أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - مقبول فدا حسين. . أهدى حبيبته ثمانين لوحة لكنه لم يحظَ بالزواج منها!















المزيد.....

مقبول فدا حسين. . أهدى حبيبته ثمانين لوحة لكنه لم يحظَ بالزواج منها!


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4539 - 2014 / 8 / 10 - 11:55
المحور: الادب والفن
    


أقاموا ضده أكثر من 900 قضية وشوهوا لوحاته بالصبغ الأسود

ليس من السهل إقامة معرض تشكيلي للفنان الهندي الراحل مقبول فدا حسين (1915-2011) حتى في مدينة آمنة مثل لندن. فالفنان حسين الذي يُلقّب بـ "بيكاسو الهند" يطارده بعض المتشددين من الهندوس الذين يعتقدون أن هذا الفنان قد جرح مشاعرهم الدينية حينما صوّر الإلاهات الهندوسيات عاريات حيث دهموا بيته ومعارضه الشخصية في الهند ولندن وحطموا العديد من لوحاته، وشوهوا البعض الآخر بالصبغ الأسود. وربما يكون حسين هو الفنان الوحيد في العالم الذي رُفعت ضده نحو (900) قضية لكن النظام الديمقراطي في الهند لم يزّجه خلف القضبان. ومع ذلك فقد ضاقت الدنيا بالفنان حسين وقرر أن يغادرها في عام 2006 إلى الخليج العربي ليعيش متنقلاً بين دبي والدوحة ولندن لكنه ظل يحّن إلى بلده وذكرياته المحفورة في المدن الهندية التي عاش فيها ردحاً طويلاً من الزمن أو التي زارها كي يرسم مناظرها الطبيعية الخلابة.
لابد من الإشارة إلى أن حسين قد رسم خلال حياته الطويلة التي امتدت إلى (95) عاماً (60.000) لوحة تضمها الآن أربعة متاحف كبيرة في الهند، ولا غرابة في هذا الرقم الخرافي المذهل حينما نعرف أنه كان يرسم من (10) إلى (15) لوحة يومياً. وأنه أهدى ذات مرة (80) لوحة فنية إلى حبيبته اليوغسلافية ماريا زركوفا التي رافقته كمترجمة خلال أيام المعرض الذي أقيم له في براغ! لقد احتفظت زركوفا بهذه اللوحات الثمانين لكنها قررت إعادتها له بعد أربعة عقود لأنها تعتقد أن هذه اللوحات هي جزء من تاريخ الهند وتراثها الفني. لم تسفر هذه العلاقة العاطفية بين حسين وزركوفا عن زواج لكنها أفضت عن صداقة لم تنفصل عراها حتى بعد أن فارق الحياة عام 2011 في أحد المستشفيات اللندنية.
خلال زياراته الصيفية إلى لندن كان حسين ينهمك بشيئين أساسيين وهما الرسم وقراءة التاريخ الهندي. وقد قرر في داخله أن يرسم (96) عملاً فنياً كبير الحجم بقياس 16 × 6 أقدام، على أن يضم كل عمل ثلاث لوحات منفصلة، وقد أنجز من هذه السلسلة ثمانية أعمال تضم أربع وعشرين لوحة منفصلة الموضوعات، وهي التي كانت مادة المعرض الأساسية إضافة إلى لوحة الإله (غانيشا) التي تعتبر مفتاحاً أساسياً يفضي بالمتلقي إلى عالم المعرض برمته.
لا يلتفت الداخل إلى المعرض إلى لوحة "غانيشا" الصغيرة الحجم، وإنما تغريه الأعمال الثمانية التي تحتوي كل واحدة منها على ثلاث لوحات متساوية الأبعاد مختلفة الثيمات.

الأعمال الثلاثية
تضم الثلاثية الأولى من جهة اليسار الإمبراطور المغولي أكبر العظيم الذي تزوج من الأميرة جودا التي أنجبت له ولداً اسمه سالم الذي سوف يصبح ملك جهنكير بعد والده. أما اللوحة الثانية في المنتصف فتركز على آشوكا أعظم إمبراطور موري بالهند وحّد أجزاء كثيرة من الهند وباكستان وبنغلاديش وأفغانستان. أما لوحة اليمين فتسلط الضوء على الحكم البريطاني الذي امتد من 1858حتى1947.
تصور الـ (Triptych) الثانية حكاية المدن الثلاث التي تعد أعظم مدن الهند وهي دلهي التي تمثل الأمة في الهند، وفاراناسي التي تعتبر مركزها الروحي، وكلكتا ثقافتها ومركز أنشطتها المختلفة.
يركز العمل الثالث المعنون المهرجانات الهندية التقليدية على ثلاث موتيفات، الأول يحمل عنوان "قدوم الربيع"، والثاني "النبتة المقدسة" أما الثالث والأخير فيركز على ليلة القمر المكتمل والأضواء العائمة على النهر والتي تمثل قوة الضوء وسطوته.
أما العمل الرابع فهو أشكال الرقص الهندي حيث نشاهد في جهة اليسار الفنانة مادهوري ديكسيت التي تؤدي رقصة الـ "كاثاك"، وهي رقصة تاريخية نشأت في شمالي الهند. أما لوحة المنتصف فيرقص فيها عدي شانكار الذي يعدّه الفنان حسين أول راقص باليه هندي في العصر الحديث. تتناول اللوحة الأخيرة رقصة قديمة من إقليم كيرالا.
يتناول العمل الخامس المعنون بالثالوث الهندوسي وسائط النقل المختلفة باعتبارها كناية عن رحلة الحياة. أما الثالوث الهندوسي، العمل السادس، فيتناول في اللوحة الأولى نهر الكنج الذي يتدفق من السماء إلى الأرض لكن شيفا يكبح جماحه ويمنعه من تدمير العالم. فإذا كان براهما يمثل الخالق فإن فيشنو هو الحافظ في اللوحة الثانية، وإن شيفا هو المدمِّر في اللوحة الثالثة.
في العمل السابع يعتمد على الشاعر الهندي طاغور ليثبت أن لغة الحجر قد تجاوزت لغة الإنسان وانتصرت عليه. أما العمل الأخير فيركز فيه حسين على الحياة الأسرية التي استوحى بعض جوانبها من أسرته على وجه التحديد ومن بينهم جدهم بابا عبدل الذي يدخن الأركيلة وزوجة أبيه التي تقرأ القرآن وهو نفسه الذي يرسم تحت السرير.

التكعيبية
صحيح أن الفنان حسين مولع بالثقافة الهندية ومتشبث بتقاليد الفن الهندي العريق الذي لم يغادره إلاّ لماما، فقد انتبه منذ وقت مبكر إلى أهمية بعض المذاهب الأوروبية الحديثة ومنها التكعيبية التي يمكن تلمسها في العديد من أعماله الفنية من بينها (الخيول) وحتى بعض الأشكال البشرية التي وجد من المناسب أن يتعاطى معها بهذه الطريقة الشكلانية التي تؤكد عالميته مضافاً إليها قوة الجانب المحلي الذي يعوِّل عليه في آلالاف من أعماله الفنية.
لابد من الإشادة بالجهود الكبيرة التي بذلتها السيدة أوشا ميتال، زوجة المليونير لاكشامي ميتال، التي أعارت هذه اللوحات التسع إلى متحف فيكتوريا وألبرت كي يُنظم هذا المعرض الاستعادي الذي أخذت فيه الكثير من تدابير الحيطة والحذر خشية أن يدهمه بعض المتطرفين الذين يرون في هذه الأعمال إساءة إلى مشاعرهم الدينية الهندوسية. لقد مرّ اليوم الثاني من المعرض بهدوء لكن عمليات تفتيش الزوار قائمة على قدم وساق فهم يخشون من البخاخات التي قد تدمر مثل هذه الأعمال النادرة التي تسجل تاريخ الهند من جهة وتواريخ حضارات أخرى من بينها الحضارة الإسلامية. وجدير ذكره أن هناك فيلماً يعرض بشكل متواصل من إخراج الفنان مقبول فدا حسين يحمل عنوان " من خلال عيني فنان" الذي رفضته الجهات الرسمية الهندية لكنه ما إن عرض في أميركا وحقق نجاحاً منقطع النظير حتى تبنته الحكومة الهندية ودفعته إلى مهرجان برلين السينمائي فنال هناك جائزة الدب الذهبي عام 1967.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية في كتاب سينما الواقع (2-2)
- قراءة في كتاب سينما الواقع لكاظم مرشد السلّوم (1-2)
- الفنانة لويز بورجوا تغرف من سيرتها الذاتية
- أكراد سوريا وثورتهم الصامتة
- المخرج الأميركي جون فافرو يقتبس -كتاب الأدغال-
- ملاعق ليست للأكل وإنما لتشويه الأعضاء الحسّاسة!
- زنابق الماء لكلود مونيه وأسعارها الفلكية
- عين النجمة البريطانية مَبَيذا - رو على دور كليوباترا
- المخرج آسو حاجي يوثق الديانة الإيزيدية عبر خطاب بصري
- فيلم (Dom) للمخرج التركي خليل آيغون
- لمناسبة تكريمه في مؤسسة الحوار الإنساني (2-2)
- لمناسبة تكريم أحمد المهنا في مؤسسة الحوار الإنساني (2-2)
- أحمد المهنا، مالك الجواهر، ومرشد الأصدقاء إلى الكتب النفيسة ...
- أمسية احتفائية بالدكتور جعفر هادي حسن (2-2)
- أمسية احتفائية بالدكتور جعفر هادي حسن (1-2)
- هل تعترف إيران بحقوق الأمة الكردية؟
- الحوار الإسلامي المسيحي
- قراءة أولية لوثيقة تيار الضمير البرلماني للباحث نديم العبدال ...
- مازن شيرابياني يصنع من الأفكار البسيطة عالما معقداً ومتشابكا
- منْ يحمل بيرق الشعر النبطي في موسمه السادس؟


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - مقبول فدا حسين. . أهدى حبيبته ثمانين لوحة لكنه لم يحظَ بالزواج منها!