أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - نقص في الأفراد فائض في القوة















المزيد.....

نقص في الأفراد فائض في القوة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4541 - 2014 / 8 / 12 - 01:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ربما يميل المرء إلى الاعتقاد بأن الولايات المتحدة الأمريكية التى تتمتع ب 30 % من الناحية الاقتصادية من مجموع إنتاج العالم وبالتالي يسمح لها بإنفاق 45 % من مجملّ إنفاق العسكري في العالم ، من المفترض أن أمراً كهذا يعطيها الإمكانية بتوفر أمناً اجتماعياً ورخاءً اقتصادياً لا مثيل له في أي بلد أخر ، لكن ، في واقع الأمر تواجه عديد من المسائل وعلى رأسها استكمال المهام والعمليات التى ألقتها استراتيجياتها على عاتقها ، على طول وعرض العالم ، ولأن تعداد سكانها لا يتجاوز 5 % من مجموع سكان العالم وأمام 368 ألف فقط من قواتها البرية قد نشرتهم خارج حدودها ، إلا أن هذا العدد لا يلبي احتياجاتها بالقدر المطلوب ويجعلها مقيدة غير قادرة على توسيع عملياتها أو تأمين مصالحها كما ينبغي .
تجد وزارة الدفاع صعوبة وربما تعتبره الأصعب هو العثور على عدد كافي من البشر في تنفيذ جملة استراتيجيات وواجبات عمل تنبثق منها ، رغم ، ضخامة موازناتها التى وصلت إلى الخمسمائة مليار دولار في العام الواحد ، وقد يكون حال الولايات المتحدة قبل احداث الحادي عشر من ايلول / سبتمبر 2001 م ، يختلف عما شهدته السنوات العشر الأخيرة ، ليس مقياس القوة الأمريكية بحد ذاته ، لكن ، الغضب المنفلت والإحساس بالمخاطر الجسيمة ، أدى إلى ادراكها بأن التوسع خارج حدودها أمراً بات ملحاً لا مفر منه ، حيث يبقى السؤال ، كيف ؟ وهل لديها القدرة !!، مادامت لديها أقل من 5 % من مجموع سكان العالم وحيث الأغلبية العظمة من مواطنيها تتجنب الانتماء إلى السلك العسكري ، بل ، ترغب بمدنية العيش لأنها بالأصل غادرت من مناطق توتر ، وفي وقت تنفق على المجال العسكري مليارات الدولارات الذي لا يمثل في حقيقته سوى 4 % من مجموع إجمالي للناتج القومي الأمريكي ، وإن كانت وزارة الدفاع تعلمت من حقبة مليئة بالتجارب في السبعينات من القرن الماضي ، حيث ، كانت تخسر أمريكا خمسمائة جندي اسبوعياً على الأراضي الفيتنامية مما جعلها أن تحتاط بالقدر الذي يجنبها تكرار الماضي عندما ارادت التقدم نحو الأراضي الراغبة باحتلالها وتغيير أنظمتها ، كبغداد أو غيرها ، تقدمت بعناية فائقة ، لكن ، تناميِّ المقاومات المختلفة اضطرها إلى تغيير ترتيباتها ، حيث ، وجدت نفعها يشكل ضمانة وبأقل الخسائر في السيطرة والتحكم بالعالم وعلى وجه الخصوص المنطقة العربية ، فكان أن اسست إلى أمرين ، الأول ، زرع الانشقاقات بين المقاومين وخلق تربة مُيسرة لمن يرغب بفرض ايدلوجيات عبر مجموعات كانت تفتقد إلى السلاح وتسلحت ، ثانياً ، الاعتماد على التقنيات العالية والتحكم عن بعدّ من خلال الأجهزة والاتصالات ، والأقمار الاصطناعية وحساسات مرتبطة بالأسلحة لا يضاهيها أحد في العالم .
تتعاطى الأنظمة القائمة مع الإدارة الأمريكية وفق قاعدة المجهول وعلى اساس غامض ، بشأن مصير المنطقة وقضاياها المركزية الذي سيجعل مصيرها ، أيضاً ، مجهول ، بالتأكيد ، سينتج عنها جملة صراعات حادة ، قد بدأ بعضها في مناطق وأخرى مرشحة دون أدنى شك ، وهذا ، ما يعتقد به العقل الأمريكي المدبر ، عندما ، ارتطم بعوائق متعددة في تنفيذ مشاريعه ، ابتكر على الفور حلول أخرى قادرة على تحقيق استراتيجياته ، طويلةُ الأمد ، وعظيم الفائدة ، هنا ، أن يعود المرء للمشهد العراقي ، قد حفظها التاريخ في أحد أعقد ملفاته الإجرامية ، عندما تقدمت الجيوش الأميركية نحو احتلال العراق في اذار 2003 م ، كان قد بلغ عدد المشاركين في تنفيذ العمليات الأمريكية إلى 263 ألف جندي ، حيث اكتشفت وزارة الدفاع ، لاحقاً ، بأن إدارة وتأمين بلد مثل العراق يحتاج إلى اضعاف هذا العدد ، لهذا ، اعتمدت في السنوات العشر على شركات عالجت من خلالها النقص الحاد في الأفراد والتى بدورها أمنت افواج كبيرة من مرتزقة العالم والتي كانت المسبب في الخسائر البشرية بين المدنيين وبغطاء حكومات عراقية تعاقبت على إدارة المنطقة الخضراء ، انتهت الحرب رسمياً في كانون الأول من عام 2011 م ، بإنزال العلم الأمريكي في بغداد وغادر أخر جندي أمريكي العراق ، لكنها ، تركت عراقاً ممزقاً ، بل ، لم تغادر قبل ان تطمئن بأن العراق بات يفرز مجموعات مسلحة لديهم مشاريع واضحة التوجه والتوسع في أي جزء يتم الاستيلاء عليه من أجزاء الوطن العربي المقسم .
النظرة الطبوغرافية تشير بأن الوطن العربي أصيب بالعدوى العراقية ، خصوصاً ، بعد اكتمال المشهد بإعلان الدولة الإسلامية ذاتها ، خلافة للمسلمين ، أي ما يعني أن ، مبدأ الحدود وانتماء الفرد إلى جزء من الكلّ ، ليس وارد في تركيبة وتكوين دولة الخلافة ، والأصل ، هو ، الالتحاق بالفكرة وليس الوقوف عند جزء من الجغرافيا ، لأن الدولة بفكرتها تنظر ، بأن ، الجغرافيا مسألة قابلة للتوسع مادامت الفكرة حية ، لهذا ، فأن المسألة كلها تكمن بالنموذج العراقي الذي يفسر لماذا الأمريكي بدأ مشواره من العراق ، ومن بغداد على وجه الخصوص التى بات سقوطها وشيك والذي سيسهل سقوط دمشق وبالتالي سيفتح شهية الاستكمال نحو سقوط مناطق اخرى متاخمة للجغرافيا العراقية .
الخلاصة قد تبدو للأنظمة بديهية ، لكن ، هناك قوة تغيير تاريخية تحتاج إلى وقفة عميقة ، إلا أنها ، أيضاً ، تحتاج إلى استيعاب سريع ، تبدأ بإنهاء جميع الخلافات الوطنية ، وإنهاء الإقصاء السياسي الذي ينتج عنهما ترتيب البيت الداخلي بأسرع ما يمكن كي تُفوّت الأنظمة القائمة الفرصة على من يرى بأنها فرصة جوهرية للاستعانة بمن تم اقصاءهم وطردهم من المشهد السياسي ، تماماً ، كالأقليات التى تستخدمها القوى الكبرى في وجه النظم والأغلبية ، وبالعكس ، لما يحصل على أيدي أقلية حاكمة تنكل بالأغلبية التى انبثقت عنها مجموعات أخذت على عاتقها التنكيل ببعض الأقليات ، وهنا ، قد تكون الدولة الأكثر استهدافاً ومرشحة ، هي ، السعودية التى قد ادرجها قبل ثلاثة سنوات الكاتب الأمريكي توماس فريدمان في سلّم الأحداث ، حيث ، قال أنها ليست بمنأى عما يجري في المنطقة من تغيير ، والتى ، ليس بالضرورة أن يصيبها التغيير بالعمق بقدر أن تُصاب بطرف من اطرافها وبالتالي سيناريو الهروب والانشقاق الذي شهده الجيش العراقي في الموصل قد يتكرر في السعودية ، حيث ، يمكن أن يشهد انشقاقات وانضمامات لكتائب تنظيم داعش كونه أصبح مناخ استقطابي يلوذ إليه من يرى أنه فرد في منطقة نائية لا يصله تماماً كما لا يصلها سوى الجفاف .
إن كانت مصر عملاقة فأنها تتضور جوعاً ، رغم ، زادها الوفير ، وهي ، في واقع حالها ، الآن ، غير قادرة على خوض معارك عسكرية بحجم الإقليم ، لصالح الخليج أو معالجات في شمال أفريقيا ، وما يجري من سلوك تنموي شامل ، يوصف بالتدرجي ، سيضعها عند حفت الانهيار والتقسيم إن ما غامرت وشاركت حلفاءها من دول الخليج في أي حرب قادمة دون أن تعتبر وتعي بأن أعظم حصن لمصر هو الشعب بأغلبيته ، لهذا ، قد يكون خيط العقل الوحيد ، نادر ، الذي يدعو إلى اعادة دراسة الأسس التى عالجت ملفات الإرهاب والفصل بين الانقسامات السياسية والإقصائية ومعالجتها على الفور ، قبل فوات الأوان ، تماماً ، كما تحتاج ، أيضاً ، دراسة الرهان الأمريكي المتعلق بالمجموعات المسلحة التى تقاتل الجيوش النظامية وبالتالي ، الجهتين ينوبان عنه باستكمال ما بدأ به من تقسيم وتدمير في المنطقة .
في استكمال الصورة ، وما لا تتنبه إليه الإدارة الأمريكية بأن ممارسة القتال يزيد من قوة الجماعات المسلحة ويعطيها خبرة التى تكتسبها من الحروب وضراوة نارها ويثبت عقيدتها وتنشر فكرانيتها ، بل ، باتت تسعى إلى تصنيع السلاح والاكتفاء الذاتي وتطوير ما لديها حتى تصل إلى ما لا يتوقع ، هذا بالتأكيد ، في نهاية المطاف ، سيؤدي إلى النيل من مصالحها في المنطقة ، إن لم يأتي على اقتصادها الذي يشكل قوة استمرارية بتفوقها العسكري على العالم .



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فعل المقاومة ،،، استشاط غضب الأنظمة العربية
- التهنئات للأكفاء
- سلسلة افتضاحات قادمة
- محاولة لبننة المجتمع الفلسطيني .. سياسياً
- إغتيالات وإغتسالات وعلاقات تجمعهم وتفرقهم المصالح
- الضفة الغربية سياقات وحدتها وانقسامها
- درويش عصي على النسيان
- فلسفة الاسترداد
- انتحار مذهبي بعينه
- معالجة الانفلات وتهذيب الاختلال
- البابوية المتجددة والإسلامية المتجمدة
- المعركة الطامة ، قادمة لا محالة
- مسرح النوباني
- الى من رحلوا لهم دائماً بريق الصمت ... رحمك الله يا أبي .
- مقايضة عفنة
- جمهورية اردوغان ،،، الثانية
- استعادة جغرافيات ، ونتائج انتخابية تفتح عدة احتمالات
- يمتنع البحر عن هضم السفيه
- تقليم الخيانة
- الدول الحديثة على المحك


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - نقص في الأفراد فائض في القوة