أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق ... حزب الدعوة وخطى الأخوان.














المزيد.....

العراق ... حزب الدعوة وخطى الأخوان.


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4537 - 2014 / 8 / 8 - 18:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تبدو طريقة تفكير الإسلام السياسي واحدة وإن أختلفت الشعارات وتباينت الرؤى لكن يبقى هناك عامل مشترك هو إصرار التيار السياسي الإسلامي على التمترس حول مفهوم الحق والواجب دون أن يمنح نفسه حرية الحركة والتأقلم داخل الممكن أو لنكن صريحين في القول , أن البرغماتية السياسية عند هذا التيار شديدة التأثير في رسم مسارات العقل في ظل الظروف التي تجعل منهم حركة ظليه , وحينما يتسيد السلطة يتنكر لكل المبادئ السياسية ويظل يناور ويتمترس حول مفهومه الخاص للحق حتى لو أدى ذلك إلى حرق كافة أوراقه السياسية ليعود لينزوي ويحمل المؤامرة المسئولية .
حركة الإخوان المسلمون في مصر كانت وطيلة عقود من الزمن تمارس برغماتية وصولية تغلغلية داخل المجتمع لتبني جمهورا واسعا من المحرومين المفتنين بشعارات الإسلام البراقة العدل والعيش المرفه والإيمان وإلخ من الشعارات التي لا تعارض السلطة في جوهرها وتسمح لك بالتأثر والتأثير في الوسط الشعبي حتى حان موعد تفجر الثورة الشعبية التي أطاحت بمحمد حسني مبارك والتي كانت تقف معه بموقف إعلامي خبيث وهي ترنو للقفز فوق حركة الجماهير المصرية مستفيدة من التغلغل بالوسط الشعبي , ليجد الثوار في أخر المطاف أن ثمار نضالهم صار بيد المرشد .
بعد تسلم حركة الإخوان أظهرت حقيقتها الفكرية ومنهجها السلفي في إدارة وتصور نظام الحكم الذي لا يمكن أن يقبل به شعب مصر الشعب العلماني في توجهات الحياة برغم أمتياز علاقته مع الله والدين بميزة القرب والبساطة والصدق , فعاد الناس للميدان للمطالبة بتصحيح المسار لكن الأخوان تمسكوا بشعار الشرعية هذا الشعار الذي لم يتغلب اخوان مصر أن يتعاملوا معه بحنكة وذكاء برغماتي كما تعودوا العمل سابقا ليجدوا أخر الأمر أنهم فئة معزولة شعبيا وقانونيا وخسروا فرصتهم التأريخية .
في العراق قفز حزب الدعوة إلى واجهة الأحداث مستغلا التعاطف الشعبي مع أحلام العراقيين من التحرر من إرث النظام السابق وأول هذه الأحلام حرية التعبد وممارسة الشعائر الدينية التي حرموا منها بتحدي , وقفزت معه الكثير من الأحزاب الدينية المنافسة والمضادة من بقية المكونات المذهبية والدينية ليتحول العراق إلى أكبر تجمع للأحزاب الدينية في العالم دون أن يكون هناك فرصة حقيقية للألتقاء بمشتركات اللهم إلا صيغة التحالف الشيعي الذي ضم حزب الدعوة وبعض التشكيلات السياسية في أطار فارغ لا يعبر عن هدف واحد ولا رؤية مشتركة .
في دورتين متتاليتين تزعم حزب الدعوة الحكومة العراقية من السيد الجعفري ثم السيد المالكي لاحقا وتحت ظلال الاحتلال وخروج المحتل دون أن يترك الحزب لمدة ثماني سنوات ملامح منهج مميز ولا علامات حية على الطريق تذكر بمنهجية وشعارات حزب الدعوة القديمة وشهد العراق في هذه الفترة تراجعا رهيبا في كل مجالات الحياة من انتشار الفوضى الامنية إلى الفساد المستشري إلى ندرة الخدمات الأساسية أضافة إلى عشرات الفضائح السياسية والأخلاقية التي كان زعماءه ومن قادته جزء من أبطالها , ولم يلمس المواطن العراقي تغييرا حقيقيا يؤشر لأمل في بناء عراقي قوي ومزدهر وكانت انتخابات عام 2014 أسوء انتخابات خاضها حزب الدعوة تحت مظلة ائتلاف دولة القانون حين عاد الحكم إلى مفهوم قروي عشائري بقيادة شيخ العشيرة المالكي وليقصي كبار رجالات الحزب لمصلحة العائلة المالكية المقربة ومن المال العام ومن تصرف شامل بمقدرات الدولة لأجل الفوز بأي ثمن ,
أنتهت الأنتخابات بفوز باهت بفرق ست مقاعد عن الدورة الماضية وليجد حزب الدعوة نفسه خاسرا في ظل تكتل دولة القانون الذي يتزعمه , وعدم قدرة على تمثيل حقيقي للبيت الوطني العراقي فضلا عن البيت الشيعي الذي يعتبر نفسه وبدون تكليف من أحد الناطق الرسمي له , وجد نفسه عاجزا أن يحسم الترشيح لولاية ثالثة وسط أجماع عراقي وطني على عدم الرغبة بالتجديد له شخصيا وهنا يرفع الدعوة شعار الشرعية والأستحقاق الانتخابي ويتمسك به علنا وجهارا وبتحدي وهو يعلم أن الأمر شبه محسوم ضده , وأخيرا يطلع السيد رئيس الوزراء وقائد الائتلاف وزعيم حزب الدعوة مهددا بفتح الجحيم على العراقيين في حالة عدم التجديد له , وتتعالى الأصوات اليوم داخل كتلة دولة القانون بالتهديد بسحب الموافقة على رئيس الجمهورية في حالة عدم التكليف ضاربين بعرض الحائط الأسس الديمقراطية والدستورية المتبعة وليفضحوا أنفسهم بالشرعية ويذهبوا ضحية الغباء السياسي ويدفعوا الثمن كما دفع الأخوان في مصر ثمن غبائهم وتعنتهم .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فكرة الموت والخلود في عالم أخر ... خداع للعقل أم تقديم له ح2
- فكرة الموت والخلود في عالم أخر ... خداع للعقل أم تقديم له
- وماذا بعد ... سياسة الخطوة خطوة
- الفكر الإنساني وحق التحديث والتجديد ح2
- الفكر الإنساني وحق التحديث والتجديد ح1
- قصة حبي
- القيم الأخلاقية في السياسة الوطنية
- أوجبية التحديث في قواعد ومقدمات ومعطيات الفكر الإسلامي
- المعارضة الشعبية وممارسة الديمقراطية
- أنطباعات قارئة لكتابي الأحلام دراسة في سايكلوجيا العقل
- الثلاثاء الثاني ... انفراج أو مزيدا من الضياع
- أنا أقوى ... زأزرع قمحا
- من أشكليات الفكر السياسي العراقي ح2
- من أشكليات الفكر السياسي العراقي ح1
- أغنية حزينه في قبر محزون
- رسائل حب متبادلة
- تداعيات وادعاءات
- أمريكا والسيرك العراقي
- محاكمة آدم _ قصة قصيرة
- الحكومة العراقية القادمة والمهمات العاجلة


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق ... حزب الدعوة وخطى الأخوان.