أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ربحان رمضان - اعتقال مناضل معه كتاب














المزيد.....

اعتقال مناضل معه كتاب


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4541 - 2014 / 8 / 12 - 03:05
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


مرة وكنت حينها شابا يافعا .. في الستينات من القرن المنصرم بعثتني أمي لاشتري شيئا من البقالية التي كانت بجانب بيتنا .. بعد قهوة "مستو أجكر" في ساحة شمدين قبل أن يدخل بيتنا في قائمة البيوت التي يجب هدمها من جانب محافظة مدينة دمشق كي تصبح ساحة شمدين حديقة تحته ملجأ ..
بقالية مجيد حمو ليلى ، الذي أطلق عليه أهل الحارة اسم : " التسعيني " رحمه الله والذي أذكر له موقفا بطوليا تجاه قرار هدم زاوية من جامع ركن الدين في عام 1964 على ما أذكر حيث اعتصم " التسعيني " في الجامع وقال لهم اهدموا الجامع فوقي .. لن اخرج ولن اسمح لكم بهدمه ..
دخلت دكانه وكان يعمل فيها ابنه الكبير ، أيضا لايحضرني اسمه ، فاشتريت شيئا ً بحاجة لورقة يصره فيها .
أمسك بكتاب مرمي فوق الطاولة لديه ، شق ورقة منه ليصر ّ لي فيها ما اشتريته فلفت نظري كلمة كردستان مكتوبة على الورقة ..
أمسكت الكتاب واذ به كتاب حول الكرد وكردستان وبدون مقدمات سألته : هل تبيعني الكتاب ؟
أمسكه بدوره ، قلبَه ، لم يعي مافيه .. ، سألني لماذا تريده ، أجبته أحببت ان اشتريه ، هل تبيعني اياه ؟
فكر قليلا ثم أجابني نعم .
سألته بكم .. فكر قليلا ثم قال بثلاث فرنكات .
أخرجت المبلغ وأعطيته اياه وأسرعت فرحا الى البيت ومعي كنز ..
قرأت عنوانه وعناوين فصوله .. كان كتاب عظيم للكاتب علي سيدو الكوراني هو " من عمان إلى العمادية ، أو جولة في كردستان الجنوبية ، ترجمه للعربية المرحوم محمد علي عوني ، والد الكاتبة المصرية درية عوني .. أخفيته عن اهلي في مكان أمين .
بعد فترة قصيرة لففته ، وأصطحبته وقلبي يهف حبا له ، إلى سوق المسكية الواقع في نهاية سوق الحميدية ، بالقرب من جامع بني أمية ، ابحث عمن يجلده لي ، فوقفت أمام محل للتجليد العربي والافرنجي ، كان صاحبه رجلا مسنا ً يقارب الثمانين عام من العمر ، سألته ان يجلد الكتاب لي ، فقال ممكن لكن اجرة تجليده ليرة ونصف .
قبلت العرض ، فسلمته اياه على أن أعود فيما بعد وآخذه مجلدا .
فعلا عدت بعد أسبوع تقريبا ، أعطيته المبلغ وعدت فرحا به إلى البيت ..
أقرأ منه يوميا عدة صفحات ثم أخبأه في مكان على السقيفة المطلة على الساحة التي نعيش فيها ..
مرت سنوات حتى انتسبت إلى البارتي قبيل مؤتمر ناوبردان التوحيدي بسنتين ، عن طريق المرحوم معين حمو ليلى ، في تلك الفترة كنت في خلية مؤلفة من ثلاثة اشخاص ، هم المرحوم غسان شكو ، وعدنان كيكي "زين خوشكة" وأنا ، وكان مسؤولنا مأمون قره جولي ..
حافظت على كتابي كما يحافظ الرجل على ابنه ، لم أعيره لأحد إلا بعد تفكير ووعد من المستعير بالحفاظ عليه ، واخفاءه عن أعين الآخرين مثله مثل الجريدة المركزية "دنكي كرد" التي كنا نقوم بتوزيعها سرا ً خوفا من الاعتقال ..
ثم تغيرت شخصيات خليتنا الحزبية وتتداول على قيادتها عدة رفاق مثل الأستاذ فهد ديركي "أبو سعيد" وسليم دقماق " ابو جومرد" وابراهيم ملا رحمه الله " أبو آزاد " إلى أن عقد مؤتمر ناوبردان فعاد الرفاق بين مؤيد للقيادة المرحلية وبين معارض ، اخترت حينها الاتجاه اليساري الذي انتسبت اليه منذ البداية .
أيضا بعد سنتين أو ثلاثة تأطرت ضمن هيئة كنا فيها خمسة رفاق هم مزكين ميقري وعمه خالد ميقري ، ومحمد ديار بكرلي ، وعبد الباقي يوسف الذي كان خلال تلك الفترة طالبا في المعهد الصناعي ويقيم في حارة أبو نوري القريبة من المعهد ، وأنا ربحان رمضان .
الكتاب انتقل من رفيق لأخر ، ومن بيت لبيت حتى استقر في بيت عبد الباقي " أبو آشتي" وفي وجوده لديه كنت مطمئن عليه ، لكن وذات يوم أرسل المرحوم " محمد نيو" وكان يومها عضوا في المكتب السياسي لحزبنا ، ومسؤولنا المباشر في منظمة دمشق رفيقين من حلب ليأخذوا البريد الحزبي الموجود في بيت الرفيق عبد الباقي ، فصاحبهم عبد الباقي ومعهم حقيبة كبيرة مليئة بنسخ من قرارات المؤتمر الثالث للحزب المنعقد في تلك الفترة من عام 1973 ، وتقويم سنوي باسم فرقة "سه ر كاوتن" الكردية في لبنان والتي كان يرأسها الأستاذ محمود عزيز .
اتفق الرفيق عبد الباقي مع الرفيقين المراسلين أحدهما كان الدكتور صالح على أن يقوم الرفيق عبد الباقي بحمل البريد ووضعه على ظهر باص السكانيا في تلك الأيام ثم يعود إلى البيت ، ويقوم الرفيقان الآخران باتمام المهمة بتوصيل البريد إلى حلب ، اذا لم يجري تفتيش من قبل أجهزة الأمن في الطريق ، متوقعين أنه اذا جرى تفتيش فسيكون الشخص الذي وضع البريد على الباص غير موجود وغير معروف ولن يعتقل احد ..
إلا أن الحظ لعب دورا في هذه اللحظة حيث توقف " الحمال " الذي حمل الحقيبة على ظهر الباص وطلب من عبد الباقي أن يفتحها ، فرفض عبد الباقي ، وأصرَ الحمال أن يفتح عبد الباقي الحقيبة وأيضا رفض ، فتجمع الناس ، وضغطوا على عبد الباقي : افتحها .. افتحها ..
لما فتحها تفاجأ الناس بكتب وروزنامات .. إنها جريمة في بلد تحكمه أجهزة قمع لفت هذا التجمع نظر أجهزة المخابرات التي سارعت إلى المكان وقبضت على عبد الباقي صالح ..
لم نعرف في أي فرع من فروع القمع اختفى الرفيق عبد الباقي حتى أطلق سراح أحد رفاق حزب العمل الاشتراكي العربي الذي كانت تصدر عنه صحيفة اسمها " الفجر الجديد " وأبلغنا عن صمود الرفيق عبد الباقي رغم حمامات التعذيب التي كان الجلادون يمارسوها بحقه ، وأخبرنا الصديق المطلق سراحه عن ملف التحقيق وعن أجوبة رفيقنا عبد الباقي وعن صموده في مواجهة المحققين .
تنفسنا الصعداء ، ذهبت إلى بيته ابحث عن كتابي .. لم أجده ، كانت أجهزة القمع قد اعتقلته مع رفيقنا في زنازينهم ..
فيما بعد أفرج عن رفيقنا أبو آشتي ، ولم يفرج عن الكتاب ، بقي الكتاب معتقلا ..
حللتها .. أنه وربما قامت أجهزة القمع باعدامه اسوة بالكثير من المعارضين للنظام .



#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إجراء تمثيلية انتخاب الأسد تثبيت للحكم التوليتاري في البلاد
- على هامش يوم المرأة العالمي / المرأة السورية ستبقى رمز التحد ...
- حول ما كتبه د. العبدولي في مقدمة كتاب إسلام الأكراد
- عيد رأس السنة في الأحياء القديمة
- ملاحظات عن مشروع الإدارة الذاتية في كردستان الغربية
- أنا شمدين من عفرين ..
- شخصيتان مؤثرتان في حياتي - أولهما خطيب وثانيهما فوال -
- - أنا وأخي في قبر واحد -
- ربحان رمضان في ردهً على تساؤلات موقع خبر 24 الألكتروني
- بشارة تستأهل الفرحة : خبر وحدة أحزاب كردية في سورية
- حرصا على تآخينا .. . فلتوأد الفتنة قوتان مرفوضتان في الثورة ...
- موقع الأكراد وكردستان تاريخيا ً وجغرافيا ً وحضاريا ًالجزء ال ...
- موقع الأكراد وكردستان تاريخيا ً وجغرافيا ً وحضاريا :: الجزء ...
- موقع الأكراد وكردستان تاريخيا ً وجغرافيا ً وحضاريا ًللأستاذ ...
- حول المقال المتعلق بالأزمة الكردية السورية - للأستاذ صلاح بد ...
- وفاة الفنان الكردي طلحت حمدي كاكا
- السقوط في حضن الأسد- الحزب الشيوعي السوري نموذجا ً -
- صاحبة الابتسامة الخبيثة
- قصيدة لم تنشر في حينها ، دعوة إلى الثوريين الفسطينيين للتضام ...
- مابين الأستاذان وليد عبد القادر وموسى موسى حقيقة - ضرورة - ق ...


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ربحان رمضان - اعتقال مناضل معه كتاب