أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد حران السعيدي - عراق الحلم... عراق الواقع














المزيد.....

عراق الحلم... عراق الواقع


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4537 - 2014 / 8 / 8 - 00:52
المحور: المجتمع المدني
    


في طفولتنا , وفي سنواتنا الاولى قبل ان نخطو خطواتنا الاولى نحو المدرسة كان عالمنا محيط القريه الذي لم نغادره آنذاك , وإن تركناه ليوم او اكثر صار حنيننا للدات وملاعب الصبا يشدنا للعودة , فليس فيما تقع عليه ابصارنا ماهو أجمل من نهرها الصغير الذي طالما ابتلع بعضنا مما جعلنا نتعامل معه بمزيج من الحب والخوف ,وليس في ماتقع عليه عيوننا من وجوه آدميه ما يستطيع ان يكون بديلا لسكانها , رجالها المهمومين بهم المعيشه ونسائها بما يرتسم على وجوههن من تجاعيد خطها العوز والالم وصغارها المنشغلين عن متاعب الاهل بالعابهم البدائيه ومشاداتهم التي تنتهي بلي آذان طرفي الخصام من قبل اي ولي أمر أو غيره من الرجال , حتى جاءت المدرسه والمعلم الذي رسم في خيالنا انتماء لما هو اكثر سعة واولى بالوفاء , شيئ تصورناه أكبر من (سيد جاسم) قديس القريه , واعلى هامة من الشيخ وأجمل من ملابس زوجته الأخيره التي تستبدلها بين يوم وأخر على غير ما جرت عليه العاده مع النساء الاخريات حيث لايستبدلن ما ارتدين إلا بعد مرات ومرات من رتق مِزَقِه .
وتدرجنا بخطى التحول من مرحلة الى أخرى واستمر المعلم معنا نكبر ويكبر معنا حب ذلك الانتماء الحلم , غادر بعضنا مقاعد الدرس مبكرا تحت ضغط الضروف , وواصل البعض الاخر حتى الشوط الذي استطاع ان يبلغه فكان نصيبه من الحلم اكبر عندما تحولت البذره التي غرسها المعلم في ضميره الى شجرة يانعه , عرفنا من دروس الجغرافيا ان انتمائنا الأوسع من القريه فيه شلالات تنحدر مياهها من قمم الجبال لتملأ حياض الانهار بما جعله الله سببا للحياة بنص آيه , وأن ثمة سهول تُسقى به لتُنتِج الخير للجميع وهناك دوال شواخص تنطق بماضٍ عريق لتُثبت إن الحرف ألأول خُطَ هاهنا والقانون الأول هنا كُتِب , هو بلد النخيل والشعراء ومهد النبوه ,فيه شجرة آدم ومولد إبراهيم وقبور يونس وشيت وهود وصالح , ومنه تحركت الحضاره نحو ما يحيط به ... تحول حب العراق الى مواقف دفعنا ثمنها موتا او سجنا في اقبية الطغاة المظلمه أوهربا من مطاحنهم التي دارت رحاها على اجساد بشريه كان ذنبها ذلك الحب , وتقدمت بنا سني العمر وما زال حلمنا يُمسكُ بتلابيبنا لانجد لانفسنا منه فكاك .
حين نتجرد من عواطفنا نرى ان هذا الحلم ليس اكثر من (لعنة) حلت بنا , نتمنى لابنائنا الا يكونوا حمقى تتلبسهم تلك العواطف التي نسميها (نبيله) في مدارات لانكساراتنا المتتاليه تحت وطأة ذلك الكابوس.
لقد احسن الأختيار من تغرب في أرض تحترم الغريب , أما نحن الذين التصقنا بك ولم نيأس من غدٍ مشرق جميل فها نحن نقضم ماتبقى من سني العمر بين مرارة اليأس من الغد وفوضى اليوم اللا خلاقه , تجلدنا اكاذيب ولاة الامور وتخدش مسامعنا ابواقهم الادميه المكلفه بتصديرها .
غرباء فيك من احبوك ايها اللاوطن , ليتنا مازلنا نختزل عالمنا في قريتنا الصغيره ولم نتعلق بحب نخيلك الذي حصدته مدافع القتله وقتل بقاياه المفسدين عندما حولوه الى (باب صرف) بحجة تزيين مداخل المدن ليموت عند تلك المداخل شهيدا وليت حبنا لم يتجاوز نهر القريه الصغير بعد ان اصبحت شلالاتك قاب قوسين او ادنى من الرحيل الى مسمى أخر, أما أنبيائك وبقايا حضاراتك التي أتخمنا بها المعلم إطنابا فهاهي معاول الغزاة تأتي عليها لتطوي ذاكرة آلاف السنين وليس في رجالك من (يلوي) آذان المتخاصمين دفعا للأحتقان , لأنهم في شغل عن ذلك بإستعراض مبررات كل منهم في أن يكون وريث ما تعاقب فوق أديمك من أجيال , وكل منهم يقرأ (ونمن على الذين إستعضفوا في الأرض فنجعلهم آئمة ونجعلهم الوارثين) , أما الذين أستضعفوا فعلا فما زالوا مُستضعفين , وبعد أن يأسوا من إحقاق الحق من علية القوم لرعاياهم لم يسمعوا صوت لسعف النخيل منتصرا لهم رغم أنهم من غَرَسه.



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلات (فدعوس)
- `ذكرى غزو الكويت .... دروس وعِبر
- توافقات على ماذا...؟
- (ألإيه) عصت يبن امي...
- يبدو إن ثمة حسابات أخرى...
- لسانك أكل (لغودك)
- (أبو الطوبه يزاغل بكيفه)
- مسيحيون بين فكي رحا
- السلم الاهلي هل بات مطلبا ؟
- (أحجي بحيل آل سعدون)
- دولة مؤسسات أم دولة رئاسات؟ .....الميزانيه دليل
- بعد كل ما جرى...
- حَسْنَهْ
- بعد ضياع المقاييس
- إستقلال... أم إستغلال
- وبعض (الرئاسات) إبتلاء
- بدأ المخاض ...فهل نأمل وليدا وطنيا؟
- بالعراقي
- لاتزايدوا ولا تدعوا
- الحرب الاهليه... ما الذي يُبعِد شبحها وما الذي يجعلها أمر وا ...


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد حران السعيدي - عراق الحلم... عراق الواقع