جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4537 - 2014 / 8 / 8 - 21:34
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
النتيجة: راسب
لا تخبص نفسك لان نتيجة الامتحانات هي دائما الرسوب و انت لربم لا تدري نعمة الرسوب و السقوط فمهما درسنا و ذاكرنا و ذاكر معنا الاصدقاء فكلنا نرسب و نسقط و هذا يعني ليس هناك نجاح كما نعتقد بل رسوب ابدي و عندئذ يتساوى الجميع و ترفع القوانين الفيزياوية و الكيمياوية. يخلق النجاح التفرقة و التميز والعنصرية و المشاكل و الاختلافات بين البشر الى ان يأتي (الموت) الفشل ليرفع جميع القيود و يساوي بين الناس.
تقول الكاتبة و الفنانة الالمانية Elke Heidenreich بانها لم تكمل دراساتها في جميع المواضيع التي بدأتها كالدراسات الالمانية و الموسيقى عدا موضوع واحد و هو الدراسات الدينية لانها ارادت ان تعرف ما الذي يحافظ على تماسك العالم من الداخل و تجيب بابتسامة ساخرة: اللا شيء.
ولكن اللاشيء و الصفر رغم سلبية معناه يعطي للحياة قيمة حسابية عالية و يفتح مجال لاكتشاف امكانيات هائلة. من بين المهتمين بفلسفة اللا شيء هو الفيلسوف الالماني (المتشائم) شوبنهار 1788 – 1860عندما اختتم اول كتاب لاعماله الرئيسية (الدنيا كارادة و تصور) باللاشيء اي ان اية خبرة بشرية شخصية و بالرغم من بذل الجهود الجبارة للخروج بنتيجة مشرفة تؤدي بشكل او باخر الى اللاشيء - الى العدم. هذه هي الارادة و نتيجة طموحاتنا او بعبارة اخرى مهما كانت هناك ارادة ذاتية فالنتيجة هي الرسوب.
في هذا النفي و الفناء امكانية هائلة لانها تحول العالم الحقيقي باحزابه و دوله و ممتلكاته و الكون العظيم بنجومه و مجراته الى اللاشيء و ينعم علينا بهدوء داخلي عميق و كانما يقول لنا: لا تخبص نفس فالنتيجة هي دائما الرسوب للكل. نحن نعيش بنعمة الرسوب لان النجاح لو كان فعلا موجودا لحول العالم الى جهنم في فترة قصيرة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟