أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - لا تغيير الخيول خلال المعركة!














المزيد.....

لا تغيير الخيول خلال المعركة!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4536 - 2014 / 8 / 7 - 15:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ثمة حكمة قديمة ومجربة هي عصارة التجربة الإنسانية في أسوأ اختراع أنجزته البشرية، أي الحرب، تقول (لا يجوز تغيير الخيول خلال المعركة). ومن تاريخنا نتذكر أن خالد بن الوليد طبق هذه الحكمة حين أخفى قرار الخليفة الفاروق القاضي بعزله من قيادة جيوش الفتح العربي الإسلامي خلال معركة اليرموك ثم نفذ القرار فور انتهاء المعركة بانتصار جيشه وهزيمة الرومان وسلم القيادة للصحابي القائد أبي عبيدة بن الجراح.

ومن التاريخ الثوري الحديث طبق الزعيم الشيوعي ماوتسيتونغ هذا المبدأ أكثر من مرة خلال الحروب التي خاضها في حرب تحرير الصين وبناء جمهوريتها الاشتراكية ولكنه كان قاسيا مع القادة المتخاذلين بعد انتهاء المعارك. وآخر من أخذ بهذه الحكمة وطبقها خلال اجتياح العدو الإسرائيلي للبنان في ثمانينات القرن الماضي هو الزعيم الفلسطيني الراحل أبو عمار ياسر عرفات حين طُلب منه على نطاق واسع تغيير قيادته العسكرية بعد اختراق الجيش الصهيوني لدفاعات المقاومة الفلسطينية خلال اجتياح آب سنة 1982 وبلغ العدو مشارف بيروت، فأعاد عرفات صفوف دفاعات المقاومة الفلسطينية والقوات الوطنية اللبنانية وأبقى على القيادات العسكرية في مواقعها خلال المعركة وصمد في بيروت صمودا أسطوريا طوال سبعين يوميا من الحرب الضروس خسر فيها العدو باعتراف معاهد إستراتيجية 3517 عسكريا بين قتيل وجريح وأسير وأسقطت 6 طائرات مقاتلة وعمودية ودمرت 180 دبابة ومدرعة واعترفت إسرائيل بمقتل 332 عسكريا من جيشها إضافة إلى آلاف الجرحى.

واليوم وفي ذروة المعارك التي يخوضها الجيش العراقي والدولة العراقية ككل، مدعومة بقطاعات مهمة من المجتمع العراقي، تخوض الكتل السياسية الفاسدة بما فيها الكتلة المهيمنة على الحكومة، أي كتلة دولة القانون، حربا سياسية جانبية موضوعها بقاء أو إقصاء رئيس الحكومة واستبداله بشخص آخر ترضى به قيادات هذه الكتل. لسنا في وارد الدفاع عن المالكي وحكومته، ولا عن حكم المحاصصة والعملية السياسية الطائفية التي يقودها والتي أدت إلى هذا الواقع المأساوي (مجازر وتهجير وتقسيم فعلي للبلاد وفساد وفوضى...الخ) وقد كنا – أعنى كاتب هذه السطور ومن يشاركه قناعاته ومواقفه السياسية – طوال عمر هذه التجربة الفاشلة ندعو إلى إنهائها كلها علنا وليس لإنهاء فترة حكم المالكي فقط، ولكن الأمر الذي يقاتل من أجله الساسة من جميع الكتل اليوم خطير جدا وسيؤدي إلى تعميم الحرب الأهلية وتقدم التحالف التكفيري البعثي عسكريا، إذْ أن إقصاء المالكي سوف يستتبعه بالضرورة إسقاط أو تساقط المؤسسة العسكرية والأمنية التي يُتَهم المالكي بتركيبها بناء على مصالحه ومصالح حزبه وكتلته، وهذا صحيح ومدان وطنيا، ولكن هذا السقوط أو الإسقاط سيعني اندلاع القتال في بغداد نفسها والسيطرة على مدن عراقية عديدة أخرى بعد إقصاء المالكي وفريقه مباشرة وسيعتبره التحالف التكفيري البعثي انتصارا له وهو محق في ذلك.

وحتى إذا لم يحدث ذلك بهذه الصورة، بل بصورة أخف وطأة، فإن القيادة البديلة للمالكي ستنطلق من الصفر وستكون تحت رحمة الابتزازيين من الساسة وأمراء الحرب كلهم ومن جميع الطوائف.

إن الحكمة والحرص على العراق وشعبه تستدعيان اليوم التخلي عن المناكفات والمؤامرات السياسية والتناحر والشخصنة في النظر إلى الوقائع والأشخاص والعناوين والتطورات والخلافات بين الكتل والشخصيات السياسية وتأجيل مسألة تغيير قمة السلطة التنفيذية، وفي مقدمتها المؤسستان السياسية والأمنية، وهذا لا يعني السكوت عن الذين تسببوا في هذه الهزائم المنكرة وهذه المآسي والخسائر، وسيكون من اللازم والواجب فتح ملفات هذه الحرب بعد القضاء على الخطر الوجودي التكفيري البعثي الذي يتهدد العراق وشعبه كله ومحاسبة ومساءلة كل المسؤولين وفي مقدمتهم نوري المالكي وكابينته الحاكمة. أما مخاوف البعض من هزيمة داعش وحلفائها في هذه الحرب لأنها من وجهة نظرهم ستعني انتصارا للمالكي، فهي مخاوف مرضية وأنانية ولا تعني سوى الوقوف عمليا في جانب داعش وتأخير أو منع هزيمتها.

لنتذكر جميعا أن المالكي و"إخوته الأعداء" في العملية السياسية من طينة واحدة وأنهم جميعا زائلون، أما العراق فينبغي أن يبقى.. وسيبقى بقوة وعزم الشرفاء ممن ينكرون ذواتهم من أجل شعبهم.

* علاء اللامي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ج3/ الغربيون والجذور التاريخية لوصم العربي بعار العنف /3من9
- العنف الفردي و الجماعي في سرديات علم النفس الكلاسيكي / 2من9
- عودة الى باقر ياسين وكتابه: العنف لغةً واصطلاحاً وسياقاً / 1 ...
- بشرى سارة: أطماع تركيا في الرافدين أصبحت عدوانا بموجب القانو ...
- ج2/ الحرب الإعلامية والحلول المطروحة
- ج1/ شروط كيري وأحلام المالكي
- خلط فكري وانتهازية سياسية في بيان حازم صاغية
- هل يجرؤ المالكي؟ نصف الانتصار على داعش في طرد الخبراء الأمير ...
- الافتراءات الطائفية المتبادلة و صمت العرب السنة على ضم كركوك
- هدوء عسكري يسبق عاصفة تقسيم العراق
- بين المطلك و اليعقوبي والوقف السني
- كيف نفذ انقلاب الموصل وما مضاعفاته؟
- حين شكلوا مجلس بريمر للحكم سقطت الموصل والعراق
- أخطر جرس إنذار دولي قبل زوال الرافدين
- أردوغان يتركب أخطر جريمة ويقطع مياه الفرات
- نتائج متوقعة للانتخابات التشريعية العراقية
- لذكرى العالم العراقي راحل مهدي حنتوش!
- ج2/قراءة في رواية (غرفة البرتقال) لعارف علوان: البنية الزمني ...
- ج1/ قراءة في رواية (غرفة البرتقال) لعارف علوان: تقنيات السرد ...
- ج2/ فيلم نوح: من أوتونبشتم السومري إلى نوح التوراتي (2 – 2)


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - لا تغيير الخيول خلال المعركة!