أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ياسين - الفشل فشل الدولة ام فشل السلطات















المزيد.....

الفشل فشل الدولة ام فشل السلطات


ابراهيم ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4539 - 2014 / 8 / 10 - 21:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رأي
الفشل فشل الدولة ام فشل السلطات
بعد ثلاث عقود ونيف من السنين لحكم دكتاتوري ، عبودي جائر ذاق فيها الناس الوان من الازمات والعذابات وشحة العيش وذل على ابسط حقوق الحيوان ليس الانسان كما قد تتصورون او تعتقدون ، ذاق الناس فيها طعم العلف رغم انوفهم إذ هي الحصة التموينية المرغمين على استلامها وتناولها حيث لا بديل عنها الا الخاصة من الناس والندرة النادرة التي لديها من المال ما يغنيها عن تناول ذلك العلف الاسود الذي يشبه النخالة العفنة ، وهنا قد يقاطعني بعضكم ليقول ولماذا اكلتموه ويوجد طحين تجاري ابيض ، فأجيبهم بواحدة من الطرائف المحزنة والمضحكة حيث كما يقال ان شر البلية ما يضحك فاحدهم سال اهل المتوفي عن سبب وفاته فاجابوه انه مات من الجوع فرد السائل عليهم لماذا لم تطبخوا له حساء !. اذ ان الناس قد مرت بسنين عجاف اكلت كل مدخراتهم وما قد يملكون وباعوا حتى المراوح كي يشتروا ما يسد رمقهم هكذا هي الصورة التي عاشها الناس حتى جاءت الصدفة هذه الصدفة هي اقرب للصدفة التي تحدث عنها دارون في نظريته لنشوء الانسان والتي واجهت اعتراضات وشجب وتفنيد إذ ان الصدفة التي تحدث عنها هي ان اصل الانسان قرد وبطفرة عجيبة وصدفة فريدة تحول الى إنسان
هذه الصدفة العجيبة سميت بالاحتلال وهنا اطرح تساؤلا فمن هو العجيب بالأمرين هل هو الصدفة ام التسمية ..؟
ونحن اليوم نعيش مرحلة الرعيل الاول من الخلق الجديد مع اقراننا واخوتنا من الجيل الاسبق.
انفرجت الامور وصار الناس يتبضعون ليعيدوا ما سلبته تلك السنين والحكومة التي استعبدت شعبها فما من مواطن في الكون وهو بدرجة وظيفية وسطى او حتى فوقها يتقاضى راتبا شهريا لا يتعدى خمسة دولارات اما مادونهم فلا يتعدى 2-3 دولار شهريا كيف عاش الناس بمثل هذه المرتبات وهم اصحاب عوائل ومنهم من هو مستأجر لدار يسكنه لا ادري والله اعلم كيف عاشوا وكيف كانت معيشتهم.
ان هذه الظروف جعلتهم يكرهون حياتهم ويبغضون الوطن ، لذا ومع الساعات الاول التي بشرت بسقوط النظام هرع الناس ينهبون كل ما يستطيعون حتى الدوائر والمؤسسات الخدمية بما فيها المستشفيات والكهرباء والماء والمجاري اذ ان حتى الاسلاك قطعت ونهبت . فما بالك بسواها من الدوائر ومؤسسات الدولة؟ . ان ذاك الذي حصل ليس عن جهل فقط كما تعتقدون انما عن بغض وحقد وعدم حب لهذا الوطن الذي ذاقوا فيه كل انواع المهانه.
كان حتى الانين ممنوع سماعه والتأوه جريمة لا تغتفر وكان الصمت سيد الموقف فكنت تجد الوجوه مكفهرة تحمل الماً وحزنا ممنوع البوح به وبعد هذه الصورة التي تمثل ليلاً حالك الظلمة مملوءاً رعباً وبكاءا وحزنا ، نعم اقولها بكاءاً بخلسة رجالٌ ليس بنساء من شدة القهر ومتطلبات الحياة وعيال واطفال ومسؤليات جسام ولقد كان ذلك مصحوبا بياس عن امل منظور وان كان بعيد وكان ذاك الليل طويل اخذ من عمر الناس زهوة حياتهم واكثر من نصف اعمارهم
فجأة تظهر شمس الحرية فانصابت الناس بالذهول وصاروا يؤمنون باللامعقول إذ شاهدوا سقوط الصنم وهزيمة جرذان البعث والذين سرعانما تلونوا مع الوجه الجديد للسلطة حيث اطلقوا اللحى وارتدوا المحابس وساد وجوههم الورع والتقوى ومنهم من لاذ بمكان آمن خارج وحتى داخل البلد ينتظرون ويعملون على الفرصة التي تعيد لهم السلطة . ليس هذا فحسب بل ان الكثير منهم من إنظم تحت لواء التيارات والاحزاب الاسلامية وان قسم منهم من تباكى وادعى النضال وهو موقوف او مسجون بتهم مخلة بالشرف مثل الاختلاس والسرقة وحتى الزنا وقد تكون اقصاها اي تلك التهم هو القذف ولا ادري وما سمعت يوما ان السب والشتائم هي وجه من اوجه النضال ومقارعة النضام ، بل ان السبّاب وحسب علمي هو اجبن خلق الله وان هو شتم فانما عن ضعفه وخيبته فكيف امسى مناضلا واية موازين اعتمدوها بذلك ؟!!!.
وانا ما زلت اقول ان شعبا يعيش كل تلك الظلمة ليخرج الى النور يعيش مرحلة العشى فهو مبصر ولكن لا يرى بوضوح فهو يمشي وراء الاصوات ويهرول صوب الطبول .
اجيالا من الخلق نحتاج حتى نستعيد او نكون او بالحقيقة نبني شخصيات انسانية لنكون شعبا يفهم معنى الحرية . لا يتطاول احدنا حتى بالكلام على سواه من الاخرين يفهم حقوقه كمواطن ويدرك ما عليه من حقوق المواطنة والاخلاص لشعبه ووطنه ولا بد من وضع برامج وان تطلب الامر سن قوانين تؤدي لهذا الغرض حتى ننهض بهذه التجربة وتنجح هذه الفرصة التي قد لا تتكرر مرة اخرى ثم نخسر كل التضحيات ونعود لسابق عهدنا ولا استبعد من اننا سنرغم مرة اخرى على تناول العلف ولو بصورة اخرى او بطريقة يستحدثها الضالمون .
لقد فرج الله عنا بعد صبر طويل فعلينا ان نشكر ولا ننكر، لاننا بهذا سنكون كاليهود حيث ما شكروا فجعلهم فتاتاً.
اننا كعراقيين لقد خصنا الله بكرم كبير واناط لنا حمل رسالاته واستدل بذلك كون نبي الله ابراهيم عليه السلام وهو ابو الانبياء كان ها هنا وان اليهودية عاشت في بلادنا فما من بقعة في الارض تملك بضع ما نملك من آثارهم وانبياءهم وحتى عيسى عليه السلام وضعته امه في ارضنا حيث ما من نخلة تعيش او عاشت في بلاد الشام قاطبة فلا فارس تضاهينا بذلك ولا بيزنطة تنافسنا بهذا الشرف وهذه الحضوة .
وان شارطرني احدكم ليقول ان النخلة معجزة كانت في بلاد الشام ارادها الله كذلك فاجيب ان ما من معجزة لله تزول بل تبقى ويبقيها الله بقدرته دليلا دامغا للمفسدين وللكافرين.
وبعد هذا الفرج نشأت دولتنا الحديثة والتي جاءت بعد خراب عم كل شيء طال كل مفاصلها لذا فهي نشأت على تركة ثقيلة وبلد اصابه الهلاك ليس من جوع بل من شدة الخراب الذي اصابه واهم ذلك الخراب واخطره هو ذاك الذي اصاب نفوس العراقيين بمعظمهم وهو تجريدهم من النزعة الاجتماعية وبالتالي تجريدهم من المواطنة الصالحة وحب البلد والتوجيه بشكل مبرمج على مدى كل العقود المظلمة التي تحدثنا عنها ((التوجيه)) بحب الأنا وعلى حساب ايًّ يكون حتى اقرب الاقربون . اكثر من اربعين عاما وحوالي نصف عقد تربت فيه اجيال على ان ينافق او يشي بالاخرين من سواه كي يحيى او يحصل على حضوة او فرصة عمل او مقعد دراسي او درجة وظيفية فحصل ان كتب الصديق على صديقه والجار على جاره بل والابن على ابيه والاخ على اخيه وبهذا كانوا قد ارتكبوا جريمة وفعلوا فعله ما حصلت على مدى التاريخ وعلى جميع بقاع الارض .
لذا اضطرت الناس والعوائل على التقوقع وهذا التقوقع جاء كي يحموا به انفسهم فالكل كان معرض للمسأله فمن سمع خبر او حتى شتيمة ولم ينقلها الى السلطات بامانه فهو شريك بذلك الفعل ومن راى شيء يمس السلطلة ولم يبادر او يسارع بالوشاية فهو مسؤول عن ذاك الخرق. لذا اعتمد الناس التقوقع وعاشوا طيلة تلك السنون صممٌ عميوٌ ولكنهم يفقهون ما يصنعوا تجنباً للمسؤولية وحفاظا لكرامتهم . ولقد لا يصدق بعضكم اذ يحدث احيانا ان احد المتهورين يعلن عن سخطه لذاك النظام فيشتم ويلعن السلطة فنجد ان الناس تتراكض هاربة من سماعه حتى تنجو وهي لم تفعل شيء.
ومنهم من ينتهز تلك الفرصة فيستبسل باخيه . ومنهم من استبسل على حلم باح به زميله فانظر معي كيف هو البناء المجتمعي الذي عشناه
إن هذا البرنامج الذي صنعوه وعملوا به لعقود جعلت الفرد يكره هذا المجتمع ويتمنى له الزوال كما وجعلت الفرد منخور العزيمة والارادة ، فكيف ننهض بمثل هذه التركة الثقيلة والسقيمة ..؟
نعم ان العراقيين اصحاب غيره وحمية لا يستطيع احد نكران ذلك ولكن الجور قد اخذ منهم ما اخذ وعلينا ان نعمل ببرامج تعيد للفرد العراقي شخصيته العتيدة كما ونعيد التآصر المجتمعي .
بعد تلك الحقبة التي تحدثنا عنها إيجازاً ، حلَّ محلها نظام ديمقراطي برلماني دستوري وبهذا نكون قد انتقلنا نقلة جبارة صعب على الفرد العراقي تحملها او يدرك فحواها بل وقسم لا يعرف حتى معناها .
وهذا النظام ان كتب له ان يعيش ويبقى فهو الكفيل باستقرار البلاد وتقدمها وقد قلت ان كتب له العيش فاني قاصدا ان اعداءه كثر وعلى العراقيين ان يحملوا هذه الرسالة ويدافعوا عنها كما حملوا تلك الرسالات وقد خلدها لهم التاريخ ، علما ان كل الرسالات تواجه عداء وتاكل تضحيات.
ان هذا النظام الجديد يقسم مسؤوليات السلطلة الى ثلاث وهي
1- السلطة القضائية – وهي اعلى سلطة في الدولة .
2- السلطة التشريعية – ممثلة بالبرلمان المنتخب من قبل الشعب وهي صاحبة اكبر مسؤوليات الدولة اذ هي تعين الرئاسات الثلاث رئاسة البرلمان ورئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ومناصب هامة جدا للدولة مثل رئاسة القضاء الاعلى والامن الوطني ورئاسة اركان الجيش وغيرها..،
3- السلطة التنفيذية – ممثلة برئاسة الوزراء والتي تاخذ على عاتقها تشكيل الوزارة وتنفيذ القوانين وما يشرعه البرلمان من نظم ومشاريع.
ومن هذه الاسس التي نصها الدستور نأتي لنشخص الخلل الذي اوصلنا لما نحن فيه من مأزق وشتات
نأتي اولا الى السلطة القضائية صاحبة الكلمة العليا وصاحبة الفصل والفيصل لكل ما يجري على ارض الواقع والمؤشر والمراقب لكل مخالفات الدستور والخارجين عنه والرادع للمخالفين والمفسدين والذين يعملون على فرقة المجتمع او يسيؤون لشعبهم وهي السلطة المستقلة حسب نص الدستور والتي لا سلطان لاحد عليها كما ورد في الدستور ، نجدها وعلى مدى دورتين برلمانيتين لا تهش ولا تنش وليس لها دور او صوت او موقف واضح من المشاكل التي تعرض لها شعبنا والانتهاكات التي مارسها البرلمانيون ولم نسمع بها الا وقت المصادقة على نتائج الانتخابات . فكأن واجبهم وعلى مدى اربع سنوات لم يتعدى ذلك او اذا تقدم لها تفسير من البرلمان حول فقرة قانونية تعطي رايها وتضح ما مقصود بتلك المادة ،
ان السلطة القضائية المستقلة اخذتها الاهواء في بعض قراراتها فمثلا في قرارها بحرمان اعضاء البرلمان الجدد من التقاعد جاء حسب اهواء ورغبات جماهيرية ولم تتمعن ان كانت هذه الاهواء منصفة ام غير ذلك ولم يكن قرارها بأثر رجعي لما سبقهم من الدورات وكانهم يتحاشون زعل بعضهم ،كان الاجدر بها ان تحيل هذا الامر او تستعين بخبراء من الاقتصاديين لينضموا قانونا منصف لاعضاء البرلمان ومرضيا لرغبات الجماهير فليس كل اعضاء البرلمان من المدراء العامين في دوائر الدولة او حتى ليس موظفا فيها وقد يحصل ان يخدم هذا العضو البرلماني دورتين او اكثر وهذا يحدده صندوق الاقتراع وقد تصل خدمته في هذا الامر لاكثر من عشرون عاما فما من مانع لذلك مازال يعمل باخلاص وتفان وما زال هناك جمهور ينتخبه لذا كان عليهم ان ينص قرارهم بعمل سلم تقاعدي لاعضاء البرلمان وبراتب معقول ، ولا يمشون وراء الاهواء والرغبات . ثم ياخذوا بنظر الاعبتار سجل الغيابات ويعتمدوها لاغراض الراتب التقاعدي ، حيث يعلم الجميع ان بعض اعضاء البرلمان لم يحضروا جلساته يدورون بين عواصم الدول او قابعين في عمان ويصرحون من هناك بتصريحات مسمومة ويأخذوا رواتبهم من خزينة العراق ، فهل هذا يصح قانوناً،..؟ وعلى مجلس القضاء الاعلى ان يرشح لجنة (تحمل صفة مراقب) لمتابعة سير جلسات البرلمان وتأشير مجرياتها وحتى سلوكيات اعضاءه لتستفيد من تأشير ملاحظاتها على الدستور الفتي وتعمل على تصحيحه وتوضيبه فكما في الشرع تظهر مستجدات يتصدى لها المشرعون والفقهاء لابد من ان تكون هناك مستجدات وعلى مجلس القضاء ان يتصدى لها باعتباره اعلى سلطة في البلد وهم بدرجة وبمنزلة فقهاء القانون.
ومن هذا نشتق اي قادة للسلطات نرضغ تحتها والتي لا تدرك مسؤولياتها وهم بالحصيلة رجال قانون فما بالك لمن لم يفقه به.
نأتي ثانيا الى السلطة التشريعية ممثلة شعب العراق بكل اطيافه والقائد الامثل لرغبات وتطلعات المجتمع العراقي نجدهم يؤدون قسما غليظاً لخدمة هذا الشعب ثم سرعان ما يحتثوا بذك القسم فهل يا ترى عندما يلقى عليهم اداء القسم يقوم بعضهم بترديد انشودة يا بط يا بط حتى يعتقوا رقابهم من ذاك القسم ام ماذا هم يرددون حسب رايكم ، او انهم يحرفون القسم ليكون ((اقسم بالله العظيم ان اخدم مصالحي واحقق رغباتي واعوض كل دينار صرفته للانتخابات باضعاف مضاعفة كما يجزي الله المحسنين)) .
او هل ان قسمهم هذا هو بمثابة النجاة او الفرج كما يتحدث المثل المعروف والذي يقول .. ((قالوا للحرامي احلف قال اتاني الفرج)) وهذا المثل يؤكده قول النجيفي من انه حضر جلسة القسم كي يحضى بالحصانة والنتيجة أقول مازال الفرد منا يتخبط في اختيار مرشحه ويعطي صوته بهوىً وليس من حرص على مصلحة البلاد .
ثالثا - السلطة التنفيذية – وهي الحكومة وادارة ومالكة ادوات السلطة وهي الظاهرة بالصورة دون هاتيك السلطتان وهي السلطة المباشرة مع جماهير الشعب تظهر عيوبها اول باول اذ لا حواجز تبعدها عن الناظرين ولكنها بالنتيجة هي تعمل وفق ما يشرعه البرلمانيون فان هي تعرضت لعداء او خصام مع السلطة التشريعية في مثل عدم إقرار الموازنة فهي قد طعنت في ظهرها وبالمقابل وبالمواجهة مع الشعب هي المسؤولة عن تحقيق المشاريع وتادية جميع الالتزامات المالية والخدمية وسواها ..،
فبدلا من ان تكون السلطات الثلاثة متآزرة لهدف واحد وهي خدمة الشعب والوطن نجدها متناحرة فيما بينها ويقذف احدهم الاخر بالتهم لتظهر لنا صورة من ان كل تلك السلطتين تنضح ما فيها .
ان السلطة التنفيذية لم تكن حره في اداء عملها على مدى تلك الدورتين البرلمانيتين حيث انها مكبلة ومقيدة بما هو معروف بالمحاصصة والمحاصصة لم تكن مقتصرة على منصب وزاري فحسب بل وصلت الى درجات وظيفية ادنى بكثير من منصب الوزير ووكلاءه.
والجميع يعمل وفق ما تمليه عليهم كتلتهم او حزبهم وليس وفق سياقات العمل الوظيفي .
فاي نتيجة نخرج بها من هذه الصورة او ليست هي الفوضى بعينها والكل قد ساهم بها ؟
وبعد هذه السلطات الدستورية تأتي مجازا السلطة الرابعة وهي الاعلام بكل صنوفه من محطات اذاعية وفضائيات ثم الصحافة ومواقع الانترنيت وغيرها ..،
وهذه السلطة بنظري هي اخطر واهم كل تلك السلطات على مسامع الناس ونفسيتهم ولذا كانت الحكومات الصورية والدكتاتورية تولي هذا الجانب كل اهتماماتها وتخصص لها من الاموال ما يوازي وزارة الدفاع او اكثر دون مبالغة فتلك الحكومات قد ركدت وعاشت بالاعلام وهي خاوية ومنخورة ومثالنا في ذلك .. حكومة عبد الناصر ((لع)) مؤسس دار العمالة العربية ان صح التشبيه ، واقصد بدار العمالة المدرسة والمؤسسة التي ترشح عملاء للغرب وامريكا بالذات يكون مستقبلهم قادة دول الشرق العربي ومن تلك المؤسسة تخرج صدام حسين وسواه من قادة العرب وهذا امر معروف .
ولكن لو عدنا الى ستينات القرن المنصرم نجد صورة مبرقعه لرجل التحرر العربي والتي اكتسحت واغرت شعوبنا العربية ومن شدة وقع ذلك الاعلام قد تجد ليومنا هذا من هو يعتبر عبد الناصر رمز التحرر .. وهو بالحقيقة رمز العمالة والخيانة والمستفيد الاول من قضية فلسطين بل قل تاجرها الكبير ..، عد الى الارشيف تجده قد خلد في اغاني عبد الوهاب وعبد الحليم وغيرهم وكان لتلك الاغاني سطوة على عقول شعوبنا ، عدا ما رافقها من صحافة مزيفة او غير فطنة لما كان يجري على ارض الواقع .
ان للاعلام دور هام جداً في انجاح او افشال تجارب الشعوب وانظمتها ونحن في اول تجربة لحكم ديمقراطي تفتقده كل شعوب المنطقة نفتقد الى اعلام ممنهج يعالج ويصد ويتصدى للاعلام المعادي لهذه التجربة ،وهذا الامر كأنه غير منظور من قبل حكومتنا بمرحلتيها الاولى والثانية وأظن وقريبا من اليقين انه اهم اسباب بلاءنا .
لذا اجد ان على الحكومة ان تلتفت وتنيط هذا الجانب اهتماما خاصاً وتخصص وزارة لهذا الامر كما هو معلوم ، وتنتقي كادراً متخصصا بل ومحترفا لتوازن نفسها مع الاعلام المعادي لها على اقل تقدير . واعتقد ان هذا الامر من واجب البرلمان وليس الحكومة ..
من هذا المشهد التراجيدي يأتي تصور للقاريء ان لا قائمة تقوم لتسعف شتاتنا وضياعنا ..، فأقول لا لان شعب العراق يحب الحياة وسريع التحول من حالة الى اخرى ولكنه يحتاج الى الهدوء والطمأنينة فيبدع لمستوىً لا تتصوروه .



#ابراهيم_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ياسين - الفشل فشل الدولة ام فشل السلطات