|
الضربة الامريكية ضد داعش تعني الكثير
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4538 - 2014 / 8 / 9 - 13:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعدما كُثر الكلام عن منشا داعش و من يدعمها اختلط الامر على الكثيرين، و اعتقدوا ان العراق بكل اجزائه سيكون تحت رحمة داعش و المهمة التي وكلت اليها هو تغيير النظام و استئصال ما تغير منذ سقوط الدكتاتورية لتعين دكتاتور عادل كما سموهو بحلة اسلامية متطرفة تبقى من اجل مواجهة مناقضها في الطرف الاخر المذهبي، و كان هدف الداعم العربي لداعش و لحد اليوم هو تغيير المعادلات السياسية الاقليمية من خلال ما تفعله و تنفذه من اوامر صادرة اليها على الرغم من تعنتها احيانا و خروجها من التعليمات الصادرة اليها، و خاصة سيطرة المحور السني و تجريد ايران من القوة التي تتمتع بها من نفوذها القوي في العراق . بعد الصعوبات في انهاء مسالة سوريا و المواقف المتناقضة و المنحنيات المختلفة المسير للتعامل مع القضية السورية و المفاوضات الامريكية الايرانية حول الملف النووي الايراني، و المتغيرات على الساحة العراقية بعد الانتخابات و متطلبات القريب و البعيد الخارجي و الداخلي من كيفية انبثاق الحكومة و نوعيتها، دُخل داعش الخط بشكل مباشر و غيرت الاوضاع بصورة واضحة، و كان مجيئها و دخولها الحلبة عن غفلة ضربة قاضية لمسار العملية السياسية العراقية و خيبة امل للعديد من الاطراف . و من امر بها و دفعها الى هذا التوجه الجديد هذا امر اخر فيه تحليلات و توقعات معتمدة على جهات الدعم و الممول و النافذ في هذا التنظيم الارهابي . امتد نفوذ داعش و اعتلى رصيدها سياسيا و عسكريا و وقع لصالح العديد من الجهات و ضد المناوئين لهؤلاء ، و كانت لها اهداف معلنة و هي تغيير النظام في العراق و تحويله الى دولة اسلامية داعشية من غير ان تعرف او غفلت نفسها عن الحدود التي رسمها الداعمون لها، فارادت تجاوز الخط الاحمر عند مشارف بغداد و وُقفت عند حدها . بعدما اجتاحت كل هذه المساحات الشاسعة من العراق، والتغييرات الوقتية التي احدثتها، و برد فعل بعيد عن السياسة الهادئة و من دون قراءة صحيحة من السيد مسعود البرزاني و قصر نظره الى ما يحدث ،خرج هو ايضا من الدائرة التي يمكن ان يُسمح له ان يسبح فيها دون التجاوز . بعد فشل داعش عند عتبات بغداد غيرت مسارها نحو اقليم كوردستان و اعادت المآسي التي حصلت في الموصل بشكل اكثر عند سنجار و لم تقف عند هذا بل ارادت ايضا تجاوز الخط الاحمر مرة ثانية عندما ارادت تجاوز الخط نحو اقليم كوردستان، انها عملية و وفق من و ما وراءها تعتبر تنبيه جيد لكل الاطراف و لكن دون تجاوز الخط الاحمر . الضربة الامريكية الجوية بعد اكثر من شهرين و في هذا التوقيت و في منطقة تخص اقليم كوردستان، تعني الكثير من كافة الجهات السياسية و العسكرية و كشفت خطة عمل امريكا و من يتبعها، و اصبحت الاهداف المرسومة و ان كانت بغير مباشر امام داعش و امام القوى العراقية و المنطقة مكشوفة للجميع . الان المالكي و يجب ان يتنحى و مسعود البرزاني و يجب ان يعرف حدوده و السنة و رسم الحدود لهم، لم يبق الا حكومة عراقية معتدلة جديدة منبثقة من قاعدة واسعة تظم الاطراف الثلاث وفق الدستور و الفدرالية المرسومة مسبقا . اي ان الضربة العسكرية الامريكية لداعش في المكان و الزمان المعينين ليس لها اهمية عسكرية بقدر اهميتها و معناها السياسي و هي تكشف الكثير من جوانب المعادلات و خطة الطريق لما تاتي للجميع و هنا تفرض المساومة من قبل الجميع و التنازل عن الطموحات الكبيرة من اجل ان تنبثق حكومة جديدة مغايرة جدا لما موجودة منذ عقد تقريبا . و اثبتت امريكا من جانب اخر انها لن تتخلى عن اصدقائها رغم التنبيه و التوجيه لها من حين لاخر، و به ازدادت الثقة في مصداقيتها المعدومة منذ مدة نتيجة سياساتها المصلحية القحة و على الرغم من ان مصالحها تنفي و تضرب مصداقيتها في اكثر الاحيان و كما يدلنا التاريخ على ما فعلت . انها قوة عسكرية بخلفية فكرية راسمالية ليبرالية مصلحية، لم تخرج من صنع يدها الا ما يقع لمصلحتها اولا قبل اي ادعاء مثالي اخر تتشدق بها على الدوام، و خاصة في دبلوماسيتها و تاملها مع منطقة الشرق الاوسط . فوضعت امريكا النقط على الاحرف لمن يتقن فهم سياستها وما تريده في المنطقة و كيف تتعامل مع القضايا الشائكة التي تهم مصالحها و بالاخص ما يتعلق بالمحورين الرئيسين السني و الشيعي في المنطقة بالذات قبل ما يهم الشان الداخلي العراقي .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يمكن دحر داعش ؟
-
كيف وحدت داعش الصف الكوردي
-
فوٌت المالكي على نفسه فرصة تاريخية
-
نواب الموصل في البرلمان لم ينطقوا عن جرائم داعش
-
هل تقصد امريكا اطالة ما يحصل في العراق
-
ان نجح المالكي في فرض شروطه التعجيزية
-
لماذا انكسر البيشمركة في سنجار ؟
-
الحاح المالكي صغٌره في عين الجميع
-
هل pkk قوة احتياطية للدفاع عن كوردستان الجنوبية ؟
-
دور الاعلام منذ مجيء داعش
-
هل يجري العنف في عروق المتخلف فقط ؟
-
هل بقى العراق كدولة كي يقاوم؟
-
متى و كيف تنتهي داعش ؟
-
ايٌا كان رئيس الوزراء العراقي، ما الحل ؟
-
داعش تكمل مهام الفتوحات الاسلامية
-
مجلس الامن يحظر شراء النفط من الاسلاميين فقط ؟؟
-
لا تلقوا كوردستان في دهاليز القدر
-
عادات الجزيرة العربية و افعال داعش
-
انتفض هذا المكون ام احتلته داعش ؟
-
السياسة ليست فن القتل
المزيد.....
-
بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
-
في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
-
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
-
عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7
...
-
خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا
...
-
وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري
...
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17
...
-
الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل
...
-
بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
-
الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين
...
المزيد.....
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
-
شئ ما عن ألأخلاق
/ علي عبد الواحد محمد
-
تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|