أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بيرم ناجي - الجبهة الشعبية التونسية و بعض نقادها: مكاشفة ثانية مع الرفيق شكري العويني.















المزيد.....


الجبهة الشعبية التونسية و بعض نقادها: مكاشفة ثانية مع الرفيق شكري العويني.


بيرم ناجي

الحوار المتمدن-العدد: 4540 - 2014 / 8 / 11 - 20:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هذه مكاشفة و ان كان بها غلط فهي لا تهدف الى المغالطة- الى الرفيق شكري العويني.

يا "ابن الزهرة" يا رفيقي يا شكري
شكرا على تلك القرنفلة في البداية ...
و أنا أيضا س"أكتب اليك و أنا على يقين ان تغايرنا سيظل تغايرا مثمرا..."
شكرا على تفاعلك على صفحة الفايسبوك و اسمح لي أن أعيد نشر مقالك كما ورد دون تغير حرف واحد فيهحفاظا على حقك التام ...
أبدأ بنقل نصك ثم يليه تعليقي المختصر:

(بداية النص)
مكاشفة أم مغالطة ؟

المكاشفة لمّا تغيب عنها المصارحة تفتقد بالضرورة الى الأخلاق السياسيّة .

محبّتي الى الرفيق بيرم ناجي ...
أكتب اليك و أنا على يقين أنّ تغايرنا سيظلّ تغايرا مثريا ...

* ليس الاشكال في الاعتراف بأنّ الجبهة الشعبيّة " مكسب تنظيمي تاريخي " و " مكسب سياسي تاريخي " للشعب ، انّما الاشكالية القائمة منذ اغتيال الشهيد الابراهمي الى اليوم هي : هل حافظنا على هذا المكسب و أحسنّا ادارة صراع الارادات العاملة على الحفاظ على هذا المكسب و دعمه و تثبيته ليظلّ فعلا " المعبّر عن المطالب الوطنية و الديمقراطيّة و الاجتماعيّة " - فعلا لا قولا و ادّعاءً لا يتجاوز الشعار و الخطاب الرسمي المموّه و المضلّل ؟

* المعضلة اليوم ليس الاعتراف بالوهج الذي خلقته لحظة التأسيس و الاحتفاء بلحظة تأسيس المشترك و الانطلاق نحو بناء " حزب المشترك " - و المصطلح استعمله الرفيق حمّة في ندوة سوسة حين الافتتاح برئاسة الشهيد الابراهمي و بحضوره و انصاته و اشادته بالكلمة المفتاح التي فعلا عبّرت عن استعداد الجبهاويين لاقتحام مغامرة جميلة تؤسس للمستقبل - ، ليس الاشكال في ترديد الكلمات و المفاهيم و المصطلحات بعد تلقّفها بذكاء ، وانّما الاشكاليّة لماذا اغتيل المشترك و غلبت النزعة الاقصائيّة التي كانت ترجمة عمليّة للنزعة التسلّطيّة و لروح التنافي عوض عن روح التغاير المُثري - و هذا المفهوم للمثقّف الجبهاوي كمال الزغباني الذي لم ينله فقط الاقصاء بل ناله ما ناله أقذر النعوت من جوقة قادها من يعتبر نفسه رمز من رموز الحزب الذي يرى نفسه القائد القدوة الذي ينتفي وجود الجبهة بدونه ؟ الاشكالية لماذا هذا التداعي الحر الذي بدأ بتجميد من جمّد و طرد من أطرد و استقالة من استقال و انسحاب من انسحب و لا تزال أـخبار التصدّع المؤلم تتواتر ، و ما من جبهاوي صادق يبتهج لما نراه و نسمعه و نبصره و نتردّد ألف مرّة ومرّة في التعليق عليه أو في الاخبار به أو في تحليله ومن يظنّنا أطنبنا في النقد و لم نتحلّى بترفّع أخلاقي و سياسي مطلوب من الجميع بالانصاف والتساوي ، وليس حكرا اصطفائيّا نروم مطالبة من نسعى الى شيطنتهم و تعليق بعض الفشل أو كلّه و بعض دواعي المأزق و عوامل التأزّم و تحويلهم بتذاكي الى مشجب يسهّل تواري المسؤول الرئيسي و العامل الأساسي و الدافع الأهم لهذا التأزّم و المأزق التاريخي ، لماذا هذا التداعي الحر ؟
لماذا ننسف المشترك و نساير من نسفه صباحا مساءً و يوم الأحاد جهرة و سترة و نأتي اليوم متباكين على المشترك الذي شاركنا في نسفه بصمت متواطئ أحيانا عمدا أو متحذلقا يحسن التسويغ النظري و الايديوبوجي و السياسي لتبرئة الناسف الأصلي و تبرير صنيعه ؟ لماذا تعمى بصيرتنا عن هادم البيت المشترك و نلاحق من أطرد من البيت المشترك أو من اختنق و فرّ يجلده اليوم رغن صبره الأيّوبي و اعتداله مقارنة ب" اليسراوي الثورجي " الذي شيطنّاه و رجمناه ،في الوقتى الذي اشتدّ العناق و التباوس مع الأعداء و الخصوم الرئيسيين الضالعين في اغتيال الجبهة المشروع و رموز المشروع ؟

* هناك كارثة فعلا ... لكن ليس بسبب رفض " تغليب المصلحة العامة " و " الخروح من الدكاكين " و من " صفحات الكتب " ، بل هناك من ذكّرنا أنّنا واهمون و أنّنا لم نغادر بعد لا حجرة سقراط و لا السقيفة ، المفزع هناك من تسكنه روح داعشيّة و نزعة متسلفنة مستحمرة تتوارى وراء خطابات " الحداثة " و " الواقعيّة " و " التعقّل " والرصانة " ، وبينما السكتارية و الدكاكنيّة و الفئويّة بدت صارخة و سافرة هناك من يصدع رؤوسنا بالوحدة و الوحدة ... وما أروعه درس لمّا نتذكّر تحذير لثوري بصير : ايّاكم و الاخلال بالوحدة المتستّر بالصراخ عن الوحدة ... وما أروع لينين في هذا المجال !
* جمّدوك و طردوك ، ولست الأوّل و ولن تكون الأخير طالما استمرّ روح التفرّد و روح السكتارية و الأنا المغرورة الواهمة انّها هي الحقيقة أو ما تفعله هو الحقيقة المطلقة ، و الغريب عمى البصيرة الذي دفع البعض من أن يتجاهل أنّك لست الوحيد " الشيطان الأكبر " الذي كان لا بدّ من التخلّص منه للخلاص من " التطرّف " و اليسراويّة " و " الثورجيّة " و الفوضويّة " ... بعدك انسحب من انسحب و استقال من استقال و جمّد عضويّته من جمّد و خيض الصراع بأشكال مختلفة و بأخطاء مشتركة أسقطت الجميع في الفعل و ردّ الفعل ، و لكن أن يحمّل المسؤوليّة لل"ناقد اليساري الثوري " و للناقد " اليساري المعتدل " المجمّد و المطرود و المدفوع دفعا للاستقالة و الى الانسحاب و يصبح مطالبا بالرضى ب" قدره " في أن يكون " أقليّة " ،" أقليّة " و " أغلبيّة "نجهل آليّة تحديدها ... أن نفكّر بهذا الشكل فهذا قد يكون وجه من وجوه التهافت الذي سبق و نقده ابن رشد و لام عليه الغزالي ... أو ربّما هذا الحديث شكل من أشكال السفسطة التي تجهد نفسها لتبرئة من يتمادى في عمى البصيرة ...
أليس تهجّم قيادي برتبة أمين عام حزب و قيادي بالجبهة على كاتب ، مثقّف جبهاوي في النهاية وان اختلف مع ساستها و قيادتها ، هو الفاجعة بعينها ؟ أم أنّ قيادة هجوم سياسي كاسح على ذات مثقّفة حرّة يرتقي الى رتبة رائي بصير ة " ضميرنا السكران " كما وصقه الشهيد شكري بلعيد ، أليس ذلك فاجعة ؟ الفاجعة الأعظم أن يعمّ عمى البصيرة و لا نرى الفاجعة ... وكم هو رائع الكاتب البصير نصطفى القلعي لمّا دعى الساسة و المثقّفين " الرفاق " الى عدم الانزلاق في متاهة السجال و الانحدار الى القاع و التقاذف بما أنتجه شفط المتاع ... و ليس أفظع و أشنع من أن يطالب رمز جبهاوي بأن نتبنّى ثقافة " الشيخ و المريد " ...أفليس ذلك منتهى السقوط ؟ أوليس ذلك افرس ؟ أوليس ذلك واقع موبوء نخاله الامتلاء فاذا هو " مملوء خواء " ؟
أوليس السلوك البائس و الممارسة البائسة و العقل التنظيمي البائس و العقل السياسي البائس هو المسؤول ؟
هل البؤس و الخواء قرار أغلبي ؟
هل هناك من قال أنّ كلّ الغاضبين و الخارجين و المتمرّدين و المطرودين و الناقدين ابتهجوا و تسابقوا لتسجيل موقف تاريخي ؟
أوليس النقد و صراع الأفكار و اختلاف الأراء و الخلافات في الرؤى و المقاربات خطوة أولى نحو فعل مغاير في التاريخ يصحّح المسار و يصوّل الاختيارات و يعدّل البوصلة ؟
هل مجالسة السفير الأمريكي و مضاحكته و مضاحكة السبسي و الغنوشس و عامر العريض و مرجان و الشابي في حضرة السفير هي فعل تاريخي ؟
أو هي فعل في التاريخ ؟
* هل نعي جيّدا الفرق بين الخطأ والخطيئة ؟
هل تعنّت الرفاق فريد العليبي أو محمد الأسود أو جمال لزهر أو الأخ زهير المغزاوي بوصفهم أمناء عامون لأحزاب و كابروا و تشبّثوا بملاقاة هولوند رغم رفض رفاق لهم بمجلس الامناء العامين و رغم التنبيه الى تداعيات هذه الخطيئة قبل وقوعها ؟ هل استمرؤوا الترويض و الاحتواء القادم من كلّ حدب و صوب و من الداخل ومن وراء البحار ؟ هل فرضوا على أحزابهم عرّاب الترويض و الاحتواء الاستعماريين و قالوا لمناضليهم " اشرب والاّ طيّر قرنك " ؟ و "هذاكا الشعرة فيه بألف " و من بعد و في آخر المطاف " هذا المدافع عنه " تتخيّش يسه القاعة " و يتحوّل الى كبش فداء للتبرّء من فضيحة طاولة السفير ؟
* مهلا ...و قليل من بقايا ذاكرة ... رغم أنّ الحزب يحكمه نظام داخلي ، و قيادة الجبهة و مكوناتها المتسلّكة المتبقية رفضت ان يكون لنا نظام داخلي و رفضت تعميم مشروع الهيكلة و القانون الاساسي و النظام الداخلي المعدّل الذي نوقش بعمق و أثري بملاحظات و مقترحات وجيهة ودقيقة و مميّزة ، الحزب له نظام داخلي يقنّن النقد والنقد الذاتي و كيفية ادارة الصراع الفكري و السياسي و تطارح الاراء و الأفكار و نجادلتها ومناقشتها ، و رغم ذلك و رغم ما لي من احترام كبير للحزب و لنظامه الداخلي و ما يجدّده من ضوابط معلومة ، نقدت الحزب علنا و في 3 مناسبات واضحة ، حول لغة وشكل و لحجة و توقيت و أسلوب تقدسم الموقف ، رغم تبنّي الموقف و الالتزام به ، و هذا النقد العلني تجاوز تنظيمي ، تحنّلت تبعاته و للحزب كلّ الحق في ما رآه في شأن هذا التجاوز ...ولكن كنت واعيا بذلك و آتيت الممنوع والمحظور اكبارا للجبهة ومثلها وقيمها و حرصا على انجاح مشروعها الوليد و وعي منّي بضرورة رفع تحدّي ذاك المشترك و تحمّل أعبائه ...
والنتيجة شذاجة سياسويّة متهافتة تستغلاك بهدف ترويضك لدفعك نحو مصادمة رفاقك و حزبك ...
وها أنّ التواصل الرفاقي مع كثير من النزهاء في كلّ المكونات التي أخافها الرأي قائم و سيظلّ ايمانا منّي بالتغاير المثري ، رغم أنّ من بينهم من يتغافل و يستكثر علينا النقد و يحوّل مرتكب الخطيئة الى ضحية لتعسّف الناقدين ، والناقد في تقديرهم ماكان عليهم الاّ ان يرضوا !
و بماذا ؟
بالخواء ...
الخواء ؟
نعم صديقي للأسف ما أصبحت عليه الحالة المرضيّة السائدة لليسار عموما و الجبهة الشعبية خصوصا هي حالة الخواء : أوليس التنكّر لما أتّفق عليه و نسف الخط الوطني المستقل و الارتماء في أحضان النداء و التباوس مع النهضة و المساهمة في انقاذها من ورطة الحكم الفاشل و عدم محاسبتها هو الخواء بعينه ؟
هل هذا ما توحّدنا حوله و لأجله ؟
هل هذا هو الأمل الذي بنى عليه التونسي بعض من أحلامه ؟
* نعم مصطفى القلعي كاتب بصير ...احتفيت به و أحتفي به و سأحتفي به ...و خاصّة حين ينقد الجبهة ...لماذا ؟ ببساطة حتى نوقظ النائمين ...فها أنّ الأكثر اعتدالا يستفزّكم بأسئلته و ينبّهكم بحذق و بهدوء و حنكة ورصانة ، تدّعون أنّ غيره يفتقدها لأنّه متحامل " يسراويّ" و " ثورجيّ " "يستعدي الجبهة " ، فنعمّم أرائه النقديّة علّكم تلصرون ...
ولكن للأسف في غيّكم تتمادون ... وها أنّ الجبهة تقتلون بحروب داعس والغبراء التي يخوضها الجميع ضدّ الجميع لأجل المواقع المواقع ...
* و رغم ذلك لم نتدخّل و انكببنا في ما نراه صالحا و مفيدا و اخترنا طريقنا و لن نضيع البوصلة ... فلن تكون جبهتنا التي أسسنا وبنينا و بكينا رموزا قادة اغتالوهم ليغتالوا مشروع الجبهة و بذلنا كل جهدنا لنحمي المشروع ... ولن يكون مشروعا منتهيا و لا نتوهّم أنّه مشروع منجزا...وسيظلّ مشروعا مؤجّلا قابل للانجاز حين توفّر شروطه التاريخيّة والموضوعية ...لذلك لا نضيع البوصلة و لن تكون الجبهة الشعبيّة و مكوّناتها عدوة ...فنحن نحسن ترتيب الأولويات و نحسن تصنيف الاعداء الرئيسيين والثانويين والخصوم و الأصدقاء
، بعبارة الصديقين شكري لطيف و الأمين البوعزيزي - الصديق اللّدود - اللذان في النهاية يظلاّن كاتبين يستغلاّن الفضاء المواطني الحر لتبليغ وجهة نظرهما و لهما كلّ الحق ، و الحاذق من يحسن الانصات الى نقدهما لا أن يتضايق منه .
وهل نسينا الحكمة الشعبية البليغة رفيقي بيرم ناجي : اسمع كلام الّي بكيك و ما تسمعّش كلام الي اضحكك ...
لا نضيع البةصلة و لن نعادي من هو ليس بعدو وان خاصمناه و نقدناه ... ولن نتوانى عن النقد فهو أداة الفرز والتمايز ... ومنذ 17 ديسمبر نحيى لحظة فارقة و فارزو ...اجتهدتم واخترتم طريقكم ... ونجتهد لنجترح طريقنا ...وطريقنا مواجهة الاستعمار و وكلاء الاستعمار و خدمه ... ولا نظنّكم صرتم خدما و وكلاء للاستعمار وان استمرأ البعض منكم لعبة الترويض والاحتواء ... وها انّ هناك من استمرأ لعبة التجنّي ...
منشغل بما هو أهمّ ، لكن أخلاقي السياسيّة و ايتيقا النقد التي أحاول الالتزام بها و ممارستها تجبرني على أن أتفاعل معك صديقي بيرم ... و أمضي الى حال سبيلي ...في ما اراه أهمّ . و الأهمّ ما السبيل لمقاومة الامبريالية و وكلائها المحليين من رأس مال سمسار و ساسة سماسرة ؟ ما السبيل لقلب الطاولة على كلّ من جلس على طاولة السفير الامريكي و يعايد السفير الفرنسي و يحجّ الى البيت الأبيض و الكاي دور ساي في السرّ والعلن ؟
(نهاية النص)


تعليقات سريعة.

1-أولا:
سأسير معك حسب المثال الشعبي التونسي الذي اخترته أنت و الذي هو " اسمع كلام الّلي يبكيك و ما تسمعّش كلام الي يضحكك ..." و لن "أستمرأ لعبة التجني " كما قلت لي في ما أعلاه.

2-ثانيا :
توضيح لا بد منه:
أنا ذكرت أسماء بعض الرفاق و الاخوة و أراك تحاول التلميح الى انني أسيء اليهم".
يا شكري:
-جمال الأزهر صديق شخصي منذ 1984 و بعض قادة الوطد الثوري لحم أكتافي من خيرهم و بعضهم تعلمت عليه فك الحرف وأنا لست كلبا أنكر أصلي وهم يعرفون.
- محمد الأسود رفيق دراسة منذ 1984 لم تجمعني به الا النضالات المشتركة وكل التقدير الشخصي.
- زهير المغزاوي رفيق درب النضال النقابي و بطحاء ممد على و بعض اخوته في حركة الشعب هم أقرب الي من اخوتي و أخص منهم بالذكر ر.د؟
-شكري لطيف استاذي الذي تربيت على كتابه " الاسلاميون و المرأة :مشروع الاضطهاد" و مقالاته في مجلة أطروحات .
-الأمين البوعزيزي "صديقي اللدود" مثلك – افتراضيا - و لم تسمح الفرصة بعد للقاء مباشر شخصية لا مجال هنا لذكرها.
- وحده فريد العليبي لم أنل شرف مخالطته الى اليوم...و ليس لي الا ان أحترم اختياراته مهما كانت.
أتجاوز هذا لأنني واثق ان جميعهم أرقى مما قد يقوم به الشباب المندفع في شخصنة المسائل أو في غيرها ...لأنهم أذكي من ذلك ...و أمر الى الأهم.

3- يا رفيقي:
بشرف امك التي هي مثل أمي.
كيف لك أن تفسر لي كل هذا التخوين للجبهة و الذي تواصل في ردك الشخصي علي ؟
...و هذه مقتطفات منه انقلها من ردك أعلاه:
أ-"... نأتي اليوم متباكين على المشترك الذي شاركنا في نسفه بصمت متواطئ أحيانا عمدا أو متحذلقا يحسن التسويغ النظري و الايديوبوجي و السياسي لتبرئة الناسف الأصلي و تبرير صنيعه ؟ لماذا تعمى بصيرتنا عن هادم البيت المشترك و نلاحق من أطرد من البيت المشترك أو من اختنق و فرّ يجلده اليوم رغن صبره الأيّوبي و اعتداله مقارنة ب" اليسراوي الثورجي " الذي شيطنّاه و رجمناه ،في الوقتى الذي اشتدّ العناق و التباوس مع الأعداء و الخصوم الرئيسيين الضالعين في اغتيال الجبهة المشروع و رموز المشروع ؟ "
ب-"... هل مجالسة السفير الأمريكي و مضاحكته و مضاحكة السبسي و الغنوشس و عامر العريض و مرجان و الشابي في حضرة السفير هي فعل تاريخي ؟ أو هي فعل في التاريخ ؟
* هل نعي جيّدا الفرق بين الخطأ والخطيئة ؟... "
ج-"... هل استمرؤوا الترويض و الاحتواء القادم من كلّ حدب و صوب و من الداخل ومن وراء البحار ؟ هل فرضوا على أحزابهم عرّاب الترويض و الاحتواء الاستعماريين و قالوا لمناضليهم " اشرب والاّ طيّر قرنك " ؟"
د-"... أوليس التنكّر لما أتّفق عليه و نسف الخط الوطني المستقل و الارتماء في أحضان النداء و التباوس مع النهضة و المساهمة في انقاذها من ورطة الحكم الفاشل و عدم محاسبتها هو الخواء بعينه ؟ "
ه-"... و نعمل على تحييد حتى من زلّت به القدم وسار جنبا الى جنب مع العميل واحتياطي العميل و جلس مع الوكيل والكفيل..."
و-"... ولا نظنّكم صرتم خدما و وكلاء للاستعمار وان استمرأ البعض منكم لعبة الترويض والاحتواء ... وها انّ هناك من استمرأ لعبة التجنّي ..."

قل لي يا رفيقي:

كيف تعتبرني تخليت عن " الخط الوطني المستقل ..." و مارست " العناق و التباوس مع الأعداء و الخصوم الرئيسيين الضالعين في اغتيال الجبهة المشروع و رموز المشروع ؟ "...و من الذين " ... استمرؤوا الترويض و الاحتواء القادم من كلّ حدب و صوب و من الداخل ومن وراء البحار ؟" و "... فرضوا على أحزابهم عرّاب الترويض و الاحتواء الاستعماريين..." و ممن مارسوا "... الارتماء في أحضان النداء و التباوس مع النهضة و المساهمة في انقاذها من ورطة الحكم الفاشل و عدم محاسبتها..." و الى آخره ...ثم تقول لي انكم ستعملون ..." على تحييد حتى من زلّت به القدم وسار جنبا الى جنب مع العميل واحتياطي العميل و جلس مع الوكيل والكفيل..."؟

قل لي يا رفيقي :
لقد اعترفت بنفسك قائلا"... و خيض الصراع بأشكال مختلفة و بأخطاء مشتركة أسقطت الجميع في الفعل و ردّ الفعل ، و لكن أن يحمّل المسؤوليّة لل"ناقد اليساري الثوري " و للناقد " اليساري المعتدل " المجمّد و المطرود و المدفوع دفعا للاستقالة و الى الانسحاب و يصبح مطالبا بالرضى ب" قدره " في أن يكون " أقليّة " ،" أقليّة " و " أغلبيّة "نجهل آليّة تحديدها ... أن نفكّر بهذا الشكل فهذا قد يكون وجه من وجوه التهافت الذي سبق و نقده ابن رشد و لام عليه الغزالي ... أو ربّما هذا الحديث شكل من أشكال السفسطة التي تجهد نفسها لتبرئة من يتمادى في عمى البصيرة ... "
فهل يستوي خطأ الاتهام باليسارية الثورية أو يالاعتدال – الذي لا يشكك في وطنية أحد- مع خطأ الاتهام بالعمالة والخيانة الوطنية في المقابل يا رفيقي؟

قل لي يا رفيقي:
هل عندما أخطأ نحوك -بأن أعتبرك قمت بخطأ سياسي أو تنظيمي -تتهمني بارتكاب "الخطيئة" التي لا تغتفر ...بالعمالة و الخيانة ...يا ابن أمي؟
فرضا انني أخطأت في تكتيك سياسي . هل تستنتج من ذلك انني أصبحت خائنا للوطن بل وحتى لجبهتي ولرفاقي الشهداء مثلما تقول "... اشتدّ العناق و التباوس مع الأعداء و الخصوم الرئيسيين الضالعين في اغتيال الجبهة المشروع و رموز المشروع ؟ "
هل عندما أخطأ في ممارستي تتساءل حولي ان كان ما فعلته " ...فعل تاريخي ؟ أو هي فعل في التاريخ ؟ " يا رجل؟
وهل تعتقدني طفلا قاصرا حتى تعمل "... على تحييد حتى من زلّت به القدم وسار جنبا الى جنب مع العميل واحتياطي العميل و جلس مع الوكيل والكفيل..."؟
من الذي يرتكب "الخطيئة" هنا يا رفيقي؟

4- تذكير : لم لا ترى الا ما تريد؟

ورد في نصي الذي قمت أنت بالرد عليه فقرة كنت كررتها عمدا و لكنك أهملتها "عمدا" ربما:
أذكرك بالفقرة:
" - الجبهة الشعبية قامت بأخطاء...
- في عملها نواقص...
- بعض زعمائها لا يملؤون أمكنتهم المنتظرة
- يجب نقدها...
- يجب تطويرها...الخ:
- هذا أكييد...أكيد . ولكن."

لماذا سهوت عن هذا يا رفيقي و رحت تتهمني بما يلي؟

-"... مطالبة من نسعى الى شيطنتهم و تعليق بعض الفشل أو كلّه و بعض دواعي المأزق و عوامل التأزّم و تحويلهم بتذاكي الى مشجب يسهّل تواري المسؤول الرئيسي و العامل الأساسي و الدافع الأهم لهذا التأزّم و المأزق التاريخي."
- "... نأتي اليوم متباكين على المشترك الذي شاركنا في نسفه بصمت متواطئ أحيانا عمدا أو متحذلقا يحسن التسويغ النظري و الايديوبوجي و السياسي لتبرئة الناسف الأصلي و تبرير صنيعه ؟ لماذا تعمى بصيرتنا عن هادم البيت المشترك و نلاحق من أطرد من البيت المشترك أو من اختنق و فرّ يجلده اليوم رغن صبره الأيّوبي و اعتداله مقارنة ب" اليسراوي الثورجي " الذي شيطنّاه و رجمناه..."
- "...يحمّل المسؤوليّة لل"ناقد اليساري الثوري " و للناقد " اليساري المعتدل " المجمّد و المطرود و المدفوع دفعا للاستقالة و الى الانسحاب و يصبح مطالبا بالرضى ب" قدره " في أن يكون " أقليّة " ،" أقليّة " و " أغلبيّة "نجهل آليّة تحديدها ... أن نفكّر بهذا الشكل فهذا قد يكون وجه من وجوه التهافت..."
- " ... ... وها انّ هناك من استمرأ لعبة التجنّي ..."

لا حظ معي المصطلحات المستعملة أعلاه يا رفيقي:
-الشيطنة
-التذاكي
- التباكي
-التواطؤ
-التحذلق
-التسويغ
-التبرير
-الاعماء
-الملاحقة
-التهافت
-التجني.
احدى عشرة وصفا يشكل فريق كرة قدم -و لكنها كرات نارية- تقذف في وجهي دفعة واحدة .
ماذا أجيبك؟
أنا لن أفعل مثلك يا شكري عندما قلت لي في آخر فقرة من ردك ما يلي:
" منشغل بما هو أهمّ ، لكن أخلاقي السياسيّة و ايتيقا النقد التي أحاول الالتزام بها و ممارستها تجبرني على أن أتفاعل معك صديقي بيرم ... و أمضي الى حال سبيلي ...في ما اراه أهمّ . و الأهمّ ما السبيل لمقاومة الامبريالية و وكلائها المحليين من رأس مال سمسار و ساسة سماسرة ؟ ما السبيل لقلب الطاولة على كلّ من جلس على طاولة السفير الامريكي و يعايد السفير الفرنسي و يحجّ الى البيت الأبيض و الكاي دور ساي في السرّ والعلن ؟ "

أنا منشغل بك و بما هو أهم في نفس الوقت لأنك رفيقي أنت وحزبك وكل انسان تقدمي في هذا البلد و أنا مستقل حزبيا و لا تفضيل عندي تقريبا بين تنظيم أو حزب تقدمي وآخر .
"و أخلاقي السياسيّة و ايتيقا النقد التي أحاول الالتزام بها و ممارستها تجبرني على أن أتفاعل معك" ...أخي وصديقي و رفيقي شكري... و لكنني لن أمضي الى حال سبيلي مثلك..."فيما أراه أهم".
أتعرف لماذا؟
لأنني على قناعة تامة انني أشاطرك لوعة السؤال " ما السبيل لمقاومة الامبريالية و وكلائها المحليين من رأس مال سمسار و ساسة سماسرة ؟ ما السبيل لقلب الطاولة على كلّ من جلس على طاولة السفير الامريكي و يعايد السفير الفرنسي و يحجّ الى البيت الأبيض و الكاي دور ساي في السرّ والعلن ؟ "... حتى لو كنا نختلف في الطرق و الخطط... و حتى لو كنت – خلافا لك- لا أعتبر كل من يجلس على طاولة سفير أو يعايده بالضرورة خائنا.
أنا أدرك رمزية الجلوس على الطاولة – طاولة الحوار الوطني و طاولة السفير - و المعايدة و السفر شمالا... ولكنني لا استسهل تخوين الناس على "الرموز" و البروتوكولات فقط.
السياسة لعبة شائكة و معقدة و تتطلب هدوءا كبيرا أحيانا...و كم جلس فيها على نفس الطاولة أعداء و كم تبادلوا الضحكات و القبلات و الزيارات ...و كان كل منهم يعد العدة... "لقلب الطاولة" على غيره لاحقا.

أخيرا:
أنت عنونت مقالك في ردك علي يا رفيقي:" مكاشفة أم مغالطة ؟"
و بدأته في جملته الأولى كالتالي:

"المكاشفة لمّا تغيب عنها المصارحة تفتقد بالضرورة الى الأخلاق السياسيّة ."

و أنا أجبتك في مقدمة مقالي هذا :
" مكاشفة و ان كان بها غلط فهي لا تهدف الى المغالطة"

أذا أردت أن تصدقني أكثر و تتأكد من أخلاقي السياسية عد الى مقالي عن الجبهة الشعبية المعنون
" الجبهة الشعبية التونسية -مبادرة الشهداء -: حان وقت التقييم و الاصلاح" و الصادر في موقع
الحوار المتمدن- العدد: 4366 - 2014 / 2 / 15 - 08:29

و ستعرف انني نقدت الجبهة ووضعها التنظيمي وطالبت باصلاح الوضع بما في ذلك اعادة التوحيد مع من اطرد أو انسحب .
هذا رابط المقال يا رفيقي:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=400755

و لا تنس:
" وظلم ذوي القربى أشد مضاضة... على المرء من وقع الحسام المهند."



#بيرم_ناجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجبهة الشعبية التونسية و بعض نقادها: مكاشفة سياسية - أخلاقي ...
- اليسار التونسي و الانتخابات القادمة : أبعد من المشاركة أو ال ...
- الى مجلس الأمناء العامين للجبهة الشعبية التونسية و الرفيقين ...
- توقيت الانتخابات الرئاسية و التشريعية في تونس :اللعبة و الره ...
- راشد الغنوشي و -النموذج التركي-: حقيقة الاسلام الاخواني التو ...
- تونس و-الانقاذ من الانقاذ-: نحو جبهة و طنية جمهورية ديمقراطي ...
- الجبهة الشعبية التونسية -مبادرة الشهداء -: حان وقت التقييم و ...
- تونس -ما بعد- النهضة : نقاط من أجل التقييم ومن أجل خارطة طري ...
- تونس و العلبة السوداء التاريخية للمسلمين:الدستور التونسي الج ...
- رسالة الى المسلمين
- -القرآن و العلم الحديث:لا معجزة و لا تطابق .-- تقديم أولي لك ...
- الثقافي و السياسي و بؤس الايديولوجيا : اليسارالماركسي نموذجا ...
- مهمة عاجلة - حول الثورجية اليسراوية في تونس اليوم -.
- الدولة و الثورة و الفوضى في تونس .
- تونس و الدرس المصري : قبل فوات الأوان.
- الائتلاف الوطني للانقاذ في تونس :من الانقاذ الى انقاذ الانقا ...
- من-الجبهة الشعبية- الى -الجبهة الديمقراطية المتحدة- في تونس.
- رسالة مفتوحة ثانية الى الرفيق حمة الهمامي: أسئلة حول المفاهي ...
- رسالة مفتوحة الى الرفيق حمة الهمامي
- شكري بلعيد : وصية شخصية


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بيرم ناجي - الجبهة الشعبية التونسية و بعض نقادها: مكاشفة ثانية مع الرفيق شكري العويني.