أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حمزه الجناحي - المشروبات الغازية .. اسراف بدون مبرر لعنة جاءت مع المحتل ...















المزيد.....

المشروبات الغازية .. اسراف بدون مبرر لعنة جاءت مع المحتل ...


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 4531 - 2014 / 8 / 2 - 23:40
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



للوهلة الاولى ولغير المتمعن بهذا الموضوع يبدو ان الامر جدا طبيعي لكن ما ان تدس بانفك وتبدأ جوارحك بالانتباه ترى ان هذا الموضوع ابدأ ليس طبيعيا وربما بعد يوم او يوميين من المتابعة والانتباه تراه غريبا وخارج عن الصورة التي يرسمها المستهلك او من يدخل السوق,,,
انها مجرد قناني معدنية مملوءة بمادة سائلة والوان مختلفة ترى الكثير من الناس يحمل تلك القنينة(القوطية) ويكترع منها كأنها ماء زلال زمزمي في الشارع في المقهى في السيارة في المؤتمرات في الجلسات في المحافل البيتية في كل مكان حتى الرعاة العراقيين بدأو يتزودون بتلك (القواطي) بعد اندحار (البطل)قنية المشروبات الغازية القديم والمعروف لدى العراقيين وهزيمته شر هزيمة لتتربع تلك القنينة على عرش العراق وفي المنازل وبشكل ملفت للنظر حتى ان الفارغة منها اصبحت تجمع من قبل الباعة المتجولين وتباع ثانية للمعامل والمصانع لتعبا مرة اخرى بعد مرورها بمراحل صناعية وهذا دليل على ان هناك مهنة ظهرت في العراق هي مهنة جمع (القواطي)المشروبات الغازية وبيعها ثانية لكن الامر لم ينتهي عند الباعة وتنظف الشوارع التي هي بالاصل مملوءة بالازبال لتاتي لها القواطي وتزيد من طينها بلة فالشوارع العامة البعيدة عن المدن والتي والتي لا يصلها الاطفال الجامعين للعلب مملوءة بالقواطي ايضا على جانبي الطريق ,,
الحقيقة الامر الذي دعاني للكتابة عن هذا الموضوع حادثتين رايتهما بام عيني
الاولى وانا اقف في طابور طويل على حدود احدى الدول العربية للدخول الى اراضيها المقدسة شاهدت العشرات من السيارات العملاقة واقفة على جانب الطريق وهي محملة بهذه المادة الغازية وبدافع الفضول سالت احدهم من تلك الدولة العربية بعد ان عرفته بهويتي وطائفيتي وقوميتي لأستعلم منه عن عدد العجلات التي تدخل العراق بهذه المادة وهو مسئول كبير اجابني الرجل وهو يحول ابتسامته الى قهقه احيانا ...نضن ان النهرين الخالدين في العراق قد جفا فاصبح العراقيين لايوجد لديهم ماء فتحولوا الى شرب البيبسي كولا حتى انه قال ان معامل قد شيدت جديدة في بلدنا تصنع البيبسي لكم وقد ضمت العشرات من الايدي العاملة العاطلة عن العمل وختم كلامه بقول غريب(والله ياسيدي انتم فيكم كل الخير لديكم مصاري كتيرة لا تعرفون اين تنفقوها فلايوجد اسهل من البيبسي واقرب منه للأنفاق)وتركني الرجل وذهب الى العمل وانا اعد بتلك العجلات التي تحمل عشرات الالالف من الصناديق الملونة مثل العراق .
دعيت الى حضور خطبة امراة لأبن احد زملائي لنتجمع في بيته ونذهب الى بيت ابو البنت فما ان جلسنا حتى قدمت لنا تلك القناني المعدنية الملونة من المشروبات الغازية والتي عندما تفتحها تصدر صوت طرقة نتيجة لضغط غاز ثاني اوكسيد الكاربون المادة المهمة في المشروب والغريب في الامر ما ان تفتح علبة واحدة حتى تسمع العلب تفتح بعدها وبسرعة وتبدأ تلك الطرقات كانها طبل واعتقد ان الجميع ينتظر الفاتح الاول ليفتحوا بعده جميعا وبما اني كما يقولون العراقيين (مشوه وماشايف وابو لكة) فدائما كنت انا الفاتح الاول ودائما اكون الفاتح الاول لتطأ قدماي ارض الميعاد بعد ان شربنا تلك القواطي ذات الالوان المختلفة والاسماء المختلفة وباصوات كرع تعب البيبسي عبا بصورة ملفتة واحيانا مقززة واحيانا يسقط بعضها على ملابس الشاربين على الرغم في بعض الاحيان يقدم القدح(الكلاص) للشرب فيه لكن المسكين يبقى بدون استعمال وكأنهم لم يروه ,,,
ما ان انتهينا من شرب البيبسي طلب السيد الذي بيننا للذهاب الى عائلة الفتاة المخطوبة وكانت العشيرة كلها حاضرة تنتظرنا وفي استقبال مهيب على الرغم من ان امر الموافقة محسوم فالنساء قد حسمت كل شيء وما على الرجال الا ان ياخذوا الاوكي باحتفال تعبيري لأجل الشياع وبكوكبة من السيارات الجديدة المؤجرة دخلنا الى البيت يتقدمنا السيد جلس كل شخص بمكانه وبعد السلام والتسليم كان الجميع ينتظر الشاي وهذا العرف المتعارف لدى العراقيين ياتي الشاي ويمتنع الخاطبين عن الشرب ليطلبوا بخت من ابو الفتاة او شيخ العشيرة بانهم لا يشربوا شايهم الا بعد ان يحققوا ما جئنا لأجله لحظات وفي يوم تموزي والناس لديها اشغال والكهرباء قد عافت البيوت ورحلت أي ان الجميع في عجلة من امره حتى يدخل علينا ولدان مخلدان يحملون (صواني )وقد نصبت فيها تلك العلب من البيبسي وباشكال مختلفة ايضا وضعوا العلب امام الخاطبين وخرجا الولدان ليتحدث السيد (عمي بويه انت يبو فلان احنة ما جايين نشرب بيبسكم ولا انريد انجربكم احنة جايين بامر مهم )وبدأ يشرح كيف ان تشارك بجمع راسين على سنة الله ورسوله انتهى السيد من كلامه المعسول لياتي الجواب من ابو البنت (على بختك سيد هاي بتكم اشربوا اشربو بيبسيكم) صلوا على محمد وال محمد انتهى الموضوع وشرعت انا الاول باطلاق الطلقة الاولى لتبدا معركة الاطلاقات لكن لم يمر الامر الى هنا وينتهي كل شيء فلقد قررت ان اترحم على استكان الشاي في تلك الجلسة لأنه كان هو المتسيد بعد ان صودر مكانه ,,
فقلت لرجل وقور قد جلس بجانبي الله يرحم استكان الشاي كان الخاطبين لا يشربون الشاي الا باعطاء البخت اما اليوم فلقد تغير الامر الى البيبسي (الظاهر هاي من عادات المحتل التي جاءت لنا مسلفنة) ضحك الحاضرين وقام الجمع وهو يتلمض بحلاوة تلك القواطي ومحتواها الحلو والغاز الذي يملئها والجميع يخرج من فمه اصوات تلك الغازات المقززه.
بعد ان شرعت وقررت ان ابدأ بتسليط الضوء على هذه الظاهرة الغريبة وسبب شيوعها بهذه الكثافة وهذا الاسراف حتى اصبحت البيوت تتسوق تلك المشروبات كما تتسوق الطماطة ويوميا ولا تخلو وجبة غذائية بدون تلك السوائل الحقيقة ان هذا الامر قد كثر وغزا العراق بعد الاحتلال واعتقد من الاسباب المهمة لأستفحال هذه الظاهرة هي ..
ارتفاع الدخل للمواطن العراقي ..الحرمان الكبير الذي عاناه المواطن زمن الحصار ..الاجواء الحارة ..رخص المشروبات العازية بسبب رداءتها..سهولة الشراء لأغراق السوق العراقي منها وخاصة من دول الجوار..عدم استخدام القنينة الزحاجية التي تعاد الى البائع والتي كان يدفع تامينات عليها لأرجاعها...سهولة حملها الى الكثير من الاماكن ..وامور اخرى خاصة الاستخدام لمرة واحدة بالنسبة للعلب المعدنية والبلاستيكية او ذات العبوات الكبيرة..
لا بد من الاشارة الى تلك المواد التي تدخل العراق وباسعار رخيصة جدا حتى انها اخرجت الكثير من المعامل العراقية العريقة من الخدمة تنتج مشروبات ربما غير صالحة للمستهلك او هي ذات خبطات وصبغات مغشوشة تختلف عن الخبطة الرئيسية الامريكية (الكوكا كولا )والتي تتميز بها امريكا بالذات واي استيراد من غير امريكا يسمى مغشوش لذا وبعد ان عرفت بعض من المعلومات الصحية من بعض من سئلتهم وهم من القطاع الصحي تفاجأت باثار تلك المشروبات الغازية على البشر وخاصة الاطفال لأحتواءها على مواد منها تحتوي على غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يؤدي على حرمان المعدة من الخمائر اللعابية الهامة وتحتوي على الكافيين وحامض الفسفوريك وعلى الدايت ان التاثير السلبي لا يمكن ان تشرحه في هذه السطور القليلة لكني وبعد الاستعانة بالسيدة (سوسن الكناني ) وهي باحثة بيئية ارسلت لي موضوع غريب لأحد العلماء يشرح مضار تلك المواد على جسم الانسان اما الاطفال فان تاثير تلك المواد اسرع على اجسادهم من الكبار ...
وكان مطلع موضوعها التي ارسلته لي هو اصبحت المشروبات الغازية جزءا هاما من ثقافة الكثيرين الذين لا يستطيعون الاستغناء عنها تحت أي ظرف!! وهناك من يستفتح يومه بها قبل قهوة الصباح
ويزداد العجب حينما يقوم بعض الاباء بترويض أطفاله على تناولها رغم ان الأطباء يجمعون على الأضرار الصحية الكثيرة التي تسببها هذه المشروبات خاصة على نمو الأطفال خاصة حينما تصبح روتيناً يومياً لا يمكن الاستغناء عنه ..لذا انا لا اريد ان امنع الناس من معاقرة هذه المشروبات بل اريد من الحكومة العراقية ان تنصح الناس وتبين مخاطر الاسراف باستخدام هذه المشروبات التي يظاهي ضررها التدخين والمشروبات الكحولية التي لا تتداول بشكل يومي وانقل فقط صورة من تلك الاضرار وهي ان شرب قدح واحدة يحتاج الى اكثر من 32 كوبا من الماء المقطر ليتخلص من تأثيرذالك القدح البيبسي الواحد ...
هدر المال العام بالنسبة للمواطن العراقي المسكين الذي لم يتلقى المعلومة الصحية الصادقة لمضار هذا المشروب التاثير على البيئة العراقية بإضافة صنف اخر من الازبال ,, منع دخول تلك المشروبات الغازية الرديئة والاقتصار على العصائر الطبيعية لدخول البلد وانقاذ العراقيين من خطر محدق ينتظرهم واطفالهم والسنين القادمة ستفصح عن ضرره .

حمزه –الجناحي
العراق –بابل
[email protected]



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لجان ختن النساء في الموصل .. وممنوعات دولة الخلافة .
- دار النشر يوتيبيا توجه جديد غير مألوف .. واشخاص يؤثرون على ا ...
- قناة الحرة عراق (كل حلو بيه لولة) سوران الداوودي لولتها ..
- الشيخ القرضاوي ..بين تفجير تماثيل بوذا ونبي الله يونس ..
- ممنوع خروج الشباب الحلوين الى الشوارع ,,اخر الفتاوي الداعشية ...
- انهم يهجرون الحمائم ..انهم يقتلون الحمائم ..
- مسيحيوا العراق ..ضمير امة ..وانشودة التاريخ .
- السيد السيستاني افتى فغير ..عراق مابعد الفتوى .
- جلسة البرلمان ,, دراما خسيسة وممثلين سكارى ..
- اي رئيس خلفا للمالكي لا يعني انتهاء المشاكل !!!
- الجنس هو الدافع ..
- الصرخيون لماذا الان ؟..ولماذا من كربلاء .؟
- الامتداد ...الحلم الذي ولد فيه السيد البرزاني ..
- لماذا همس المالكي بأذن الجعفري ..وما سر المكالمة مع النجيفي ...
- الاكراد يقتلون التركمان بدم بارد ..قرية البشير نموذجا ..
- لا تكونوا اغبياء .. احسموها مع الاكراد قبل الجلسة الاولى ..
- تبا لأثيل النجيفي ووثائقه المشبوهة .
- افعل ما تشاء ..اقتل ..اسرق.. اذبح ... واذهب الى الاقليم .
- اخر ترنيمة العراق سابقا
- نفط العراق وصل الى ميناء عسقلان الاسرائيلي .. صدام ما سواها


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حمزه الجناحي - المشروبات الغازية .. اسراف بدون مبرر لعنة جاءت مع المحتل ...