أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هادي بن رمضان - التاريخ الدموي للإسلام : شمال أفريقيا والأندلس نموذجا













المزيد.....

التاريخ الدموي للإسلام : شمال أفريقيا والأندلس نموذجا


هادي بن رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4533 - 2014 / 8 / 4 - 20:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بدأ الفتح العربي لإفريقية مع عبد الله بن أبي السرح وهو أحد المرتدين الذين امر نبي الاسلام بقتلهم وان تمسكوا بستار الكعبة قبل ان يشفع له عثمان (اخاه بالرضاعة) ليعينه فيما بعد قائدا على رأس جيوش المسلمين المتوجهة الى شمال افريقيا ...


طلب الخليفة (عثمان) من عبد الله بن سعد بن أبي السرح أن يغزو بلاد إفريقية فإذا إفتتحها الله عليه فله الخمس من الغنيمة نفلا . ابن الأثير الكامل 3/46

أرسل عبد الله بن سعد بن أبي السرح ان يغزو بلاد إفريقية فسار إليها في عشرة ألاف فافتتح سهلها وجبلها وقتل خلقا كثيرا من أهلها. ابن الأثير الكامل 3/46 ابن كثير البداية والنهاية 7/166 النويري نهاية الأرب 19/413

فلما رأى ذلك البربر فرقوا و فروا كفرار القطا وأتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون فغنموا غنائم جمة وأموالا كثيرة وسبيا عظيما وذلك ببلد يقال له سبيطلة وكان ذلك سنة 27ه . ابن الكثير البداية و النهاية 7/166 , 167

وبعدها خفتت موجة الغزو تلك وقد انشغل المسلمون بالفتنة الكبرى وقد خير عبد الله بن أبي السرح اعتزالها ... أتى بعد ذلك عقبة بن نافع اللذي ولاه معاوية على إفريقية ليمعن في سفك الدماء بعد ان خلعت تلك الشعوب يد الطاعة عن الحكم الاسلامي ولم يكن الاسلام حينها قد جاء ليقاتل احد الطغاة الجاثمين على صدور تلك الشعوب ولا لقتال جيوش من المرتزقة تعمل لصالح احد الطغاة ... بل جاء المسلمون ليقاتلوا اهل البلاد وشعبها مدفوعين بعقيدة التوحيد الاجرامية التي جسدها نبي الاسلام في قوله : (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك، عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله تعالى) وكذلك ايات سورة التوبة الدموية التي نسخت الاسلام المكي الضعيف المتسامح والتراث الفقهي الدموي الهائل الذي أصل له علماء الاسلام على امتداد قرون ...


يروي لنا المؤرخون ان عقبة لما دخل قد وضع السيف في أهل البلد .. وكان كلما غادر قادة جيوش المسلمين احدى القبائل الا وارتدت عن الاسلام بعد زوال خطر السيف فيعود بعدها هؤلاء القادة للاشراف على تنفيذ حد الردة ...


الطبري ج3 صفحة 324 الكامل لإبن أثير ج3 صفحة 110البداية والنهاية ج7 صفحة 154

يروي ابن عذاري المراكشي في كتابه :البيان المغرب عن عقبة بن نافع :"... فقاتلهم قتلا ذريعا ,فمضى إلى المُنستير فقاتلهم قتلا شديدا حتى ظن أنه الفناء"؛... "فوصل عقبة إلى إفريقيا فافتتحها ودخلها ووضع السيف في أهلها...وأوغل في الغرب يقتل ويأسر أُمّة بع أُمّة وطائفة بعد طائفة" ويضيف إبن عذاري في ص27 " وغزوته للسوس الأقصى... فقتلهم قتالا ما سَمِعَ اهل المغرب بمثله حتى هزمهم وقتل منهم خلقا عظيما".



عزل معاوية بعدها عقبة و ولى "أبو المهاجر دينار" على افريقية .. ورغم مواصلة هذا الاخير سياسة الابادة والتوسع والاحتلال الا انه قد استطاع تقريب الصلة بين العرب والمسلمين وانتصر في معركته ضد كسيلة ثم عفى عنه واتخذ منه صديقا بعد اسلامه ... ثم توفي معاوية وولي ابنه يزيد الذي يتفوق دموية على والده خليفة على المسلمين .. فعزل ابو المهاجر دينار وولى عقبة من جديد الذي ما ان وصل افريقية حتى قام بتصفيد "ابو المهاجر دينار" بالحديد فاعادها شعواء مرة اخرى بين العرب المسلمين وشعوب شمال افريقيا ...


سنة 64 هجري دارت معركة بين عقبة و كسيلة إنتهت بإنتصار كسيلة و مقتل عقبة وكانت تلك المعركة نهاية لمرحلة من الفتوحات الإسلامية بالمغرب باستيلاء كسيلة على القيروان ومكث في القيروان حاكماً لمدة خمس سنوات... وهكذا انتهى امر عقبة بمقتله ضد كسيلة وبذلك يكون قد دفع ثمن جرائمه وساديته وغطرسته ... بعدها عاد زهير بن قيس البلوي لينتقم و يخوض حربا جديدة إنتهت بمقتل كسيلة ...


و أتى بعد ذلك حسان بن النعمان ليواصل حملة الغزو والاحتلال تلك فسار إلى إفريقية وكان اول امير شامي يدخلها أيام الأمويين على رأس جيش قوامه 40 ألف رجلا حاصر الروم بقرطاجنة "وخرب المدينة حتى صارت كأمس الغابر" ابن عذار المراكشي البيان ، ج1، ص35. ثم سأل عن مكان تواجد معظم الأمازيغ بإفريقية فدلوه على مكانهم وكانت زعيمتهم "الكاهنة" سار إليها حسان معلنا الحرب والتقى الفريقان ودارت بينهما معركة هزم فيها حسان بن النعمان ثم لاحق الأمازيغ العرب حتى أخرجوهم من إفريقية ... ثم عاد حسان لإفريقية مرة اخرى ليشن حربا جديدة إنتهت بمقتل الكاهنة و إنتصار العرب وإختفاء كل أشكال المقاومة ...

وهكذا تحول سكان شمال افريقيا الى عبيد بيد العرب والمسلمين .. فمنذ دخول عبد الله بن ابي السرح و عقبة الى شمال افريقيا حتى أصبحت الشام تستورد منها الجواري والغلمان للعرض في اسواق النخاسة للبيع باسوام بخسة لكثرتهم ...

وهذه رسالة أرسلها أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك الاموي :
"كتب هشام إلى عامله على إفريقيا أما بعد, فان أمير المؤمنين لما رأى ما كان يبعث به موسى بن نصير إلى عبد الملك بن مروان رحمه الله تعالى, أراد مثله منك و عندك من الجواري البربريات الماليات للأعين الآخذات للقلوب, ما هو معوز لنا بالشام و ما ولاه. فتلطف في الانتقاء, و توخ أنيق الجمال, و عظم الاكفال, وسعة الصدور’ و لين الأجساد’ و رقة الأنامل’ وسبوطة العصب’ و جدالة الاسوق’ وجثول الفروع’ و نجالة الأعين, و سهولة الخدود, وصغر الأفواه, و حسن الثغور, و شطاط الأجسام, و اعتدال القوام’ و رخام الكلام’ و مع دلك, فاقصد رشدة و طهارة المنشأ. فأنهن يتخذن أمهات أولاد و السلام. " كتاب الدولة الأغلبية 909-800 التاريخ السياسي .

أتى موسى بن النصير ليتجنب أخطاء عقبة ومن خلفه في افراطهم في سفك الدماء فعمل على نشر الإسلام بين السكان الأصليين وضم الالاف منهم الى جيوش المسلمين للقضاء على احتمالية قيام ثورات اخرى مستقبلا إلا أنه قد واصل سياسات الاستعباد فغنم من غزواته في ثلاثمائة ألف أسير بعث خمس هؤلاء الأسرى إلى الخليفة بالشام ... و سار بعدها ليفتح الأندلس :"وسار موسى إلى مدينة سرقسطة ومدائنها فافتتحها وأوغل في بلاد الفرنج يقتل و يسبي ويهدم الكنائس ويكسر النواقيس..." جرجي زيدان ج5 ص23 إبن الأثير الكامل ج3 ص272

ليجعل بعدها المسيحيون أفعال موسى بن النصير و أتباعه ذريعة للإنتقام من المسلمين و إنشاء محاكم التفتيش باسبانيا ... ولك ان تتخيل ماذا دون المؤرخون المسيحيون وماذا دونت الكنيسة وماذا روت الشعوب المعتنقة للمسيحية عن الغزو العربي للاندلس من جرائم ومذابح وهدم للكنائس وخطف وسبي للنساء بشكل مبالغ بلا شك اذا كان المؤرخون المسلمون قد دونوا هذا منحازين الى صف الغزاة بلا شك !!



هذه قطرة من فيض لجرائم الفتوحات الاسلامية .. فلا تعجب حين يطلق مجموعة من المتطرفين الاسلاميين اسم عقبة بن نافع على كتيبتهم التي تشن حربا على الجيش التونسي .. والعجيب ان هؤلاء المتطرفون ومسانديهم في مقالاتهم وكتب مراجعهم ورموزهم يلعنون كسيلة لغدره بعقبة ... وكأن العمليات الارهابية التي تقودها الحركات الاسلامية اليوم مسبوقة باعلان عن الحرب !!


لازال أغلب المسلمين يفاخرون بامجاد هؤلاء السفاحين والقتلة ولا يرون عيبا في الغزو والسلب والنهب والسبي الذي مارسه اجدادهم بينما تجدهم يبكون الظلم الدولي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني ويبكون "سقوط" الاندلس في ان واحد !!


انقسم المسلمون الى 3 فرق في مسألة الفتوحات .. فمنهم من تبرأ منها واتهم قادتها بالجشع واستغلال الاسلام لغايات توسعية ...


واما الفئة الثانية فحجتها في الدفاع عن الفتوحات أن الاسلام قد حرر تلك الاراضي من الخرافة والجهل والتخلف بانصهارها لاحقا مع الحضارة العربية الاسلامية ... هؤلاء أنفسهم يصفون الغزو السوفياتي لأفغانستان بالاحتلال وكذلك الحال مع الصهيونية بفلسطين ... قام الاتحاد السوفياتي ابان احتلاله لافغانستان بتشييد عشرات المدارس والمستشفيات وحاول جاهدا ضم البدو الى نمط الحياة الجديدة وكذلك فعلت بريطانيا من قبله ... والصور الملتقطة للمجتمع الافغاني وافغانستان في ذلك العصر تجعل من افغانستان البريطانية السوفياتية جنة على الارض مقارنة بأفغانستان طالبان ... فكيف يصح ان يصف هؤلاء المسلمون غزوات اسلافهم خارج جزيرة العرب بالتخليص من التخلف والانحطاط وغزو الاتحاد السوفياتي لافغانستان مشيدا للمدارس والمستشفيات بالاحتلال !!


وكذلك غزت فرنسا وبريطانيا نصف العالم وشيدتا السدود وسكك الحديد والبنى التحتية يوم كان العالم العربي والافريقي والاسيوي يعيش زمن القرون الوسطى ... فكيف يوصف ذلك بالاحتلال بينما يكون الغزو العربي الاسلامي فتحا وتحريرا !




والعالم العربي اليوم يعاني الفقر والتخلف والارهاب والخرافة .. هل يقبل هؤلاء المسلمون الغزو والاحتلال من قبل امريكا واليابان والبلدان الاوروبية بما ان الاسلام قد قام بالغزو ايضا لهذه الاسباب -حسب ادعائهم- !! يبقى الاحتلال احتلالا مهما سوغ الذرائع والمبررات ... لكن هكذا يفكر المسلمون , فكل عدوان ممارس من قبل قادتهم المقدسين هو فتح وتحرير مبين اما عندما يصبح العدوان مسلطا عليهم فهو حينئذ احتلال وجب مقاومته ...


وأما الفئة الثالثة فقد اتخذت موقفا صارما من الفتوحات .. وهو ان الاسلام قد أمر بغزو كل الاراضي والشعوب "المشركة" التي لا تحكم بشريعة الاسلام .. وأن الاصل في تعامل أمة الاسلام مع بقية الامم هو الحرب .. مدعومين في ذلك بعدة ايات واحاديث اضافة الى التراث الفقهي السائد الممتد منذ عصور البداوة حتى هذا اليوم .. وهؤلاء لا يخجلون من تلك المذابح ولا من السبي او الغنم ولا فائدة في الحوار معهم فمنطقهم السيف والسلاح والمواجهة ضدهم لا يمكن ان تكون الا بنفس اساليبهم اي بالسيف والسلاح والاساليب البوليسية ...



#هادي_بن_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نهاجم الإسلام ؟
- الرد على المدلس أحمد الشقيري
- سقطة الله الكبرى : بين موسى والخضر والغلام
- هراء المتدينين ضد الإلحاد : الإنتحار
- سقوط نظرية التطور : حقيقة أم تدجيل !
- رهان باسكال : رهانهم على الله ورهاننا على الإلحاد
- زرادشت يزور بلاد أبو عرب (2)
- رهان باسكال , الرهان الفاشل
- تصحيح - من الإسلام إلى الربوبية (1) -
- من الإسلام إلى الربوبية (1)
- زرادشت يزور بلاد أبو عرب (1)
- لا بد أن تنتصر سوريا
- من عبد الله القصيمي إلى أنسي الحاج
- بين عبد الله القصيمي و وعاظ السلاطين
- عبد الله القصيمي عن الدولة العربية الواحدة الكبرى
- من هرقل عظيم الروم إلى معاوية ابن ابي سفيان
- هكذا أراد الحسين !
- منظمة شباب هتلر - هل ستعود بعقيدة جديدة ؟
- الحمد لله على نعمة الإسلام !
- كيف أصبحت إشتراكيا


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هادي بن رمضان - التاريخ الدموي للإسلام : شمال أفريقيا والأندلس نموذجا