أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - إيرينى سمير حكيم - ما هو الزنا الذى لا طلاق إلا لعلتهِ؟















المزيد.....

ما هو الزنا الذى لا طلاق إلا لعلتهِ؟


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 4539 - 2014 / 8 / 10 - 09:57
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


عزيزى القارئ .. عزيزتى القارئة، الذين يعنيهم قضية الكلمات الآتية.

سوف أتطرق فى هذا المقال إلى موضوع فى غاية الشائكية والتعاسة، لن استرسل كثيرا ولن أطيل عليكم بكل الحجج والأفكار التى تدور فى خلدى، إنما سأطرح مفاتيح للنقاش العقلى فقط، حتى يتثنى للضمير الروحى والانسانى مساحة للبراح الفكرى والانطباعى، حتى يفكر ومن ثم يستطيع أن يتحدث، وسأبدأ بدن الموضوع بطرح سؤال.

ما هو الزنا الذى لا طلاق إلا لعلته؟

لقد استند مسئولى من الكنيسة على الحكم فى مشاكل الأزواج فى المسيحية على جملة أصبحت تلخيصا لبعض الآيات فى العهد الجديد، والتى يدوى رنينها فى أرجاء المشاكل والأزمات الزوجية، بشكل قوى ومستمر وهى "لا طلاق إلا لعلة الزنا".

ولتوضح الصورة نأتى بالآية الأصلية:

"وقيل أن من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق وأما أنا فأقول لكم أن من طلق امرأته إلا لعلة الزنى يجعلها تزنى ومن يتزوج من مطلقة فإنه يزنى." إنجيل متى الإصحاح الخامس العدد 31 و32.

ولنفكر سويا بشكل مبدئى، من هو قائل تلك العبارة، وما هو مفهومه عن الزنا، حتى نستطيع أن نفسر ونحلل وندرك كيف بها نحكم على بشر يتعذبون تحت وطأة أيام، وظروف وأحداث، فنحكم عليهم بتلك الآية بمحدودية معناها الحرفى فقط.

قائل هذه العبارة هو السيد المسيح

وما هو مفهوم " قائل العبارة" السيد المسيح عن الزنا؟

قد اتضح مفهومه بخصوص هذا الأمر جليا فى موعظته على الجبل، والتى قد ذكر فيها الآية السابقة، حيث ذكرت مع الآية الآتية الشارحة لمفهومه عن الزنا فى نفس الإصحاح وبشكل متتالى، حيث قال:
"قد سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تزن وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه". إنجيل متى الإصحاح الخامس العدد 27 و 28.

وبهذا أكون قد ذكرت آية هامة ثانية ولنفس الشخص، تفسر بصورة أوضح وأعمق مفهومه عن الزنا، ووضعه لأساسيات روحية وأخلاقية، يعمل بها من يتبعه لا أن ينفذ واحدة ويترك الأخرى.

والآن اطرح سؤالين
• هل يلتفت مسئولى الكنيسة الحاكمون على مشاكل الأزواج بالآية الأولى، إلى تلك الآية الثانية؟
• ألا يدركون هؤلاء الحاكمون أن هناك مفهوما أخر للزنا عند الله، وقد ذُُكر فى العهد القديم؟

فمن مفهوم الزنا أيضا عند الله، هو تركه والانغماس فى حياة الخطية ونبذ محبته، وقد تجلى هذا المفهوم فى العهد القديم فى العديد من المواقف، وسأذكر منه موقفا على سبيل المثال من سفر "هوشع"، حيث قد رُكز فيه على هذا المفهوم بشكل كبير، وبإمكان القارئ قراءة السفر كله ليستوعب مدى عمق الفكرة والمفهوم، وسأذكر هنا آية منه:
"أول ما كلم الرب هوشع قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى وأولاد زنى لان الأرض قد زنت زنى تاركة الرب". سفر هوشع الإصحاح الأول عدد 2.

وحيث أن السيد المسيح فى المسيحية هو كلمة الله المتجسد، فبهذا نكون وصلنا إلى نقطة هامة وهى أن مفهوم الزنا عند الله حيث العقيدة المسيحية، لا يتوقف عند مفهومنا السطحى والمتعارف عليه وهو زنا الجسد فقط، بل يشمل مفهومان رئيسيان أن هناك زنا بالشهوة دون ممارسة وزنا بالممارسة، وكلاهما يعتبر زنا سواء فى القلب أو بالجسد، وان هناك مفهوم روحى أعمق للزنا وهو ترك الإنسان لمحبة الله، وزناه مع محبة الخطية والانجراف فى طريق الضلال بمعناه الواسع، حيث كل حسب أهوائه الشخصية وخطاياه الخاصة.
هذه بعض من أمثلة عن كلام الله بخصوص الزنا، فأعود أسال الآن

فى حالة الزنا القلبي والزنا الروحى بترك الله، ألا تعلمون أيها القادة الروحيون المسئولون عن التحكم فى مصائر هؤلاء الأزواج، المحتاجين إلى حلول قاطعة فى حياتهم التعيسة، أن كلا النوعين من الزنا بإمكانهما أن يغيرا من طبائع وأفكار شخص إلى حد من الممكن أن يصل إلى استحالة العشرة والمعاشرة معه؟ هل تدركون كم الجحيم الذى يمكن أن يتهيأ فى حالة سلوك احد طرفى الزيجة فيهما؟ فتفاصيل نتائج كل طريق منهما كفيلة بأن تضع سدودا نفسية وحدودا جسدية بين الشخصين، وبإمكانها أن تحول سالكها إلى شخص أخر ليصبح تلميذا للهمجية والغضب والفوضى الأخلاقية، وتُسقط الاحترام بين الطرفين والذى هو أساس الاستمرارية مع الحب فى اى علاقة سوية!.

حيث أن الانغماس فى الزنا الروحى يستهلك أخلاقيات صاحبه، فيجعله يقوم بتصرفات فى دور الحياة العائلية غير سوية، حيث الكذب، الخيانة، الخداع، الغضب، العنف اللفظى والبدنى، وغيرها من الأمور التى تقود إلى الأسوأ، والتى ربما تقود إلى الزنا الجسدى، وتلك الأمور هى فى حد ذاتها ضد مفهوم المسيحية عن العلاقة الزوجية، وعن أخلاقيات الإنسان الروحى والسوى اجتماعيا فى نفس الوقت، لذا فالزنا الروحى هو احد الأسباب التى تهدم الكيان الأسرى، كما يهدم بدوره الكيان الانسانى.

فيا أيها القائمون على البت فى قضايا بشر متألمين، هل تأخذون فى الاعتبار كل تلك المعطيات التى أعطاها الكتاب المقدس؟ آم تختزلون المفهوم الروحى الذى تحويه آية فيما تقوله حرفا، وتجردونها من اتصالها الروحى بمعناها فى سياق أخر وغيره فى الكتاب المقدس لنفس الشخص الذى يتكلم عن مفهوم الزنا؟ هل تطبقون أحكامكم القاصرة على تفسير يرى بعين واحدة الحقيقة متجاهلون المعطيات الأخرى التى تحقق الطلاق لمعنى أخر للعلة؟

كم ذبحتم أناس تحت هذا المعنى القاصر؟

وكم هدرتم من حقوق تحت وطأة جهله بأمور أخرى تظلم وتهلك وتقتل مئات المرات نفسيا وروحيا، وربما قاد هذا، البعض إلى الهلاك الجسدى أيضا؟ هل تستخدمون فى تطبيق أحكامكم أنصاف آيات كما استخدم الشيطان أنصاف آيات ليجرب المسيح فى أيام التجربة؟ أتذكرون انه قال وتتجاهلون انه قال أيضا؟ أتكررون انه مكتوب وتُنحون انه مكتوب أيضا؟

ألا تعلمون أن أنصاف الآيات ضلال؟ ألا تدركون أن أنصاف الحقائق بدع؟

أتبصرون كم التشوه الروحى والنفسي والجسدى الذى وصل إليه جسد المسيح المتألم (الكنيسة)، بسبب تعنتكم وتهيج أهوائكم؟! هل ترون كمّ الاعوجاج الفكرى والروحى الذى نقلتمونه تلقينا للرعية ولمن يسلك منهم خلفكم؟

هل ترون أصابع أحكامكم على الجثث الروحية، التى تعفنت بسبب أفكاركم الروحية والشخصية، التى تناولتموها بسطحية، ثم رجعتم لتصلوا من اجل رحمتهم أموات، أو إرسال اشمئزازكم ولعناتكم على أرواحهم التعيسة؟!

أيها العميان منكم والمصفقون لهذا الظلام،
دون الثرثرة فى كلام لا أود أن أطيل فيه هنا، سأطرح سؤالى للمرة الثانية أخيرا

ما هو الزنا الذى لا طلاق إلا لعلتهِ؟

وادعوكم أن تتركوا ماء كلام الله الحى يُذيب حجارة عقولكم التى لا تستخدمونها سوى فى الرجم.

_____________________________________________________________________

ملحوظة: الكلام السابق لا يعنى التعميم، بل يختص بالسلبيين فى موقف المسئولية أو المشاهدة، فالكلام يتكلم فى عمومية الشخوص السلبية.



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان طارق لطفى يتوحد مع شخصية حمزة فى عد تنازلى
- مَن إنسانيتهم تتوجع لأجل مسلمى غزة وتتجاهل مسيحىِّ العراق
- أحقا مُت يا صديقى؟!
- فى إعلان بيبسي *يلا نكمل لمتنا* نقاوة توأِد تعصب الجهل
- تلعنون من يموت انتحارا؟!
- بمناسبة ما يحدث لمسيحىِّ مصر والعرب والعالم
- فى مجتمعنا .. غير القابل للتنوع
- إنسان الروح
- هنا احنا زى علامات التنوين
- ربما المومسات أكثر شرفا منه
- لما تنزعجون من العاهرات حتى الهوس؟!
- ماذا اقول للغد؟!
- انا الانثى التى صُلِبَت على يد حافظيها .. انا المصرية
- التحرش فى مصر أصبح إتاوة يفرضها رجال على مشاركة المرأة فى ال ...
- أنا هطير يا زواحف
- حيثيات منع عرض فيلم حلاوة روح نهائيا ... وحقيقة سقوطه الفنى
- لم تفهم يا صديقى معنى وصية سيدى *من ضربك على خدك الأيمن فحول ...
- لو كنت عرفتك من الكهنة ورأيتك بعيونهم
- نزيف المرأة .. وبركان الأرض
- رسالة إلى الكاهن *هامان*


المزيد.....




- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - إيرينى سمير حكيم - ما هو الزنا الذى لا طلاق إلا لعلتهِ؟