أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تسفي برئيل - من شريك اسرائيل في الاتفاق؟














المزيد.....

من شريك اسرائيل في الاتفاق؟


تسفي برئيل

الحوار المتمدن-العدد: 4541 - 2014 / 8 / 12 - 09:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


*صورة ادارة التفاوض ونتائجه قد تعزز مكانة حماس بصفتها ربة البيت في غزة، وقد تُخلد كون القطاع ارضا منفصلة عن الضفة. وهذه في الحقيقة هي الاستراتيجية التي التزمت بها اسرائيل في ثماني سنوات حكم حماس لغزة، كي تستطيع أن تزعم أن عباس لا يمثل جزئي فلسطين!*


لو كانت الظروف مختلفة لاستطاعت اسرائيل أن تجري تفاوضا مباشرا مع الوفد الفلسطيني لأنه يرأسه عزام الاحمد رجل فتح وممثل محمود عباس الذي ليست لاسرائيل أية مشكلة في أن تنسق الهدنة معه. وكان ممثلو حماس والجهاد الاسلامي يستطيعون الانضمام الى الاجتماعات المشتركة كما انضم وفد م.ت.ف بالضبط الى الوفد الاردني في مؤتمر مدريد في سنة 1991 وفي المحادثات في واشنطن بعد ذلك. ولو كانت الظروف مختلفة لاستطاعت اسرائيل أن تقرر أن محادِثتها هي الحكومة الفلسطينية الموحدة التي تمثل مواقف حماس وسائر المنظمات التي وقعت على اتفاق المصالحة الفلسطينية.
لكن اصرار اسرائيل على أن ترى الحكومة الفلسطينية "كيانا ارهابيا" أو "حكومة حماسية" على الأقل قد سجنها، وليست هذه أول مرة، في تفاوض مع حماس والجهاد الاسلامي، خاصة مع دفع عباس الى موقع متفرج لا حق له في التوقيع على اتفاق اذا تم احرازه. والنتيجة هي أن صورة ادارة التفاوض ونتائجه وإن لم تحرز حماس وشريكاتها كل مطلوبها، تعزز مكانة حماس بصفتها ربة البيت في غزة، وقد تُخلد كون القطاع ارضا منفصلة عن الضفة. وهذه في الحقيقة هي الاستراتيجية التي التزمت بها اسرائيل في ثماني سنوات حكم حماس لغزة، كي تستطيع أن تزعم أن عباس لا يمثل جزئي فلسطين، وأن كل اتفاق معه لذلك سيبقي التهديد الامني على حاله. والمفارقة المنطقية هي أن هذه الاستراتيجية سببت ثلاث جولات قتال في غزة وعشرات المواجهات العسكرية وقعت بينها.
ينبع من هنا ايضا الاصرار الاسرائيلي على النظر الى التفاوض الذي يجري الآن في غزة أنه تفاوض مع حماس لا مع منتدبة فلسطينية موحدة. ولذلك حينما تعرض حماس مطالب جوهرية مثل فتح المعابر وتجديد الصلة البرية بين الضفة والقطاع وتعمير القطاع وانشاء ميناء، تعاملها اسرائيل على أنها مطالب لحماس لا مطالب فلسطينية مناسبة تؤيدها دول كثيرة في العالم منها مصر ايضا. والنتيجة هي أن هذه المطالب يشتمل عليها ميزان الربح والخسارة لعملية "الجرف الصامد" بحيث تُرى كل استجابة لواحدة منها خسارة لاسرائيل ونصرا لحماس. وهذا هو القطب الذي تدور عليه الآن المحادثات في القاهرة. تطمح اسرائيل الى عرض انتصار برفض مطالب حماس في حين أن الهدف المصري هو احراز هدنة بأدنى ثمن تدفعه مصر، أما السلطة الفلسطينية فتعتبر كيانا غير موجود كل عملها اجرائي.
إن تعليق المحادثات بالهدنة ومطالب اسرائيل في مجال الرقابة على ادخال مواد البناء والمال لتعمير غزة، والمعارضة المبدئية لانشاء ميناء وطلب نزع سلاح القطاع، عرّفتها مصر بأنها "مواضيع تتعلق باتفاق سلام لا باتفاق هدنة". ووجهت مصر كلامها الى حماس لأن مصر كاسرائيل ايضا تسعى الى اتفاق مرحلي عملي فوري مع منظمة لا مع السلطة الفلسطينية. وإن موافقتها ايضا على فتح معبر رفح بشرط أن يوضع فيه رجال الحكومة الفلسطينية هي جزء من ذلك الشأن. فهي ترمي الى تصغير انجازات حماس ومنعها من أن تفرض عليها شروطا لا تريدها قد تُضعف من احتكارها الامور في الممر الى سيناء ومنه الى العالم كله، وأن تُبقي غزة منطقة مراقَبة محروسة مفصولة عن الضفة. وليس صدفة أن تتقاطع مصالح مصر واسرائيل لأنهما تنظران الى حماس نظرة متشابهة. لكن مصر بخلاف اسرائيل ترى الحكومة الفلسطينية الموحدة جسما ذا مسؤولية هي مستعدة أن تعتمد عليه في السيطرة على المعبر وادارة تعمير غزة.
ومصر في مقابل اسرائيل كسبت من المعركة. فقد كانت أول من وضعت على الطاولة اقتراحا محددا، وقد أبعدت قطر وتركيا وستُدخل السعودية الى اللعبة، وهي تملك نصيبا كبيرا من مستقبل غزة. ولا يجب على مصر أن تحصي نقاط الربح والخسارة لأنها لن تكون الجهة التي يوجه اليها النقد حتى لو فشلت المفاوضات مع اسرائيل. وهي تستطيع في كل لحظة تشاء أن تفتح معبر رفح وتنفس غضب غزة أو أن تستمر على سياستها القاسية كما كانت تفعل الى ما قبل الحرب. وليست مصر هي التي ستواجه الضغط الدولي لأن فتح معبر رفح مادة واحدة فقط في قائمة مطالب حماس، في حين أن سائر المطالب ولا سيما رفع الحصار، من مسؤولية اسرائيل.
سيستمر التفاوض بحسب التقدير اياما إن لم يكن أكثر. وهذه مدة حرجة ما زال يمكن استغلالها لتعظيم دور محمود عباس. ويمكن أن يكون المثال على ذلك طلب اسرائيل أن يوقع عباس لا خالد مشعل على الاتفاق في الجانب الفلسطيني وأن يكون ضمان تنفيذه فلسطينيا قبل كل شيء قبل إشراك جهات دولية أو عربية اخرى. ونقول بالمناسبة إنه ليس من الواضح تماما هل تريد مصر أن توقع على اتفاق يلزمها أن تضمن سلوك حماس. لكنه كما يبدو اجراء التفاوض الآن يُشك كثيرا في أن تغير اسرائيل سياستها وتوافق على منح عباس دورا حقيقيا في المسؤولية عن الاتفاق. فأحسن لها كما يبدو أن توقع على اتفاق مع حماس لا يلزمها بتنازلات سياسية واستراتيجية كي لا تضطر الى أن تعترف بأن عباس زعيم وشريك.








(هآرتس)



#تسفي_برئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -التغذية القسرية-: -قيم الاحتلال- هي التي تُملي هوية الدولة
- النكبة ترعب اسرائيل
- أين المال يا لبيد؟ انه في الاحتلال
- -فلسطين؟ نعم!-
- أصبح جنوب افريقيا هنا
- أسرار التسليح العراقي حسب المصادر الإسرائيلية
- من دون عَلَم اسرائيل في بغداد
- وعندئذ ظهرت قطع السلاح في مياه دجلة .
- بعد الانتصار على صدام حسين
- الولايات المتحدة لا تستطيع خسارة السعودية عشية حربها ضد العر ...


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تسفي برئيل - من شريك اسرائيل في الاتفاق؟