أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - تجدد الامال بعودة ابو يوسف الطحان!














المزيد.....

تجدد الامال بعودة ابو يوسف الطحان!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4540 - 2014 / 8 / 11 - 04:49
المحور: الادب والفن
    




مرحوالى القرن على غياب ابى يوسف الطحان المفاجىء من القرية. كانت الحديث عن اختفاؤه قد خف كثيرا بسبب الزمن. ولد ثلاثه اجيال فى القريه لم يعرفوا اى تفاصيل متعلقه باختفاء ابو يوسف عدا القصص و الحكايات التى كانت تتردد فى سهرات القرية .
كان بيت ابو يوسف لم يزل مكانه.و مع الوقت صار البيت خربة يحيطه شجر الصبار .لم يكن احد يجرؤ على النظر الى البيت, لانه كان قد سرت اشاعة ان الذى ينظر الى البيت قد يفقد نظره.و لذا كان الحراثون الذين يذهبون مع نجمه الصياح يسرعون الخطى ,متى وصلوا على مقربة من البيت.و بين حين و اخر كان سكان القريه يسمعون اخبارا غريبة عن امورغريبة يراها البعض لم يكن احد يدرى صحتها .ذات مره تاخر الراعى ابو ذيب عن العودة الى بيته.كان الوقت مساء فى نهاية ايلول و كانت الغيوم الداكنه تتجمع تمهيدا لسقوط الامطار.و لما اقترب ابو ذيب من البيت سمع صوت عويل امراة .



و كان قد سرت اشاعة فى القريه الا يلتفت احد الى جهة البيت مهما كان السبب.حاول ابو ذيب تجاهل مصدر الصوت لكنه كان يشعر ان الصوت يقترب منه اكثر و اكثر .و اخيرا لم يعد يحتمل اشاحة النظر عنه.نظر صوب البيت فاذا به يرى صبية لم يرى فى مثل جمالها تشير اليه ان يتقدم نحوها .خاف ابو ذيب, و بدا يرتجف من البرد . اخذ يركض نحو القريه تاركا قطيعه خلفه.و لكنه كان يشعر انه كلما ركض كان ما زال مكانه و كانه يدورحول نفسه , و هو صوت الصبيه تقول له لا تخف يا ابا ذيب!

كان ابو ذيب يحدث اهل القريه بما حصل بعدما وصل مقطوع الانفاس. تجمع حوله الاهالى ليعرفوا سرما جرى .ثم جاء مخاتير الاحياء الثلاثه الذين علموا بالخبر لكى يعرفوا سر تلك الصبيه التى تقف عند باب بيت ابى يوسف الطحان.
تهامس مخاتير احياء القريه الثلاث المسلمة و المسيحيه و الدرزيه , فيما كانت عيون الاهالى تراقبهم لتعرف ما الذى يقولوه .ثم اخبروا الاهالى ان ظهور امراة عند منزل ابو يوسف قد يكون فال خير على القريه.فرح الاهالى بالخبر لكن قلقهم زاد اليوم التالى عندما ظهر ان شعر ابو ذيب الاسود قد تحول بياضا . خاف الاهالى حتى ان بعض نساء القريه اخذن يوصين اولادهن بعدم لمس شعر ابو ذيب.


كان ذلك فى زمن حروب كبيرة كانت تخوضها الدولة العثمانيه فى البلقان . و كانت الاخبار التى تصل الاهالى تتحدث عن معارك كبيرة يخوضها الجيش العثمانى هناك. و بين الحين و الاخر كانت تاتى فرق عسكريه عثمانيه تاخذ الشباب الى الجبهات البعيده و كان الشبان يهرعون الى التلال المحيطة فى القريه لللاختباء متى شاهدوا خيالة الجيش العثمانى قادمة الى القريه .احد شباب القريه اختفت اثاره و هو يحارب فى البلقان.ارتدت والدته الملابس السوداء , و كان الناس يسمعون صراخها بين الحين و الاخر و هى تقول لما ياخذون شبابنا الى الموت فى البلقان.كانوا يقولون لها هذه اوامر الدوله العاليه يا ام عادل .كان ام عادل تصمت فجاة كمن يوافق على ما قيل لها ثم تعود ثانية لتقول لما يموت اولادنا فى البلقان !

فى ذلك الوقت كان جيل حكماء القريه الذين مروا معنا قد ماتوا جميعا .لذا نادوا بصارة القريه الوحيدة لكى تفسر لهم سر الصبية التى راها الراعى ابو ذيب على مقربة من بيت ابى يوسف.
اشعلت البصارة نارا ووضعت قدرا فيه ماء, واخذت تحرك يديها امام اللهب المتصاعد. .كان الناس من حوايها يرقبون كل حركة تقوم بها .و بعد وقت قصير اخذت تمرر راسها بحركة دائريه امام دخان الموقد ثم تنظر الى السماء . نظرت البصاره الى الناس ثم قالت بصوت منخفض هذه بشارة لعودة لابى يوسف الطحان !

10.8.2014



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول ظاهرة الدين الشعبى !
- اللهجة المحكيه الفلسطينية هى ثمرة صمود حضارى عمره الاف السني ...
- لماذا على الاجيال الشابة ان تكون قرابيين لصراعات الفرق الاسل ...
- لا بد من الاعتراف بالحقيقه .لقد هزمنا!
- ما يحصل الان هو اكبر هزيمة اخلاقيه للثقافة العربية فى تاريخه ...
- نحو مراجعات جذرية لنكبة فلسطين عام 1948 !
- اشكالية التواصل المعرفى هى المشكلة الاكبر فى الثقافه العربية ...
- مساء يوم عادى
- الروابى التى ما عادت لنا !
- كان يوما ليس كسائر الايام! 25 ايار عام 2000
- الحكم بالاعدام !مسرحيه حواريه قصيره
- لا نحتاج لثوريين بل الى رجال سياسة عقلاء !
- حزب التطرف الدينى الهندوسى يصل الى سدة الحكم فى الهند!
- مساء ربيعى!
- عن النكبة و مسيرة العودة الرمزية الى قرية لوبيه فى جليل فلسط ...
- خصخصة الاديان!
- عابر سبيل!
- ملاحظات انثروبولوجيه حول الشخصيه العامه فى المشرق العربى
- حان وقت تحطيم القيد!!
- هل يوجد علاقه بين سعادة الافراد و الانظمه السياسيه؟


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - تجدد الامال بعودة ابو يوسف الطحان!