أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل عبدالله - شخصية هيراقليطس - من تحامل أرسطو الى تشويه النقاد العرب















المزيد.....



شخصية هيراقليطس - من تحامل أرسطو الى تشويه النقاد العرب


عادل عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4532 - 2014 / 8 / 3 - 12:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"شخصية هيراقليطس"
من تحامل أرسطو عليها الى تشويه النقد العربي لها
عادل عبد الله
"ما من قضية لهرقليطس، لم أكن قد احتضنتها في منطقي.... و في الحقيقة يمكن ان نقول عن هرقليطس ما سبق لسقراط ان قاله : ان ماتبقّى لنا من هرقليطس رائع، وان علينا أن نخمن، أن الذي ضاع منها، كان رائعا أيضا"
- هيجل:محاضرات في تاريخ الفلسفة -
" وظل يساورني شك فيما يتصل بهرقليطس الذي يبعث اتصالي به الدفء فيّ ويجعلني أكثر رشاقة مما يفعل اتصالي بغيره أيا كان"
- نيتشه: الفلسفة في العصر الاغريقي -
" يوصف هيرقليطس بالمظلم، غير انه هو المنير، ذلك انه ينطق عن المنير، عندما يحاول الإهابة بظهوره، وتجليه في لغة الفكر"
- هيدجر: نداء الحقيقة –


في تاريخ النقد الفلسفي كله، لم ينل مفكر كبير من التجريح وتشويه السمعة الشخصية والمكانة الفكرية، ما ناله الفيلسوف الكبير هيراقليطس.
و سواء أكان مثل هذا الفعل الاخلاقي- المعرفي صادرا عن العوام من الناس – أبناء مدينته أفسوس – أو كان صادرا عن مفكرين عظام كأرسطو فأننا نستطيع أن نفهم القصد المبيت و السبب الواقعي لتلك الأفعال كلها، أما ما لا نستطيع فهمه أبدا فهو التحامل غير المبرر والتشويه المتعمد لشخصية هيراقليطس و مكانته، ذلك الذي قرأناه و ما زلنا نقرأه في الدرس العربي لنقد الفلسفة الغربية .
أحقاد أرسطو

قدر تعلق الأمر بأرسطو، ان هيرقليطس ينتهك بشذرة ( النهر) الشهيرة، مبدأ "عدم التناقض" وهو المبدأ الذي رأى أرسطو انه يُنتهك من خلال مبدأ التغير ذاته، ذلك لأن الأشياء إذا كانت كلها في تغير مستمر فأن الشيء الموجود "الثابت" يكون ولا يكون في الوقت ذاته، ومثل هذا المغزى بالتحديد هو الذي "جعل أرسطو يتهمه بارتكاب الجريمة العظمى أمام محكمة العقل"( 1).
و لذا فقد شن ارسطو حربه الفكرية الشعواء على فكر ومكانة هيراقليطس، حتى أننا نستطيع القول مطمئنين الى أن أرسطو هو السبب المباشر والعلة الفاعلة الأولى التي تسببت في الحط من شخصية ومكانة هذا المفكر العظيم، أما لمن يشكك في صدق هذه المسألة فيمكن أن نسوق له الأدلة التاريخية الآتية :

1- إن الملاحظة الأولى التي دوّنت بشأن نص هيرقليطس، من حيث رد سبب غموضه إلى مزاجه السوداوي الذي اكسبه فيما بعد لقب "المظلم" كانت قد دونت هذه الملاحظة لأول مرة، من قبل أرسطو، كما يقول ذلك بكل ثقة أحد أكابر الشراح، أعني زيللر(2 ).
2- ان أرسطو نفسه، ينفرد مرة أخرى، بتقديم رأي غريب عن سبب غموض نص هيرقليطس مفاده : "ان غموض هيرقليطس أحرى ان يكون نتيجة لإهماله قواعد التأليف، وبسبب من لغته غير المكتملة، حيث من وجهة نظر تتعلق بالنحو، ان ثمة نقصا في علامات الترقيم، بحيث لا تمكن معرفتنا- ما إذا كانت الكلمة تعود قواعديا إلى ما سبقها أو إلى ما يليها، هذا هو ما كان يقصده أرسطو"( 3) كما يقول هيجل.
أما ولرايت فيقول بالاتجاه نفسه: "في كتاب أرسطو المزعوم demundo يسمى هيرقليطس بأنه – المظلم- وينقل ديوجنيس اللائرسي قوله بأنه ملغز- ويتحدث ترتوليان بازدراء واضح على انه مكفهر، بينما يعلن عنه كلمنت الاسكندري انه: أحب ان يخفي الميتافيزيقيا في لغة الأسرار وهذه الملاحظة منصوص عليها بدرجة واسعة، ويقول أرسطو- Retoric lll - ان وضع التنقيط عند هيرقليطس ليس عملا سهلا لأننا لا نستطيع ان نخبر ما إذا كانت كلمة معينة تخص ما يسبق أو ما يلحق"( 4)
جدير بالذكر، ان هذه المسألة ذاتها بوصفها سببا لغموض نص هيرقليطس تستحضر، منسوبة لأرسطو في عدد من المؤلفات العربية، منها: كتاب الدكتور مصطفى النشار، ص 127، وكتاب الدكتور آل ياسين ص 47، وكتاب الدكتور الاهواني ص 101.
3- ان ثيوفراستوس الذي يعزو سبب غموض نص هيرقليطس، إلى"مزاجه السوداوي، أو إلى اختلال عقل صاحبه(5). حيث ان ثمة أجزاء من كتابه نصف مكتملة، وان أجزاء أخرى منه مضطربة"(6).
أقول ان ثيوفراستوس هذا، كان متابعا لأرسطو- فيما ذهب إليه من رأي كما يدوّن ذلك "برنت".(7 )
4- ان أرسطو، هو أول من نسب إلى هيرقليطس قوله بـ"نظرية الاحتراق الكوني" والبعث الدوري له، على الرغم من رفض شللرماخر وهيجل نسبة هذه النظرية إليه(8).
فهذه المسألة من حيث نسبتها إلى أرسطو، جرى حولها نقاش كبير، يقول ولرايت: ان أرسطو يعلق في كتاب السماء "ان الجميع متفقون على ان العالم يتكون، ولكن بعضا- وقد يحدث التكون- يقولون ان العالم المتكون ابدي- ويقول آخرون، انه قابل للفساد، شأن اي تكون طبيعي آخر، وآخرون يعتقدون أيضا مع امبادوقلس الاكراجاسي و هيرقليطس الافسوسي ان هناك تبدلا في عملية الفساد التي تأخذ هذا الاتجاه آناً، وذاك الاتجاه آنا آخر، ثم تستمر بلا نهاية"(9 ).
ومن الممكن –بطبيعة الحال- ان أرسطو قد يكون اخطأ في نسبة آراء هيرقليطس التي تطورت على يد هيراقليطيين ذوي أسلوب ذاتي معين في القرن الرابع"( 10).
5- مثلما اشتد النزاع بين الشراح والفلاسفة، حول إمكان قول هيرقليطس بنظرية الاحتراق الكوني، أم لا، يشتد إلى يومنا هذا، نزاع آخر حول إمكان نسبة هيرقليطس إلى المدرسة الملطية، تلك التي اتخذ كل واحد من فلاسفتها احد عناصر الطبيعة الأربعة، لينظر له بوصفه أصلا للعالم.
والمهم في هذا، ان أرسطو هو أول من قال بنسبة هيرقليطس إلى هذه المدرسة على الرغم من الشجب القوي لمثل هذا الإجراء الفلسفي.
يقول ولرايت: "إن التأكيد على تفسير طبيعي للنار الهرقليطية، نشأ منذ العصور القديمة، وبقدر ما يخبرنا شاهد وثائقنا الموجودة، فان أرسطو وبعض شراحه، وعددا من كتاب الروايات منذ ثيوفرسطوس، هم الذين جعلوا الفكرة متداولة منذ القدم، وهكذا يتحدث أرسطو في كتابه، السماء، عند هؤلاء الذين يفسرون العالم بالإشارة إلى عنصر أساسي مفرد، وهي ملاحظة يبيّنها، مضيفا ان بعضهم يأخذ العنصر الأساسي على انه الماء، وآخرين على انه الهواء، وآخرين على انه النار، وبعضا آخر على انه شيء ما وسط بين الماء والهواء، وبالرغم من ان هيرقليطس غير مذكور هنا بالاسم فان الإشارة هنا إليه بوضوح والى إتباعه، وان التفكير الرئيسي الذي ينبغي ان يلاحظ هو ان أرسطو يأخذ نظرية النار على أنها موازية لنظريات الماء والهواء"( 11).
ولم يكتف أرسطو بذكر هذه المسألة ذاتها في كتابه "في السماء" إنما جاء على ذكرها مرة أخرى في كتابه "الميتافيزيقيا" يقول ولرايت: "وفي الميتافيزيقيا بالمثل وبعد ان يتحدث عن نظرة انكسماس ان الهواء هو المبدأ الأول.. يذكر بطريقة المقارنة نظرة هيرقليطس في ان مثل هذا الدور تلعبه النار، وطبيعي تماما ان يتفق شراح أرسطو عادة مع التفسير"(12).
ولأن فكرة النار الهرقليطية كما وردت في شذرات هيرقليطس، تأبى مثل هذا التصنيف الطبيعي لها، يقول ولرايت: "ان نار هيرقليطس هي في الحال العنصر المادي، اللهب المألوف الذي يحترق ويصطفق، ومع ذلك فهي تجسيد ورمز للتغير في العموم أيضا ، ولكن حتى هذا المظهر المزدوج لا يوهن من طبيعتها لان النار معروفة أيضا على أنها الضوء الداخلي للعقل وللمعرفة الروحية"( 13).
ويقول وولترستيس مؤكد الصفة العقلية لنار هيرقليطس: "ثم تتوحد النار بصفة خاصة- مع الحياة والعقل، فهي العنصر العقلي في الأشياء، وكلما كانت هناك نار كان هناك مزيد من الحياة ومن الحركة... وبالتالي فان النفس نار وهي شأن جميع النيران الأخرى تحرق نفسها دائما وتحتاج إلى تغذية"( 14).
6- ان أرسطو نظر إلى هيرقليطس "كمنتهك لقانون عدم التناقض، بافتراضه لنظرية معرفية غير مترابطة، تتأسس على فكرة الجريان والتدفق جوهريا"( 15).
ان قراءتنا للفقرات الست في أعلاه، تسفر عن وجود قاسم مشترك يتخلل مضمونها جميعا، هو بشكل مباشر: ان مضمون هذه الفقرات كلها يشير إلى ان أرسطو، المعلم الأول، هو المصدر الأول لإعلانها تاريخيا، من جهة،، ثم ان هذه الفقرات كلها، ومن جهة أخرى، قابلة للردّ، أو النقض أو الشك في صحة نسبتها لهيرقليطس.

هيراقليطس في النقد الفلسفي العربي

بحسب أقدم المصادر التاريخية وأكثرها أهمية واستذكارا في دراسة المؤرخين والشراح والفلاسفة لفكر هيرقليطس وحياته، يكتب ديوجين لاريتيوس، مؤرخا لهيرقليطس: "ظهر أمره في الأولمبياد التاسع والستين، وهو من مدينة افسوس، وكان أبوه يسمى بلوزون، وكان يسمى في اصطلاحهم الفيلسوف المعمى، لأنه كان لايتكلم الاّ بالألغاز وكان يحتقر الناس ولايعتبر الاّ نفسه"( 16).
في تدوينه لحياة هيرقليطس، روى ديوجين لاريتيوس، مجموعة من الإحداث الواقعية المهمة التي يعتقد ان هيرقليطس قد عاشها بالفعل، فضلا عن، تدوينه لبعض من تعاليمه الكبرى المعرّفة بمذهبه.
وفي مطالعتنا عن قرب لتلك الأحداث، نجد ان أسلوب المؤرخ الحيادي وغياب التعليق الذاتي على الحدث، هي السمات التي تميز طريقة سرده للأحداث، أقول ذلك، لان هذه الأحداث أنفسها، قد تم عرضها والاحتفاظ بها والإضافة إليها أحيانا من دون مبرر منطقي أو واقعي لهذه الإضافة، في العديد من المؤلفات اللاحقة التي دونها المؤرخون والشراح من بعده غير انه قد تم – من جانب آخر- تأويلها على نحو فهم المؤلف لها، أو ربطها وعرضها وتوظيفها في سياق محدد، يشي بقصدية ما، لاتخلو من محاولة إقناع القارئ بسلبية شخصية هيرقليطس أو فضاضتها وتعجرفها، وتعاليها النفسي الأصيل على الناس، وهو الأمر الذي سنسعى هنا إلى التدليل عليه في بعض من تلك المؤلفات التي نهجت هذه الطريقة.
في الحقيقة، ان ديوجين، كان قد روى مجموعة مهمة من الأحداث، غير ان قسما مهما منها، لانجد له أي أثر أو استحضار في عدد من كبير من المؤلفات اللاحقة التي تقتبس عنه وتشير إليه مصدرا، في حين، نجد ان أخبارا أخرى مروية عن ديوجين نفسه، كان قد تم استحضارها على نحو مكرور، بحيث يمكن النظر إليها كقاسم مشترك أعظم تحتفظ به المؤلفات كلها تقريبا. وفي مراجعتنا وفحصنا لطبيعة تلك الأحداث بشقيها، أي بما تعاقد المؤلفون على ذكره منها، من جهة، وما تم لهم- بقصد أو بغير قصد- إغفاله منها، وجدنا ان مجموعة الأحداث المروية عن ديوجين، والتي ذكرها المؤلفون واحتفظوا بها عن هيرقليطس بها، تلتقي في نقطة أخلاقية وسلوكية، مفادها – بعنوان اكبر- النيل من مكانة هذه الشخصية وإدانة تعاليها وعجرفتها كسعي شخصي لإثبات ذلك. أما مجموعة الأحداث الأخرى، التي نعتقد إغفال المؤلفين لها، فهي تلك التي يمكن تصنيفها على أنها، مما يمكن حسابه لصالح أخلاقية الرجل هيرقليطس وإنسانيته تجاه مواطنيه. ومما تجدر الإشارة إليه هنا، أيضا، هو ذلك الاجتهاد والتأويل الشخصي لهذه الشذرة أو تلك بطريقة لاتنسجم ومعناها الفلسفي أو الواقعي الذي أراد هيرقليطس لها ان تفهم به. ولا بأس هنا من استحضار نماذج من طائفتي المرويات المتباينة، التي تحدثنا عن نوعها، مشيرين بالمجموعة الأولى منها، إلى تلك التي تؤكد نزعته الإنسانية وحرصه على تعليم الناس ونقدهم باتجاه صلاحهم.
في الترجمة العربية لكتاب ديوجين نجد النص الآتي:
"وكان له صاحب صديق، يقال له هرمودوس، نفاه أهل مدينة افسوس فمن ثم كان حزينا، وكان ينادي بأعلى صوته ويقول: ان جميع رجال هذه المدينة يستحقون الموت، وأولادهم النفي، لتمحى ذنوبهم التي فعلوها من نفيهم أعيان أهل بلادهم وأعظم شجعانهم من أهل جمهوريتهم"( 17).
أما النص الانكليزي للواقعة ذاتها، فيرد على النحو الآتي:"وقد هاجم الافسوسيين أيضا، لمعاقبتهم صديقه هيرمودورس، قائلا لهم: ان أهل افسوس يحسنون صنعا عندما يضعون نهاية لحياتهم ويدعون مدينتهم للصبيان، لأنهم أقدموا على نفي هيرمودورس أفضل رجل بينهم، قائلين: لانريد رجلا أفضل بيننا، فان كان بيننا احد كهذا، فان عليه الذهاب إلى مكان آخر، ليكون منسجما فيه مع أناس غيرنا"( 18). وبالطريقة نفسها مع إضافة مهمة، يستحضر هيجل الواقعة، قائلا: "وينسب ديوجين إلى هيرقليطس قوله: ان أهل افسوس يستحقون جميعا ان تدق أعناقهم، وان يدعوا مدينتهم للصبيان، لأنهم نفوا صديقه هيرمودورس، أفضل رجل بينهم، ثم أعطونا السبب لفعلهم هذا، وهو: ان من يعيش بينهم ينبغي ألاّ يكون متميزا عنهم، فان كان احد منهم كذلك، فان عليه ان يكون في مكان آخر وبين أناس آخرين"( 19).
يضيف هيجل معلقا "وانه للسبب نفسه، ذلك الذي حدث في ديمقراطية أثينا، حيث كان الرجال العظام يرسلون للعقاب"( 20)
وليس يخفى أن هيجل يشير هنا إلى واقعة موت سقراط.
2- ومما يرويه ديوجين عن هيرقليطس، انه قال:
"إن الحاجة، لإطفاء غيظ النفوس، أكثر من الحاجة لإطفاء حريق"( 21).
وقوله أيضا: "إن على الناس أن يقاتلوا من اجل "القانون" كما يقاتلون من اجل أسوار مدينتهم"( 22).
3 - "كان هيرقليطس يأوي إلى معبد ديان Diana ويبدأ اللعب بالنرد مع الصبيان، وحين يتجمع أهل افسوس من حوله متعجبين من فعله، كان يقول لهم: ممَ تعجبون؟ أليس هذا الفعل، أفضل من العيش بينكم والانشغال بشؤونكم؟"( 23).
4- "أحيانا، كان هيرقليطس في كتاباته، يعبر عن نفسه بوضوح عظيم، حتى يكون بوسع أكثر الناس غباء أن يفهموا ويتلقون روح السمو منه"( 24).
5- يقول ديوجين إن كتاب هيرقليطس"دفة سفينة محكمة لقيادة الإنسان قدما خلال ممر الحياة"( 25).
6- "وقيل انه لما سئل عن احتفاظه بصمته، أجاب: إنا صامت، من اجل أن أجعلكم تتكلمون"( 26).
في نص آخر، يرويه ديوجين عن دايودوتيس، إن هذا الأخير نظر إلى كتاب ديوجين بوصفه: "دفة سفينة محكمة لقيادة الإنسان قدما خلال ممر الحياة"( 27).
في حين سمّى آخرون كتابه –بحسب ديوجين- "دليل السلوك"(28 ).
1- وفي واقعة أخرى بالغة الدلالة- يروي ديوجين، ما نصّه:
"وقيل أن يوربيدس- أعطى سقراط كتابا صغيرا لهيرقليطس ليقرأه، ثم سأله بعد ذلك عن رأيه به، فأجاب سقراط: إن ما فهمته منه كان جيدا- وما لم افهمه فأعتقد انه جيد أيضا، غير أن الكتاب يحتاج إلى غواص ماهر ليبلغ معناه"( 29).

هذه هي الطائفة الأولى من وقائع حياة هيرقليطس وبعض آرائه التي لانكاد نجد لها أثرا واستحضارا في متون عدد كبير من المؤلفين الذين عنوا بتدوين سيرته.
أما الطائفة الأخرى من وقائع حياته التي يحرض المؤلفون على استحضارها حينا والتعليق عليها باجتهاد وتأويل خاص منهم، فهي، نقلا عن المعنى الذي وضعه ديوجين، مع تأويل أو صياغة جديدة لها:
1- "لقد كان هيرقليطس ارستقراطيا، وكان له كره الملوك للعوام من الناس، ولم يكن هيرقليطس يحتقر العوام فقط، بل انه لم يوجه كلمة ثناء واحدة لأي من المشاهير السابقين عليه"( 30).
2- "إن أسلوب هيرقليطس هو مضرب الأمثال proverbially في الغموض وهو الأمر الذي جرّ عليه فيما بعد لقب "المظلم"( 31).
3- يقول زيللر مقدما لبحثه عن هيرقليطس"انه كان مليئا بالكراهية لأعمال الرجال وآرائهم ، ولم يكن مقتنعا حتى بأكثر الحكماء شرفا من أبناء عصر وأمته"(32 ).
وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه الصفات الشخصية لهيرقليطس قد تم الاحتفاظ بها وحدها- مع شيء من الصياغة المختلفة أو الإضافة المجتهدة لها- في معظم الدراسات العربية عن هيرقليطس، ولا بأس هنا من ان نستحضر بعضها مؤكدين على الزيادات التي نعتقد أنها تعبر عن سوء فهم أو عجالة في التعامل مع النص قيد دراستهم.
يقول الدكتور حربي عباس عطيتو :
1- "تميز هيرقليطس بالنزعة الارستقراطية والاعتداد بالنفس والشعور بالعظمة والكبرياء- وقد بالغ في ذلك حدّ الغلو والإسراف -كأنما هو من طينة غير طينة البشر- إذ كان يحتقر العامة ومعتقداتها الدينية، ولم يكتفِ بازدراء القطيع من الدهماء، بل ازدرى أيضا عظام أمته"( 33).
وليس يخفى على قارئ النص هذا لهجة التحامل على هيرقليطس وإسراف المؤلف في سبغ صفات سلبية على شخصيته.
وفي السياق ذاته، اي في السياق الذي يستحضر فيه المؤلف، احتقار هيرقليطس لمواطنيه، يذكر مباشرة امتهانه لأفكار هوميروس وهزيود وازخيلوس، ثم يتبع ذلك بالفقرة التي تقول "كما شنّ هجوما منه على ديمقراطية افسوس، حيث يقول- اي هيرقليطس: يجب أن يحارب الناس من اجل قانونهم وان يدافعوا عن أسوار مدينتهم"( 34).
ولست أعرف على وجه التحديد، ماهي الصلة بين هجوم هيرقليطس على ديمقراطية مدينته، و الشذرة التي تم له استحضارها، على نحو مخطوء، إذ أن الترجمة الصحيحة لها هي "يجب أن يحارب الناس من اجل قانونهم، كما يحاربون من اجل أسوار مدينتهم" بحسب برنت و ولرايت الذي يحتفظ بهذه الترجمة لبرنت، ومن ثم يقدم تفسيرا رائعا لها مفاده، أن هيرقليطس"يربط سور المدينة بفكرة قانون المدينة، ويربط قانون المدينة، وبمساندة التورية بـالوعي العقلي"( 35).
2- في الكتاب الأكثر شهرة وتداولا في الدرس الفلسفي العربي، بقدر تعلق الأمر بهيرقليطس، وأعني كتاب "فجر الفلسفة اليونانية" للدكتور احمد فؤاد الاهواني، يرد النص هذا:
"وظلّ الملك محصورا في أسرته زمنا طويلا، ولعل هذا يفسر ما آثر عنه من تكبّر على اقرأنه"( 36).
وينقل الدكتور الاهواني عن جومبرز، "ان هيرقليطس باعتباره كان من الأسرة المالكة، -كان يطمع في العرش- ومع انه تنازل عن حقوقه لأخيه، غير انه كان يتدخل من حين لأخر في السياسة وفي حقوق العرش وانه طلب من الأمير ميلانكوماس التخلي عن الحكم الذي اغتصبه بغير حق"( 37).
يضيف الاهواني: "ان هيرقليطس لاعتقاده في بلادة العامة وغبائهم أراد ان يلفت أنظارهم بهذه الأقوال المتناقضة التي تهدف إلى إيقاظ الأذهان أكثر من معرفة الحقيقة"( 38).
يتقدم الاهواني خطوة أخرى باتجاه تهويل سلبيات شخصية هيرقليطس وبما يشبه النعت ببذاءة لسانه يقول:
"وكان هيرقليطس يعرف السابقين عليه معرفة وثيقة، قرأ لهم واطلع على آرائهم، ونقدهم جميعا، ولم يسلم من لسانه إلا بياس، حكيم بربين- ولعل ذلك يرجع إلى اتفاقهما في الرأي، إذ كلاهما كان يحتقر الناس ويرى معظمهم أشرارا"(39 ).
3- أما الدكتور عزت قرني، فيكتب : والقارئ للشذرات الباقية من كتابه، في الطبيعة، لايملك إلا ان يلاحظ احتقار هيرقليطس للعامة وللجموع بصفة عامة، وقد يكون سبب هذا سياسيا، فهو كما قلنا ينتمي إلى الحزب الارستقراطي فهو إذن ضد حكم عامة الشعب في النظام الديمقراطي, ثم بعد ان يستحضر واقعة نفي هيرومودوروس، يعلق الدكتور قرني: "وهيرمودوروس هذا، كان صديقا لهيرقليطس، وكان مشرعا كبيرا، ولكن يبدو ان النظام الديمقراطي، أزاحه من الحكومة ونفاه وربما كان ذلك بعد هزيمة الفرس- فيكون من المحتمل في هذه الحالة ان صديق هيرقليطس كان متعاونا مع الفرس ( 40).
واضح هنا، أننا بإزاء فرضيات يعتقد الدكتور قرني حدوثها واقعا, على الرغم من انتفاء ما يعزز وجودها في التاريخ، وواضح أيضا ان مفردات مثل "وقد يكون" – "ولكن يبدو" – "ربما كان ذلك"- "فيكون من المحتمل" – هي إشارات مبنية على الظن، وان الإفراط في استخدامها يفقد الروح العلمية في التدوين شروطها.
4- الدكتور ماجد فخري، يحتفظ هو الآخر باستحضار معلومة غموض أسلوب هيرقليطس، مضيفا في فقرة تالية: "على الصعيد الديني، يبدو ان هيرقليطس لم يتخلّ عن المعتقدات الشائعة في عصره، فهو يشيد لسيد دلفي الذي لاينطق ولايخفى غرضه، بل يرمز رمزا"( 41).
وهو أمر يستدعي التوضيح بلا شك، لان هذه الشذرة لايمكن توظيفها في هذا السياق، إنما تعني لدى كثير من الشراح، محاولة هيرقليطس لتشبيه أسلوبه في الكتابة بأسلوب سيد دلفي، والإلهة سبيل، يقول برنت "ان الشذرتين اللتين تتحدثان عن آله دلفي وسبيل Delphic gad and sibyl في الشذرتين 11، 12، يبدو إنهما تشيران إلى ان هيرقليطس كان على دراية بكتابته بأسلوب نبوئي كمن يوحى له oracularstyle وحين نسأل: لم كان يفعل هذا، - نجيب-: قبل كل شيء، كانت هذه هي طريقة الكتابة في ذلك العصر، فضلا عن الأحداث المثيرة التي حدثت خلاله، والتأثير الذي أحدثه الإحياء الديني، كل ذلك أعطى نبرة نبوئية prophetic tone لجميع قادة الفكر آنذاك"( 42).
5- أما الدكتور محمد جديدي، فيكتب عن شخصية هيرقليطس وأسلوبه ما يأتي: "وقد رسمت كتب تاريخية شخصية هيرقليطس ووصفتها بكونها شخصية ارستقراطية- جردت من وظائفها من الطبقة التي ينتسب إليها"( 43).
ومن الواضح لدينا، ان هيرقليطس قد تخلى بملء إرادته عن منصبه الديني لأخيه كما تتفق جميع الدراسات على ذلك, يضيف جديدي: "وكان هيرقليطس يزدري معاصريه من المفكرين وسابقيهم، وقد اتجه في أسلوبه إلى الرمزية والتشبيه واستعمال عبارات مبهمة، وهو نفسه يصف مؤلفه بقوله :انه لا يفصح عن الفكر ولا يخفيه، ولكنه يشير إليه"( 44).
ومن الواضح القول هنا، ان السياق الذي يستحضر خلاله الدكتور جديدي هذه الشذرة يشي أو يتضمن معنى القصدية في إبهام هيرقليطس لعباراته في مؤلفه، في حين ان هذه الشذرة وكما تم بيانها بالاستناد إلى "برنت" تشير إلى معنى آخر.
ثم يختتم الدكتور جديدي سرده وتعليقه على وقائع حياة هيرقليطس وأسلوبه، بقوله: "وعلى العموم فإن الكتاب، بما بقي منه، وبما نقرأ اليوم من شذراته المحدودة، غامض الأسلوب، كثير المجاز، مبتسر المعنى، ومنه بقي الغموض يكتنف شخصية صاحبه، وعجزت أقلام المؤرخين عن إمدادنا بصورة واضحة ومكتملة عن حياة هذا الفيلسوف، بل وربما زادت من غموضها"( 45).
هنا، ومن خلال ما تقدم كله، يحق لنا التساؤل عن مسألتين:
أولاهما: هل يمكن النظر إلى وقائع ازدراء هيرقليطس للعوام من مواطنيه وللمشاهير منهم أيضا، نظرة أخرى اقرب إلى فهمها إنسانيا، سواء أتعلق الأمر بهم أم بشخصيته نفسها؟.
أما المسألة الأخرى، فهي: هل كان أسلوب هيرقليطس غامضا ملغزا مبهما حقا، لا سبيل إلى فهمه، أم ان قراءة عميقة متأنية لفكرة يمكن لها ان تهتك ستر الظلام الذي يغطيه، وان تكشف بالتالي عن النور الذي يكمن تحته؟
بإزاء المسألة الأولى، نقدم مثالا رائعا لإمكان فهم تعالي هيرقليطس على مواطنيه وازدرائه للمشاهير منهم، على وفق أسلوب منصف له ولهم أيضا، تقول مارغريت تايلور بهذا الصدد:
"و هيرقليطس هو الأول بين الفلاسفة – اليونان الذين بقيت من كتاباتهم مجموعة من الشذرات كافية لإعطائنا انطباعا محددا وحيا لشخصية وراء فلسفته فحينما نمرّ خلالها نطلع على أحكام عقل مستقل وقوي وأصيل، وكذلك خلق الرجل نفسه، واتجاهه في الحياة والناس والسلوك، من يحبه ومن يكرهه ومخاوفه وعاطفته نحو الحق، كلها تكشف عن نفسها في ألفاظه، فهو يبدو كأنه رجل متوحد، وربما ليس فردا محبوبا"( 46).
وبعد ان تستحضر تايلور عددا من شذراته التي تعتقد أنها تدل على تعاليه وامتهانه للبشر، ومن بينها واقعة نفي صديقه هيرمودوروس، تعلق على ذلك بقولها: "وبالتأكيد يقع الشعور الشخصي، وحرارة العاطفة الدفاعية للصداقة الحقيقية وراء هذه الكلمات الحانقة.... وبعد فان من الغبن لهيرقليطس، الاّ يعرف، ان خشونة حكمه على تابعيه، إنما هو نتيجة إحساسه القوي بالتضامن الاجتماعي، وانه رغم هذا لم يستطع ان يجد كلمات قوية تكفي لإدانة الفردية الأنانية التي تمنع تحقيق الخير العام، وأكثر من ذلك، ان افتراضه للتفوق يلبس صورا مختلفة في ضوء حقيقة كونه لم يرَ المعرفة التي يطلبها لنفسه، كملكية فردية يستأثر بها، ولكن إلى حد ما كشيء عام يمكن ان يشارك فيه الكل، إذا أمكنهم ان يفتحوا عقولهم: من الحكمة ان يصاخ السمع لا بالنسبة ليّ ولكن إلى الكلمة"( 47).
أما المسألة الثانية- المتعلقة بغموض أسلوب هيرقليطس- فيمكن لنا إقامة الدليل على تهافتها من خلال إشارتنا إلى عدد من الدراسات القيمة التي قدمها لنا نخبة من المفكرين وشراح الفلسفة، ونخص بالذكر من الطائفة الأولى منهم، هيجل ونيتشه وهيدجر ومن الطائفة الثانية، برنت وزيللر وأويغن فنك وولترستيس وماركريت تايلر وفيليب ويلرايت وآخرون، حيث قدم لنا كل واحد منهم، عرضا متسقا شيقا ورائعا لمذهب هيرقليطس من خلال شذراته نفسها موضع اللبس والغموض لدى سواهم.
ولأننا سنبحث مسألة غموض أسلوب هيرقليطس في مبحث لاحق تفصيلا فإننا سنكتفي هنا، باستحضار نص نيتشه، وهو يفصل لنا المقال في هذه القضية موضع الخلاف:
يقول نيتشه: "ان هؤلاء المستائين، هم أنفسهم أيضا الذين غالبا ما ينتحبون أمام غموض أسلوب هيرقليطس ومما لاشك فيه، إننا لانعرف أبدا رجلا كتب بشكل أوضح وأكثر شعاعا، انه لأسلوب مقتضب فعلا، فهو إذن غامض بالنسبة للذين يقرأون وهم راكضون"( 48).

الهوامش
(1 ) نيتشه : الفلسفة في العصر المأساوي الإغريقي، ص 54.والإشارة هنا إلى عدد من شذرات هيرقليطس ومنها (كل شيء يتغير..ومنها شذرة النهر)
( 2) See: zeller:Out Line of Greek Phi, op. cit. p66.
(3 ) Hegel: Lectures on the history of philosophy op. cit. p 282.
( 4) ولرايت: هيرقليطس، ص 149.
( 5) الاهواني: فجر الفلسفة اليونانية، ص 101.
( 6) Diogenes: live of eminent philosophers op. cit. p 413.
(7 ) See: Burnet Early Greek Philosophy: p 142. فقرة 66.
( 8) See: zeller, op. cit. p 69.
( 9) ولرايت: هيرقليطس, مصدر سابق، ص 71.
( 10) المصدر نفسه: ص 71- 72.
(11 ) ولرايت: هيرقليطس, ص 53.
( 12 المصدر نفسه: ص 54.
( 13) المصدر نفسه: ص 54.
( 14) ستيس, وولتر: تاريخ الفلسفة اليونانية ,ترجمة مجاهد عبد المنعم مجاهد ,المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع, بيروت,2005 ، ص 61.
( 15) Stanford Encyclopedia. Op. cit.
( 16) ديوجين لايرتيوس: مختصر ترجمة مشاهير قدماء الفلاسفة، ترجمة عبد الله حسين، تقديم مصطفى لبيب عبد الغني، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2006، ص 68.
( 17) ديوجين لايرتيوس: مختصر ترجمة مشاهير قدماء الفلاسفة، ترجمة عبد الله حسين تقديم، مصطفى لبيب عبد الغني، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة 2006، ص 68.
(18 )Diogenes laertius: live of eminent philosophers with the English translation by r.d. hicks, m. a. London, William heinenann. p409- 410.
(19) Hegel: Lectures on the history of philosophy. P. 279
20) Hegel: Lectures on the history of philosophy. P. 279.1)
(21) Diogenes : live of eminent philosophers, p 410.
(22) ibid
(23 ) Diogenes laertuis: live of the philosophers, translated by c.d.yonge, London, Henry c.bohh,1853.p258.
( 24) ibid: p 259.
(25) Ibid: p 260.
(26 ) Ibid: p 261.
(27 ) Ibid. p 287.
(2 ) Ibid. p 287.
( 29) Ibid p. 419.
(30) Burnet, john: Greek philosophy,Thales to Plato, p. 45. فقرة 39.
(31) Burnet,john:Early Greek philosophy, p. 132, فقرة 64.
( 32) Zeller: outlines of the history of Greek op. cit. p 60.
( 33) د. حربي عباس عطيتو: ملامح الفكر الفلسفي عند اليونان- دار المعرفة الجامعية- الإسكندرية، 1992، ص62.
( 34) المصدر نفسه، ص 62.
( 35) ولرايت: هيرقليطس , مصدر سابق، ص 116.
( 36) الاهواني، احمد فؤاد، فجر الفلسفة اليونانية، ص 113
(37) المصدر نفسه :ص 113
( 3) المصدر نفسه، ص 103.
( 39) المصدر نفسه: ص 114.
( 40) قرني ,عزت: الفلسفة اليونانية حتى افلاطون، جامعة الكويت، 1993، ص 38.
( 41) ماجد فخري، تاريخ الفلسفة اليونانية، من طاليس الى أفلوطين، ط 1، دار العلم للملايين، بيروت، 1991، ص 37.
( 42) Burnet, john: Early Greek Philosophy. P 132. فقرة 64.
( 43) جديدي، محمد: الفلسفة الإغريقية، ط1، الدار العربية للعلوم ناشرون، منشورات الاختلاف، الجزائر، 2009، ص 158.
( 44) المصدر نفسه: ص 158.
( 45) جديدي، محمد: الفلسفة الإغريقية, ص 160.
( 46) تايلور: الفلسفة اليونانية، ص 28.
( 47) تايلور: الفلسفة اليونانية: ص 30.
( 48) نيتشه: الفلسفة في العصر المأساوي الإغريقي: ص 63.



#عادل_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطلق الهيجلي - إنقاذ مفهوم الله من التصور الديني اليهودي و ...


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل عبدالله - شخصية هيراقليطس - من تحامل أرسطو الى تشويه النقاد العرب