أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الحاج - وانت...رفح.....!!















المزيد.....

وانت...رفح.....!!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4540 - 2014 / 8 / 11 - 19:43
المحور: الادب والفن
    


وانت .....رفح..!!

توفيق الحاج

اهداء ..
(الى ارواح كل الشهداء ...الى الجرحى والمهدمة بيوتهم ..
الى الصابرين اللاجئين في المدارس والميادين ..
الى الاطفال الواجفين...
الى كل الشوارع والمزارع التي خربت ...
الى كل عاشق لفلسطين!!)


*
كعادتي ..يا ام لا جد الكلام بين يديك
كعادتى يا ام ...انصت
كعادتي ...كلما احتجتك ... اضعف ..
اسعى اليك
كعادتي في حجرك الحاني افتش عن مكان لجبيبني
علني احظى ببعض من ترانيم صلاة قلتها فيك
علني ارجع طفلا...
اربعينا من حنين ... في اتونك تشعليني
ارجعيني...
من جديد عاشقا لازقة عانقتها ..قبلتها
ارجعيني لترابك ...للمخيم ..
ارجعيني..لصلاتك كل صبح
علني استاك شوقا....لفضاء ياسميني

*
قبل ثلاث....
عدت من تغريبة للذات...
وجدتك...كما انت..سوي تجعيدة في الروح
زاد وزنك....اتسعت... تهت بعض الشيء ..ضحكت...
انا ايضا...زاد وزني...تجعدت كثيرا..شاب كلي... ضحكت
اااه .. يا ام غيرك وغيرني جنوني....
تضحكين...؟!!
تبدين اجمل من يمامة....
جئتك ..
قبلت راسك .. وبكيت
عضتني الندامة...
كنت دوما عاشقا نزقا..
وانت زرقاء اليمامة.....
ذكرتك ياام بالذي قد كان
ذكرتك يا ام ...بالضحكات والشحطات والاحزان
ذكرتك .. هيا ذكريني
كم كنت غرا..لاهيا..اطارد الفراشات .. تطاردني سنيني
احببت فيك وضحكت فيك وصدمت فيك وبكيت فيك وخذلت فيك لكن لم تخذليني
هيا ذكريني..
شغلت عنك.. اعرف
احببت غيرك ..اعرف
واعرف ..انك كنت تحترقين من اجلي بصمت
وانك كنت تصلين من اجلي حذار الموت
اعرف كنت تبتسمين عندما اخبئ اعذاري وشعري
كنت تمزحين معي: من تلك التي اخذتك مني؟
وماهذا الذي يشع من عينيك؟
ماذا تخبئ في رئتيك عني ..؟!!
يا ام اخجلني فضولك... فانا بعضك يهوى ..وانا اليك
كعادتي يا ام لا اجد الكلام بين يديك
كعادتي انصت..
تسألين...؟!!
وانا في هدأة السبعين...اجيب..
نعم ...احببت ... لكن صورة منك
وجهها..شمسك تشرق فوق مدرسة وبحر
عيناها ..شارعاك تمددا مابين خاصرة ونحر
ابتسامتها.. وانت نقطتا ضعفي ..حفيف شجرة الكينيا يداعب باب صفي
ضحكتها ضجيج السوق... يصدح بالحياة
صمتها ..صلاتك للاله

*
اااه يا اماه
اعيديني بربك ... لو ثوان الى ما ضاع من خطوي..
اعيديني الى زمن تالق بالعروبة ..ثم تاه
اااه يا اماه..
اكتشفت..بعد عمر اثقلته الذكريات انني احببتك انت
اااه ..يا اماه..
غبت عنك.... غبت عني..سنوات
باعدتنا لجة الاحداث والنزوات والعزوات
لكنني لم انسك يوما.....
(مدرسة ابو زهري –البراهمة-الشعو ت- يبنا -بشيت –الشابورة –كندا-البرازيل- السلطان)
لم انس صور تلاميذي..احاديث الرفاق
كيف انساك؟ ولي بعض بعضك في كل زقا ق

*
يا ام هل تدرين ؟
بالامس فقدت فيك تلميذي جمال ....
ارجعني الشهيد الى ابي....هذا المسمى..ناصر العربي والفقد سجال
يا ابا رمضان فيك فجعتني
لم غادرت قبل الاذن ..كيف تركتني؟
عتبي عليك..
لاتقل زنانة اخدتك ..!!
كل هذا الموت لاياخذك مني .....انت مني ..وانا اليك
انت لي وانا اليك
عتبي عليك
جفت دموعي ..لم يعد لي قدرة .. نزف البكاء على البكاء
سا قول فيك ..ماقال قبلي شاعر
(اصعد فموطنك السماء ..وخلنا في الارض ان الارض للجبناء)

*
اااه يا امي...
الليلة..اول اب...
افكر في الخان وفيك ..
افكر في حضورك و الغياب
افكر كيف ضاعت فرصة منا ...
وكيف غادرنا الاحبة قبل ساعة
افكر في خزاعة...
الفان من شعبى تواروا لانتصار يتعثر في الاياب

*
الليلة اول اب ...
ياتي القصف مجانا ..ومزاد الموت عند الافتتاح
يسرع الشهداء.. الهث ..توقفت عن العد ..تماهت الاسماء والاشياء
افزعني انفجار...ارتميت..
صليت ..دعوت ربي..
سمعت (تهدئة ستبدا في الصباح)
غفوت من تعبي..
صحوت..
صوت القصف يوقظ الموتى
لاحقتني صلية الاخبار ..
رفح تقاتل وحدها ...
رفح تواجه ذبحها...
رفح على كفن العروبة ترفع راسها
لا ..لن اموت..!!

قصف واي القصف لايدع الرقاب لربها؟
قصف واي القصف لايدع البيوت وشانها؟
اشلاء اطفال ترامت...
رائحة الشواء..
نصف امراة ترضع طفلها ..
سيارة الاسعاف تريد من يسعفها...تحترق
مدرسة الوزير تودع عشرة من لاجئيها
يامغيث...
.اسرة تحت الحطام ومن ببابك يستغيث
قصف هنا ..قصف هناك
جثتت هنا..جثت هناك..
دم هنا.... ودم هناك..
يا الله..
اخفيت حلمي البارحة
هاهو الدخان بعد هنيهة يكشف حجم المذبحة
(الشوكة –خربة العدس الجنينة- السلام –الشابورة-يبنا- بشيت-تل السلطان)
صلية اخرى من الاخبار...عشرون...اوخمسون..اوسبعون.. اوتسعون
كلهم صعدوا ...
هاهو الدخان....
من النجار .. للمشفى الكويتي ...وانتصار الدم لايسع المكان
يالهذا الصمت..هل لنا من بعد هذا الموت حاجة ؟!
كم رخيص ذبحنا؟!
كاننا عشرون ...تسعون دجاجة..!!
قال المحلل: خرجنا بهذا الدم من عنق الزجاجة
قال عراف المدينة:انتصرنا
اسكت ... سيدي بالله اسكت..
اصمت ..سيدي بالله اصمت..
هل تفكر في احتفال النصر
و دم الاطفال في الطرقات يعلن احتجاجه؟!!

*

ااه يا اماااه..لا تبكي
لم يعد في المشهد العبثي وقت للبكاء
كل الاحبة فارقونا بغتة..
كل الاحبة انبياء...
انظري..خان يونس مثلك تتلفع بالسواد
وخزاعة لم تعد.. ولم يعد الزمان
الدير والمغازي والبريج ينزفان
شمال غزة..شرق غزة في حداد
ااااه يا امي....نقاتل وحدنا
لو بقينا ..لو لقينا كل موت .. وحدنا
تبقين انت
كما مرت عليك جحافل الغزوات
كما حصدت احبتك مناجل النكبات
( الفرعون و الهكسكوس والرومان والصلبان والعثمان والبريطان والعبران )
تبقين انت
تحيين انت..
يا ام
يا رفح...
الحب انت ..الارض انت
انت اغنية الوجود
انت الحياة.......
تبقين انت
ومادونك في صفحة التاريخ
مات ..!!
................................................................ توفيق الحاج 5/8/2014



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجليات انهزامية..............!!
- قابضا على عقلي................!!
- غزة....تصلي خمسا...!!
- تداعيات ..خارج النسق..!!
- كلنا غزة ...وغزة كلنا................!!
- عباس ..والوسواس الخناس..!!
- مختارة ..في الحارة..!!
- مصحف ..ومتحف..!!
- العروس للعريس..والجري للمتاعيس..!!
- بكائية.. لنيسان الذي رحل .....!!
- غلطة...وندمان عليها...........!!
- حمدين او سيسين..!!
- ميه مالحة ..ووجوه مصالحة.....!!
- قرآن...ليس للاكل او للقتل...!!
- ودع هواك.......!!
- ارحمونا...من هذا الخزي القاسي...؟!!
- بأي ذنب قتلت....؟!!
- موت.. وخراب ديار....!!
- هل الاخوان ..في خبر كان..؟!!
- الله يفضح عرضو....؟!!


المزيد.....




- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الحاج - وانت...رفح.....!!