أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - الموساوى موس ولد لولاد - العلاقات التارخية العربية اليهودية القائمة على الصداقةوالتعائش المشترك















المزيد.....

العلاقات التارخية العربية اليهودية القائمة على الصداقةوالتعائش المشترك


الموساوى موس ولد لولاد

الحوار المتمدن-العدد: 1280 - 2005 / 8 / 8 - 08:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


السلام عليكم .
لقد تراجعت عن نشر مقالى اعجابا بمقال الاستاد المحاضر باسرائل.نطرا لما يحتوى عليه من الحقائق الدامقة لواقعنا العربي المؤسف.
مردخاي كيدار

الحياة في الوطن العربي وجودتها – أرخص بضاعة في العالم. لماذا؟



لقد ترددتُ طويلا في كتابة هذه المقالة كوني يهوديا واسرائيليا فربما يستغرب البعض ويتساءل: ما لهذا اليهودي ولحياة العربي وجودتها، وخاصة في ضوء ما يدور في فلسطين، ولكن بعد ان شاهدت صور اشلاء عشرات العراقيين الأبرياء تتناثر في شوارع بعقوبة لمجرد رغبتهم في الانخراط في قوى إنقاذ وطنهم لم اعد اتمكن من السكوت، ولكل قارئ الحق في غض نظره من أقوالي.

حينما يستعرض شخص من خارج العالم العربي التاريخ العربي الحديث وواقع المجتمعات في الشرق الأوسط لا مفر له من ان يستنتج بأن حياة الانسان العربي – ذكرا كان أم انثى، طفلا كان أو مسنا – هي أهون شيء في نظر العرب أنفسهم قبل ان يستهينها الآخرون، ولهذا الاستنتاج دواعم عديدة. فالأسئلة التي تطفو تلقائيا كثيرة ومربكة ومتشابكة:

أولا – الحروب: هل يعقل ان يخرج رئيس مسلم لدولة عربية لحرب ضروس ضد دولة اسلامية أخرى تدوم ثماني سنين ويضحّي خلالها بحياة نصف مليون من أبناء ما سمى بـ"شعبه"؟ وهل يعقل ان يشاهد 250 مليون عربي هذه الحرب طيلة الثماني سنين ولا يبالي احد بمصير القتلى والجرحى والأرامل واليتامى؟ كم مظاهرة خرجت الى شوارع الوطن العربي خلال هذه الحرب بين إيران والعراق مطالبة ً بوقف شلال الدم العربي العراقي والاسلامي الايراني؟ وهل قام عربي واحد ليحاسب "أكبر زعيم عربي" - جمال عبد الناصر - على آلاف القتلى الذين خلف في اليمن؟ وفي صحراء سيناء؟ ومن سيدفع فاتورة عشرات آلاف القتلى في دارفور السودان؟ وكم سوري راح ضحية الحروب الخاسرة ضد اسرائيل؟ ولماذا؟ هل حرروا شبرًا واحدًا من فلسطين "المغتصبة"؟ وكم بالمائة من الفلسطينيين سيُلقون بأنفسهم الى التهلكة حتى يفهم أرباب العصابات الفلسطينية ان نداء "عاشت فلسطين" لا يمكن ان يتحقق اذا انتقل الشعب الفلسطيني بأسره الى جنات الخلد؟ وكم من اللبنانيين سقطوا ضحية للفتن الطائفية؟ وكم فلسطيني دهست جنازير الدبابات السورية التي اجتاحت مخيم تل الزعتر في 1976؟ وكم فلسطيني قُتل في الأردن في "أيلول الأسود" في 1970؟ وكم كويتي "اختفى" بعد الاجتياح العراقي للكويت عام 1990؟

ثانيا – الارهاب السياسي: كم من المصريين والعراقيين والسوريين والليبيين والمغربيين وغيرهم من العرب فارقوا الحياة في معتقلات التجويع وزنازين التعذيب وسجون التأديب والمقابر الجماعية التي أقيمت كلها خصيصا لهؤلاء اللذين لا يريدون التغني بمدائح النظام و"قائد الأمة" و"رمز نضالها"؟ ومن يُخرج أهل حماة 1982 من مقابرهم ليسألوا "بأي ذنب قُتلنا"؟ وأين هم العشرين ألفا من الرجال والنساء والشباب أبناء ارض الشام الذين "اختفوا" حول سجن تدمر في 1980-1982؟ أليست هذه الظواهر الا تجليات معاصرة للتراث "الزراعي" المستنير للحجاج ابن يوسف الثقفي؟ وكم من الجزائريين طـُعنوا في الصراع القبائلي الذي يتزخرف بالشعارات الجهادية والآيات القرآنية؟ وكم من السعوديين سقطوا وسيسقطون ضحية الصراع على السلطة والمقدرات في مسقط رأس الاسلام؟ وكم مصري قـُتل من رصاص الجماعات الإرهابية قبل اغتيال الرئيس أنور السادات وبعده؟ وكم نسمة ستكون حصاد الفوضى والصراعات وقطع الرقاب واستعراض العضلات وحضارة المتفجرات والفتن الطائفية في أرض الرافدين اليوم؟ وغدا؟ وفي اليوم الذي يليه؟ وهل نسينا حياة الأقليات الدينية بين المحيط والخليج مثل المسيحية والصابئة والبهائية والدرزية, والعرقية مثل الأكراد والتركمان والأمازيغ؟ وعلى فكرة، من أطلق النار برجل نبيل عمر وأدى الى تبتيرها؟

ثالثا – الاهمال القاتل والفساد الفتاك: لماذا يكون نصيب الإنفاق الحكومي العربي على المستشفيات وتجهيزها أدنى من معدل الانفاق على صحة المواطنين في القارة الافريقية؟ وكم طفل عربي لم يكمل سنته الأولى بسبب تلوث البيئة والمياه وسوء التغذية والأغراض الخطرة المنتشرة في شوارع المدن العربية؟ كم من المصريين فقدوا حياتهم في حرائق القطارات وانهيار الجسور تحت عجلات الباصات وانهيار الأبنية بمن فيها بسبب انعدام الرقابة علي تنفيذ قوانين البناء؟ ولماذا يخضع القضاء في كثرة الدول العربية لقانون الغاب؟ ولماذا تخدم أجهزة الدول العربية أرباب المال وأصحاب العضلات والأقرباء والمقربين؟ ولماذا الاحتكارات؟ وأين الملايين بل البلايين التي تم تخصيصها لتعبيد الطرق وتطوير المواصلات وموارد المياه والصرف الصحي وباقي احتياجات البنية التحتية؟

رابعا – العادات المميتة والتقاليد الجارحة: على كم فتاة عربية قـُرئت سورة البنت الموؤودة على خلفية شرف رجال العائلة؟ وكم بنت ذُبحت بسكين القهر الذي يمارسه رجال العائلة العربية متسترين وراء "العذر المخفف" و "العذر المحل" الذي ينطبق على الرجال فقط دون النساء؟ وكم من القتلة يسرحون ويمرحون في الشوارع والمقاهي والملاهي محتمين بتلك "الأعذار" بعد تصفية الحسابات مع أخواتهم في أمور لا علاقة لها بسلوكهن؟ وكم عربي راح ضحية لـ"ثقافة العيب" التي لا زالت تتحكم وبقوة بحياة المجتمعات العربية؟ وكم من النساء يعانين من عقلية "تأديب المراة" ليلا نهارا؟ أليس منطق "بيت الطاعة" هو الذي يلقي بظلاله بل بظلامه وبظلمه على الكثير من ميادين الحياة السياسية والاجتماعية والعائلية والاقتصادية في المجتمعات العربية؟ ولماذا تقطّع وتبتّر الأعضاء التناسلية لأكثر من 4000 بنت يوميًا في مصر والسودان واليمن؟ لماذا يُحرمن تلك الزهور من حق الاستمتاع بالشيء الممتع الأخير الذي بقي في حياتهن البائسة التاعسة؟ ولماذا يعاقبن جسديًا علي جريمة لم يقمن بها قط ولم يفكرن فيها أصلا؟ ولماذا يُجبر معظم الفتيان والفتيات الناطقين بالضاد على الزواج ممن لا يرضون به شريكا ً لحياتهم؟ وكم عربي فارقوا الحياة نتيجة لنزاعات على أتفه الأمور مثل الملاسنة والمشاجرة وأولوية المرور؟ وكم سقطوا ضحايا دفاعا عن "الكرامة"؟ وكم من النساء والفتيات العربيات تعرضن للاغتصاب على أيدي الجنود العرب "البواسل" كلما احتل جيش عربي منطقة سكناهن؟

خامسا – ملاحقة الحرية والفكر والمثقف: لماذا يكون المثقف العربي إما مطعونًا أو مسجونًا أو مهجورًا أو مهمّشًا كلما لم يكن جزءً من آلة القمع السلطوية؟ ولماذا التعتيم الاعلامي على الفساد والمفسدين في الكثير من الدول العربية؟ وأين حرية الابداع الفني؟ ولماذا تتحكم مجموعة من ذوي اللحى والعمائم بما يقرأه جمهور البالغين الواعين من على صفحات الكتب أو بما يشاهده هؤلاء في دور السينما؟ ولماذا يقبع في السجن الأحرار في سوريا الذين ينادون باطلاق سراح 18 مليون مواطن سوري أو الذين يستخدمون الانترنت كما يستخدمه مئات الملايين في العالم المتحضر؟ وفي أي دولة عربية توجد مادة "حقوق الانسان" في المناهج التعليمية؟ وفي أي من الدول العربية تؤخذ حقوق المواطن على محمل الجد؟

فالخلاصة: لماذا تكون انحاء كثيرة من الوطن العربي مشابهة بالجهنم الذي لا يبعث في نفوس الملايين من القاطنين فيها الا الرغبة في الهجرة الى وراء البحار؟

الأجوبة لجميع هذه الأسئلة لا تتيح أي مجال الا للاستنتاج بأن العرب يولون للحياة ولجودتها أدنى قيمة حيث أن هناك الكثير من الأمور التي تبلغ أهميتها درجة ً أعلى بكثير من حياة الانسان في الوطن العربي. فلماذا يستغرب العرب حين لا يولي الآخرون أهمية ً لحياة العربي ولجودتها؟ أليس هذا نوعا من النفاق حين يطالب العربي من الأجنبي بحق لا يمنحه هو لنفسه ولأخيه ولزوجته ولبنته ولجاره؟

أجل، المشكلة الأساسية في العالم العربي هي تهميش الانسان وحياته وجودتها والتركيز على المواضيع التي كان من المفروض ان تخدم الانسان، فأصبحت كل من الدولة والنظام والملك والرئيس والأمة والعصابة والحوزة والقبيلة والحزب والأرض والعرض والمجتمع والأسرة والمال والشرف والكرامة والعيب والعادات والتقاليد والفتاوى والجهاد – كل منها أهم من حياة العرب منفردين ومجتمعين.

ولن يأتي تحول جذري في أوضاع العالم العربي حتى تنقلب الآية ويصبح الانسان العربي – منفردا ومجتمعا – هو جل الاهتمام ومحور النشاط وتصبح جميع تلك الامور أداة لتأمين حياته وجودتها. لقد حان الوقت لأن يبدأ العالم العربي في الاهتمام بحق الانسان في الحياة والصحة والعمل والأمن والأمان انطلاقا من القاعدة القائلة بأن هذه "حقوق الانسان" هي أصلا "واجبات السلطان". حينئذ يلتحق الانسان العربي - وفي وطنه، لا في المهجر! - بركب الحضارة المستنيرة التي يصبو اليوم الى الهجرة اليها، الى وراء البحار. وما لم تتغير جذريًا نظرة المجتمعات والدول العربية الى حياة الانسان العربي وجودتها سيكون مستقبل العالم العربي نسخة طبق الأصل للماضي القذر، بل وأسوأ منه، وتبقى الحياة في العالم العربي أرخص بضاعة في المعمورة بل وربما في الكون كله.

جامعة بار-إيلان – اسرائيل



#الموساوى_موس_ولد_لولاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - الموساوى موس ولد لولاد - العلاقات التارخية العربية اليهودية القائمة على الصداقةوالتعائش المشترك