أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - حماس ..الخلط بين مفهومى الجهاد والمقاومة















المزيد.....

حماس ..الخلط بين مفهومى الجهاد والمقاومة


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4529 - 2014 / 7 / 31 - 02:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة ضرورية : ( "حتى لا يتم فهم موضوع المقال على غير مقصده" فإننى أذّكر بأننى ضد كل من يحاول تبرير ما تقوم به إسرائيل من هجوم بربرى على غزة واعتبر أن كل أشكال المقاومة هى صد للعدوان ونضال مشروع لتحرير الأرض، وأى تبريرللهجوم الاسرائيلى بذريعة خطف وقتل الشبان الثلاثة فى منطقة خارج سلطة حماس والتى أنكرت صلتها بالحادث هو مجرد ذريعة اسرائيلية وأن المتتبع للأحداث يعلم أن إسرائيل كانت مبيتة النية للهجوم وتبحث عن أى حجة تبرره، لذا فإن أى موقف من حماس مبنى على كونها فرع للإخوان المسلمين فى غزة لإعطاء ذريعة للهجوم على المقاومة الفلسطينية وتبنى وجهة النظر الإسرائيلية فى أن حماس هى المعتدية وأن ما تقوم به إسرائيل هو محض دفاع عن النفس هو موقف يقع فى دائرة الخيانة والإستقواء بالمحتل على الوطن).
وعودة للموضوع فإن مفهوم "الجهاد" كما ورد فى كتب السيرة " هوجهاد الكفار من المعاندين والمحاربين والمرتدين والبغاة ونحوهم ومقصوده إعلاء كلمة الله" وإعتبره "ابن تيمية" فرض عين على كل مسلم ومسلمة حسب الجهد والقدرة، وأفاض الشرّاح فى تفصيل أنواعه من جهاد دفع الى جهاد طلب وتعيين أشكاله وضروراته ومراتبه وشروطة وتفاصيل أخرى كثيرة حوله، لذا فإن هذا الضرب يخص المسلمين دون سواهم ويدل على المرجعية الدينية للقائلين به، ويختلف ذلك إختلافا عميقا عن مفهوم "المقاومة" ومدلولها السياسى الذى يتراوح من المقاومة السلمية " التى تجمع كل الإحتجاجات المدنية من تظاهر واعتصام ومقاطعة بضائع وصولا للعصيان المدنى الشامل"، والمقاومة المسلحة وتشمل أنواع الكفاح المسلح من المقاومة الشعبية المسلحة "كما حدث فى ثورتى القاهرة الآولى والثانية ضد الحملة الفرنسية" والحرب الشعبية وحرب العصابات والأنصار كما تجلّت فى مقاومة النازية والفاشية وحرب التحرير الجزائرية وفى كوبا وفيتنام وحركات التحرر الوطنى فى افريقيا وأيضا فى مقاومة الإحتلال الصهيونى بفلسطين.
مع كل عملية إسرائيلية فى غزة كان المصريين أول من يخرج الى الشوارع للتنديد والإحتجاجات الغاضبة فى كل العهود، الاّ أن الوضع يبدو مختلفا هذه المرّة فى ظل ردود الأفعال الباهتة للشارع المصرى والعربى عموما، ويرجع ذلك الى ما أحدثه الإخوان المسلمين وحماس من مقاومة ما يعتبرونه إنقلابا ضد شرعية حكمهم ورئيسهم المنتخب وتحالفهم مع الجماعات الارهابية، فقد تحولت القضية المقاومة الفلسطينية تدريجيا فى ذهنية الجماهيرالى قضية حمساوية خالصة بعد أن تخلت السلطة الفلسطينية عن خيار المقاومة واستبدلته بالتفاوض، ورغم أن الحماس الشعبى للقضية بدأ بغلاف دينى قبل وأثناء وبعد النكبة فى 1948" أخى جاوز الظالمون المدى..ويامجاهد فى سبيل الله" فقد تحول بعد ذلك الى طابع قومى مع مرحلة النهوض القومى "البعث- القوميون العرب- عبد الناصر.." ومع ظهور حماس فقد حاولت أن تعيد المقاومة الى مسار دينى مرة أخرى ولكن ليس بطابع شعبى بسيط كما كان بل بطبعة إخوانية - حمساوية متحالفة مع منظمات سلفية كالجهاد الاسلامى بينما تقلص دور التنظيمات االقومية واليسارية المقاومة "الشعبية والديموقراطية وحزب الشعب وحتى فتح" وخلال عام من حكم الإخوان وعام بعده من الإرهاب المرتبط بالاخوان ومعرفة الجماهير بدور حماس "الذى تكشف" فى إقتحام السجون ومساعدتهم للجماعات الإرهابية فى سيناء "أنصار بيت المقدس وجنود مصر" وفى الدول العربية "داعش والنصرة وأنصار الشريعة والقاعدة ..." وارتباط من يرفعون شعارات حماس بمن يرفعون شعار رابعة حتى فقد وضعها القضاء المصرى على قائمة المنظمات الارهابية، لقد ساهم كل ذلك فى انفضاض واسع عن القضية الفلسطينية ليس على المستوى المحلى فقط ولكن على المستوين العربى والإسلامى أيضا وجاء رد تلك الجماهير المناهض للعدوان أقل من ردود فعل جماهيرية فى المعسكر الغربى وأمريكا اللاتينية، وحتى ردود الفعل الرسمية العربية جاءت رتيبة وخالية من الدسم فهى مجرد كلمات إدانة واستنكار بلا مواقف تتساوى حتى مع دول كالبرازيل والإكوادور.
مشكلة حماس مع باقى التنظيمات المقاومة فى غزة معقدة أيضا فهى تقدم التنازلات حين تحتاج لتلك المنظمات فى تعظيم قوتها وبعد أن تنجز هدنتها مع العدو وتبدأ فى جمع الغنائم من دول الخليج نجدها تنقلب عليها ويكون جهدها منصبا على تقليم أظافر التيار الجهادى الذى قد لا يكون له نفس أهداف حماس التكتيكية، لقد استطاعت حماس كسب هذه التنظيمات لصفها وادارة هذه الجولة من الصراع بمهارة على قدر امكانياتها وكانت مستعدة لهذه الضربة بل يمكن القول أنها استدرجت اسرائيل لها بعد شقها لعشرات الأنفاق تحت الأرض فى غزة وتكديسها لمئات من الصواريخ التى تطول جميع المناطق الجغرافية فى اسرائبل وساهم فى تحديد التوقيت أيضا انسداد الأفق أمامها بعد خسارتها لأبرز حلفائها " ايران وسوريا وحزب الله" بسبب موقفها من الصراع فى سوريا وأيضا سقوط أكبر حلفائها بالمنطقة (الإخوان المسلمين) مما جعلها تلقى بكل بيضها فى سلة قطر التى لا يمكن التعويل عليها كثيرا بسبب العلاقة العضوية بينها والولايات المتحدة من جهة وبينها واسرائيل من جهة أخرى، وهرولة حماس للتصالح مع السلطة الفلسطينية "التى كانت تمر أيضا بمشكلة انسداد أفق المفاوضات" وذلك لإنتشالها من أزمتها الاقتصادية ودعم قدرتها لدفع رواتب مستخدميها فى غزة المحاصرة، لكن الذى لم تعمل حماس حسابه هو أن تطول الحرب على غزة كل هذه المدة وأن يتخذ العدو قرار الدخول البرى والاّ يعير ردود الفعل الدولية حسابا لذا كان معدل إطلاقها وحلفائها فى غزة للصواريخ على المدن الإسرائيلية متعاظما فى الأسبوعين الأولين للحرب حتى أوشك مخزون تلك الصواريخ على الإنتهاء "دون تعويض محتمل" وأيضا فى قرارها السريع برفض المبادرة المصرية (والتى رغم عيوبها العديدة فقد كان يمكن أن تنقذ حماس من ورطتها) وهاهى فى النهاية تلجأ الى الابواب الخلفية للعودة الى الحل المصرى الذى تقلص أيضا بسبب التعنت الإسرائيلى " وذلك بسبب تعاظم خسائرها وشعورها أنها قد استطاعت الإمساك بطرف خيوط الأنفاق الذى لا تريد أن ترحل قبل تدميرها" لذا نرى أسرائيل تزيد استهداف المدنيين والأطفال فى الربع ساعة الأخيرة حتى لا تعطى لحماس نشوة نصر أمام شعب غزة الجريح والمكلوم وبنيته المهدمة.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبيعة السلطة بعد ثورة يناير والصراع الطبقى (2)
- طبيعة السلطة بعد ثورة 25 يناير والصراع الطبقى (1)
- اليسار وثورة يناير
- اليسار الجديد وإشكالية الثورة
- أمريكا والإسلام السياسى
- الأقباط وثورة 30 يونيو
- الأقباط وثورة 25 يناير
- الأقباط والثورة (1)
- الكبت الجنسى كمدخل طبيعى للتحرش
- داعش .. ومحاولة الإستيلاء على العراق
- دون مكابرة .. مصر بلد فقير الموارد
- المشير عبد الفتاح السيسى .. وصناعة الزعيم
- ملاحظات سريعة حول الانتخابات الرئاسية
- الإخوان المسلمون والصعود الى الهاوية
- الإسلاميون ونهاية التاريخ
- حقيقة -الجيش المصرى الحر- فى ليبيا
- الجنرال السيسى .. والغموض المتعمد
- إنتقال الحكم .. إنقلاب أبيض فى البيت الحاكم بالسعودية
- فتاة المصنع .. فيلم يخصم من رصيد محمد خان السينمائى
- حقيقة علاقة عبد الناصر التنظيمية بالاخوان و حدّتو


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - حماس ..الخلط بين مفهومى الجهاد والمقاومة