أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - البعث يدَّعي إعلان الحرب على داعش!!















المزيد.....

البعث يدَّعي إعلان الحرب على داعش!!


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4529 - 2014 / 7 / 31 - 00:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدون الخبث والمكر والغدر، والقتل، والتدمير فالبعث لم يكن شيئاً يذكر. هذه الحقيقة يعرفها الشعب العراقي بجميع مكوناته بمن فهم العرب السنة. ولولا هوس السياسيين السنة باحتكار السلطة لهم وعدم تحملهم ليكون للشيعة دور في صنع القرار السياسي بما يناسب ثقلهم السكاني واستحقاقهم الانتخابي، لكانوا من ألد أعداء البعث. لذلك يستخدم السياسيون السنة كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة بما فيها التحالف مع البعث والإرهاب لإلغاء الديمقراطية في العراق.
فالبعث هو شر مطلق وبكل معنى الكلمة. وأكاد أجزم أنه لولا البعث وارتكابه جريمة 8 شباط 1963 لكان العراق الآن بمصاف الدول المتقدمة بما يملكه من كفاءات بشرية وثروات طبيعية هائلة. وقد ذكرنا مراراً أن البعث يمتلك القدرة الفائقة على التلون والتقلب، وعقد تحالفات حتى مع ألد خصومه الأيديولوجيين، وارتكاب أبشع الجرائم الفظيعة بأسماء أفراد وتنظيمات إرهابية، وبعد أن يحقق أغراضه منها يقوم بسحقها وإدعاء البطولة والشطارة والفهلوة.

خلفية داعش
بعد الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979 لحماية النظام الشيوعي فيه، ساهمت الدول الغربية بقيادة أمريكا على تشكيل المنظمات الجهادية الإسلامية المتطرفة، ومن بينها طالبان والقاعدة، وبتمويل سعودي وخليجي. وبعد طرد السوفيت والقضاء على النظام الشيوعي في أفغانستان وهيمنة طالبان على الحكم، انقلب السحر على الساحر، فكان من عواقبها الوخيمة ونتائجها غير المقصودة كارثة 11 سبتمبر 2001. ولذلك حاولت أمريكا شق القاعدة لمحاربتها من داخلها عملاً بقاعدة (وداوني بالتي كانت هي الداء). فنجحت في اختراق القاعدة وشقها بكسب جماعة منها باسم (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، اختصاراً (داعش). فقواعد داعش هم من المتطرفين الإسلاميين الذين تعرضوا لغسيل الدماغ بالمذهب الوهابي التكفيري. أما قياداته العسكرية فهم من الضباط العسكريين البعثيين المتشددين في الحرس الجمهوري، تم تجنيدهم عندما كانوا في سجن (بوكا)، على أيدي ضباط من السي آي آيه. فمنهم من أعيد إلى الجيش العراقي والأجهزة الأمنية كخلايا نائمة للبعث (داعش)، ومنهم من تظاهر بالدين والتدين وارتدى الزي الوهابي فتم رفدهم لقيادة بهائم داعش الذين تم تحويلهم إلى ضباع ضارية وقنابل بشرية. لذا، وكما أكدنا مراراً، فداعش نتاج لعبة دولية وإقليمية هدفها إخضاع الحكومات لإرادة أمريكا وحلفائها في المنطقة: السعودية وقطر والأردن وتركيا.

ما الجديد في المحافظات الغربية؟
في الحقيقة إن ما جرى في الموصل وصلاح الدين وغيرها من المناطق السنية يوم 10 حزيران/يونيو 2014، لم يكن جديداً. فهذه المنطقة لم تكن تحت سلطة الحكومة المركزية منذ سقوط حكم البعث يوم 9/4/2003 إلا بالاسم. أما ما جرى يوم 10 حزيران، فهو اعلان المسؤولين ومعظمهم بعثيون، سواءً كانوا موظفين إداريين أو عسكريين، إعلانهم التمرد على حكومة بغداد وتم تسليم السلطة إلى منظمة اسمها (داعش) والتي هي تحت سيطرة البعث وجاءوا بشخصية مجهولة باسم أبو بكر البغدادي وأعلنوه "خليفة" على الدولة الإسلامية القرقوشوية. وقامو بارتكاب المجازر ضد جميع مكونات الشعب هناك من قتل الشيعة والمسيحيين والشبك والإيزيديين، وصولاً إلى السنة عرباً وأكراداً وتركماناً، إضافة إلى هدم دور العبادة وقبور الأنبياء، وفرض الحجاب والختان على النساء، حتى وصل إلى قتل رجال الدين السنة وكل من لا يبايع الخليفة أبوبكر البغدادي... إلى آخر اللعبة القذرة التي لا يجيدها إلا البعثيون... وحتى بلغ السيل الزبي، وبعد أن أدرك السكان في الموصل وغيرها من المناطق السنية أنهم خدعوا من قبل قياداتهم السياسية التي حرضتهم ضد السلطة المركزية (حكومة المالكي الشيعي الإيراني...الخ) و التأليب على الجيش العراقي (الشيعي الصفوي) على حد أوصافهم التسقيطية. وبعد أن حقق الجيش العراقي انتصارات رائعة على العصابات الداعشية البعثية الإجرامية، عندئذ أعلن البعثيون حربهم على داعش ليقولوا للشعب العراقي وللعالم، أن البعث هو وحده القادر على سحق داعش وخلاص الشعب من إرهابه. بينما في الحقيقة والواقع، إن مصدر كل هذه اللعبة الداعشية والإرهاب الداعشي هو البعث وبدعم دولي وإقليمي، الغرض منه إلغاء الديمقراطية في العراق وعودة البعث إلى السلطة وبمباركة إدارة أوباما وحلفائها التقليديين في المنطقة.

إذ كما جاء في تقرير موقع الأخبار: (تحت الضربات المدمرة لقوات الجيش العراقي بمساعدة طيرانه وقوته الجوية وهروب الكثير من عناصر داعش بإتجاه سورية واتساع تحرير مساحات الاراضي والمناطق المدنسة من داعش وشركائهم من اقطاب الخيانة والتآمر، فقد انبرى البعض من المناوئين للعملية السياسية من شاكلة أثيل النجيفي ومسعود البرزاني الذين هللوا لسقوط الموصل، حيث غيروا مواقفهم الى إدعاء محاربة داعش بهدف تحرير الموصل، انضم الى هؤلاء الأدعياء حزب البعث العربي الإشتراكي بدعوى الإنتقام من تدمير مراقد الأنبياء والأولياء.)*.

وفي هذا الخصوص، أصدرت قيادة البعث بيانا اعتبرت فيه "داعش" منظمة إرهابية، وأبدت استعدادها للدفاع عن المسيحيين وغيرهم من المضطهدين، جاء فيه " ان جرائم داعش بدأت تتسع وتتفاقم ، وآخرھا تھجير الإخوة المسيحيين من مدينة الموصل بشكل يبعث على الأسف، وھو ما نرفضه، ولن نسمح لأحد أن يكون خنجراً مسموماً بظھر مكونات المجتمع، فالعراق ھو وطن الجميع، عرباً وأكرادا وتركمان وسنة وشيعة ومسيحيين وايزيديين .. وھو مشروعنا الذي حمله الرئيس الشھيد صدام حسين رحمه الله ولازال يقود مسيرته الرفيق المناضل والقائد المجاھد الأمين العام للحزب عزة إبراھيم ھو ورفاقه الميامين ."(نفس المصدر)

بينا قبل أيام قليلة اجتمع هؤلاء في عمان واعتبروا داعش منهم وإليهم، وقال أحد المشاركين في ذلك اللقاء الاجرامي، وهو صلاح المختار البعثي، أن من يقوم بقتل وتهجير المسيحيين وتفجير دور العبادة في الموصل هو جيش المالكي الشيعي الصفوي!!.

فللبعث تاريخ دموي حافل في ارتكاب الجرائم البشعة ضد الشعب، وبعد أن يحقق أغراضه منها يقوم بتمثيلية إدعاء بطولة اكتشاف الجريمة والقضاء عليها، بينما في الحقيقة إن البعث نفسه مصدر الجريمة في جميع الأحوال، ولنؤكد صحة ما نقول نذكر المثال التالي:

تمثيلية أبو طبر
في منتصف السبعينات ظهر مجرم سفاح، يقوم بالسطو على عوائل بغدادية معروفة بمعارضتها للسلطة البعثية، اشتهر باسم (أبو طبر) لأنه كان يستخدم طبر (فأس) في قتل ضحاياه وعادة في حمام البيت. وتكررت هذه الجريمة لأكثر من شهر، مما أثار الرعب الشديد بين سكان بغداد. و استغلت السلطة البعثية هذه الحوادث البشعة لتحقيق غاياته، ومنها إعلان منع التجول في يوم معين في مدينة بغداد، وقام الحزبيون والأجهزة الأمنية بتفتيش البيوت بحثاً عن الأسلحة والمعارضين بحجة البحث عن (أبو طبر)، وتمت مصادرة الأسلحة الشخصية التي كانت بحوزة بعض الناس من أجل الدفاع عن أنفسهم وعائلاتهم من المجرمين. وبذلك حقق البعثيون غرضاً رئيسياً من هذه اللعبة. وبعد فترة أعلنوا إلقاء القبض على (أبو طبر) وأدعوا أن اسمه (حاتم كاظم هظم) من مدينة المسيب في محافظة بابل.
والجدير بالذكر أن العراقيين وبحسهم الوطني، وخبرتهم بأساليب البعث، نسَّبوا جرائم أبو طبر إلى المخابرات العراقية آنذاك، لان معظم الجرائم طالت معارضين سياسيين كما ذكرنا أعلاه. المهم أن سلطة البعث أجرت محاكمة صورية للمدعو (حاتم كاظم هظم)، وتم إعدامه، وطمسوا الحقائق ولا ندري مدى صحة المحاكمة والإعدام. وهكذا أدعى البعث بطولة اكتشاف المجرم والقبض عليه وإعدامه.
وعليه، فما داعش اليوم إلا أبو طبر بعثي آخر من الوزن الثقيل وعلى شكل تنظيم ضخم يضم الألوف من (أبو طبر)، ساهمت في تشكيله حكومات واستخبارات دولية عملاقة مثل أمريكا، وإقليمية مثل السعودية وقطر والأردن وتركيا، ضد أية حكومة لا تسير وفق سياسة أمريكا وإسرائيل وحلفائهما في المنطقة.

وأخر لعبة يقوم بها البعث هي لعبة البعثي أثيل النجيفي، الذي منذ أن صار محافظاً للموصل راح يطالب حكومة المالكي بإخراج الجيش من المحافظة واستخدم أخس الوسائل التسقيطية ضد الجيش العراقي. وبعد أن سلم مفاتيح الموصل إلى داعش يوم 10/6 ولجأ إلى أربيل في حماية البرزاني، وشارك في مؤتمر عمان الإرهابي الطائفي السيئ الصيت، والآن يحاول تشكيل ميليشيات مسلحة من عناصر يسميها الجيش القديم، للمشاركة بتحرير محافظة نينوى من سيطرة داعش، ليلغي دور الحكومة العراقية التي يحاول شقيقه، أسامة، الحصول على منصب نائب رئيس وزراء فيها! ومن دون التطرق الى مصادر تمويل وتسليح هذه المليشيات!!!
طبعاً الغرض من تشكيل هذه المليشيات من الجيش القديم هو محاربة الحكومة وخلق داعش ثاني باسم البعث هذه المرة... يرجى مشاهدة الفيديو أدناه.**

يرتكب هؤلاء جرائمهم باسم الوطنية، ونحن على ثقة عالية أن سهامهم سترتد إلى نحورهم.
وكما قال ساميول جونسون: الوطنية آخر ملاذ للأوغاد.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مصادر
*- مع اقتراب نهاية داعش تحت ضربات الجيش العراقي .. حزب البعث يلحق بالنجيفي وبرزاني في إدعاء الحرب على داعش
http://alakhbaar.org/home/2014/7/173320.html

** اضغط على الرابط للاستماع الى بيان أثيل النجيفي
http://www.youtube.com/watch?v=bmyd_48gg3o&sns=em



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا كنت لا تستحي فقل ما تشاء
- مؤتمر عمّان نتاج تساهل الحكومة العراقية مع داعمي الإرهاب
- لماذا رشح الجلبي لمنصب النائب أول لرئيس البرلمان؟
- ماذا لو تحقق ما يريده أنصار داعش؟
- بارزاني على منزلق خطير
- العلاقات العراقية-الأمريكية.. إلى أين؟
- تقسيم العراق لصالح إسرائيل
- لا للوحدة الوطنية القسرية
- هل حقاً المالكي هو السبب؟
- أوباما ينتقم من بوش بترك العراق للإرهابيين
- مرحى لفتوى الإمام السيستاني في مواجهة الإرهاب البعثي الداعشي
- كلهم داعشيون ومن بعث واحد
- أبعاد مؤامرة تفتيت العراق
- تسليم الموصل لداعش بالتواطؤ
- مع تعليقات القراء على مقال: هل حقاً المالكي أسوأ من صدام؟
- هل حقاً المالكي أسوأ من صدام؟
- حول الشراكة الحقيقية من منظور السيد بارزاني
- دلالات نتائج الانتخابات الأخيرة
- هل ممكن تشكيل حكومة الأغلبية بجميع مكونات الشعب؟
- محاولة لتفسير التخندق الطائفي في الانتخابات


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - البعث يدَّعي إعلان الحرب على داعش!!