الاتصال الإنساني: مفهومه وعناصره الأساسية 3

حسني إبراهيم عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 4537 - 2014 / 8 / 8 - 23:02
المحور: الصحافة والاعلام
    

الاتصال الإنساني: مفهومه وعناصره الأساسية 3

تناولنا فيما سبق العنصرين الأول والثاني من عناصر الاتصال، وهما المرسل أو القائم بالاتصال، والرسالة أو المضمون، ونتناول في هذا المقال العنصرين الثالث والرابع وهما الوسيلة والجمهور.

ثالثًا: الوسيلة (وسائل الاتصال الجماهيري):

أصبحت وسائل الإعلام جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وأدت دورًا بارزًا في تطور الاتصال وتقدمه، وفتحت المجال واسعًا لتدفق المعلومات وانسياب المعرفة إلى كل أنحاء العالم، وقربت المسافات بين البشر، وخلقت حضارة إنسانية جديدة.

وبسبب تنامي دور وسائل الإعلام، وحدوث تطورات تقنية هائلة على هذه الوسائل، خاصة منذ تسعينات القرن الماضي، أنجز العلماء والباحثون دراسات مكثفة حول دور هذه الوسائل ومختلف مؤثراتها، يشير مصطلح وسائل الاتصال الجماهيري Mass Media بوجه عام إلى كل الوسائط (الأدوات أو الوسائل) غير الشخصية للاتصال، التي عن طريقها تنقل كل المعلومات السمعية البصرية بشكل مباشر إلى الجماهير، وتشمل وسائل الاتصال الراديو والتليفزيون والصحف والمجلات والكتب، ومن الجدير بالذكر أن المصطلح هو اختصار لعبارة: "الأدوات المستخدمة في الاتصال مع الجماهير" ولهذا، فإن هذا التعريف يتضمن جانبين الأول متصل بالوسائل الفنية للنقل والاتصال، والثاني متصل بالجمهور، وفي هذا الصدد يذهب بعض الباحثين إلى القول بأن الأعضاء الذين يكونون الجمهور ليسوا كثيرين وغير متجانسين فقط، بل إنهم يستجيبون أيضًا لكل وسيلة من وسائل الاتصال كأفراد منفصلين. (عاطف غيث 1990: 281 - 282).

وهناك عدة تصنيفات لوسائل الاتصال الجماهيري بناء على بعض المؤشرات كالتالي:

• حسب شكل الرسالة:

‌أ- الوسائل المقروءة (أو المطبوعة): كالصحف والمجلات والملصقات.
‌ب- الوسائل المنطوقة: كالإذاعة – المحاضرة – الخطبة.
‌ج- الوسائل التصويرية: كالتليفزيون، السينما، المسرح.
• حسب استعمال الحواس الإنسانية:

‌أ- الوسائل السمعية كالراديو (فهو يقوم أساسًا على حاسة السمع).
‌ب- الوسائل البصرية كالمطبوعات المختلفة (لأنها تقوم أساسًا على البصر).
‌ج- الوسائل السمعية – البصرية كالتليفزيون والسينما...... الخ.

• حسب درجة الأداء:

أ‌. الوسائل سريعة الأداء: كالإذاعة والتليفزيون.
ب‌. الوسائل بطيئة الأداء: كالمجلات والصحف والكتب، حيث يستغرق الفرد وقتًا طويلاً في التعامل معها وفهم مضمونها.

2. أهم وسائل الاتصال الجماهيري:

يوجد العديد من وسائل الاتصال الجماهيري، إلا أن أهمها وأكثرها تأثيرًا وإقناعًا يتمثل في ثلاث وسائل أساسية:

- الوسائل المقروءة (الصحافة والمطبوعات بشكل عام).
- الوسائل المسموعة (الراديو).
- الوسائل المسموعة – المرئية (التليفزيون - السينما).

( وللمزيد من التفاصيل عن كل وسيلة من تلك الوسائل يمكن للقارئ الكريم الرجوع لمقالنا المنشور في العدد 3572 من الحوار المتمدن بتاريخ 10/12/2011 بعنوان وسائل الاتصال الجماهيري وتأثيراتها في الواقع الاجتماعي).

رابعًا: الجمهور (المتلقي):

الجمهور Mass هو العنصر الرابع في سلسلة عملية الاتصال المترابطة والمتداخلة، وقد حظى هذا العنصر ـ ككل عناصر الاتصال الأخرى ـ باهتمام الباحثين في سوسيولوجيا الاتصال، على اعتبار أن الجمهور هو الهدف المتوجهة إليه الرسالة، ويشير "لاسويل" إلى الجمهور بالسؤال لمن؟ To Whom أي لمن توجه الرسالة. وسوف نعرض هنا لجوانب من الجهد السوسيولوجي المتعلق بقضية الجمهور.

1. مفهوم الجمهور:

يشير مفهوم الجمهور إلى مجموعة كبيرة من الأفراد المنفصلين عن بعضهم جغرافيًا، والمختلفين في مراكزهم ومهنهم وثقافتهم، ولا يعرفون بعضهم بعضًا، ولا يتفاعلون أو يتبادلون المشورة والخبرة، وليس لهم قيادة أو تنظيم أو أسلوب لتوجيه الأفراد. (جيهان رشتي 1978: 523).

فالجمهور ـ إذن ـ قد يتكون من أفراد من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية والاقتصادية، والمستويات الثقافية، كما أن الجمهور يتكون من أفراد يجهل بعضهم البعض غالبًا، ونظرًا لعدم توفر الاتصال بينهم، فإن أعضاء الجمهور يتصرفون كأفراد، فالجمهور لا تتوافر له مقومات المجتمع، فليس له تنظيم اجتماعي، أو عادات وتقاليد ثابتة، أو قواعد وطقوس مقررة، أو عواطف أو بناء للأدوار والمكانات، والفرد في الجمهور يزداد شعوره بالذاتية، وشكل السلوك الجماهيري يتحدد طبقًا لنشاط الفرد، بمعنى أن الفرد هو الذي يختار ويقرر نوع الوسيلة، فهو يختار كتابًا، أو فلمًا، أو برنامجًا، أو صحيفة .... إلخ. وهي اختيارات تتم على أساس الاستجابة لحوافز ودوافع فردية بالأساس. (سعد مرزوق: 143).

وقد لعبت وسائل الاتصال الجماهيري دورًا في ابتعاد الناس عن ثقافاتهم الأصلية، وجماعاتهم المحلية، وجعلتهم يعيشون في عالم جديد كبير ..... وهذه الظروف جعلت إنسان العصر الحديث في المجتمعات الجماهيرية يشعر بالوحدة والضياع، والقلق، وجعلته يلجأ إلى وسائل الاتصال الجماهيرية كبديل لجماعات الأهل والعشيرة، وأصبحت هذه الوسائل أدوات تعاونه على التخلص من مشاعر التوتر والقلق التي يحس بها باستمرار ... فأصبح الإنسان في العصر الحديث يتعرض لوسائل الاتصال منفردًا في أغلب الأحوال ... فالإنسان يقرأ الصحيفة وهو في عزلة نفسية، حتى وإن كان جالسًا وسط جمع من الناس في قطار أو حافلة مزدحمة، كذلك تشاهد الزوجة عملاً دراميًا في المنزل بمفردها ... إن مضمون وسائل الاتصال يحاول أن يعوض هذا النقص، بإعطاء الإنسان شعورًا بالتضامن والتكاتف، وهو الإحساس الذي يميز مجتمع الأهل والعشيرة.

ويرى العلماء أنه يمكن تقسيم جمهور وسائل الاتصال بناءً على بعض المؤشرات: (جيهان رشتي 1978: 522).

‌أ) فيمكن تقسيم الجمهور على أساس خصائصه الأولية كالجنس والسن والتعليم والدخل، وهذه الخصائص مترابطة، فعلى سبيل المثال، من المعروف أن الناس الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا يحتمل أن يكون دخلهم أقل من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 35 – 65 عامًا. كذلك فإن الأفراد الأرقى تعليمًا يكون دخلهم أعلى من الأقل تعليمًا.

‌ب) ويمكن تقسيم الجمهور على أساس خصائصه النفسية، أي دراسة شخصيات أفراد الجمهور بواسطة الاختبارات والبحوث النفسية لتفسير اختلاف تأثر الأفراد بالرسالة الإعلامية، فعلى سبيل المثال، ربما تكون المرأة الناشطة اجتماعيًا، ولديها قدرات نفسية تؤهلها لإقامة علاقات واسعة أقل مشاهدة للتليفزيون من المرأة المنعزلة.

‌ج) كما يمكن تقسيم الجمهور على أساس احتياجاته للمعلومات، وعلى أساس الأساليب التي يحصل بواسطتها على هذه المعلومات، ودرجة غموض أو وضوح الاتصال بالنسبة له، فالمتعلم لديه الرغبة -غالبًا- في تنمية معلوماته أكثر من الأمي، ولديه وسائل عديدة يمكن أن يستعين بها في الحصول على ما يريد من معلومات، كما أنه يستطيع أن يفسر الرسالة ويستوعبها بصورة جيدة أكثر من الأمي أو محدود التعليم.

ونخلص مما سبق إلى أن جمهور وسائل الاتصال هو ذلك العدد الكبير جدًا من الأفراد الذي يعرض نفسه لهذه الوسائل لفترة معينة من الزمن، ويكون في حجم لا يستطيع معه القائم بالاتصال أن يتفاعل مع أعضائه على أساس مباشر، أي وجهًا لوجه، فعلى سبيل المثال، يقدر جمهور التليفزيون بالملايين، ولا يعرفه المرسل، ولا يتصل به بصورة مباشرة، ويستبعد العلماء من الجمهور، جمهور الصفوة، فالاتصال الموجه نحو جمهور معين –كأعضاء حزب سياسي، أو الطبقة الحاكمة- لا يعد اتصالاً جماهيريًا؛ لأنه افتقد أهم شروط هذا الجمهور وهو العمومية والانتشار.

2. العوامل المؤثرة في تلقي الجمهور للرسالة:

يجمع الباحثون على أن القائم بالاتصال يجب عليه قبل أن يبدأ عملية الاتصال والتخطيط لها أن يجمع أقصى ما يمكنه من معلومات عن الجمهور الذي يستهدفه، فيجب أن يتعرف على الجوانب المختلفة لهذا الجمهور، مثل الكشف عن أبرز سماته الديموجرافية، وبنائه الاجتماعي والثقافي، ونظامه التعليمي، وأمانيه وتطلعاته، وأهم أحداثه التاريخية، ومعتقداته الدينية، وأساطيره، وعاداته الموروثة، ونظم زواجه، وعادات طعامه، وأسلوب ملبسه وأزيائه، والحكم والأمثال والأقوال المأثورة لديه........ الخ.

وسوف نعرض لأبرز العوامل المرتبطة بالجمهور والتي تؤثر في تلقيه الرسالة الإعلامية. (جيهان رشتي 1978: 527 – 537 وسعد مرزوق "د. ت" 148 - 151).

أ‌. العمر Age:

أثبتت الدراسات أن ثمة علاقة قوية بين العمر والتعامل مع وسائل الاتصال، ونوعية البرامج المقدمة، فقد أثبتت الدراسات أن وسائل الإعلام تصبح جزءًا من الظروف المحيطة بالطفل من اللحظة التي يبدأ فيها إدراك العالم من حوله، ففي المرحلة السابقة على تعلم الطفل للقراءة، تسيطر وسائل الإعلام على اهتمامه، فحينما يوجد التليفزيون يبدأ الطفل استخدامه بمجرد بلوغه عامين، ثم يبدأ الطفل بعد ذلك استخدام الكتب المصورة والمسلسلات والقصص الفكاهية، وأحيانًا يصطحب الوالدان الطفل إلى السينما، وحينما يتعلم الطفل القراءة، يبدأ قراءة مجلات الأطفال الملونة بما تضمه من قصص تثري خياله.

وكشفت دراسات أخرى أن صغار السن يفضلون المواد الترفيهية أكثر من المواد الجادة، كما أكدت وجود ارتباط سلبي بين صغر السن والاهتمام بالشئون العامة، وتشير الدلائل إلى أن الشباب أقل اهتمامًا بالشأن العام، وأنه كلما ارتفع السن زاد الاهتمام بهذا الشأن، وقد أجريت هذه الدراسات على البلاد الأوروبية، وربما يكون الوضع مختلفًا في الدول النامية التي عانت طويلاً من الاستعمار، فنجد أن الشباب أكثر اهتمامًا بالشئون العامة، وأكثر وعيًا بالأمور الجادة.

ويعكس استخدام المراهق لوسائل الإعلام اكتسابه لمهارات جديدة ورغبة في تقليل عدم يقينه نحو الأدوار الاجتماعية الجديدة وإشباع الاحتياجات التي تخلقها تلك الأدوار، كما يعكس ذلك الاستخدام نضج ذوقه ورقى اهتماماته تدريجيًا، حينئذ تصبح أدوار الاتصال الاجتماعية (مثل الذهاب إلى السينما أو المكتبة) أكثر أهمية، ويبدأ في الاهتمام بالموسيقى الراقية.

وتصل قراءة الصحف إلى أقصى مداها في سن الأربعين، وتقل قليلاً في أواخر العمر بضعف النظر في سن الشيخوخة، من ناحية أخرى يكسب التليفزيون متفرجين أكثر من بين الذين يزيد سنهم عن 50 عامًا، والناس عندما يكبرون في السن يختارون بشكل أكبر البرامج الإخبارية في التليفزيون، ويهتمون أكثر بالشئون العامة في الصحف، ويبحثون عن المواد الجادة في المجلات والسينما، وبزيادة الاهتمام بالموضوعات الجادة، يتضاءل الاهتمام بالمسلسلات الفكاهية والموسيقى الصاخبة، وأفلام رعاة البقر الأمريكية Cow boys والأفلام الخيالية التي تعمل على هروب الإنسان من واقعه.

ب‌. الجنس Sex:

أظهرت الدراسات أن عامل الجنس أو النوع في عملية الاتصال، فثمة تباين واضح بين الرجال والنساء في التعامل مع وسائل الاتصال، إذ تبين أن النساء أقل اهتمامًا بالشأن العام من الرجال، وأنهن أكثر ميلاً إلى قراءة القصص الخيالية في المجلات، أما الرجال فيميلون إلى قراءة المواد الجادة وغير الخيالية، وتشكل النساء بالطبع الغالبية العظمى من جمهور الراديو ــ والتليفزيون كذلك ــ في أمريكا في فترة الصباح. ونتيجة لذلك، توجه محطات الإذاعة الأمريكية قدرًا كبيرًا من البرامج إلى النساء بصورة خاصة، مثل المسلسلات اليومية وبرامج الاقتصاد المنزلي، كما تستخدم تلك المحطات معلقات من السيدات، والواضح أن الفترة النهارية في الإذاعة تميل إلى تدعيم الاختلاف في الاهتمامات بين الرجال والنساء، وهي الاختلافات التي طورها البناء الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع الأمريكي.

وأوضحت دراسة "ويلبر شرام" و"ديفيد ماننج وايت" عام 1949 عن بعض العوامل الديموجرافية المؤثرة في التعامل مع وسائل الإعلام أن قراءة الرجال للأخبار تصل إلى أقصى مداها في سن مبكرة عن قراءة النساء لنفس المادة، ويلعب التعليم دورًا في تعميق هذا الاختلاف، كذلك يؤثر المستوى الاقتصادي في هذا الجانب، وتعني النتائج أن عامل الجنس يؤثر تأثيرًا واضحًا في القضية الإعلامية.

جـ . التعليم Education:

يجب أن نفرق حينما نتحدث عن تأثير التعليم كمتغير أساسي مرتبط بالجمهور، بين الوسائل المطبوعة والوسائل المرئية والمسموعة، فمن الواضح أن جمهور الوسائل المطبوعة يحتاج إلى نوع أو قدر من المهارة، ولكن أي شخص تقريبًا يمكن أن يكون من جمهور الراديو أو التليفزيون أو السينما دون مهارة تذكر، ولهذا نجد أن هناك ارتباطًا كبيرًا بين قراءة الجريدة أو المجلة ودرجة التعليم.

وحينما ظهر الراديو، نظر إليه رجال التعليم بتفاؤل على أساس أنه الوسيلة التي يمكن أن تصحح الوضع، فقد رأى البعض أن الأفراد الذين كانوا –بسبب أوضاع اجتماعية معينة- غير قادرين على إرواء ظمأهم للمعرفة لعدم مقدرتهم على اكتساب مهارة القراءة، أصبحوا بفضل الراديو قادرين على اكتساب المعرفة منه بالاستماع إلى البرامج الجادة والبرامج التعليمية. ولكن هذا التوقع لم يتحقق في بعض المجتمعات الغربية، وإن كان قد تحقق في بعض الدول النامية والمجتمعات الاشتراكية خلال النصف الثاني من القرن العشرين.

د. الموقع الجغرافي Site:

يلعب الموقع الجغرافي دورًا هامًا في تحديد الخصائص والسمات السيكولوجية والاجتماعية للجمهور، فنحن نعرف جميعًا ــ على سبيل المثال ــ أن سكان المناطق الباردة يتصفون بالحركة والنشاط، وتغليب العقل على العاطفة، والميل إلى قضاء أوقات الفراغ في هوايات مفيدة، في حين أن سكان المناطق الحارة، يتصفون بالكسل ـ إلى حد ما ـ والبحث عن العمل المريح، وتغليب العاطفة على العقل، والميل إلى قضاء وقت الفراغ في المرح والتسلية واللهو ... على حين أن سكان المناطق المعتدلة يتصفون بالحركة والنشاط، والمزاوجة بين العاطفة والعقل ......والتوفيق بين المرح واللهو من ناحية والأعمال والهوايات المفيدة من ناحية أخرى.

ورغم التحفظ على الأحكام السابقة في إطلاقها فإن الموقع الجغرافي يلعب دورًا في تحديد خصائص الجمهور، وهو ما ينعكس بالضرورة على القائم بالاتصال، فإدراك المرسل لهذه الخصائص تجعله يعد رسالة إعلامية تتناسب مع طبيعة الجمهور وسماته الاجتماعية التى تميزه عن المجتمعات الأخرى.

هـ. البناء الاجتماعي S. Structure:

يتشكل البناء الاجتماعي من مجموعة من النظم الاجتماعية المترابطة والمتكاملة بحيث تحقق استمرار المجتمع وتطوره، ويوجد في كل مجتمع مجموعة من النظم الأساسية كالأسرة والنظام الاقتصادي والسياسي والتربوي والديني والقانوني، ويرى علماء التفاعلية الرمزية أن البناء الاجتماعي يسهم في صياغة شخصيات الأفراد، بحيث يمكن ملاحظة طابع قومي للشخصية في كل مجتمع، وبالتالي فإن البناء الاجتماعي يلعب دورًا رئيسيًا في تحديد الخصائص الاجتماعية والنفسية للجمهور.

فالنظم الاجتماعية التي ترعى كرامة أبنائها وعزتهم، وتحترم آدميتهم، وتضمن لهم العدالة الاجتماعية، وتراعي الروابط الأسرية، وتحمي التضامن الاجتماعي، يتميز أفرادها بالنزاهة والاستقامة والعدالة، والانتماء للوطن، والميل للعمل الجاد، في حين أن الشعوب التي تعاني من نظم اجتماعية مفككة تتميز بالصراع والشقاق واللامبالاة والظلم الاجتماعي وامتهان حرية الإنسان وحقوقه الأساسية، وكل ذلك يؤثر في مدى التعامل مع وسائل الإعلام، ومدى تصديق ما تقدمه من مواد.

و. الثقافة: Culture

تمثل الثقافة كلاً متكاملاً يتضمن كل ما أبدعه الإنسان في مختلف مجالات الحياة على مدار تاريخه الطويل، ولا شك أن إدراك القائم بالاتصال للأبعاد الثقافية بما تضمه من عادات وقيم ومعتقدات ومنتجات مادية كالمساكن والأزياء وأدوات الاتصال ووسائل المواصلات يسهم في تيسير وصول الرسالة إلى الجمهور، وتسهيل عملية التأثير.

وقد كشفت الدراسات أن العادات الاجتماعية والمعتقدات والقيم تؤثر على التعامل مع وسائل الإعلام، فالشعوب التي لديها عادات القراءة الدءوبة أكثر تعاملاً مع وسائل الإعلام المقروءة، في حين تؤدي الأمية إلى زيادة التعامل مع الوسائل الأخرى، كما أن المعتقدات الدينية تؤثر في اختيار الأفراد لنوعية البرامج المقدمة ومدى استجابتهم معها، أو رفضهم لهذه البرامج استنادًا إلى نوعية هذه المعتقدات.

#حسني_إبراهيم_عبد_العظيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات