أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال خشيب - عن الخلافة الراشدة أتحدث.. حوار مع صديقٍ غيبيِّ














المزيد.....

عن الخلافة الراشدة أتحدث.. حوار مع صديقٍ غيبيِّ


جلال خشيب

الحوار المتمدن-العدد: 4538 - 2014 / 8 / 9 - 17:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



في حوار "رواقي" مع أحد الأصدقاء حول موضوع الخلافة الراشدة، زعم الصديق أنّ خلافة على منهاج النبوة لن تتحقق بعد دولة المدينة النبوية إلاّ بقدوم المهدي في آخر الزمان، فهي شأن ربّاني يحبي به الله تعالى أشخاص معينين ذوي صفات معيّنة في بيئة ما محدودة وفي زمن بعينه (رغم أنّ الإسلام وُجد للعالمين متحرّرا في فاعلية طروحاته من قيود الزمان والمكان) مستندا في زعمه هذا بنص الحديث الشريف نفسه، قال صلى الله عليه وسلم:" تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت" وقد أُخرج الحديث بطريقة أخرى أشار فيه النبي صلى الله عليه وسلم –حسب رواة الحديث- أنّه "يخرج رجل من أهل بيتي، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جورًا" ... وبالتالي حسب فهم هذا الصديق فلن تحيى أمتنا زمنا ذهبيا نصنعه بأيدينا قط ما لم يظهر هذا المهدي.. قلتُ: ولكن في هذا الفهم تعطيل عن العمل وتواكل، قال: لا، بل نحن مأمورين مع ذلك بالعمل وبذل الأسباب.. استغربتُ حقا لهذه الحجة المتهافتة التّي تلتهم نفسها بنفسها كما تلتهم النار الهشيم.. بداية هل يُعقل أن يأمرنا الله تعالى ببذل أسباب النجاح تحقيقا لمهمة الخلافة والاستخلاف التّي وُجدنا لأجلها –والتّي تقتضي إقامة دولة على منهاج النبوة- ونحن نعلم مسبقا بنص الحديث-تبعا لهذا الفهم- أنّ نتائج عملنا ستكون في النهاية عقيمة ولن تكلّل بالنجاح في بلوغ الهدف الأسمى الذّي نسعى لأجله بأيدينا؟ هل يأمرنا الله بما لا نقدر على فعله؟ أمِن المعقول أن يُعلمنا بخبر النهاية مسبقا –والذّي لن نسهم في تحقيقه- ثمّ يكلفنا بالعمل لبلوغه-ولن نبلغه- ليحاسبنا في النهاية بما لا نقدر على فعله ولن نقدر؟ إنّه طرح قدري يتصادم مع مقتضيات الحرية والتكليف والمسؤولية والمحاسبة في النهاية... إنّه العبث بعينه وليس من اللائق أن ننسب العبث لتدبيره تعالى، أن يجعل خلقا –يحيى لمدة 14 قرنا إلى الآن- عبثا وسيحيى في العبث إلى أن يأتي المهدي المخلص آخر الزمان.. في الحقيقة لم يستصغ عقلي هذا الطرح المتهافت..
في المقابل أردتُ لصديقي أن يتأمل قوله تعالى في سورة الأحزاب: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة /الآية 21.. فالآية الكريمة تجعل من النبي صلى الله عليه وسلم نموذجا يُقتدى به قولا وسلوكا في كل مناحي الحياة، في كل مكان وزمان وحال، فلو أخذنا بفهمه هذا لأسقطنا هذه الآية الكريمة ولصارت آية عابثة زائدة في كتابه تعالى، فكيف يضرب لنا الله مثلا ذهبيا بنبيه الكريم في الحكم وإدارة الدولة (كأحدى مناحي التأسي به صلى الله عليه وسلم) ثمّ يجعلنا نحيى في حالة من العقم والسكون عن بلوغ الرشادة في الحكم على منهاج النبوة حتّى يُكرمنا بعبد صالح في آخر الزمن يعيد لنا حكمنا الراشد؟ .. وكأنّنا كُلفنا عبثا يا جماعة.. طرح هذا الصديق في نظري يُعد طرحا خطيرا جدّا، إنّه يبعث على تواكل ساذج في النفوس العوام ويشرعن للاستبداد السياسي في عقول النخب بطريقة ما، فحينما تتشبع النفوس بالخمول وانتظار نصر خارق من عالم الغيب فإنّها تُحجم على الفعل والتضحية لبلوغ الهدف في الدنيا، موطن الاستخلاف الفعلي، وبالتالي ترضى –سلوكا- بسبب إيمانها الحرفي هذا بواقعها البئيس، تاركةً الدنيا في أيدي الطغاة يعيثون فيها فسادا..
هذا جانب من نقاش مطوّل في موضوع متشعب خضته مع صديقي الغيبيِّ هذا.. على كل حال أرى أن يعيد أهل التنقيب النظر في صحة هذا الحديث النبوي، وإن ثبتت صحته فعلينا أن نحسن قراءته، تأويلا، بطريقة أخرى تُبعدنا عن هذا الفهم الحرفي الغيبي البسيط ذي التبعات الخطيرة على أمتنا.

* جلال خشيب: باحث مهتم بالدراسات الدولية، التنظير في العلاقات الدولية، الجيوبوليتيكا، الفكر السياسي والفلسفة الإسلامية، دراسات عليا/تخصص دراسات آسيوية، قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3.



#جلال_خشيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدوان الصهيوني على غزة.. تفسيراتٌ أربعُ محتملة.
- فلسطين الجريحة.. إلى كل ذي قلم حر، كيف تكون النُصرة؟
- الدولة والمجتمع المدني، حدود التأثير والتأثّر / الانتفاضات ا ...
- هل ستكون الجزائر إحدى مناطق الارتكاز في إستراتيجية التالاسوك ...
- النظر إلى الماضي بغضب .. بوتين مُحاصرٌ بالتاريخ .
- صدام التيّارات .. جوزيف ناي في مواجهة فريد زكريا : هل صارت أ ...
- هل يُعتبر الواقعيون كذئاب وحيدة ؟ ليندساي هاندلي في مواجهة س ...
- القوة الدولية
- إدوارد هاليت كار في مواجهة المثالية : وتحتدم المعركة
- الفرق بين الواقعيين واللبيراليين .
- عيد المرأة .. فلسفتي .
- صعود الصين و الثورة المعرفية الجديدة .
- صاموئيل هنثنغتون وحروب خط الصدع .
- الجزائر في مهّب التحوّلات الدولية والإقليمية .. ما الذي يمكن ...
- النظرية و الممارسة في العلاقات الدولية : بعض من التصورات الش ...
- تراجيديا المغرب العربي الجديد و الحلف المقدس الجديد .
- النقد الإحيائي و إعادة بعث مفهوم الخِلافة .. مجرد فكرة :
- -مغامرة- جديدة بحثا عن عمل في مملكة الإله .. و يتكلم زراديشت ...
- الغرب و البقية ، تحوّلات ميزان القوى العالمي في المنظور التا ...
- الواقعية : العالم الحقيقي و العالم الأكاديمي / جون ميرشايمر ...


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال خشيب - عن الخلافة الراشدة أتحدث.. حوار مع صديقٍ غيبيِّ