أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - الوحدات القذرة داعش (1)














المزيد.....

الوحدات القذرة داعش (1)


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 4538 - 2014 / 8 / 9 - 13:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كأنما كان احتلال الموصل و خروج داعش الى العلن، كشفاً لغطاء ثقيل عن اعمال سريّة كانت تجري على قدم و ساق، او بدءاً مرحلة جديدة لنشاط منظمة ارهابية من التي تقوم على نفس اسس قاعدة بن لادن الارهابية . . و لكنها لاتكتفي باهدافها بالوعود لمقاتليها بحوريات في السماء، و انما منظمة لها برنامج دنيوي يسعى لإقامة دولة او دول (اسلامية) وفق الظروف الدولية القائمة بنظرها، لتحقيق اهدافها و تثبيت دينها الجديد الفاعل بإسم الإسلام كـ (اسلام جديد) مبني على احداث غابرة و على روايات الاولين . . . في منطقة اقليمية تمثّل مركز الثقل الجديد في العالم من حيث اهميته الستراتيجية الدولية و خاصة في الأمن و الطاقة . .
و يرى خبراء بأن داعش و ان كانت مشروعاً ينشط بإسم الدين و المقدّس، الاّ انه يمكن ان يحقق اهدافاً هامة و ستراتيجية لعدد من بيوت المال و الإستثمارات العالمية و الإقليمية الكبرى . . بل يمكن ان يغيّر حتى كيان و بنيان الدول القائمة في الشرق الاوسط وفق تقسيم و اعادة تحديد جديد لمصالح الدول و القوى العظمى و الإقليمية في المنطقة . .
و يشير متخصصون سياسيون و نفطيون ان داعش و اهدافها النفطية بتركيزها على ضرب و احتلال مناطق آبار النفط و تعيّشها على موارده، و سعيها لمحاولة الدخول كبلد نفطي في المنطقة، يجعل منها مشروعاً يصب في محاولة كبرى لإعادة تقسيم البلدان النفطية في المنطقة و تشديد استغلالها لصالح احتكارات بعينها، و للتاثير بذلك على تناسب حصص دول اوبك، و على تسعير النفط بالاسعار الملائمة . .
موظفة لذلك غياب الدولة و مؤسساتها في دولنا الناقصة المأزومة، حين تشكّلت و اعلنت عن نفسها فيها و في التي تستهدفها لاحقاً . . موظفة لذلك معاناة الملايين من البطالة و الفقر و التخلف اثر عقود من حكم انظمة ديكتاتورية حكمت بالحديد و النار و بإشعال الحروب، التي لجأت فيها اوساط واسعة من يأسها الى مختلف الافكار الدينية كملاذ موجود او صنعته هي لها، سواء بمنطق الاديان السماوية المعروفة او بمنطق آخر، فظهر و كأنه دين جديد . .
و يرى محللون و مراقبون انها بقسوتها و وحشيتها التي لا تكفّ عن نشرها و تهويلها بما يمكن على مختلف مواقع التواصل الإجتماعي و الشخصي . . تحاول اضافة الى خلق مناخات الرعب التي تدفع معاديها الى الاستسلام لها دون مقاومة موظفة لذلك تعاليم جنكيزخان (2) في اسقاط المستهدف بإثارة رعبه من على بعد . . فإنها تسعى لجذب الاوساط الاشد فقراً و نقمة على الحياة ذاتها، التوّاقة الى ممارسة تلك الوحشية ثأراً لمعاناتها من واقع حياتها المزري.
و الملفت ماكشفه " ادوارد سنودن " (3) الموظف المنشق عن وكالة الأمن القومي الأميركية و تناقلته وكالات الانباء الدولية و الإقليمية، بأن وكالته بالتعاون مع نظيرتها البريطانية M16 و الاسرائيلية الموساد، هي التي مهّدت لظهور داعش . . و ما اكّده من تعاون أجهزة الدول الثلاث لخلق تنظيم إرهابي قادر على استقطاب المتطرفين من جميع أنحاء العالم في مكان واحد في عملية يرمز لها بـ (عش الزنابير)(4)، وفق خطة بريطانية قديمة عرفت بذات الاسم لحماية إسرائيل . .
خطة تقضي بإنشاء دين شعاراته إسلامية، و يتكون من مجموعة من الأحكام المتطرفة التي ترفض أي فكر آخر أو منافس(5). و بحسب وثائق سنودن، فإن الحل الوحيد لحماية الدولة العبرية يكمن في خلق عدو قريب من حدودها منهمك في مقارعة اعدائها الآخرين و في اشغالهم بمقارعته . الأمر الذي اكّده الشيخ نبيل نعيم القيادي السابق في الجهاد المصرية و القاعدة الارهابية في مقابلته في قناة الميادين في 2 تموز 2014 . . و تناولت جوانب هامة منه وزيرة الخارجية الاميركية السابقة في مذكراتها المنشورة مؤخراً التي تناولت تعاون الولايات المتحدة مع الاخوان المسلمين نحو اعلان دولة اسلامية في المنطقة.
و فيما يرى محللون ان غياب الدولة قد ابرز دور العشيرة و القبيلة، و يصل قسم منهم بانها الاساس الاكثر نفوذا في مجتمعاتنا بعد تشكّل و حكم و مرور دول لم تُغيّر شيئاً من واقعنا المتخلف، لأنها بنيت على اسس ناقصة من جهة و قسرية من جهة اخرى . . فإن تلك التنظيمات الارهابية ترى في نفسها بأنها الاجدر لقيادات مجتمعات المنطقة و دولها الجديدة .
على ذلك فان مواجهتها يتطلب الكثير من التروي لخبثها الخطير، و الاستعداد الحقيقي و الواقعي لمواجهتها سياسياً و مادياً و لوجستياً و عسكرياً و ثقافياً و دولياً ، بعيدا عن الحماسيات الفارغة التي لدينا منها تأريخ حافل يشهد بعجزها و بتجميدها لطاقات هائلة كان يمكن ان تحسم قضايا و قضايا مصيرية كبرى . .
و يؤكّد خبراء مستقلون على ان الحلول تكمن في تحطيم الحواضن الاجتماعية المشجعة لوجود منظمات الإرهاب و نموها و خاصة مجتمعات الفقر و الجهل و العنف و المخدرات و التهتك الأخلاقي، و اهمال الدين الناصر للفقير و الضعيف و الرؤوف ببنات و ابناء الديانات و المذاهب الاخرى، الدين الداعي الى العدل و الحق و الإحسان، الداعي الى التسامح بين ابناء البلد الواحد الذين عاشوا قروناً بتآخي و واجهوا اشد الاخطار و المحن معاً يداً بيد و كتفاً لكتف .


9 / 8 / 2014 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. الوحدات القذرة هي الوحدات العسكرية غير النظامية، التي تتكون في العادة من جنود مرتزقة ، و تعود الى القوات النظامية و تتكلّف بالقيام باشد الاعمال خسّة و دناءة بلا رادع لاقانوني و لااخلاقي، كما كان في معارك فيتنام و حروب القارة الاميركية اللاتينية و نيكاراغوا و حرب العراق . .
2. تدرّس تعاليم جنكيز خان في دورات اعداد مقاتليهم .
3. نشر كتسريبات عن سنودن في موقع انترسبت في تموز الماضي .
4. باللهجة الشامية : عشّ الدبابير .
5. حيث اعلنت داعش عن عزمها تغيير القرآن، لأن فيها ماكُتب لأهداف سياسية سابقة، لم تعد نافعة بتقدير مرشديه، و بالذات ما ورد فيه في سورة الكافرون و آيات التطهير.



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي لايريد (اعطائها) لغيره !
- عن (داعش) و مواجهتها 4 و الاخيرة
- عن (داعش) و مثيلاتها . . (3)
- عن (داعش) و مثيلاتها . . (2)
- عن (داعش) و مثيلاتها . . (1)
- في معنى حكومة انقاذ !
- من اجل تفعيل (الصحوات) السنيّة !
- معاً بوجه داعش !
- في احداث الموصل . .
- حكومة انقاذ بعد تغريب الدولة عن الشعب
- من اجل ان لا ينقسم العراق !
- هناك . . عند الحدود (16) الاخيرة
- هناك . . عند الحدود (15)
- هناك . . عند الحدود (14)
- هناك . . عند الحدود (13)
- هناك . . عند الحدود (12)
- هل عادت انتخابات الفوز ب 99,9 %
- هناك . . عند الحدود (11)
- هناك . . عند الحدود (10)
- هناك . . عند الحدود (9)


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - الوحدات القذرة داعش (1)