أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عباس داخل حبيب - بؤس الثقافة المحليّة -3















المزيد.....

بؤس الثقافة المحليّة -3


عباس داخل حبيب
كاتب وناقد

(Abbas Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4529 - 2014 / 7 / 31 - 19:28
المحور: المجتمع المدني
    


واقعية بلا أدب :
نعم لايوجد أدب من غير واقع حتى لو كان تخيليّا فالخيال واقعه وإستكمالا لدأبه مهما كان نوع هذا الدأب فهو يُرسّخ أدبا واقعيا أصبحت كلمة مُثقّف به لصيقة الأديب والفنان والناقد العربي منذ الفهم العربي القديم . وأصبح المهتمّون بصناعة الكلام يتناسبونها غنيمة بينهم لشراسة لمعانها وفي تقديري - قبل أن أنسى - إن عنترة ابن شداد في ذلك البيت الشعري آنف الذكر ليس كشعراء اليوم فهو لايُريد أن يقولَ بأنني مُثقّف بالشعر أو إنني شاعر نحرير - رغم هو كذلك - بل أراد أن يقول عن طريق الشعر إن حِدَّتي: هي في القتال وهذا مايؤكده بيته الشعري (وعلى كُلٍّ ) قد إندرج هؤلاء الشعراء المثقفون اليوم مع المفهوم العام للثقافة (كُالْچر culture) وأحيانا نسمع بِمَنْ يُساهم حديثا في توضيح ذلك الشمول حين يُسأل ماهي الثقافة العراقية ؟ أو سؤال على هذا النحو : على ماذا يتثقّف العرب ويثقّفون أبناءهم عليه !!! دعني أميل قليلا تأهبا للآتي لأنني قد مِلّتُ عن طريقة التنقيط والتعجب والتفقيط عما أعتدناه في الكتابة ووضعتُ ثلاث علامات تعجب أراها فعّالة (حتى لو لإثارة الانتباه لاغير) ذهابا لواقع كث مكثف مُعاش قبل تدشينه بقلم أي قبل تمييزه بالتدوين يشير لواقع فعلي غير مكتوب في ورقة أي لم يتأدب بعد واقعيا كنص: وموائمة تلك العلامات مع نهاية السؤال بدلاً من علامة إستفهام يُضنّ بأنها فاعلة كواقعية الأدب الواقعي. لعلّ التعجب ينفع في تحليّة ذكرياتنا المُرّة ، تسّهيل تعقيدات حياتنا الصعبة التي مضغتّها آلات الحرب والحب الضائع والغربة - عزيزي قارئ المقال الكريم - لعلّها تحثّ على جوابٍ يكون إستكمالا وتآزرا لما بعد طموح البدائل الثقافية بخطوته الأولى يكون بديل البدائل ماضرَّ منّها وما نفعْ علهّا تفيد بإيجاد أجوبة جديدة مُدّهشة منكم سادتي تصلح لمناقشة الواقع بما يجعله قابلا للنقاش قبل تأديبة بنص لأنه متصلب على وقوعه صلدٌ يحتاج تهشيشة بشكل لايقبل النقاش. والبداية هي المَدارِس التي تَدْرِسُ ماتعلمناه مثلما تَدْرِسُ الرياح آثار الرمال الخائبة في الصحراء وتبدأ بأفضله من المعرفي للتقدم والتمدن في ركب الحضارة العالمية التي تعيش في كنفها جميع الحضارات السابقة من اليونان الى الهند والصين والرومان. كُلنا نعرف - على أقل تقدير – الجواب على سؤال : ماذا تعلمّنا في مدارسنا؟ . وهو سؤال ببساطه لايقود لشئ مُحدد تعلمناها ممكن أن يصلح لجواب ونصبح به فعلا متعلمين أكثر مما يقود لإستفسارٍ ما عن ورودٍ يسوقه واقع مرير وجوب تقعيده ندّيّا مع واقع لايعرف الأدب أملا في أن تُشذّب الثقافة العربية في مَفهُومِها الجديد عادات اللامبالاة وتقاليد التنْبلة والكسل بدلا من تثقّيف الأقوال بفنونها الأدبية. على الأقل - فقط الآن - فنحن الآن أحوج للإهتمام بتأديب حواشي الواقع الفعلي الثقافية وزوائدها فينا قبل الإهتمام بأدبها الواقعي . فالإشارة للحوار وخوض نقاش في واقعية بلا أدب حتما تؤدي لدأب ثقافي مؤدب بالمعنى الشامل للثقافة وتفاهما معه بالمعنى الأخلاقي الحصري للتأديب إذا ما عرفنا إن الأدب لغويا هو حُسن التناول ومنه زحف هذا المعنى للنصوص المكتوبة التي تحمل المرء على محامده وتساهم في تأديبه عن طريق نصوص الأدب كالشعر والنثر والخطابة ومن ثم أصبح مفهوم الأدب يُطلق على التقنيات النظرية للشعر والقصّة لتميزها عن باقي الفنون كالرسم والموسيقى بغض النظر عن تقنيات فن الكتابة المرتبط بمهارات الصنعة الإبداعية المؤثرة .
ليس هناك منفذ لأحد الآن من شرخِ ما يتربع فيه ليكون أديبا ، مالم يتأهب للعمل ويهدّ أعمدة الظلام قبل الكهرباء ويغلق صنابير الملامة على العراق قبل ظروف مياهها الشحيحة ويكفّ عن فتح أبواب رمي الملامة على الظروف بمعزل عن هؤلاء الأبناء أنفسهم بما فيهم الأدباء لأنّ الظرف نفسه لاياتي بنفسه وإن جاء فإنه لا يقود إلا لمنعطف مشاهد الناس المُبّهمة التي يضيع فيها تحديد الفرق بين العلة التي يُضنّ إنها الظرف والإنسان الذي يُضنّ إنه المعلول باعتباره المتضرر الوحيد لكن هذه المرة مثل أية مرة من جرّاء أفعال يديه ، مثلها: مثل مدخّن يلقي باللوم على التبغ والسرطان كظروف موضوعية ساهمت بإيذاءه وينسى إنه مُدخّن . فلا يجوز منطقيا إذن الحديث عن مُتسرطن بمعزلٍ عنه كمُدخّن . تبعا لحقيقة اعتبار ظروف الإنسان الثقافية هي وليدته ومن ثم تنعكس عليه فيما بعد كعلّة فيصبح معّلولا مشّلولا. فإذا كانت المحنة الآن هي كمن استجلب بؤسه بيده سواء كان هو مُسبّب أو سبب فإنها إشارة لمحنة عقلية مُحّرجة الحلّ مشوشته بخزيِها الأكبر إذا لمْ تُخجِل الجميع . وإذا كانت كذلك بلا خجل منذ آلاف السنين يختصرها المثل العراقي طيب الصيت بجدّيّة (إذا كانت هذه السنة مِثّل كلّ تِلْكْ السنين إذن إنها لمرقة لذيذة وإنه لَدِيكٌ سَمين - المثل منقول من الشعبي بتصرف لمؤازرة الفصحى. وعليك إرجاعه لأصله لتعرف إنّ المغزى أصيل) .
الآن عام ۲-;-٠-;-١-;-٤-;- ولنأخذها بالأعوام . وماذا يعني؟ ماذا سَيتبدّل لو أخذت بأقل من ذلك كالأشهر والأيام ؟ الجواب: أكيد لاشئ بالتجربة. ولا أحد سيشعر بضرر وهذا مجرّب أيضا. الآن ونحن على مشارف أن نودّع هذا المقال ، وماذا يعني؟ ماذا سيتبدّل لو إستطال بأقل من ذلك مثل ما بدأناه بمقدار؟ الجواب بالتأكيد لاشئ . ولأن لاشئ هو الجواب السائد ولايلحق ذلك احد بضرر حتى على مستوى الشعور بالضجر إذن لاضير من إدراج في قائمة أخرى بعض العادات التي تُمارس في البلدان التي تعيش ظروفا ليس فيها من ظروفنا الراهنة كاليابان والألمان والطليان وغيرهم من البلدان الآمنة والتي تتبدل حياتهم فيه بالدقائق والساعات لفاعليتهم العملية في الواقع الفعلي لا في الكلام ونصوصه الأدبية ولو أخذنا مشهدا من حياتهم سنجده يتشابه ببعض العادات الروتينية المؤدبة التي هي وليدة أبنائهم البررة الذين صنعوا بلا بطر ظروفا مستقرة لبلدانهم: فهم لايفضلون السهر طوال الليل والنوم نهارا عدا من يعمل بالدوام الليلي . لايرتكنون الدرابين ويسمعون أخبارا يومية نكدة عن إنفجارات ماحقة والرد على العدو من قبل قوات مسلحة بالقنابل الساحقة إلا في الأفلام التجارية الرابحة ، الإستماع لخطب وعَظيّة عن جَهنّمٍ اللاحِقة لكُلّ من تسوّل له نفسه ودناءتها اللاعقة للخمر والفقر ومن لف لفيفها من مسيئي الأداب الفاضحة إلا من وافد لهم من بلداننا النازحة فهو في الحقيقة خبّرة راقيّة في المناحة : على ماضٍ قد ولّى ، على حاضر يتقلّى على جمّر التأخر والتخلف والتدهّور والتقهقر والتقوقع عن ركب الحضارة العالمية السانحة . خبرة بالتظلم والتشكي بلوعة والتياع من إنقطاع الكهرباء الى الرعب من تلوث المياه الشحيحة الباقية في الصنابير الصدئة العتيقة أو في الساقية ، من دون تقديم مشروعا واحدا يقي شر هذه المعاناة الرائجة السائدة كبضائع كاسدة :
إذن من الحق أن يكون تجاوز ظروف الأفراد إليهم ووضع على بعض من عاداتهم ذات السحنات الكالحة عددا ليس بالقليل من الفوارز والخطوط والنقاط الشارحة: حول تقنيات مشهد مروع من مشاهد الواقعية بلا أدب يختلط فيه شهيق الدم بريق الأمهات وحناجرهن اليابسة.
بات من المعروف ، معضم الناس في تلك البلاد البعيدة عنّا لايعرفون الكسل بسبب توفر فرص العمل الحقيقية بإنشاء معامل ومزارع بطاقات عظيمة وهمم جبارة واموال طائلة تديرها خبرات إقتصادية خلاقة وإنّهم بالأصل مَنْ أرادوا ذلك لا الحظ دفعهم اليه ولا القدر ولا الحكومات العادلة ولا الجائرة منها ، لذا تراهم يعملون كخلية نحل . فهم لايعرفون البدائل المضللة أيضا ، فيما عدا فئة ضئيلة منهم ، وتبين بعد المراجعة والتدقيق . بات من غير المُنكر ، معضم هذه الفئة الضئيلة وافدون قُدماء وضالّون وثلة جُدد مِنْ بلدانٍ للتلاسن غاوية ، تعيش في هاوية . إستوطنوا مؤخرا بلدانا مُكفيّة مُلفّيّة مستوفيّة : ومن الضروري هنا أن يكون لنا موقف في وجوب توقف الحديث عن إنتعاش سوق تبادل الثقافات من واحدة راعيّة بإخرى متوفيّة بلا أسف ملْغيّة : لاغية لاعيّة لافيّة .



#عباس_داخل_حبيب (هاشتاغ)       Abbas_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بؤس الثقافة المحليّة - 2
- بؤس الثقافة المحليّة -1
- مِفتاحهُ أكبر من الباب ، لمْ يتعرف بَعدُ على المفاتيحِ الصغي ...
- لا أُحبُ النصيحة ، لا تقفز أبداً ...
- قارب الشعر ومجداف الفلسفة في -بحيرة الصمغ- للشاعر جمال جاسم ...


المزيد.....




- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...
- الأمم المتحدة تطالب الاحتلال بالتوقف عن المشاركة في عنف المس ...
- المجاعة تحكم قبضتها على الرضّع والأطفال في غزة
- ولايات أميركية تتحرك لحماية الأطفال على الإنترنت
- حماس: الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد ...
- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون
- الأمم المتحدة تدعو القوات الإسرائيلية للتوقف عن المشاركة في ...
- التحالف الوطني للعمل الأهلي يطلق قافلة تحوي 2400 طن مساعدات ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عباس داخل حبيب - بؤس الثقافة المحليّة -3