا فستخطط هى الأخرى إما لإجهاضك تماما أو إزالتك من الوجود كحقها هى أيضا فى الحياة والبقاء وستتيح لها التعنت فى السلام أو منحك أى ميزة تجعل إمكانية تحقيق حلمك وأيدلوجيتك فى محوها وجوديا يتحقق.
بالطبع نحن لا نضع إسرائيل فى موضع الملاك البرئ ففى أحشائها نزعات عنصرية فاشية علينا أن نعمل على محاصرتها ووأدها بمنع تصاعد اليمين وإزدياد شوكته ليتصدر المشهد السياسى بنزعتة المتطرفة فى مواجهة التطرف الإسلامى وذلك بتبنى تراثه وتراث محمد لمطاردة كل مسلم يختبأ وراء حجر أو شجرة .
عندما يتبنى المسلم التراث الإسلامى كفاعل وأيدلوجية ونهج تفكير فحينها ليس له أن يصرخ فأنت لست برئ كونك تحمل نهج إبادة لعدوك فليس لك أن تبكى على خسائرك كونها شئ طبيعى فى تبنى معارك وجودية تتسم بالتطهير عرقى فهل تريد ان يستقبل العدو نواياك ورغباتك فى محوه من الوجود بالورود أم بالإبادة .. نحن لا نقدم للمرة الثانية أى مبرر لإسرائيل ولكن نبرز أخطائنا المدمرة التى تجعل العالم ينصرف عن قضايانا .
لا يكون إثارة هذه المشاهد بغية تبرير إسرائيل على الإطلاق فهى كيان عنصرى إستيطانى مُغتصب لن يتوانى عن ممارسة الوحشية والهمجية وذلك من عقيدة صهيونية مغموسة فى تراث لا يقل وحشية عن التراث الإسلامى بل للدقة أن التراث الإسلامى هو النسخة الكربونية والصورة المستنسخة من التراث العبرانى .ولنا ان نرى توصيات الكتاب المقدس بالإبادة والتطهير العرقى التى لم تستثنى الأطفال فنجد فى سفر التثنية إصحاح 20 (حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح ، فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك، وإن لم تسالمك، بل عملت معك حربا، فحاصرها، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة، كل غنيمتها، فتغتنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك، هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا، وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما، بل تحرمها تحريما: الحثيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين، كما أمرك الرب إلهك، لكي لا يعلموكم أن تعملوا حسب جميع أرجاسهم التي عملوا لآلهتهم، فتخطئوا إلى الرب إلهكم ).
(إذا حاصرت مدينة أياما كثيرة محاربا إياها لكي تأخذها، فلا تتلف شجرها بوضع فأس عليه. إنك منه تأكل. فلا تقطعه. لأنه هل شجرة الحقل إنسان حتى يذهب قدامك في الحصار، وأما الشجر الذي تعرف أنه ليس شجرا يؤكل منه، فإياه تتلف وتقطع وتبني حصنا على المدينة التي تعمل معك حربا حتى تسقط ) لنلاحظ أن الحكمة فى عدم حرق الشجر وتخريبه ليس حضاريا بل لأن هذه الأشجار ستؤول للغزاة العبرانيين - وفي يشوع 6 (وحرموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف جاء أيضا وأحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها) وفي نفس السفر الاصحاح الثامن (ويكون عند أخذكم المدينة أنكم تضرمون المدينة بالنار. كقول الرب تفعلون.انظروا قد أوصيتكم ) وأيضا في سفر العدد اصحاح 23(هوذا شعب يقوم كلبوة ، ويرتفع كأسد. لا ينام حتى يأكل فريسة ويشرب دم قتلى )وفي الاصحاح 33( من نفس السفر فتطردون كل سكان الأرض من أمامكم، وتمحون جميع تصاويرهم، وتبيدون كل أصنامهم المسبوكة وتخربون جميع مرتفعاتهم ، تملكون الأرض وتسكنون فيها لأني قد أعطيتكم الأرض لكي تملكوها ، وتقتسمون الأرض بالقرعة حسب عشائركم. الكثير تكثرون له نصيبه والقليل تقللون له نصيبه. حيث خرجت له القرعة فهناك يكون له. حسب أسباط آبائكم تقتسمون ، وإن لم تطردوا سكان الأرض من أمامكم يكون الذين تستبقون منهم أشواكا في أعينكم، ومناخس في جوانبكم، ويضايقونكم على الأرض التي أنتم ساكنون فيها ، فيكون أني أفعل بكم كما هممت أن أفعل بهم ) .
ومن نفس التراث العبرانى نستحضر كل البشاعة والهمجية فى سفر المزامير 137: 9 (طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ ) وفى سفر حزقيال 9: 6(اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ، اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي. فَابْتَدَأُوا بِالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ.)- وفى سفر هوشع 13: 16( تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلهِهَا. بِالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ، وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ.)
هذه النصوص التوراتية تثبت أن الأديان تحمل فى ثناياها كل الهمجية والبربرية والوحشية لتكون الخطورة إستحضار الرؤية والمشهد والمنطق الدينى فى واقعنا وإذا كنا قد أشرنا لهذه الهمجية التواراتية لنعلم خطورة إستدعائها فإذا كانوا أنصرفوا عنها أو يحاولون الإنصراف عنها بحكم علمانيتهم فمن الغباء حثهم على إستحضار تراثهم وتراثنا والإلحاح على إستحضاره و تفعيله .

هاهو التراث ومن يريد الإجترار منه ليصل بنا إلى حافة الهاوية ونعيش أبد الدهر فى دم وخراب وإستنزاف وحقوق مهدرة ومن هنا أؤكد رؤيتى بأن الدين عندما يتم إستحضاره بكل موروثه وحمولته القديمة فهو لا ينتهك إنسانيتنا فحسب بل سيجلب الخراب والدمار .
ارجوكم اخرجوا من الحلبة واتركوه للقوى المدنية العلمانية خوض الصراع فى إطار إنسانى حقوقى نبيل ونحو تعايش سلمى بين البشر يقوم على العدل أما حشركم للدين فى الصراع فلن نجنى منه سوى تجذير الكراهية والمزيد من الخراب والدمار والإستنزاف .
من هنا نؤكد على الأثر المُخرب والمُدمر بإستحضار النص الدينى القديم المشبع بالبشاعة والبربرية على واقعنا ,فالنهج الذى سننتهجه وفق هذا التراث سيسمح أن تكون معاركنا همجية وحشية لتمنح الطرف الآخر إستخدام كل نهج البشاعة والدونية فإذا لم يستحضر تراثه فيكفى أن يستحضر تراثنا لترتد سهامنا إلينا ثانية عندما يستعير منطقنا ليتعامل معنا به .
لا للأديان ونحو مجتمع إنسانى وتعايش سلمى بين البشر وليكن نضالنا شريفاً نبيلاًً متحرراً من وحشية التاريخ والتراث وإرث الماضى .

دمتم بخير .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته" - حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هدى الداعش الكبير .
- داعش الوجه الحقيقى للإسلام ولكنها تفرط أيضا.
- إما تؤمنون بحق إسرائيل أو تكفرون أو تدركون بشرية الأديان.
- مازال ملف حماس مفتوحاً فى أسئلة محددة تطلب إجابات محددة.
- لماذا لا يثور الفلسطينيون على حماس ويعزلوهم.
- نظرياتى فى فهم الوجود والحياة والإنسان .
- فشنك - تسالى رمضانية (5).
- عذراً أنتم لم تنتبهوا-تسالى رمضانية(4).
- تأملات فى مشاعرنا وأعماقنا وزيفنا.
- تسالى رمضانية(3)-الأديان بشرية الفكر والهوى .
- تسالى رمضانية(2)-الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية.
- تسالى رمضانية-الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية.
- تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء خامس .
- أسئلة فى الإنسان والوجود والحياة .
- ألم يروا ال D. N. A - كيف يؤمنون.
- أأنت قلت هذا-الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية.
- فلسفة التمايز .
- انهم لا يقدرون الله حق قدره بل يسخفونه ايضا.
- إشكالية الفكر الإسلامى .
- ثقافة متصادمة منتفخة متقيحة.


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - وإسرائيل أيضا على هدى الحبيب المصطفى .