عصام عبد الامير
الحوار المتمدن-العدد: 4539 - 2014 / 8 / 10 - 09:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نحن شعب العراق أصحاب أولى الحظارات في التاريخ الانساني منشئي الكتابة الاولى وأول من بنى وعمل وجهد في مواجهة الطبيعة في كل قسوتها وغضبها من فيضانات وحرارة الطقس وفتك الوحوش التي كانت منتشرة في هذه الارض واول من بنى المدنية وسن القوانين والتشريعات لتنظيم الحياة الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية واول من سخر واستغل نعمة الطبيعة وخيراتها من مياه وارض خصبة وثروات حيوانية وغيرها ولكن كان دائما وابدا عيون العراقيين تتجه صوب السماء وهكذا بقية الحظارات التي تلتها حيث ان السماء هي التي تقدم الدعم والباعث الروحي والمعنوي في العمل لانجاز المتطلبات لبناء الحظارة بل هي القوة التي تبارك عمل الانسان وابسط مثال على ذلك في مسلة حمورابي ان الملك يتسلم الشريعة من اله (شمش ) اله الشمس ولكن في ذلك الوقت كان الانسان العراقي القديم أي انسان الحظارة الذي لانعلم هل هنالك امتداد تاريخي لوجوده الى الوقت الحاضر ام انه انقرض كان ذلك الانسان يعمل وبجد ويتفنن في البناء والزراعة وحتى بعض الصناعة الاولية وهذا مانشاهده من آثار عظيمة قد تركها تدل على جهوده فهو كان يعمل وينتظر مباركة السماء فهو لم يقنط ويجلس وينتظر من الآلهة انجاز مهماته
اما عراقي اليوم فهو غير فعال وسلبي لدرجة قصوى لا يتحرك ولا يعمل بجدية لحل مشاكله بل ازماته التي تهدد حياته ووجوده ينتظر من السماء تقديم الحلول والخلاص منها
ان الاعتماد على الحلول الغيبية تعكس عجز الانسان وضعفه في مواجهة التحديات وهنالك امثلة كثيرة على ذلك فنحن العراقيين وغالبيتهم كانوا ينتظرون الطائرات الامريكية لتاتي وتخلصنا من نظام صدام الدكتاتوري والشيعة ينتظرون الامام المهدي لينقذ العالم من الظلم والجور وفي تشكيل الحكومة الحالية ننتظر ولي الفقية علي خامنائي الذي هو وكيل الامام المهدي وبدوره هذا هو وكيل السماء ليخلصنا من الولاية الثالثة للمالكي واخرا ننتظر الطائرات الامريكية وضرباتها لتخلصنا من داعش ثم ننتظر المساعدات الانسانية وعمليات الغوث للهاربين من جور معارك داعش من المظلات التي تهبط من السماء الى متى يبقى العراقييون ينتظرون المنقذ من السماء
#عصام_عبد_الامير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟