أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هشام الطوخى - العقل الأبوى : موت العقل العربى














المزيد.....

العقل الأبوى : موت العقل العربى


هشام الطوخى

الحوار المتمدن-العدد: 1279 - 2005 / 8 / 7 - 12:05
المحور: حقوق الانسان
    


نظريات نهاية العلوم ونهاية الحضارة ونهاية التاريخ لم تثبت مثاليتها ، فرغم توقف بعض المجتمعات عن انتاج الحضارة لا زالت مناطق جغرافية أخرى تخرج ابداعها الانسانى فى العلوم والصناعة والاقتصاد والفنون والرياضة وغيرها من المنتجات الحضارية ، وتثبت أنه مادام الكائن البشرى يوجد ويتناسل فلن توجد لحظة زمنية تصل فيها الحضارة الانسانية الى الكمال والمثالية المطلقة
وحين يعلن مجتمع ما وصوله الى تلك اللحظة فانه يعلن عزلته وموته . والتجمعات البشرية فى المنطقة العربية - مصر على سبيل المثال - أعلنت لحظات كمالها ومثاليتها بتواريخ محددة اعتمادا على أيدولوجياتها وعقائدها . هذه اللحظات المعلن عنها تتناثر فى التاريخ ويمكننا بسهولة تحديدها بالألفية الثانية قبل الميلاد (عصر الأسرات الحديثة ) و القرن الرابع الميلادى (قبول قسطنطين للتعميد واعلان المسيحية ديناً رسمياً للدولة الرومانية) و النصف الثانى من القرن السابع الميلادى (ظهور الاسلام ) و بداية الألفية الثانية (ازدهار الحركات الصوفية ) و القرن التاسع عشر (بداية عصر النهضة العربية ) و خمسينات القرن العشرين (التجربة الناصرية ) و سبعيناته ( عصر الحرب والسلام ) و ربع القرن الأخير ( يسمى فى اعلام مبارك بأزهى العصور فى كل شيئ )
كل التجمعات التى تتخذ من هذه التوقيتات الموضوية تاريخاً لكمالها ومثاليتها أعلنت - واعية او غير واعية - أن كل ما تحتاجه للمستقبل معد وجاهز فى كتب ومناهج الماضى ، وأنه لم تعد هناك حاجة للعقل الا لاعادة قراءته وتطبيقه ، وان الأمر لا يستلزم أكثر من الحصول على القوة والسلطة اللازمة للتمكين له ، وأنه مادام المستقبل هو الماضى فان أية محاولة للخروج عن الالتزام به باستخدام أى منظومة عقلية قد تبدع أو تنتج أفكاراً أو مناهج تتناقض أو تخالف مناهجه هو شيئ هدام وباطل . لذا فالمطلوب تحديداً لحماية المستقبل - رغم كل الشعارات الدعائية والتجميلية - هو موت العقل أو ايقافه
المنظومة العقلية تتكون من مدخلات و عملية و مخرجات
المدخلات هى المعلومات والأفكار و يمكن التحكم بها عن طريقين : الأول هو منعها من الوصول الى العقل الذى يجب حمايته عن طريق مصادرتها و منع تداولها بوسائل التداول المختلفة ، والطريق الثانى هو معالجة المعلومات والأفكار قبل وصولها الى العقل المطلوب حمايته وذلك بوسائل مختلفة كتشويه المعلومات والأفكار والتشكيك فيها واجتزائها من سياقها وتحريف نصوصها وتغيير معالمها لتغيير رسالتها وتدمير تأثيرها ، و هكذا يتم فرز وتنقية و توجيه معلومات وأفكار محددة الى العقل ولا يتم السماح بمرورغيرها
أما فيما يخص العملية نفسها - ولأنه لا توجد قدرة ما على منعها تمامًا فى وجود المخ البشرى - فان البديل المتاح هو بث الاختلال اليها عن طريق تدريب الناس منذ طفولتهم وحتى شيخوختهم على تقبل النتائج غير ذات الصلة بمقدماتها ، وبالتحليلات العشوائية ، والحوارات غير المترابطة ، والنصوص المفككة ، وبكل ما يمكن أن يفرغها من قواعد المنطق
أما المخرجات الغير مرغوبة فيتم كبتها فى عقول أصحابها ومنعهم من اعلانها عن طريق تخويفهم أو التضييق على حرياتهم الشخصية والاجتماعية أو ايلامهم جسديا أو تشويههم معنوياً أمام مجتمعاتهم أواعتقالهم وحبسهم أونفيهم أو اعدامهم ، وأما المخرجات المتسربة والتى لم يمكن منعها فيتم التعامل معها باعتبارها مدخلات جديدة باتباع الآليات السابقة

((نحن أبناء أبينا وأحباؤه ... بلهاء ورعاة جهلة ...لكن أبونا رجل يفهم ... هو شيخ المرعى ومعلمنا وكاهن أسرار المعبد ومؤسسه باسم الرب

المنظومة العقلية العربية اذا لم يمكن اعتبارها غير موجودة فهى مختلة الوجود ومريضة
واذا استمر هذا الوضع فلا مجال للحديث عن أى نمو أو تطور ، ولن يصبح لكل دعوات الذين نزلوا الى ساحة الشارع العربى فى مصر ليجربوا متعة الصراخ ضد الديكتاتورية والفساد وينادوا بالتغيير السياسى وتداول السلطة أى انجاز حضارى لأنهم - اذا تحققت مطالبهم - سوف يساهمون فى نقل مجتمعاتنا من أيدى سلطة موضوية مستبدة الى سلطة ستستبد لأنها موضوية
ما دام العقل العربى ميتاً ولم ينل فرصة لاحيائه فلن يوجد حديث عن مستقبل يوجد فى المستقبل وسيظل الحديث عن المستقبل الموجود فى الماضى



#هشام_الطوخى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن والتطرف : الصمت شريعتنا والمجد للصامتين


المزيد.....




- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هشام الطوخى - العقل الأبوى : موت العقل العربى