أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - النكران بين العلامات والأسباب... المخاطر والعلاج















المزيد.....

النكران بين العلامات والأسباب... المخاطر والعلاج


ماريا خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4539 - 2014 / 8 / 10 - 09:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



هل ترفض أي حقيقة لا تروق إلى مزاجك؟ تبلغ فيك الأمور أحياناً أن تصم أذانك حتى عما تقوله لنفسك؟ تتعامل مع الأمور التي تهدد استقرارك والأمان الذي تعيش فيه كما ولو أنها غير موجودة؟ هل فكّرت يوماً أنك قد تكون مصاباً بحالة نكران... هيّا نتعرف سوياً ما معنى أن نعيش حالة نكران وفي أي أوضاع يمكن أن يحدث ذلك وإن كان النكران يساعدك على تقبّل الواقع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

غالباً ما نواجه أي حقيقة لا تروق لنا بكلمة "لا". إنها كلمة الرفض الغاضبة أو المتفاجئة التي تعبّر عن رفضنا للإحساس بالألم وتمنحنا الوقت اللازم للتكّيف مع الوضع الجديد. لكن إذا طالت حالة الرفض تشكّل عائقاً في حياتنا يمنعنا من الانتقال إلى المرحلة التالية. يعرف ذلك بحالة النكران وهو عدم الإعتراف أو الإقرار أو الهروب من الواقع. يحصل ذلك عندما نكون في وضع ما أو أزمة ما ونرفض الاعتراف بمشاعرنا وحاجاتنا وأفكارنا أو أي حقيقة مؤلمة. حالة الهروب هذه قد تكون في جزء منها غير واعية. وهي آلية دفاعية نفسية يقوم بها الفكر ليحمي نفسه من الأذى فيرفض الشخص أن يتقبّل الواقع الذي يراه الجميع ما عداه هو.
إعرف أوّلاً ما الأسباب التي تجعلك تعيش حالة الهروب فترفض تقبّل الواقع رفضاً قاطعاً. من أسباب الهروب من الواقع الإصابة بمرض مزمن أو مرض خطير، الاكتئاب، الإضطرابات النفسية، الإدمان، المتاعب المالية، مشاكل في العمل، مشاكل عاطفية، مشاكل في العلاقات مع الآخرين، الأحداث التي تسبب صدمات.
من هو الأكثر عرضة للنكران؟
أما الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة فهم المرضى، المدمنون على الكحول أو المخدرات وأنواع أخرى من الإدمان، الأشخاص الذين تعرّضوا لصدمة، من فقد شيئاً كبيراً أو شخصاً عزيزاً والجميع في مواقف معينة ولأوقات محدّدة.

مما يحمينا النكران وما هي إيجابياته؟
تحمي آلية النكران التي يلجأ إليها عقلنا من أمور مهمة إنما لفترة قصيرة. فهي تحمينا من معرفة أمور لا نريد أن نعرفها، الاعتراف بأمور تجرحنا أو تؤذي صورتنا، أمور تهدّد سلامنا النفسي أو الجسدي ، أمور تهدد استقرارنا والأمان الذي نعيش فيه وتجنبنا بكل بساطة في أحيان كثيرة مشاعر لا نريد الإعتراف بها.

كيف نعرف أننا نعيش حالة هروب؟
حتى لا تبقى أسيراً لظنون وأفكار وأحكام تطلقها على نفسك، إليك المؤشرات التي تساعدك على اكتشاف إذا ما كنت تعيش حالة نكران. هل تؤمن وتردد بينك وبين نفسك الأقوال التالية:
- لا يمكنني أن أفشل أبداً.
- لا يمكن لأحد أن يغدر بي.
- لا يمكن لأحد أن يقوم بالعمل الذي أقوم به.
- لدي عذر لكل الأمور.
- الجميع على خطأ.
- الجميع يتآمرون عليّ.

ويعيش الذين يعرفون هذه الحالة مطمئنين إلى أن صورتهم محميّة من أي معلومات خارجية أو مشاعر أو اكتشاف أي شيء يدفعهم إلى تغيير نظرتهم إلى العالم. ويؤمنون أن لاشيء يغيّر نظرتهم إلى العالم، لا المنطق ولا الواقع. يفسّرون كل الأحداث ويكيّفونها لتصبح مناسبة لرؤيتهم. قد نجدهم متفائلين والتفاؤل ليس حالة نكران لكن عندما يكون مبالغاً فيه يتحول إلى ذلك.
ما هي خطورة حالة النكران والهروب؟
تصبح أحياناً حالة النكران إلى حالة خطيرة تحتاج إلى تدخّل إختصاصي ويحصل ذلك في الحالات المرضية التي تحتاج عناية ومتابعة، في حال حصول صدمة ونكران الشخص أنه تأثر، في حال نكران الشخص المدمن أن حياته وعمله يتأثران بحالته وإصراره على أنه يقوم بواجباته كاملة، في حال عيش بعض المجموعات عزلة فكرية وإصرارها على أنها منفتحة على الحوار.

كيف تتخطى هذه المرحلة إذا أردت؟
كيف السبيل إذاً لتخطي الأزمات ومتابعة طريق الحياة من دون أن تقع في فخّ الهروب؟ إليك عزيزي خريطة الحل:
- تعرّف على النكران كحالة دفاعية: عندما تواجه حدثاً كبيراً لا بأس في أن تفكّر قائلاً: "لن أستطيع التفكير في الأمر الآن". قد تحتاج بعض الوقت لكي تستوعب ما حصل وتتكيّف معه. لكن من المهم أن تعرف أن النكران هو مرحلة موقتة ورد فعل دفاعي ينبغي أن يتوقف بعد قليل لتواجه واقع الحياة وتتقبّله.
- اكتشف مخاوفك: إسأل نفسك عمّا يخيفك فعلاً. ما هي النتائج التي تخشاها ولماذا؟ معظم حالات النكران اللاواعية سببها خوف مما قد يحصل إذا واجهنا الواقع. الخوف هو الدافع وراء هروبنا من واقع الأمور. اسمح لنفسك بأن تعبّر عن مخاوفك وانفعالاتك وعواطفك.
- اطلب مساعدة صديق: افتح قلبك لصديق أو أحد أفراد العائلة. إن التعبير عمّا يجول في رأسك يساعدك على التفكير بشكل أوضح وأفضل. وإذا لم تجد نتيجة في ذلك فربما يستحسن أن تطلب مساعدة مدرب على الحياة أو طبيب نفسي.
- اختم الحدث بطريقة إيجابية: عندما تواجه نهاية أمر ما مثل واقع قد تغيّر أو خسارة شخص ما اختار أن تختم الإحساس بالأذى والغضب والألم والخوف بطريقة إيجابية لكي تنطلق حياتك مجدداً. الغفران لنفسك وللآخرين هو أهم الطرق الإيجابية لتخطّي تفاصيل حياتنا المؤلمة.
- حدّد الأفكار غير المنطقية التي تعتمدها: اكتب ما تفكر به وما يحصل معك كل يوم لتلاحظ الطريقة التي تنكر بها واقعك في طريقة تصرّفك. الأفكار هي محرّك الأفعال والعواطف والإنفعالات. إذا استطعت التحكم بها تمكّنت من السيطرة على حياتك.
- اختار حياتك: عليك أن تختار بين أن تعيش حياتك كحلم لا علاقة له بالواقع أو أن تعيشيها بواقعها مع كل مشاكلها لكن مع إمكانية تغيير أمور كثيرة.
- حرّر نفسك من البرمجة: عِش انفعالاتك عوضاً عن نكرانها. وكما قلنا كل انفعالاتنا تطلقها أفكارنا. اعمل على أفكارك لتتحرر منها وتكون أكثر ارتباطاً بواقعك وباللحظة الحاضرة حيث لديك خيارات متعددة. راقب أفكارك لتعرف تلك التي تتكرر وتسبب لك مشاعر سلبية تتهرب منها إلى النكران.
- اخرج من الحلقة المفرغة التي تدور فيها: كلنا ندخل في دورات معيّنة في حياتنا. وتبدأ المشكلة عندما نعجز عن الخروج من دورة أو حلقة مفرغة. وحالة الهروب هي واحدة منها. كل يوم نحصل على فرصة إعادة النظر بحياتنا وعلى إمكانية التغيير. أشكر المرحلة الحالية من حياتك لأنها منحتك الأمان الموقت بواسطة النكران واخرج منها إلى مرحلة جديدة بفكر متجدد.

- اكتشف موهبتك: كلنا نحمل موهبة نهديها لهذا العالم لكن معظمنا لا يكتشفها. والسبب هو أننا ننكر معاناتنا من حالات إدمان عدة تمنعنا من اكتشاف موهبتنا: الإدمان لا يقتصر على الكحول أو المخدرات فهذه أشكال واضحة منه لكن ثمة أشكال أخرى خفية هي: الإدمان على الطعام، التسوق، الجنس، العمل، القهوة، الرياضة، التلفزيون، الكلام.... حين تتخلّص من نكرانك لحالة الإدمان التي تعيشها تستطيع اكتشاف موهبتك الحقيقية.

ليس من الخطأ أن نعيش حالة هروب لبرهة من الزمن إنما غير الطبيعي أن يستمر ذلك الشعور معنا ويواسينا وينجح في أن يفصلنا عن واقعنا. كن على يقين عزيزي عندما نكبت مشاعرنا ونتهرب منها وننكرها نحن في الحقيقة لم ننجح في دفنها، لأنها حتماً ستجد لها ألف طريق لمعاودة الظهور في حياتنا. وغالباً ما تعود بحلّة أشد قساوة وخطورة. كن على ثقة أن العيش بإيجابية لا يعني أبداً التهرب من المشاعر والأفكار السلبية ولا نكرانها. لا تلهي نفسك عن مشاعرك بأنواع الإدمان المختلفة فكلما زدت نكراناً كلما احتجت إلى زيادة منسوب الإدمان لتغطية مشاعرك ويصبح من الصعب أكثر الخروج من هذه الدائرة المفرغة.
اليوم قرارك بيديك فكّر قرّر غيّر



#ماريا_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أنا لست ضحيّة... كيف إنتهى بي الأمر بالتفكير هكذا؟
- التربية مدرسة يتخرّج منها الأبناء والآباء في الوقت عينه!
- لا لم تنتهي حياتي ولن يضيع أبنائي بعدما قرّرنا الإنفصال!
- حياتي الزوجية أنا اخترتها... لماذا تحوّلت جحيماً؟
- الوقاحة لدرجة الإستفزاز لدى الأبناء... كيف تتعاملين معها؟
- فكّر بعقل الأغنياء تصبح غنيّاً!
- معتقادتك وحدها تجعلك غنيّاً أم فقيراً!
- هل التأجيل يؤثر على إنتاجيتك؟
- عادات تجعلك تحقق النجاح
- سرّ الإدمان على التسوّق
- الشعور بالظلم يمنعك من التقدم
- أزيلوا الأفكار السامة من فكركم
- مشكلتك أنك لا تنهي ما تبدأه
- متى يجب رسم الحدود
- المعرفة لا تكفي.. تصرّف!
- 7 خطوات للتواصل الفعّال
- هل لك خيار في ما يحصل في حياتك؟
- عدم المجازفة هي المجازفة الكبرى
- لماذا تخشى أن تتألّق
- اجذب النجاح بدل أن تلاحقه


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - النكران بين العلامات والأسباب... المخاطر والعلاج