مهدي مفكر
الحوار المتمدن-العدد: 4531 - 2014 / 8 / 2 - 14:39
المحور:
المجتمع المدني
إن من أهم مشاكل العرب التي لم يستطيعوا تجاوزها و التي طفت إلى السطح تأثيراتها هي عقليتهم التسلطية الإستبدادية و التي نراها في صراعات مختلف الأطراف من أجل الحكم ولصالح كل طرف بغض النظر عن المصلحة العليا للدولة التي يعيشون فيها ،حتى لو كان ذلك على حسابها وهو ما يمكن ملاحظته في صراع الليبيين في مطار طرابلس وتدمير بلادهم بأيديهم فلو كانوا يفكرون حقا في بلادهم لا في مصلحتهم الحزبية أو مصلحة كل طرف على حدا لما اقتتلوا أمام طائرات اشتروها بملايين الدولارات ،كما أذكر حادثة إطلاق الثوار النار على المدنيين الذين خرجوا يتظاهرون ضد الميليشيات المسلحة كما أذكر أيضا سكوت المحسوبين على المدنية و العلمانية على جرائم العسكر في حق أنصار الإخوان و زحف الحوثيين المدمر و كثير من الأمثلة التي توحي لنا أن المشكلة الحقيقية هي مشكلة شعوب مستبدة .
كل طرف لا يهمه أي شيء سوى أن يفوز هو بالسلطة و يعتبر أنه هو الحق وتوجهه أو إثنيته أحق الأطراف بالسلطة و يدافع عن هذا بطريقة دغمائية لا تقبل النقاش الموضوعي ،و بما أن هذا النمط من التفكير و التعامل لا يؤدي إلا إلى الصدام فإن العملية السياسية قد فقدت قيمتها و حلت مكانها الغلبة ، الفكرة و الهدف و البرنامج لا يهم بل تهم القوة و السلاح .
بين الدول التي فقدت القوة المسيطرة قوة الجيش و تلك التي تحكمها قوة مسيطرة عسكرية دكتاتورية الجميع يعيش في فوضى و السبب هو العقلية العربية الإستبدادية و التي استقيناها من تاريخنا الذي يعود إلى القرون الوسطى و فقهنا الذي يعود لتلك الفترة
التنوير الفكري هو الحل و من يقوم به هو من يريد حقا النهوض بشعبه و مادامت هذه الشعوب جاهلة متخلفة مستبدة فلا أمل يرتجى من محاولة معاقرة السياسة إذ أنها لا يمكن لها أن توجد بل يحل مكانها أمران وهما الدكتاتورية العسكرية التي لا تقيم للشعب الجاهل وزنا أو الحرب الأهلية ، أما بالنسبة للشعوب الواعية المثقفة فإن الممارسة السياسية عندها أمر عادي مألوف وفي غاية البساطة .
#مهدي_مفكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟